منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف ) 13401713

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف ) 13401713
منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )

اذهب الى الأسفل

متميز برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )

مُساهمة من طرف بن عامر لخضر الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm

برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
 
لما استوطن آل الزواوي بقرية الدشرة بلدية برج الغدير الجزائرية بالجهة الشرقية ( المسماة تاريخيا بوادي هـَوَّارَة ) قادمين إليها من بجاية مرورا بعدة مناطق من بينها منطقة مَلالَة ببجاية ، ولَمِْري ( مدفن الجد يحي الصغير وسميت المقبرة باسمه )ووادي شُوثَـرْ بقرية أولاد مخلوف ببرج الغدير ( مدفن الجد يوسف )، تـمّ استقرارهم بالقرية ،فشيدوا بيتا لله تعالى جوار مساكنهم يجمعهم ويؤدون فيه واجبهم الديني كمسلمين ومركز تشاورهم وتعليم أبنائهم ، سمي باسم : جامع بن الطاهر( ناسخ العقيدة الصغرى )، لكن المسجد بعد مدة زمنية ،لم يستوعب العدد المتزايد للطلبة نتيجة تزايد عدد السكان لحفدة يحي الزواوي ( نسبة لجدهم يحي الزواوي الملقب ببوقبرين وللقب حكاية )، عندها قرر آل شُوثـري وهم من سلالة يحي الزواوي أيضا ، ببناء مسجد آخر أرفقوه بالزاوية التي لاتزال معالمها لحد الساعة ، بقي المسجد يؤدي دوره كبقية المساجد المتواجدة في القرية ، تحفيظ كتاب الله تعالى لصبيانهم قصد حمايتهم من كل أنواع الطمس ، يحضى فيها المعلم والمتعلم الخير والإرشاد وفقا للكتاب والسنة ،ومن بين المعلمين في تلك الفترة على سبيل الذكر لا الحسر المرحوم :عقيدة علي بن منصور وهو معلم الطالب عبد الله شوثري رحمه الله ، بقيت الزاوية والمسجد يؤديان واجبهم على أكمل وجه رغم الضر وف الاستعمارية ، لكن المسجد الذي بني بمواد محلية ، لم يستوعب العدد المتزايد كذلك لصغره ، تقرر تغييره من موقعه من طرف أسرة شوثري ، فاستقر رأي الجماعة على نقل الطلبة إلى حجرة سفلية بالزاوية لإتمام تحفيظ القرآن الكريم ، من بينهم الطلبة الذين قدموا من مناطق عدة خارج القرية واستقروا بالزاوية التي توفر لهم مستلزمات الدراسة في تلك الفترة ، فتم اختيار الشاب شوثري عبد الله الذي كان عمره آنذاك 22سنة وذلك سنة 1922 م كمعلم قرآن بعد وفاة معلمه رحمه الله ( عقيدة علي بن منصور )ريثما يتم بناء المسجد ، الذي انطلقت به الأشغال أواخر سنة 1933للميلاد ، شارك في تشييده أبناء المنطقة وخارجها ، كلا حسب قدراته المادية والجسدية ، وأشرف على البناء المرحوم الحاج شوثري عبد الرحمان ذو الكفاءة العالية والخبرة الميدانية ، بمساعدة أهل البر والإحسان ، بحجرتين للدراسة والصلاة وطابق سفلي بحجرة واحدة لمحو الألواح وبعض المستلزمات المسجدية .
لأنهم يدركون أن بناء المساجد وإعمارها وتهيئتها للمصلين والمتعلمين ، من أفضل أعمال البر والخير التي رتب عليها الله تعالى ثوابا عظيما ، وهي من الصدقة الجارية التي يمتد ثوابها وأجرها حتى بعد موت الإنسان .
قال الله تعالى : ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) (التوبة/189.
فبعد إتمام المشروع الذي لازالت قوائمه لحد الساعة شاهدة على ذلك ،غرست في ساحته شجرة زيتون ، وهي من الأشجار المبارك التي ورد ذكرها في القرآن الكريم سبع مرات ، ولازالت لحد الساعة ، غادر المرحوم الطالب عبد الله شوثري حجرة الزاوية رفقة طلبته ليستقر بالمسجد : يُحفّظ كتاب الله تعالى للراغبين في ذلك على جميع المستويات العمرية ذكورا وإناثا ، صانعا التميز في أصعب المراحل التي مرت بها القرية خلال الفترة الاستعمارية ، التي تميزت بثالوث الجهل والتجويع والترويع، التي مارستها السلطات الاستعمارية ، التي كانت تسعى إلى تسليط كل أشكال التهميش والتقزيم ، لمواصلة هيمنتها على العقول وخاصة فئة الشباب ،موازاة مع تطبيق منطق التنصير والتغريب والتمسيح لتجريدهم من هويتهم الوطنية .
لكن الطلبة الذين مروا على حلقات تعلم الكتابة وحفظ القرآن في الكتاتيب تعاملوا مع الأمور بجدية، بفضل شخصية معلم القرآن الذي كان محل احترام وهيبة، وينظر إليه على أنه الخبير الذين يرجعون إليه لطلب العلم، والأخذ بمشورته لحل مشكلاتهم المختلفة، وفض الخصومات، لذلك كان رحمه الله يستشار ويؤخذ برأيه،لأنه القدوة، يتميز بحفظ القرآن عن ظهر قلب، وملما ببعض المبادئ الفقهية، مع التحلي باللباس الذي يعكس الهوية الوطنية ، والاتصاف بالصدق والإخلاص والنزاهة والوفاء 
.
ورغم الهيبة التي كان يتميز بها ، إلا أنه لم يكن يتلقى راتبا محترما مثلما هو سائد حاليا، في الوقت الذي يحرص أولياء التلاميذ على دفع مقدار مالي سنويا وفقا لظروفهم المعيشية، مع إمكانية تسديد حقوقه بكمية معينة من القمح والشعير والحطب وهدايا أخرى في المواسم الدينية والأفراح العائلية،وقد أشرف على تعليم ما يزيد عن 800 طالب
لان تعليم الولد القرآن يكون سببا في رسوخ الإيمان، و من هذا المنطلق صار القرآن أصل التعليم الذي يبنى عليه ما يحصل من الملكات ، فمن الطلبة من أتم حفظه وهم كثر ،وقد تم تكليفهم بأداء صلاة التراويح بالتناوب في تلك الفترة وقراءة الحزب الراتب كل عشية ، مع الاعتناء بالمبتدئين قصد تهيئتهم للمستقبل ،ومنهم من التحق بمعهد عبد الحميد بقسنطينة ، ثم الزيتونة (وهم قلة) والبعض الآخر أسندت له مهمة تحفيظ كتاب الله ، سواء في القرية أو القرى المجاورة ،ومنهم من تمكن من حفظ عدة أجزاء من كتاب الله ، كلا حسب قدراته ،كما أنه رحمه الله محل ثقة قادة الثورة التحريرية خلال حرب التحرير، لأن الكتاتيب القرآنية في تلك الفترة ، أنجبت أفذاذ الجزائر في عز الاستعمار وحطمت حملات التجهيل والتنصير ، وتزامنا مع هذا خصصت حجرة لدراسة العلم الشرعي ( الفقه على المذهب المالكي وبعض الشروحات )أوكلت مهمة التدريس للفقيه : المرحوم بن قري الطاهر بن الحواس المتوفى 03 جانفي 1959 م، فلقد تربى في هذا المسجد وزاويته أجيال حفظت كتاب الله ، وتعلمت التوحيد، وإخلاصَ العبادة لله، محبة وإنابة ورغبة ورهبة، خوفا ورجاء ، وإخلاصًا وتوكلاً، وذلاً وتعبدًا، نشروا دين الله حسب استطاعتهم ،وشاركوا في ثورة التحرير جنبا إلى جنب رفقة إخوانهم الجزائريين ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.
أما طلبة جيل الاستقلال الذين درسوا بالمسجد المذكور جلهم ذوي شهادات عليا لأنهم تمكنوا من الالتحاق بالمدراس الابتدائية والثانويات والجامعات . فطلبة اليوم مطالبون بأخذ العبرة من جيل الأمس، لأن جيل اليوم له من العوامل ما يجعله في موقع جيد من اجل ضمان التميز، والحرص على ضمان التحصيل الدراسي النوعي، خاصة في ظل توفر الإمكانات، وتعدد آليات تكنولوجيا الاتصال التي تجعلها تتدفق بشتى المصادر المعلوماتية، لكن ما يجب أن يتحلى به تلاميذ اليوم هو ضرورة أخذ العبرة من الجيل القديم الذي رفع التحدي في أصعب الظروف، بفضل تحليه بالعزيمة وروح التحدي، والانضباط الذي سمح بإنجاب العديد من الأفذاذ الذين تحولوا إلى إطارات فاعلة في الدولة، وقدموا الكثير بناء على ما تعلموه من علم وأخلاق ممن درسوا عندهم في أجواء توصف بالصعبة والاستثنائية، ما جعل البعض يصل إلى قناعة بأن: الأزمة تلد الهمة، والعلم هو الآخر يؤخذ ولا يعطى.
بقي المسجد على أداء مهامه ( تحفيظ القرآن الكريم ) بعد الاستقلال بنفس الوتيرة تحت إشراف المعلم الكفء الطالب عبد الله شوثري إلى أن وافته المنية يوم 13جانفي 1981 م، رحمه الله وطيب ثراه
ولأهميته التاريخية في المنطقة هب أبناء شوثري كعادتهم جزاهم الله خيرا على الاعتناء بهذا المعلم الديني ألا وهو جامع الحاج الشريف بترميمه وإجراء بعض التعديلات المستلزمة داخليا مع إبقاء الوجه الخارجي له ، فما أحوجنا إلى مثل هذه الأعمال الخيرة ، فقلما نرى مسجداً قديماً متهالكاً تُحيط به الأبنية، والمنازل الفخمة من كل صوب، في حين أن بيت الله هو الأعظم مكانةً لا يجد من يُرممه أو يساهم في إعادة بنائه، فمن هنا وجب على المسلم المُقتدِر الحرص على بيوت الله قائمةً ،ببناءٍ جيد ومظهر خارجي وداخلي حسن، تهابه العين وتُسرُّ به القلوب، فكم يسعى الإنسان ويشقى في هذه الحياة الدنيا ليبني له بيتاً فيها ، فيخسر من ماله وجهده وفكره ووقته ما لا يخطر على بال، ناسيا أو متناسيا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من بنى مسجدا بنى الله له مثله في الجنة) رواه البخاري .وبيوت وقصور الجنة ليس كبيوتنا وقصورنا ،جاء في وصف بيوت الجنة ،كما جاء في الحديث، يقول صلى الله عليه وسلم Sadالجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب و ملاطها المسك الأذفر،وحصباؤها اللؤلؤ و الياقوت و تربتها الزعفران من يدخلها ينعم ،لا ييئس و يخلد ،لا يموت ،لا تبلى ثيابهم و لا يفنى شبابهم).اللهم اجعلني وإياكم من أهل الجنة وسكانها
ملاحظة : ألقاب أحفاد يحي الزواوي البجائي في برج الغدير خمسة : زواوي ــ شوثري ــ بن قري ــ بلعياضي ــ درارجة.


اعداد السيد : بن عامر لخضر

بن عامر لخضر
عضو نشيط
عضو نشيط

برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف ) New-member
رسالة sms : لكتابة رسالة sms انتقل إلى مكتبك
الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 78
نقاط التميز : 15900
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/11/2009


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى