تابع ...........الى الحسين

3/1خير الدين يغادر الجزائر الى جيجل
لقد قرر خير الدين مغادرة مدينة الجزائر مؤقتا الى جيجل لانه كان يجد فيها والمناطق المجاورة لها كل المساعدة والدعم وفي كل الظروف مهما كانت عسيرة كما كان يجد فيها رجالا متطوعين يساعدونه في جهاده البري والبحري وهذا ما شجعه على مواصلة مشواره حتى لا يتهدم ذلك البناء الضخم الذي انجبته مدينة جيجل واحتضنته مدينة الجزائر انه الدولة الجزائرية الاولى PEA .انطلق من جيجل للقيام بحملات بحرية زار فيها شواطئ تونس ومعقله الاول جزيرة جربة والسواحل الايطالية والاسبانية وعاد الى جيجل
هذه الخرجة البحرية مكنته من تجنيد عدد كبير من البحارة وغنم سفن كثيرة وايضا انقاذ عدد هائل من المسلمين الاندلوسيين من الموت المحتوم انتهز خير الدين فرصة وجوده في جيجل فعمل على مد رقعة دولته في الشرق فاحتل القل عام 1521 .عنابة في 1522 و قسنطينة ثم عقد تحالف مع شيخ بني عباس العدو اللدود لبالقاضي مكنه من توطيد سلطة الدولة في هذه المنطقة
وبينما خير الدين في جيجل جاءه مبعوث من بالقاضي محملا بهدايا قيمة طالبا ود خير الدين ولكن هذا الاخير رفض استقبال الوفد و قبول الهدايا تتزامن محولة بالقاضي هذه مع الدعوات الملحة لاعيان مدينة الجزائر لخير الدين للقدوم اليهم وتخليصهم من بالقاضي هذا الاخير لما بلغه الاسلوب الذي عومل به مبعوثه ادرك يقينا ان سيده مازال غاضبا وسوف لن يصفح عنه
في هذه الاثناء كان خير الدين يعد العدة مع اتباعه من الجيجليين وغيرهم لمهاجمة بجاية وتم وضع كل الترتيبات غير ان مبعوثا من الجزائر جاء مرة ثانية يتوسله العودة ويعده بان ابواب المدينة ستفتح له على مصراعيها قبل خير الدين الطلب لكن شريطة تقديم ضمانات تعبيرا عن حسن نواياهم فارسلوا اليه ابناء اهم شيوخ واعيان المدينة
اقتنع خير الدين بصدق النوايا ومن ثمة تخلى عن حصار ومهاجمة بجاية واستعد لتخليص مدينة الجزائر من سيطرة المتمرد بالقاضي.
ترك خير الدين لمدينة الجزائر تواجه مصيرها الا يعتبر تهربا من المسؤولية وتخليا عن المشروع الذي استشهد من اجله القائد البطل عروج؟ تصرف خير الدين لا يعتبر في رايي تهربا من المسؤولية ولا تخليا عن مشروع عروج وانما لكون الرجل لا يريد اقحام نفسه في معارك هامشية وصراعات اهلية داخلية وخاصة بعد ان لحق قارة حسن بقافلة المتمردين ثم ربما لانه يريد تجنيب البلاد مزيدا من التفكك وبالتالي تفويت الفرصة على اولئك الذين يسعون الى اراقة دماء المسلمين حتى تضعف شوكتهم وربما ايضا لانه يريد ايهام بالقاضي واتباعه والمتحالفين معه بان قوة خير الدين قد انتهت وان ما بقي معه لا يستطيع الصمود في وجه قوة المتمرد بالقاضي وربما كان يريد ان يثبت لسكان مدينة الجزائر بان بالقاضي غير جدير بقيادة البلاد والعباد
دخول بالقاضي الجزائر وانسحاب خير الدين الى جيجل تاركا المدينة تواجه مصيرها جعل كورين شوفالبية تتساءل عن خمول الاسبان وعدم مبالاتهم اهذا التغيير الحاصل الواقع ان الاسبان لم يكونوا في راينا خاملين ولا غير مباليين وانما لم يتحركوا للاسباب التالية
انهم طرف فاعل ساهم في دخول بالقاضي الى مدينة الجزائر ومن ثمة فهو رهينتهم
ادراكهم لمحدودية تصور القيادات المحلية وقصر نظرتها في فهم طبيعة الصراع القائم
النفوذالاسباني في بجاية وقلعة البينيون مازال على حاله بل ازداد اعتقادهم الخاطئ بان خير الدين قد غادر مدينة الجزائر والى الابد لان تحليلهم لشخصية خير الدين جعلتهم يتاكدون بان هذا الاخير لا يمكن ان يدخل في صراعات داخلية تلهيه عن مهمته الاساسية والمتمثلة في ركوب البحر والتصدي للسفن المسيحية المعادية للاسلام والمسلمين وجهة نظرنا هذه تاكدها الوقائع حيث عاد خير الدين الى مدينته بعد غياب اختلفت الروايات حول مدته والتي تتراوح مابين سنتين وست سنوات وانتصر على بالقاضي ومن تحالف معه انتصارا ابديا حول بالقاضي من بطل اعترف ببطولته الشهيد عروج وخير الدين الى مجرد خائن لوطنه تحركه ايادي اجنبية لتحقيق مطامعها في السيطرة والتوسع فقد تم العثور على خطاب بعث به الخائن بالقاضي الى الامبراطور الاسباني شارلكان يستحثه فيه لقتال خير الدين واستعداده للوقوف الى جانب الاسبان وهذا الخطاب الذي عثر عليه محمد عنان عبارة عن وثيقة تحمل اسم ابي عبد الله محمد بالقاضي
................... يتبع.................