برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
صفحة 1 من اصل 1
برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
أخي الكريم : التاريخ تحفة ، التاريخ حجر ، التاريخ نقل ، التاريخ مخطوط ، عملة ، التاريخ مرآة الأمم ، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها ، وتستلهم من خلاله مستقبلها، كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم . فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم ، تحيى بوجوده وتموت بانعدامه .فأين هي البلدية، لتنقذ هذا المعلم التاريخي من تاريخ المنطقة ، الذي يبرز مكانة برج الغدير التاريخية بين المدن ، معلم يشدك اسمه ، ويأسرك غموضه ويدفعك جمال الطبيعة إلى زيارته ، كل هذا حرك فضولي ودفعني لاستكشاف الضريح ومكانته التاريخية بالنسبة لبرج الغدير ، وهنا تبدأ الرحلة التي تجمع بين الغوص في خلجات التاريخ المليء بالأساطير ، والغموض الذي يكتنف المعلم ( الضريح ) وكذا الراحة النفسية التي يهديها المكان لزواره ، من خلال المناظر الطبيعية الأخاذة التي تشمل المنطقة ربيعا ، وكيف لنا أن نتحدث عنها ، ونحن نرى اندثار معالمها واحدا تلو الآخر .
لا ريب أن مدينة برج الغدير الرومانية التي كانت على الحدود الجنوبية لولاية موريطانيا القيصرية ابتداء من سنة 40 ميلادي حتى الفتح الإسلامي ، ومن خلال ما تدل عليه بقايا آثارها المتناثرة حاليا في المنطقة ، فإنه من غير الجائز أن نحكم أن مدينة رومانية ذات شأن شيدت بالمنطقة حين ذاك ، فالحق أن هذه الآثار لاتدل على أكثر من وجود مركز عسكري كان الجند الروماني يرابط به لمرابقة الحدود وحراسة الجهة من هجمات الأمازيغ خصوصا ، وأن الحدود الرومانية الجنوبية بعد الإستلاء على موريطانيا الشرقية كانت تمر ببرج الغدير أو بالقرب منها .وبهذا يمكن القول أن برج الغدير في عهد الرومان ، خرجت من طور القرية أو طور الحي السكني الذي يخضع إلى عشيرة امازيغية ،فأول ما نشأت ، نشأت كحصن عسكري ، ونتيجة موقعها تحولت إلى شبه مدينة ، ذات مؤسسات لها ساحة، فيها كنيسة ورجال دين ورجال اقتصاد ، ذات طابع سياسي ، كما تعرضت لهزات تاريخية ، ساهمت في عطائها الاقتصادي والثقافي خصوصا ، وارتبطت من الناحية الدينية ارتباطا وثيقا بروما .
فلما استهوت المنطقة الرومان لاتساع سهلها وخصوبته ، جعلت منه منتزه سياحي يقصده القادة والأباطرة والنبلاء ورجال دين ، فشيدوا مساكن لهم ، وأحاطوها ببساتين وحدائق بمنطقة لخروب ، ومن أهم المنتوجات الفلاحية الزيت ،أما الحوض المائي الذي تغذيه العديد من المنابع المائية ، أهمها عين مَخْلَدْ عبر وادي سهر، فقد أخذ حيزا لايستهان به من السهل بمنطقة الثواري، من عنصر الطير إلى منطقة لعوينات ، وهو عبارة عن بحيرة مائية طوال العام ،ومنه اشتق اسم لغدير ،طرد أهلها إلى الجبال المحيطة بالسهل . لأن المنطقة جبلية كانت تغطيها غابات كثيفة تتكاثر فيها العديد من الحيوانات كالأسود وغيرها من الثدييات وكذا الطيور الكواسر( الجارحة ) ، تفصلها عن سهول ( الحضنة ) من الشرق إلى الغرب ، وأن بهذه الجبال قطنت بطون من قبائل البربر البرانس مثل ( عجيسة ) التي كانت لها بين البربر كثرة وظهور وكان موطنها ـ على ما ذكر ابن خلدون ـ بجبال المسيلة وقلعة عجيسة التي صارت من بعد موطنا لبني حماد ومثل ( هوارة ) التي هي بطن من قبيلة ( أوريغة ) وقد كان منها (( بنويغمراسن )) في عهد البكري يسكنون مدينة برج الغدير بالذات ....
وعليه فالراجح أن مدينة الغدير الرومانية لم تكن إلا مركزا لحامية من جند الرومان تتصل بغيرها من الحاميات المماثلة عبر خط جنوبي : عين ولمان ، رأس الوادي ، لعيضات( لفوازي ) ، الشانية ، برج الغدير ، بليمور( زامبية) ، الحمادية ،لقصور ، مجانة ، عين السلطان ، الشرشار ، الخربة ، خليل ، تاغروت ، سطيف ، منها ما هو حصن أو محطة لحماية السهل الفلاحي الممتد من أعالي المنصورة غربا إلى سطيف ..
والحامية من الجند الروماني ، كانت موقوفة للحراسة حين الحرب والمناوشات ، وللفلاحة والزراعة حين السلم والأمن ، لاسيما وأن جهة الغدير خصوصا كانت آنذاك شديدة الخصوبة ، وفيرة المياه والأشجار ، ويتدفق نهرها ( وادي سهر ) بغزارة ليروي سهلها ويندفع بمجراه الغزير إلى سهول لمسيلة.
العبد الضعيف : بن عامر
لا ريب أن مدينة برج الغدير الرومانية التي كانت على الحدود الجنوبية لولاية موريطانيا القيصرية ابتداء من سنة 40 ميلادي حتى الفتح الإسلامي ، ومن خلال ما تدل عليه بقايا آثارها المتناثرة حاليا في المنطقة ، فإنه من غير الجائز أن نحكم أن مدينة رومانية ذات شأن شيدت بالمنطقة حين ذاك ، فالحق أن هذه الآثار لاتدل على أكثر من وجود مركز عسكري كان الجند الروماني يرابط به لمرابقة الحدود وحراسة الجهة من هجمات الأمازيغ خصوصا ، وأن الحدود الرومانية الجنوبية بعد الإستلاء على موريطانيا الشرقية كانت تمر ببرج الغدير أو بالقرب منها .وبهذا يمكن القول أن برج الغدير في عهد الرومان ، خرجت من طور القرية أو طور الحي السكني الذي يخضع إلى عشيرة امازيغية ،فأول ما نشأت ، نشأت كحصن عسكري ، ونتيجة موقعها تحولت إلى شبه مدينة ، ذات مؤسسات لها ساحة، فيها كنيسة ورجال دين ورجال اقتصاد ، ذات طابع سياسي ، كما تعرضت لهزات تاريخية ، ساهمت في عطائها الاقتصادي والثقافي خصوصا ، وارتبطت من الناحية الدينية ارتباطا وثيقا بروما .
فلما استهوت المنطقة الرومان لاتساع سهلها وخصوبته ، جعلت منه منتزه سياحي يقصده القادة والأباطرة والنبلاء ورجال دين ، فشيدوا مساكن لهم ، وأحاطوها ببساتين وحدائق بمنطقة لخروب ، ومن أهم المنتوجات الفلاحية الزيت ،أما الحوض المائي الذي تغذيه العديد من المنابع المائية ، أهمها عين مَخْلَدْ عبر وادي سهر، فقد أخذ حيزا لايستهان به من السهل بمنطقة الثواري، من عنصر الطير إلى منطقة لعوينات ، وهو عبارة عن بحيرة مائية طوال العام ،ومنه اشتق اسم لغدير ،طرد أهلها إلى الجبال المحيطة بالسهل . لأن المنطقة جبلية كانت تغطيها غابات كثيفة تتكاثر فيها العديد من الحيوانات كالأسود وغيرها من الثدييات وكذا الطيور الكواسر( الجارحة ) ، تفصلها عن سهول ( الحضنة ) من الشرق إلى الغرب ، وأن بهذه الجبال قطنت بطون من قبائل البربر البرانس مثل ( عجيسة ) التي كانت لها بين البربر كثرة وظهور وكان موطنها ـ على ما ذكر ابن خلدون ـ بجبال المسيلة وقلعة عجيسة التي صارت من بعد موطنا لبني حماد ومثل ( هوارة ) التي هي بطن من قبيلة ( أوريغة ) وقد كان منها (( بنويغمراسن )) في عهد البكري يسكنون مدينة برج الغدير بالذات ....
وعليه فالراجح أن مدينة الغدير الرومانية لم تكن إلا مركزا لحامية من جند الرومان تتصل بغيرها من الحاميات المماثلة عبر خط جنوبي : عين ولمان ، رأس الوادي ، لعيضات( لفوازي ) ، الشانية ، برج الغدير ، بليمور( زامبية) ، الحمادية ،لقصور ، مجانة ، عين السلطان ، الشرشار ، الخربة ، خليل ، تاغروت ، سطيف ، منها ما هو حصن أو محطة لحماية السهل الفلاحي الممتد من أعالي المنصورة غربا إلى سطيف ..
والحامية من الجند الروماني ، كانت موقوفة للحراسة حين الحرب والمناوشات ، وللفلاحة والزراعة حين السلم والأمن ، لاسيما وأن جهة الغدير خصوصا كانت آنذاك شديدة الخصوبة ، وفيرة المياه والأشجار ، ويتدفق نهرها ( وادي سهر ) بغزارة ليروي سهلها ويندفع بمجراه الغزير إلى سهول لمسيلة.
العبد الضعيف : بن عامر
بن عامر لخضر- عضو نشيط
-
رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 78
نقاط التميز : 15900
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
رد: برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
بن عامر لخضر- عضو نشيط
-
رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 78
نقاط التميز : 15900
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
مواضيع مماثلة
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
» لتدهور الروماني وانتشار الديانة المسيحية:
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
» تعلم الفرنسية بدون معلم
» لتدهور الروماني وانتشار الديانة المسيحية:
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
» تعلم الفرنسية بدون معلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine