العولمة-11
صفحة 1 من اصل 1
العولمة-11
ومن آثار العولمة في الهوية الثقافية:-
* شيوع الثقافة الاستهلاكية -لأنّ العولمة تمجِّد ثقافة الاستهلاك- التي استخدمت كأداة قوية فاعلة في إطلاق شهوات الاستهلاك إلى أقصى عنان ومن ثمَّ تشويه التقاليد والأعراف السائدة في العالم الإسلامي.
* تغريب الإنسان المسلم وعزله عن قضاياه وهمومه الإسلامية،وإدخال الضعف لديه،والتشكيك في جميع قناعته الدينية،وهويته الثقافية.( )
* إشاعة ما يسمى بأدب الجنس وثقافة العنف التي من شأنها تنشئة أجيال كاملة تؤمن بالعنف كأسلوب للحياة وكظاهرة عادية وطبيعية.( ) وما يترتّب على ذلك من انتشار الرذيلة والجريمة والعنف في المجتمعات الإسلامية، وقتل أوقات الشباب بتضييعها في توافه الأمور وبما يعود عليه بالضرر البالغ في دينه وأخلاقه وسلوكه وحركته في الحياة، وتساهم في هذا الجانب شبكات الاتصال الحديثة والقنوات الفضائية وبرامج الإعلانات والدعايات للسلع الغربية وهي مصحوبة بالثقافة الجنسية الغربية التي تخدش الحياء والمروءة والكرامة الإنسانية ولقد أثبتت الدراسات الحديثة خطورة القنوات الفضائية-بما تبثه من أفلام ومسلسلات جنسية فاضحة-على النظام التعليمي والحياة الثقافية والعلاقات الاجتماعية ونمط الحياة الاقتصادية في العالم الإسلامي.( )
وفي دراسة أعدها مركز دراسات المرأة والطفل بالقاهرة على1472: فتاه، وسيدة مصرية..تبين أنّ الأفلام التي يشاهدنها:85% أفلاماً جنس، 75% بها مشاهد جنسية، 85% أفلام عنف وحروب،23% أفلام فضاء، 68% أفلاماً عاطفية قديمة وحديثة، 21% أفلاما أخرى،6% فقط من عينة البحث يشاهدن نشرات الأخبار وبرامج ثقافية وترفيهية،ولم يذكرنّ الأفلام العلمية، لأنها لم تنل منهن أي اهتمام يذكر.( )
كما أثبتت الدراسات الحديثة أن شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) أكبر قوة دافعة للعولمة المدوية لصناعة الجنس.ويرى معهد فوريستر للأبحاث (كيمبردج ماساشوسيتس)أنّ صناعة البورنو على شبكة المعلومات الدولية تبلغ نحو مليار دولار سنويا من حيث القيمة،وإنّها مرشحة للتعاظم. فشبكة المعلومات الدولية تزيل بضربة واحدة، أكبر عقبتين تعترضان بيع الصور والخدمات الجنسية: الخجل والجهل.فالأمر لا يحتاج أكثر من أن يلقي نظرة على "دليل الجنس في العالم"،وهو موقع على شبكة معلومات الدولية،ليجد عروضاً مفصّلة عن المواخير،ووكالات تأجير المرافقات والنوادي الليلية في مئات المدن الكبرى حول العالم. وتتيح شبكة معلومات الدولية أيضا للناس تجاوز الرقابة المحلية والحصول على صور يرغبونها من أي مكان في أرجاء المعمورة.( )
* ومن آثار عولمة الثقافة انتشار نوعية مميزة من الثقافة المادية والمعنوية الأمريكية حيث سيطرت الثقافة الأمريكية الشعبية على أذواق البشر فأصبحت موسيقى وغناء مايكل جاكسون،وتليفزيون رامبو، وسينما دالاس هي الآليات والنماذج السائدة في مختلف أنحاء العالم وأصبحت اللغة الإنجليزية ذات اللكنة الأمريكية هي اللغة السائدة.( )
*ومن آثار العولمة في طمس الهوية الثقافية للأمة الإسلامية انتشار الأزياء والمنتجات الأمريكية في كثير من الدول الإسلامية، لأنّ هذه السلع تحمل في طياتها ثقافة مغايرة تسحق ثقافات الأمم المستوردة لها وظهور اللغة الإنجليزية على واجهات المحلات والشركات، وعلى اللعب والهدايا وعلى ملابس الأطفال والشباب.
ولقد أثبتت الإحصائيات الصادرة لعام 1995م أنّ النساء في السعودية: استهلكن:538 طناً من أحمر الشفاه،43 طنا من طلاء الأظافر41 من مزيلات الطلاء، 232 طناً من مسحوق تجميل العيون 445 طناً من مواد صبغة الشعر، إنفاق 1200-1500 مليون ريال سعودي على العطور. وأربعة آلاف وأربعمائة امرأة مصاريفهن خلال الصيف فقط:110 ملايين ريال فساتين الحفلات، و8 آلاف ريال متوسط كلفة الفستان وما تنفقه المرأة الواحدة على كل زينتها خلال الحفلة25 ألف ريال.
وحسب إحصائيات 1997م على نساء الخليج: 799 مليون دولار أنفقت على العطور،4 مليون دولار على صبغات الشعر،واستهلكن 600 طن من أحمر الشفاه، و50 طناً من طلاء أظافر، و1,5 مليار دولار تنفقها المرأة الخليجية على مستحضرات التجميل.( )
واستهلكن:298 ألف كيلو جرام وزن مستحضرات تجميل العيون 96 ألف كيلو جرام لتلميع الأظافر، 334 ألف كيلو جرام لطلاء الوجه599 ألف كيلو مستحضرات وقاية الجلد من الشمس، 4 ألف كيلو جرام مستحضرات تطرية الجلد،401 ألف كيلو جرام مستحضرات تجعيد الشعر أو تنعيمه، 784 ألف كيلو جرام مستحضرات صبغ الشعر.( )
قد ينبري بعض السذج من الناس فيقول: وأي خطر حقيقي يمكن أن يهدّد المسلمين إذا شاعت هذه المطاعم والأزياء والتقاليد والمنتجات الأوربية والأمريكية؟! والجواب: هو المثل الفرنسي المشهور الذي يقول: (أَخبرْني ماذا تأكل أُخبرْك مَن أنت!)؛ فالأزياء,والمطاعم،والمأكولات والمشروبات، وغيرها من المنتجات تجلب معها مفاهيم بلد المنشأ، وقيمه وعاداته ولغته، وذلك يوضح الصلة الوثيقة بين هذه المنتجات وبين انفراط الأسرة،وضعف التدين،وانتشار الكحول والمخدّرات،والجريمة المنظمة.وأيضا فإنًّ أي مطعم أو متجر من (الماركات) الغربية المشهورة يقام في بلادنا- ينهار أمامه عشرات المؤسسات الوطنية الوليدة،التي لا تملك أسباب المنافسة، ممّا يزيد من معدلات الفقر والبطالة.( )
ولقد ثبت أنّ الأزياء الأوربية والأمريكية قد كتبت عليها عبارات باللغة الإنجليزية( ) تحتوي على ألفاظ وجمل جنسية مثيرة للشهوات ومحركة للغرائز الجنسية، وأيضاً لا دينية تمس المشاعر والمقدسات والأخلاق الإسلامية وتروج للثقافة الغربية التي تقوم على الإباحية والحرية الفوضوية في مجال العلاقات بين الرجل والمرأة.( )
ولقد أدركت بعض الدول خطورة الآثار الثقافية للعولمة في بلدانها ومن هذه الدول فرنسا، فهذا وزير العدل الفرنسي جاك كوبون يقول: "إن الإنترنت بالوضع الحالي شكل جديد من أشكال الاستعمار،وإذا لم نتحرك فأسلوب حياتنا في خطر، وهناك إجماع فرنسي على اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لحماية اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية من التأثير الأمريكي".( ) بل إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك عارض قيام مطعم "ماكدونالدز( ) الذي يقدم الوجبات الأمريكية، مسوغًا ذلك أن يبقى برج أيفل منفردًا بنمط العيش الفرنسي.( ) كما قام وزير الثقافة الفرنسي بهجوم قوي على أمريكا في اجتماع اليونسكو بالمكسيك، وقال: "إني أستغرب أن تكون الدول التي علّمت الشعوب قدراً كبيراً من الحرية، ودعت إلى الثورة على الطغيان، هي التي تحاول أن تفرض ثقافة شمولية وحيدة على العالم أجمع...إن هذا شكل من أشكال الإمبريالية المالية والفكرية، لا يحتل الأراضي، ولكن يصادر الضمائر، ومناهج التفكير، واختلاف أنماط العيش".( )
رابعاً: الأهداف والآثار الدينية:
العولمة آتية من الغرب الصليبي الكافر الذي يعتمد الأنظمة والمفاهيـم العلمانية اللادينية.ولقد حذرنا الله تعالى من اليهود والنصارى فقال عز وجل: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) البقرة:120 وقالوَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا ) البقرة:217.وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة:51.
يقول الدكتور جلال أمين: "وهناك من يكره العولمة لا لسبب اقتصادي، بل لسبب ديني. فالعولمة آتية من مراكز دينها غير ديننا، بل هي قد تنكرت للأديان كلها، وآمنت بالعلمانية التي لا تختلف كثيراً في نظر هؤلاء عن الكفر، ومن ثمَّ ففتح الأبواب أمام العولمة هو فتح الأبواب أمام الكفر، والغزو هنا في الأساس ليس غزواً اقتصادياً، بل غزو من جانب فلسفة للحياة معادية للدين، والهوية الثقافية المهددة هنا هي في الأساس دين الأمة وعقيدتها، وحماية الهوية معناها في الأساس الدفاع عن الدين".( )
فمن أهداف العولمة الدينية:-
1- التشكيك في المعتقدات الدينية وطمس المقدسات لدى الشعوب المسلمة لصالح الفكر المادي اللاديني الغربي، أو إحلال الفلسفة المادية الغربية محل العقيدة الإسلامية.
2- استبعاد الإسلام وإقصاؤه عن الحكم والتشريع،وعن التربية والأخلاق وإفساح المجال للنظم والقوانين والقيم الغربية المستمدة من الفلسفة المادية والعلمانية البرجماتية.( )
3- تحويل المناسبات الدينية إلى مناسبات استهلاكية، وذلك بتفريغها من القيم والغايات الإيمانية إلى قيم السوق الاستهلاكية، فعلى سبيل المثال: استطاع التقدم العلمي والتقني الحديث أن يحوّل شهر رمضان(شهر الصوم والعبادة والقرآن)وعيد الفطر خاصة من مناسبة دينية إلى مناسبة استهلاكية.( )
ومن آثار العولمة في هذا الجانب: التحدي الخطير الذي تواجهه الشريعة الإسلامية من القوى المحلية العلمانية التي تتلقى الحماية الدولية المعنوية والمادية باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان،ولقد انتشرت الجمعيات الأهلية المدعومة غربياً،التي تقوم بمحاربة الهوية الثقافية الإسلامية، وإثارة الشبه والشكوك حول النظم والتشريعات الإسلامية،وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين المرأة والرجل وقضايا المرأة المسلمة،وتطالب بعضها جهاراً نهاراً الحكومات والمجالس البرلمانية إصدار القوانين وفق مواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان بعيداً عن النظم والتشريعات الإسلامية. ولكن أخطر ما في العولمة نسبية الحقيقة التي تقوم عليها،وهي التي تتصادم تصادماً مباشراً مع ثوابت الدين الإسلامي المستمدة من النص:القطعي الثبوت القطعي الدلالة، لذلك نجد أن قوى العولمة تدعم كل من يروج لنسبية الحقيقة، فقد امتدح "بللترو"وكيل وزارة الخارجية الأمريكية الأسبق ثلاثة من الكتّاب العرب ودعا إلى ترويج كتاباتهم واعتمادها، وهم:- محمد شحرور من سورية ومحمد سعيد العشماوي من مصر، ومحمد أركون من الجزائر،وإنّ ما يجمع هؤلاء الثلاثة هو إيمانهم بنسبية الحقيقة، وتفسيرهم النص القطعي الثبوت القطعي الدلالة الذي يتناول ثوابت الدين الإسلامي:العقائد والحدود،والميراث،وتشريعات الأسرةكالزواج،والطلاق..على أنه انعكاس لبيئة العرب الجاهلية، وربطهم بينه وبين الواقع الجاهلي، ولذلك فنحن لسنا ملزمين به،وعلينا أن نفسّر هذه النصوص على ضوء واقعنا الجديد ونعطيها مضموناً وبعداً جديداً- أي حسب أهوائهم- أي بمعنى ثبوت النص وتغيّر المعنى، وبالإضافة إلى ذلك فإن كثيراً من المعارك الثقافية التي دارت أخيراً هي تجسيد للصراع بين نسبية الحقيقة التي تقوم عليها العولمة وبين ثوابت ديننا الإسلامي، ومن أبرز هذه المعارك ما ذكره د. نصر حامد أبو زيد عن النصوص القطعية الثبوت والدلالة التي تتناول قضايا عقائدية:كالكرسي،والعرش، والميزان، والصراط والملائكة،والجن والشياطين، والسحر،والحسد…فقد اعتبرها ألفاظاً مرتبطة بواقع ثقافي معين، ويجب أن نفهمها على ضوء واقعها الثقافي، واعتبر أنّ وجودها الذهني السابق لا يعني وجودها العيني،وقد أصبحت ذات دلالات تاريخية، والدكتور نصر حامد أبو زيد في كل أحكامه السابقة ينطلق من أن النصوص الدينية نصوص لغوية تنتمي إلى بنية ثقافية محدودة، تمّ إنتاجها طبقاً لنواميس تلك الثقافة التي تعد اللغة نظامها الدلالي المركزي وهو يعتمد على نظرية عالم اللغة "دي سوسير" في كل ما يروّج له وينتهي الدكتور أبو زيد إلى ضرورة إخضاع النصوص الدينية إلى المناهج اللغوية المشار إليها سابقاً؟( )
* شيوع الثقافة الاستهلاكية -لأنّ العولمة تمجِّد ثقافة الاستهلاك- التي استخدمت كأداة قوية فاعلة في إطلاق شهوات الاستهلاك إلى أقصى عنان ومن ثمَّ تشويه التقاليد والأعراف السائدة في العالم الإسلامي.
* تغريب الإنسان المسلم وعزله عن قضاياه وهمومه الإسلامية،وإدخال الضعف لديه،والتشكيك في جميع قناعته الدينية،وهويته الثقافية.( )
* إشاعة ما يسمى بأدب الجنس وثقافة العنف التي من شأنها تنشئة أجيال كاملة تؤمن بالعنف كأسلوب للحياة وكظاهرة عادية وطبيعية.( ) وما يترتّب على ذلك من انتشار الرذيلة والجريمة والعنف في المجتمعات الإسلامية، وقتل أوقات الشباب بتضييعها في توافه الأمور وبما يعود عليه بالضرر البالغ في دينه وأخلاقه وسلوكه وحركته في الحياة، وتساهم في هذا الجانب شبكات الاتصال الحديثة والقنوات الفضائية وبرامج الإعلانات والدعايات للسلع الغربية وهي مصحوبة بالثقافة الجنسية الغربية التي تخدش الحياء والمروءة والكرامة الإنسانية ولقد أثبتت الدراسات الحديثة خطورة القنوات الفضائية-بما تبثه من أفلام ومسلسلات جنسية فاضحة-على النظام التعليمي والحياة الثقافية والعلاقات الاجتماعية ونمط الحياة الاقتصادية في العالم الإسلامي.( )
وفي دراسة أعدها مركز دراسات المرأة والطفل بالقاهرة على1472: فتاه، وسيدة مصرية..تبين أنّ الأفلام التي يشاهدنها:85% أفلاماً جنس، 75% بها مشاهد جنسية، 85% أفلام عنف وحروب،23% أفلام فضاء، 68% أفلاماً عاطفية قديمة وحديثة، 21% أفلاما أخرى،6% فقط من عينة البحث يشاهدن نشرات الأخبار وبرامج ثقافية وترفيهية،ولم يذكرنّ الأفلام العلمية، لأنها لم تنل منهن أي اهتمام يذكر.( )
كما أثبتت الدراسات الحديثة أن شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) أكبر قوة دافعة للعولمة المدوية لصناعة الجنس.ويرى معهد فوريستر للأبحاث (كيمبردج ماساشوسيتس)أنّ صناعة البورنو على شبكة المعلومات الدولية تبلغ نحو مليار دولار سنويا من حيث القيمة،وإنّها مرشحة للتعاظم. فشبكة المعلومات الدولية تزيل بضربة واحدة، أكبر عقبتين تعترضان بيع الصور والخدمات الجنسية: الخجل والجهل.فالأمر لا يحتاج أكثر من أن يلقي نظرة على "دليل الجنس في العالم"،وهو موقع على شبكة معلومات الدولية،ليجد عروضاً مفصّلة عن المواخير،ووكالات تأجير المرافقات والنوادي الليلية في مئات المدن الكبرى حول العالم. وتتيح شبكة معلومات الدولية أيضا للناس تجاوز الرقابة المحلية والحصول على صور يرغبونها من أي مكان في أرجاء المعمورة.( )
* ومن آثار عولمة الثقافة انتشار نوعية مميزة من الثقافة المادية والمعنوية الأمريكية حيث سيطرت الثقافة الأمريكية الشعبية على أذواق البشر فأصبحت موسيقى وغناء مايكل جاكسون،وتليفزيون رامبو، وسينما دالاس هي الآليات والنماذج السائدة في مختلف أنحاء العالم وأصبحت اللغة الإنجليزية ذات اللكنة الأمريكية هي اللغة السائدة.( )
*ومن آثار العولمة في طمس الهوية الثقافية للأمة الإسلامية انتشار الأزياء والمنتجات الأمريكية في كثير من الدول الإسلامية، لأنّ هذه السلع تحمل في طياتها ثقافة مغايرة تسحق ثقافات الأمم المستوردة لها وظهور اللغة الإنجليزية على واجهات المحلات والشركات، وعلى اللعب والهدايا وعلى ملابس الأطفال والشباب.
ولقد أثبتت الإحصائيات الصادرة لعام 1995م أنّ النساء في السعودية: استهلكن:538 طناً من أحمر الشفاه،43 طنا من طلاء الأظافر41 من مزيلات الطلاء، 232 طناً من مسحوق تجميل العيون 445 طناً من مواد صبغة الشعر، إنفاق 1200-1500 مليون ريال سعودي على العطور. وأربعة آلاف وأربعمائة امرأة مصاريفهن خلال الصيف فقط:110 ملايين ريال فساتين الحفلات، و8 آلاف ريال متوسط كلفة الفستان وما تنفقه المرأة الواحدة على كل زينتها خلال الحفلة25 ألف ريال.
وحسب إحصائيات 1997م على نساء الخليج: 799 مليون دولار أنفقت على العطور،4 مليون دولار على صبغات الشعر،واستهلكن 600 طن من أحمر الشفاه، و50 طناً من طلاء أظافر، و1,5 مليار دولار تنفقها المرأة الخليجية على مستحضرات التجميل.( )
واستهلكن:298 ألف كيلو جرام وزن مستحضرات تجميل العيون 96 ألف كيلو جرام لتلميع الأظافر، 334 ألف كيلو جرام لطلاء الوجه599 ألف كيلو مستحضرات وقاية الجلد من الشمس، 4 ألف كيلو جرام مستحضرات تطرية الجلد،401 ألف كيلو جرام مستحضرات تجعيد الشعر أو تنعيمه، 784 ألف كيلو جرام مستحضرات صبغ الشعر.( )
قد ينبري بعض السذج من الناس فيقول: وأي خطر حقيقي يمكن أن يهدّد المسلمين إذا شاعت هذه المطاعم والأزياء والتقاليد والمنتجات الأوربية والأمريكية؟! والجواب: هو المثل الفرنسي المشهور الذي يقول: (أَخبرْني ماذا تأكل أُخبرْك مَن أنت!)؛ فالأزياء,والمطاعم،والمأكولات والمشروبات، وغيرها من المنتجات تجلب معها مفاهيم بلد المنشأ، وقيمه وعاداته ولغته، وذلك يوضح الصلة الوثيقة بين هذه المنتجات وبين انفراط الأسرة،وضعف التدين،وانتشار الكحول والمخدّرات،والجريمة المنظمة.وأيضا فإنًّ أي مطعم أو متجر من (الماركات) الغربية المشهورة يقام في بلادنا- ينهار أمامه عشرات المؤسسات الوطنية الوليدة،التي لا تملك أسباب المنافسة، ممّا يزيد من معدلات الفقر والبطالة.( )
ولقد ثبت أنّ الأزياء الأوربية والأمريكية قد كتبت عليها عبارات باللغة الإنجليزية( ) تحتوي على ألفاظ وجمل جنسية مثيرة للشهوات ومحركة للغرائز الجنسية، وأيضاً لا دينية تمس المشاعر والمقدسات والأخلاق الإسلامية وتروج للثقافة الغربية التي تقوم على الإباحية والحرية الفوضوية في مجال العلاقات بين الرجل والمرأة.( )
ولقد أدركت بعض الدول خطورة الآثار الثقافية للعولمة في بلدانها ومن هذه الدول فرنسا، فهذا وزير العدل الفرنسي جاك كوبون يقول: "إن الإنترنت بالوضع الحالي شكل جديد من أشكال الاستعمار،وإذا لم نتحرك فأسلوب حياتنا في خطر، وهناك إجماع فرنسي على اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لحماية اللغة الفرنسية والثقافة الفرنسية من التأثير الأمريكي".( ) بل إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك عارض قيام مطعم "ماكدونالدز( ) الذي يقدم الوجبات الأمريكية، مسوغًا ذلك أن يبقى برج أيفل منفردًا بنمط العيش الفرنسي.( ) كما قام وزير الثقافة الفرنسي بهجوم قوي على أمريكا في اجتماع اليونسكو بالمكسيك، وقال: "إني أستغرب أن تكون الدول التي علّمت الشعوب قدراً كبيراً من الحرية، ودعت إلى الثورة على الطغيان، هي التي تحاول أن تفرض ثقافة شمولية وحيدة على العالم أجمع...إن هذا شكل من أشكال الإمبريالية المالية والفكرية، لا يحتل الأراضي، ولكن يصادر الضمائر، ومناهج التفكير، واختلاف أنماط العيش".( )
رابعاً: الأهداف والآثار الدينية:
العولمة آتية من الغرب الصليبي الكافر الذي يعتمد الأنظمة والمفاهيـم العلمانية اللادينية.ولقد حذرنا الله تعالى من اليهود والنصارى فقال عز وجل: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) البقرة:120 وقالوَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا ) البقرة:217.وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) المائدة:51.
يقول الدكتور جلال أمين: "وهناك من يكره العولمة لا لسبب اقتصادي، بل لسبب ديني. فالعولمة آتية من مراكز دينها غير ديننا، بل هي قد تنكرت للأديان كلها، وآمنت بالعلمانية التي لا تختلف كثيراً في نظر هؤلاء عن الكفر، ومن ثمَّ ففتح الأبواب أمام العولمة هو فتح الأبواب أمام الكفر، والغزو هنا في الأساس ليس غزواً اقتصادياً، بل غزو من جانب فلسفة للحياة معادية للدين، والهوية الثقافية المهددة هنا هي في الأساس دين الأمة وعقيدتها، وحماية الهوية معناها في الأساس الدفاع عن الدين".( )
فمن أهداف العولمة الدينية:-
1- التشكيك في المعتقدات الدينية وطمس المقدسات لدى الشعوب المسلمة لصالح الفكر المادي اللاديني الغربي، أو إحلال الفلسفة المادية الغربية محل العقيدة الإسلامية.
2- استبعاد الإسلام وإقصاؤه عن الحكم والتشريع،وعن التربية والأخلاق وإفساح المجال للنظم والقوانين والقيم الغربية المستمدة من الفلسفة المادية والعلمانية البرجماتية.( )
3- تحويل المناسبات الدينية إلى مناسبات استهلاكية، وذلك بتفريغها من القيم والغايات الإيمانية إلى قيم السوق الاستهلاكية، فعلى سبيل المثال: استطاع التقدم العلمي والتقني الحديث أن يحوّل شهر رمضان(شهر الصوم والعبادة والقرآن)وعيد الفطر خاصة من مناسبة دينية إلى مناسبة استهلاكية.( )
ومن آثار العولمة في هذا الجانب: التحدي الخطير الذي تواجهه الشريعة الإسلامية من القوى المحلية العلمانية التي تتلقى الحماية الدولية المعنوية والمادية باسم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان،ولقد انتشرت الجمعيات الأهلية المدعومة غربياً،التي تقوم بمحاربة الهوية الثقافية الإسلامية، وإثارة الشبه والشكوك حول النظم والتشريعات الإسلامية،وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين المرأة والرجل وقضايا المرأة المسلمة،وتطالب بعضها جهاراً نهاراً الحكومات والمجالس البرلمانية إصدار القوانين وفق مواثيق الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان بعيداً عن النظم والتشريعات الإسلامية. ولكن أخطر ما في العولمة نسبية الحقيقة التي تقوم عليها،وهي التي تتصادم تصادماً مباشراً مع ثوابت الدين الإسلامي المستمدة من النص:القطعي الثبوت القطعي الدلالة، لذلك نجد أن قوى العولمة تدعم كل من يروج لنسبية الحقيقة، فقد امتدح "بللترو"وكيل وزارة الخارجية الأمريكية الأسبق ثلاثة من الكتّاب العرب ودعا إلى ترويج كتاباتهم واعتمادها، وهم:- محمد شحرور من سورية ومحمد سعيد العشماوي من مصر، ومحمد أركون من الجزائر،وإنّ ما يجمع هؤلاء الثلاثة هو إيمانهم بنسبية الحقيقة، وتفسيرهم النص القطعي الثبوت القطعي الدلالة الذي يتناول ثوابت الدين الإسلامي:العقائد والحدود،والميراث،وتشريعات الأسرةكالزواج،والطلاق..على أنه انعكاس لبيئة العرب الجاهلية، وربطهم بينه وبين الواقع الجاهلي، ولذلك فنحن لسنا ملزمين به،وعلينا أن نفسّر هذه النصوص على ضوء واقعنا الجديد ونعطيها مضموناً وبعداً جديداً- أي حسب أهوائهم- أي بمعنى ثبوت النص وتغيّر المعنى، وبالإضافة إلى ذلك فإن كثيراً من المعارك الثقافية التي دارت أخيراً هي تجسيد للصراع بين نسبية الحقيقة التي تقوم عليها العولمة وبين ثوابت ديننا الإسلامي، ومن أبرز هذه المعارك ما ذكره د. نصر حامد أبو زيد عن النصوص القطعية الثبوت والدلالة التي تتناول قضايا عقائدية:كالكرسي،والعرش، والميزان، والصراط والملائكة،والجن والشياطين، والسحر،والحسد…فقد اعتبرها ألفاظاً مرتبطة بواقع ثقافي معين، ويجب أن نفهمها على ضوء واقعها الثقافي، واعتبر أنّ وجودها الذهني السابق لا يعني وجودها العيني،وقد أصبحت ذات دلالات تاريخية، والدكتور نصر حامد أبو زيد في كل أحكامه السابقة ينطلق من أن النصوص الدينية نصوص لغوية تنتمي إلى بنية ثقافية محدودة، تمّ إنتاجها طبقاً لنواميس تلك الثقافة التي تعد اللغة نظامها الدلالي المركزي وهو يعتمد على نظرية عالم اللغة "دي سوسير" في كل ما يروّج له وينتهي الدكتور أبو زيد إلى ضرورة إخضاع النصوص الدينية إلى المناهج اللغوية المشار إليها سابقاً؟( )
akram-ritaj- عضو جديد
- رسالة sms :
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 27
نقاط التميز : 15867
تاريخ التسجيل : 15/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine