أحبَها..تولَع فيها مشاعره اجتاحت كيانه

من طرف **محمد عودة** الأربعاء نوفمبر 30, 2011 7:13 pm

أحبَها..تولَع فيها مشاعره اجتاحت كيانه

لم يستطع أن يداريها ...

فالتزم الصمت لعلها تفهم عينيه

وكيف تفهمه؟... ولم تنظر يوما إليه

وبعد سنة عذاب ... غدر به الصمود

لم يعد يحتملها سراب ... وهي له المعبود

فقد زمام الأمور ... لم يستطع إلا أن يخبر الحضور

قالت:لا أصدق..

هو كلام فحسب ...فكيف تطبق؟

قال: أتؤمنين بلغة الدم؟

ودموع لفقداني تذرفها الأم

أتدركين أن الدم لا يكذب

وتؤامنين بما لغته تكتب؟

وحينها تريني.. وترين كم

عشقتك.. وتفتحين اذانك الصم

التفتت اليه ... فغرقت في بحر عذاب

ماذا دهى يديه؟ دمه يروي التراب

لا يبالي لألم قاتل... والموت لا يهاب

منهمك في الكتابة... "أحبك" كتبها بدمه

أن يكتبها قبل أن يفنى كل همه..

كتبها.. ومضى سريعا حتى لا يعذبها

غرقت في دموع تكفي أن تدمرها

مضى سريعا حتى لا يحمَلها ذنب ما اقترفت يديه

حتى لا يراها.. تبكي أمام عينيه

فيصبح الألم ألمين

ألم ينهش دمه . . . وألم يقتله

فهو أبكى من أحبه..

حمل دمه على يديه ... والموت له طاب

كتبها.. ومضى بعيدا في الغياب

غابت الدنيا عن عيونه ... وبدأت تسلب منه الشباب

ولو مات سيطلب أن يعيش ليقتل نفسه ثانية

دون أن يتوب... دون أن يرحم دمه

وقلبا في ألمه يذوب

قالوا عنه مجنون..لم يدركوا أن قتيل الهوى..

يتصرف بجنون

لم يدركوا أنه تيم فيها ... لم يدركوا أن تلك العيون

قبل أن يذبح نفسه ... ذبحته ألف مرة

أنسته من يكون..

هي أول حب له... وأول الحب جنون

يختار بطريقته أن يثبت حبا مكنون

أثقل ضلوعه.. أعياه

لكنه مدين له فهو من أحياه

أحيا قلبا ... لسنين كان مدفون

مستعد أن يحتذي السم...مستعد أن يقتل نفسه ألف مرة

أن يذوق من جديد ذاك الألم...فطعمه أعذب من فرقة مرَة

مستعد أن يحتذي السم ... دون أي دواء

دواؤه بات عشقها... فعسى أن يشفيه رب السماء

ذهب في الهوى قتيل وماذا بيده أكثر؟

أفهل من مات حبا... يحتاج في حبه لدليل؟