منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
جماليات النحو عند عبد القاهر 13401713

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
جماليات النحو عند عبد القاهر 13401713
منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جماليات النحو عند عبد القاهر

اذهب الى الأسفل

جديد جماليات النحو عند عبد القاهر

مُساهمة من طرف مؤمنة بالله الثلاثاء ديسمبر 28, 2010 4:57 pm

جماليات النحو عند عبد القاهر*




غدير احمد حمدان



ان الحديث في كتاب ضخم ومصنف كبير كدلائل الاعجاز ليس بالامر الهين او اليسير ، فليس بامكانك ان تتصفح هذا الكتاب تصفحا عابرا ً، بل عليك اطالة النظر فيه لتستبين ما يرمي اليه صاحبه.

وكلما قرأت أكثر تفتحت امامك آفاق أوسع لم تكن لتكتشفها لولا تلك القراءة الجادة، بيد انه تعتريك الحيرة كثيرا وانت مع هذا الكناب ،فتجد صاحبه ينطق تارة بلسان نحوي وأخرى تجده ناطق بلسان الناقد او اللغوي وثالثة بلسان الاديب والبلاغي ، فتحتار اين هو بمنزلة كل هؤلاء؟

ولأجل هذا كله تحتاج حاجة ملحة الى مفتاح يسهل لك الوصول الى غايتك ويعبد لك الطريق الى وجهتك، وخير استعانة استعنت بها في رحلتي مع هذا الكتاب كانت مع كتاب " معالم المنهج البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني" للاستاذ "محمد بركات ابو علي" وكتاب " تربية الذوق البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني" للاستاذ "عبد العزيز عرفة" والعنوان الذي اوكل اليَ من كتاب دلائل الاعجاز في حلقة البلاغة العربية للدراسات العليا فكانت عن " الفروق في الخبر " ، " الفروق في الحال" ، " القول في الفصل والوصل".

اما الخبر فهو جزء الجملة الذي نثبت به المعنى للمخبر عنه او ننفيه عنه ، وينقسم الخبر عند عبد القاهر الى جزء من الجملة لا تتم الفائدة دونه كقولك: " زيد منطلق"، وخبر ليس بجزء منها ولكنه زيادة في خبر آخر سابق له كقولك: " جاءني زيد راكبا ".

اما الفرق بين الخبر اذا كان بالاسم واذا كان بالفعل فهو فرق يسير لطيف متمثلا ً بالتجدد ، اما الاسم فموضوعه ان ُيثبت به المعنى من غير ان يقتضي تجدده شيئا بعد شيء كقولك: " زيد منطلق " فقد اثبت الانطلاق فعلا ً له ، من غير ان تجعله يتجدد ويحدث منه شيئا ً فشيئاً ،واما الفعل فموضوعه على ان يقتضي تجدد المعنى المثبت به شيئا بعد شيء كقولك:" زيد ها هو ذا ينطلق " فقد زعمت ان الانطلاق ان يقع منه جزءاً فجزءاً ، وجعلته يزاوله ويزجّيه وتتجلى روعة التذوق للاساليب الادبية والبلاغية عندما يتحدث عبد القاهر عن الفرق بين قولك:" زيد منطلق" و "زيد المنطلق" فاعلم انك ان قلت :" زيد منطلق " كان كلامك مع من لم يعلم ان انطلاقا كان ،لا من زيد ولا من غيره ، فأنت تفيده ذلك ابتداءً.

واذا قلت : " زيد منطلق " كان كلامك مع من عرف ان انطلاقا كان ،اما من زيد واما من عمرو، فأنت تعلمه انه كان من زيدٍ دون غيره.

وتعريف الخبر بأل الجنسية يأتي على ثلاثة وجوه :

الوجه الاول منها، ان تقصر جنس المعنى على المخبر عنه لقصدك المبالغة ، كقولك :" زيد ٌ هو الجواد".

والوجه الثاني منها، ان تقصر جنس المعنى الذي تفيده بالخبر على المخبر عنه ، على دعوى انه لا يوجد الا منه ، ولا يكون ذلك الا اذا قيدت المعنى بشيء يخصّصه كقولك :" هو الوفي حين لا تظن نفس ٌ بنفسٍ خيرا".

والوجه الثالث ، الا يقصد قصر المعنى في جنسه على المذكور ، كقول الخنساء :

اذا قبح البكاء على قتيل رأيت بكاءك الحسن الجميلا

لم ترد ان ما عدا البكاء عليه ليس بحسن ولا جميل ، ولم تقيد الحسن بشيء فيتصور ان يقصر على البكاء، لكنها ارادت ان تقره في جنس ما حسنه الحسن الظاهر ، الذي لا ينكره احد ولا يشك فيه شك.

ويلفت عبد القاهر نظر اصحاب الذوق البلاغي الى ان هناك فرق بين قولك:" انت الحبيب" وبين " زيد منطلق"، وهو :ان له في المحبة التي اثبتتها طرفا من الجنسية من حيث كان المعنى ان المحبة مني بجملتها مقصورة عليك، ولم يعمد الى محبة واحدة من محباته، وانه قد اعطى بقوله :" انت الحبيب" ، انه لا يحب غيره وان لا محبة لأحد سواه عنده.

ولا يتصور هذا في زيد المنطلق لأنه لا وجه هناك للجنسية، اذ ليس ثم الا انطلاق واحد، فقد عرف المخاطب انه كان واحتاج ان يعين له الذي كان منه وينص له عليه

اما الذي فاجتلب ليكون وصلة الى وصف المعارف بالجمل وذلك كقولك:" مررت بزيد الذي ابوه منطلق " فتجدك توصلت " بالذي " الى أَبَنتَ زيدا من غيره ، بالجملة التي هي قولك :" ابوه منطلق " ولولا الذي لم تصل الى ذلك ، والقول البين في قولنا: ان الذي اجتلب ليتوصل بها الى وصف المعارف بالجمل انك لا تصل الذي الا بجملة من الكلام قد سبق السامع علم بها كقولك:"ما فعل الرجل الذي كان عندك بالامس ينشدك الشعر"؟

ويستهل عبد القاهر في حديثه عن الحال بأن قال :" اعلم ان اول فرق في الحال انها تجيء مفردا وجملة، والقصد هاهنا الى الجملة واول ما ينبغي ان يضبط من امر الحال الجملة انها تأتي مع الواو ، كقولنا أتاني وعليه ثوب ديباج وتأتي بغير الواو كقولنا :" جاءني زيد يسعى غلامه بين يديه ".

واذا كانت الجملة من مبتدأ وخبر فالغالب عليها ان تجيء مع الواو كقولنا :" جاءني زيد وعمرو امامه" واذا كان المبتدأ من الجملة ضمير بحال لم يصلح بغير واو البتة كقولنا :" جاءني زيد وهو راكب " لم يصلح ان تقول جاءني زيد هو راكب".

واذا كان الخبر في الجملة من المبتدأ والخبر ظرف ثم كان قد قدم على المبتدأ كقولنا: "عليه سيف وفي يده سوط" كثر فيها ان تجيء بغير الواو.

واذا كانت الجملة من فعل وفاعل والفعل المضارع مثبت غير منفي لم يكد يجيء بالواو، بل ترى الكلام على مجيئها عارية من الواو كقولك:" جاءني زيد يسعى غلامه بين يديه".

اما في الباب الذي تحدث به عن الوصل والوصل فاستهل حديثه بأن قال :" اعلم ان العلم بما ينبغي ان يصنع في الجمل من عطف بعضها على بعض، او ترك العطف فيها والمجيء بها منثورة، تستأنف واحدة منها بعد أخرى من اسرار البلاغة، ومما لا يتأتى بتمام الصواب فيه الا الاعراب الخلص، والا قوم طبعوا على البلاغة، واتوا فنا من المعرفة في ذوق الكلام هم بها افراد . وقد بلغ من قوة الامر في ذلك انهم جعلوه حدا للبلاغة .

ويرى عبد القاهر ان فائدة العطف في المفرد ان يشرك الثاني في اعراب الاول، وانه اذا اشركه في اعرابه ، فقد شركه في حكم ذلك الاعراب اما في العطف بين الجمل فيرى ان الجمل المعطوف بعضها على بعض على ضربين:

احدهما : ان يكون المعطوف عليها موضع من الاعراب ، وهنا يكون حكمها حكم المفرد كقولك:" مررت برجل خُلْقُه حسن وخَلْقَه قبيح ".

وثانيهما: ان تكون الجملة الاولى لا محل لها من الاعراب وتريد عطف الثانية عليها مثل: زيد قائم وعمرو قاعد.

ويوضح الجرجاني ان لا سبيل لنا ان ندعي ان الواو اشركت الثانية في اعراب قد وجب للاولى وجهلا من الوجوه ، واذا كان الامر كذلك ، فلا بد من امر آخر نحصل معه على معنى الجمع ذلك الامر هو المناسبة بين الجملتين ، وذلك باعتبار المسند اليه والمسند في كل منهما.

والاتصال بين الجملتين _ بدون العاطف_ يأتي اذا كانت الجملة الثانية مؤكدة للاولى او بدلا منها، وفي هذه الحالة تكون الجملة الثانية اتحدت بالاولى من ذات نفسها واتصلت بها اتصالا تاما كقولنا :" جاءني القوم كلهم " و " جاءني زيد الظريف".

وبعد هذه الرحلة الطويلة لا يسعنا الا ان نقول : ان اللغة العربية فيها المجاز والتشبيه والتقييد والاطلاق والتنكير والفصل والوصل والخبر والانشاء وكل هذه الامور لها خطر في الاسلوب وسلامة المعنى ، وصاحب السليقة العربية يحس بهذه الامور بسبب طبعه اللغوي السليم ، غير اننا اليوم ونحن الذين اكتسبنا اللغة العربية عن طريق الدراسة والتعليم كان لا بد ان توضح لنا هذه الامور ليستقيم لنا المعنى فالشيخ الجرجاني كان يوصي صاحب الذوق البلاغي بالتأتي والتأمل الطويل عند الكشف عن فروق العربية والوجوه التي تسبب المزايا البلاغية ، فالعلماء في اشد الحاجة الى معرفة النحو لفهم كتاب الله، فالالفاظ مغلقة على معانيها والاعراب واستبيان فروق النحو هو الذي يجليها.





*دلائل الإعجاز للإمام عبد القاهر الجرجاني، تحقيق الأستاذ محمود شاكر، مطبعة المدني/القاهرة، دار المدني/جدة، ط3، 1413هـ 1992م، ص173_249.
مؤمنة بالله
مؤمنة بالله
مشرفة
مشرفة

جماليات النحو عند عبد القاهر Medal-18
رسالة sms : في أمان الله
الهويات الهويات : جماليات النحو عند عبد القاهر Readin10
المهن المهن : جماليات النحو عند عبد القاهر Factor10
الاعلام الاعلام : جماليات النحو عند عبد القاهر Male_a11
الجنس الجنس : انثى
عدد الرسائل عدد الرسائل : 1462
نقاط التميز : 16484
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 24/11/2010


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى