نظرية الاختيار العقلاني
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
نظرية الاختيار العقلاني
تمهيد:
تعد عملية اتخاذ القرار بشكل عقلاني، إحدى العمليات المنطقية التي تتبع طريقاً يبدأ من تحديد المشكلة حتى الوصول إلى الحل. ويدور ذلك حول فكرة مدى قدرة الفرد على زيادة حجم المنفعة الشخصية. وتعد المنفعة الشخصية مقياساً لمدى السعادة أو الرضا التي يمكن الحصول عليه من البضاعة أو الخدمة المقدمة. وقد تتصادم المصلحة الشخصية والمصلحة العامة. والعقلانية المقيدة تعتمد بشكل أساس على الانطباعات الشخصية بالإضافة إلى مراقبة الطرق التي يتم إتباعها في اتخاذ القرارات وتطبيقها.[1]
وقبل التطرق إلى نظرية الاختيار العقلاني، سنتعرض بالدراسة لكل من ظروف نشأة ومفهوم وتعريف نظرية اتخاذ القرار، فـ نظرية اتخاذ القرار:
1- ظروف نشأة نظرية اتخاذ القرار:
هي إحدى المحاولات في سبيل تطوير مقاربة صناعة القرار النظمية في دراسة السياسة الدولية كانت بداية الخمسينيات من طرف "ريتشارد سنايدر" وزميله "غراهام آليسون"، وهذا راجع إلى الظروف الدولية السائدة آنذاك، وهي مثلها مثل النظريات الأخرى والتي ظهرت لظرف ما ولتكريس سياسة ما حيث كانت الحرب الباردة مشتدة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، وفي مرحلة الذروة وأقصى درجاتها، وهذا ما أدى إلى ظهور أزمات خانقة في ما بين الدول، والدول التي كانت تخلق فيها الأزمات ليست بالدول المركزية (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي )، وإنما هذه الأخيرة كانت تخلق بؤر توتر في مناطق أخرى من أجل مصالحها سواء عسكرية أو اقتصادية أو استقطابية، وهذا ما أدى إلى منظري العلاقات الدولية في تلك الفترة في إلى إيجاد نظرية تساير الواقع المعايش في تلك الفترة، وبذلك أتت نظرية اتخاذ القرار من أجل تحديد من يصنع القرار ومن يتخذه وما هي الفواعل والأطر المؤثرة في هذه العلاقات بين الدول وكيفية إدارة الأزمات والتعامل معها، ويرى "ريتشارد سنايدر" أن بؤرة بحث العلاقات الدولية يجب أن تكون حول: المواقف وردود الأفعال والتفاعلات بين الدول، وهذه النظرية تلتقي مع نظرية الواقعية،[2] نوعا ما في كون الدولة هي المحدد الرئيسي في العلاقات الدولية [3].
وتتناول هذه النظرية ظواهر العلاقات الدولية وموضوعات السياسة الخارجية، من منظور صانع القرار وكل مدخلاته السيكولوجية والبيئة، بمعنى أنها تبني تحليلاتها للعلاقات الدولية على افتراض أن العلاقات الدولية هي نتاج لفعل صانع القرار المعبر عن بلورة لمجموعة العوامل الذاتية والموضوعة التي يصنع في ظلها القرار في السياسة الخارجية، حيث تدرس العلاقات الدولية ليس على أساس الدول بصورتها المجردة وإنما على أساس دراسة الدولة من خلال صناع قراراتها، وكما قلنا سابقاً فإنها تتشابه نوعاً ما مع النظرية الواقعية في من يمثل الوحدة الأساسية في العلاقات الدولية وهي الدولة ولكن الواقعيون يركزون على الدولة كوحدة واحدة ولكن نظرية صناع القرار تعتبر الأفراد الذين يعملون في النظام السياسي هم الذين يعملون في صناعة القرار والدولة هي التي تتخذ القرار.[4]
2- مفهوم نظرية اتخاذ القرار:
هي الاختيار بين عدد من البدائل المتاحة،[5] التي تتسم بعدم اليقينية في نتائجها، ولكن لا يجب أن يعني ذلك أن من يتخذ القرار توضع أمامه سلسلة من البدائل، إذ أنه في السياسة الخارجية يكون عدد البدائل محدوداً. وبذلك فجوهر نظرية اتخاذ القرار هو:
"الاختيار بين عدد من الممكنات لا على أساس تجريدي ولكن على أساس عملي مرتبط بالظروف القائمة".
والخطوات التي تسير فيها عملية اتخاذ القرار هي:
1- تحديد المعيار الرئيسي.
2- تحديد المتغيرات المرتبطة بالموضوع.
3- قياس المتغيرات بالمعيار الرئيسي.
4- اختار الهدف.
5- رسم إستراتيجية تحقيق الهدف.
6- اتخاذ القرار بانتهاج سلوك معين.
7- انتهاج السلوك فعلاً.
8- تقويم نتائج السلوك قياساً على المعيار الرئيسي.
3- تعريف نظرية اتخاذ القرار:
هناك من يعرفها بأنها:
" الدراسة المتفحصة والشاملة لمختلف العناصر التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تحليل سياسة معينة سواء بشكل عام أو في لحظة معينة، أي أن النظرية تعمل بين هذه المتغيرات، ولكن لا تضع بالضرورة فرضيات تطلب من صانع القرار أن يعمل على أساساها، وربما يكون من الأنسب اعتبار نظرية اتخاذ القرار من بين النظريات الجزئية بدلاً من اعتبارها نظرية كلية، فهي تركز على جانب جزئي من النظام السياسي ككل وبالتحديد على وحدات معينة خاصة باتخاذ القرار".[6]
ويرى "ريتشارد سنادير" على أن هدف تحليل الذي أتت به نظرية صناعة القرار هو صياغة العالم كما يراه صناع القرار في الواقع من أجل تفسير السلوك. وهذه النظرية تتناول ظواهر العلاقات الدولية وموضوعات السياسة الخارجية من منظور صانع القرار وكل مدخلاته السيكولوجية والبيئية والمعرفية، بمعنى أنها تبني تحليلها للعلاقات الدولية على افتراض أن العلاقات الدولية هي نتاج لـ: فعل صانع القرار المعبر عن بلورة لمجموعة من العوامل الموضوعية والذاتية التي يصنع في ظلها القرار في السياسة الخارجية، فهي تدرس العلاقات الدولية ليس على أساس الدول بصورتها المجردة وإنما على أساس دراسة الدولة من خلال صناع قراراتها، إذ يتم تحديد الدولة بصناع قراراتها الرسميين وغير الرسميين (الفواعل الحكوميين وغير الحكوميين )، وهي تختلف هنا عن النظرية الواقعية في أن اللاعب هنا ليس الدولة وإنما الأفراد الذي يعملون في مستويات مختلفة من نظام صناعة القرار في الدولة، بالإضافة إلى لاعبين آخرين منافسين للدولة، وفي بعض الأحيان يتجاوزن أطرها التقليدية.[7]
وفي هذا الإطار يرى "ريتشارد سنايدر" بأن الذين يدرسون في السياسة الدولية يهتمون بالدرجة الأساسية بـ: الأفعال وردود الأفعال والتفاعلات بين الوحدات السياسية التي يطلق عليها بالدول القومية.[8]
التطور التاريخي للمنظور العقلاني-العقلانية وتطورها التاريخي-:
كان ظهوره مع الدراسات تاريخ الدبلوماسية ومدرسة الأحداث الجارية التي ظهرت ضد المدرسة التاريخية التي طرحت سؤالا جوهريا هو إلى متى سنبقى أسراء المنهج التاريخي؟ حيث حاولت أن تتجنب الطرح التقليدي للعلاقات الدولية الذي يغلب الصبغة التاريخية في التحليل، كما أّن قيمة هذه الدراسة بدأت تتراجع أمام صناع القرار وهي مدرسة ظهرت قبل أن يظهر التنظير العلمي (المدرسة الفلسفية). أما التاريخ الدبلوماسي فقد اشتهرت فيه دراستان أساسيتان:
فمن الدراسات الأولى في المنظور العقلاني: تلك الدراسات التي نظرت إلى الدول كفاعل عقلاني وذكي هي دراسة إلى الكاتب "سدني فيربا" الذي فسر أسباب الحرب العالمية الثانية وحمل ألمانيا إستراتيجية السيطرة على العالم و قلب النظام الدولي كما تعامل مع الدول على كأنها قطع على لوحة الشطرنج كذلك نجد المؤرخ الألماني "شمت Schmitt" الذي قدم فرضيات معاكسة لسابقه تكمن في الطابع التحليلي المتطور للكاتبين السابقين لذلك اعتبر مرجعا للمنظور العقلاني [9].
مرحلة الإستراتيجية: أخذ التحليل العقلاني مكانة هامة في تحليل الاستراتيجيين التقليديين الذين تعاملوا مع الدول كفواعل تضع سلوكياتها وفقا لمعطيات وخطط محسوبة وهادفة حيث نجد في هذا المجال (المدرسة العسكرية ) التي تتعامل مع الدول على أنها فواعل تسعى إلى تحقيق أكبر قدر من المنفعة بأقل قدر من التكلفة، ثم تطورت هذه الدراسات مع أبحاث الاستراتيجيين الجدد)، على غرار ما ذهب إليه "توماس تشيلين" الذي حاول تفسير غموض السلوكيات الوطنية وردود الدول الأخرى عليها على أنها لعبة بين الأمم وان سلوك الدولة يتم اختياره وفقا لتنبؤها بسلوك الطرف الآخر. وطور في هذا الصدد مفهوم الردع. كذلك في هذه المرحلة ظهر مفهوم أساسين مهمين هما الحرب المحدودة، والرسالة، كما طور "هرمن كان" في كتابه 'حول التصعيد' وطور مفهوم العقلانية المطلقةabsolu rational على سبيل المثال إن الدول عقلانية حتى ولو لم تملك المعلومات الكافية، فمعرفتها لمنطلق الدول الأخرى، هو الذي يحرك سلوكها اتجاه بعضها البعض. ولذلك يعتقد "هرمن كان" ما يسمى بالحرب المركزية التي يمكن أن تحدث بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي لا يمكن أن يتسبب فيها عطل تقني أو نقص في المعلومات كما يعتقد آخرون ولا عقلية صناع القرار ولكن يكن أن تقوم الحرب المركزية نتيجة (حرب الوكالة أو ما تسمى بالحرب المحدودة ) أو إذا حدث خلل في ميزان القوى بين القطبين لصالح قطب معين كما عرفت الدراسات السوفييتية "سوفياتولوجي" و"الصينولوجي" تطويرا لهذا المنظور حيث تعاملوا مع والاتحاد السوفييتي كدول عقلانية لا تبني سياساتها وسلوكياتها على القيم الشيوعية كما يعتقد البعض ولكن على أساس استراتجي بحث.[10]
أما المرحلة الواقعية: فقد شهد هذا المنظور التطور الحقيقي الذي عرفته العقلانية كان في ظل الواقعية عندما دعا "مورغنتو هانز" إلى دراسة الجوانب العقلانية المفهومة من سلوك الدول وتجنب الغامض منها وأكد أن الدول عبارة عن كرات بيليارد صلبة، بمعنى أنها تتصادم خارجيا والمتغيرات الداخلية لا تساهم في صناعة السلوك الخارجي لذلك فهي فواعل مغلقة والسلوك الخارجي لهذه القرارات.[11]
نظرية الاختيار العقلاني:
نشأة نظرية الاختيار العقلاني:
ظهر أحد ردود الفعل على نظرية الوظيفية البنائية لـ:"بارسونز" تحت اسم نظرية التبادلExchange Theory ، وأصبحت مهمة في الولايات المتحدة وارتبطت منذ الخمسينيات باسم كل من "جورج هومانز" و"بيتر بلاو". وقد انطوت نظرية التبادل على رفض »النظرية الكبرى«، وفي حالة "هومانز" على محاولة لبناء نظرية استنباطية انطلاقا من المبادئ الأولية لعلم النفس السلوكي. وتدعي النظرية في منطلقها الأساسي أن البشر يمارسون سلوكا يجلب لهم منافع ويُشبع لديهم حاجات. وهذا المستوى من التحليل يقابل مستوى وحدة الفعل الصغرى عند "بارسونز" في بداية تحليله لعملية إيجاد المؤسسات. وفكرة التبادل باعتبارها مصدرا من مصادر التضامن الاجتماعي أو وسيلة من وسائله فكرة راسخة في تقاليد الأنثربولوجيا الاجتماعية، وصورة المجتمع عند هذه النظرية تتلخص في أن نشاطات البشر المتبادلة ترمي إلى الحصول على الحد الأقصى المنفعة، وهي تركز في ذلك على الإجراءات العقلانية التي يتبعها البشر في تقرير أفعالهم. وعلى الرغم من أن هذا التناول يرفض أي نظرية على شاكلة نظرية "بارسونز"، فقد ترعرع و نما في محيط "بارسونزي" وركز أكثر ما ركز على فكرة المجتمع، على خلاف نظرية الاختيار العقلاني الحديثة.[12]
ويؤمن أصحاب نظرية الاختيار العقلاني بفكرة وجود المجتمع إلى حد التعصب، ويتخذونها منطلقا. وترتبط هذه النظرية في بعض أشكالها بتيار اليمين السياسي، بيد أن الثمانينيات، على وجه التحديد، شهدت ظهور مدرسة ماركسية تؤمن بـ: نظرية الاختيار الحر العقلاني. مما يشكّل مثالا على أنه لا يوجد ارتباط ضروري بين النظرية والموقف السياسي.[13]
ومن ذلك، إن نظرية الاختيار العقلاني، في العلوم الاجتماعية عامة، كانت أول ما ظهرت ونشأت في علم الاجتماع، ولعدم فصل الحقول المعرفية في العلوم الاجتماعية، كان هناك صدى كبيرا ومجالا أوسع لتطبيق هذه النظرية في جميع العلوم الاجتماعية، خاصة العلوم السياسية، وبالأخص العلاقات الدولية في صناعة القرار السياسي الخارجي، وفي نظريات الربح والخسارة ألا وهي نظريات الألعاب.
لقد حاول الباحثون في السياسة الخارجية الإجابة عن سؤال أساسي: لماذا تتخذ الدول سلوك معين؟ أي: ما هو الدافع أو المحفز الذي يحرك سلوك الدول؟ هنا برزت العديد من الدراسات التي حاولت تقديم نماذج تحليلية، وهناك من انطلق أن تفسير السياسة الخارجية يجب أن يكون نابعا من كونها مجموعة من القرارات التي يتخذها جهاز الدولة،[14] وفي هذا ظهرت العديد من الدراسات التي تعنى بهذا الموضوع البالغ الأهمية، وكان لنظرية الاختيار العقلاني-الفعل العقلاني- الدور الكبير أيضا في تفسير سلوك السياسة الخارجية المنتهجة من طرف صانع القرار في الدولة، وفي هذا كان لـ: "غراهام أليسون" ثلاثة نماذج أو أطر تحليلية لفهم واستيعاب عملية صناعة القرار الخارجي، من بين هذه النماذج الثلاثة، عندنا نموذج الفعل العقلاني، وهو مقدم على النحو التالي:
التعريف بنموذج الفاعل العقلاني:"Rational Actor"
سنتعرض في هذه النقطة بالذات إلى الاختيار العقلاني في كل من نظرية صنع القرار الخارجي وثانيا في نظرية الألعاب، وكل ذلك على النحو التالي:
1-الاختيار العقلاني في نظرية صنع القرار الخارجي:
يقوم هذا النموذج على محاولة تفسير سلوكية الدولة تجاه حدث أو دولة أخرى عبر تحليل عقلاني للأهداف التي تعمل الدولة لها، فيقدم شرحا منطقيا للحسابات الدقيقة التي قد تكون الدولة قامت بها لاختيار سياسة معينة. وفي إطار هذا النموذج مثلا يعتبر العالم السياسي "هانز مورغانتو" أن الولايات المتحدة الأمريكية قد دخلت الحربين العالميتين الأولى والثانية نتيجة المخاطر المترتبة عن اختلال ميزان القوى في أوروبا في المرتين.[15]
إذن يهتم النموذج بإبراز الهدف الذي تعمل له دولة معينة من خلال سلوكية ما، وبالتالي تعتبر هذه السلوكية اختيارا منطقيا. يستعمل هذا النموذج التحليلي عادة في نظريات التفاوض،[16] وخاصة "الألعاب" المختلفة في التفاوض، وكذلك في نظريات الردع وخاصة الردع النووي.[17]
وتمثل سلوكية الدولة كـ: اختيار عقلاني الوحدة الأساسية في التحليل في هذا النموذج. فالدولة تختار السلوكية التي تخدم أكثر ما يمكن أهدافها ومصالحها. [18] ولابد هنا من التذكير بأن "ريتشارد سنايدر" لا يأخذ قضية العقلانية في السلوك كمسألة مسلم به، وإنما يأخذ بالدوافع ولكنه يركز على أن السلوك ليس نشاطا عشوائيا، بل أنه يدرس عملية السلوك من خلال ربط العقلاني واللاعقلاني.[19] ويحاول المحلل أن يفسر اختيار هذه السلوكية بواسطة ربطها بالأهداف المحددة وبالتالي مجموعة من الاختيارات لخدمة هذه الأهداف ولصانع القرار تقويم واحد للنتائج المترتبة عن كل خيار. ويقوم هذا النموذج على العناصر التالية:
1-القضية التي يفترض معالجتها إنما هي نتاج سلوك الدول.
2-سلوك الدولة هو اختيار يتم مرة واحدة وليس عدة اختيارات متسلسلة.
3-السلوك هو اختيار عقلاني، وذلك للاعتبارات التالية:
أ-ترتيب في الأهداف وفي سلم الأولويات.
ب-وجود خيارات.
ج-المخرجات.
د-الاختيار، بمعنى الاختيار العقلاني لخيار نعين من بين مجموعة من الخيارات.[20]
2-الاختيار العقلاني في نظرية الألعاب:
كما تقوم نظرية اللعبة Game Theory على أسس ثلاثة، هي: الخيارات، الأهداف وأخيرا العقلانية، بمعنى:
الخيارات، لكل طرف من أطراف اللعبة خيارات وأولويات، وأمامه فرص لاختيار بدائل متاحة أمامهم. ولكن كل بديل مفتوح أمام كل طرف منهم يؤثر على قيمة ما يحققه اللاعب الآخر من عائد. وإن هذه الاختيارات المتاحة لأي لاعب هي متاحة لجميع اللاعبين الآخرين. إن هذه النظرية تساعد الباحثين ولاسيما وهم يتعاملون مع الأوضاع الإستراتيجية الدولية، في توضيح الخيارات البديلة أمام صانع القرار وتساعدهم على فهم المشكلة والقدرة على حل منهجية التحليل بشكل أكثر عمقا.[21]
الأهداف، كل لاعب يتمسك بهدف ويسعى إلى تحقيق الفوز وأن اللاعب الذي يسعى للخسارة سيكون شخصا غير سوي، فكل لاعب لا يكتفي بالكسب بل يسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الكسب وتقليل الخسائر إلى أدنى حد ممكن.[22]
العقلانية، إن النظرية تقوم على أساس تحديد السلوك العقلاني الذي يمكن اللاعب من الفوز، والمقصود سلوك صناع القرار. إنها لا تتناول ما يسلكه الناس فعلا، إذن الأفراد قد يتصرفون بشكل متناقض وغير عقلاني في بعض الأحيان. وقد استخدم دعاة هذه النظرية السلوك العقلاني على أساس أنه الأكثر قدرة على جعل النظرية أصلح للتفسير، والسلوك العقلاني يعني بأن كل لاعب في السياسة الدولية يمتلك مجموعة من القيم والأهداف المحددة ويقرر سياسته طبقا لذلك بدون أخطاء. ويجب أن يتم ذلك على أسس رياضية، ولهذا فإن نظرية اللعبة هي طريقة للتحليل وهي أيضا دليل لاختيار أفضل طريق للعمل، فالدول مطلوب منها أن تبحث عن أفضل الطرق للعمل في المواقف والتي تظهر نتائجها في أفعال الآخرين. وإن الهدف لذلك هو تحديد هذه الأفعال العقلانية التي تستطيع أن تقود وتؤدي إلى قرارات ووسائل للعمل الأكثر ملائمة من أجل تحقيق الهدف.[23]
ولقد قدم "سنايدر" نموذجا إرشاديا لصناع القرار أخذ بنظر الاعتبار الأوضاع الداخلية والخارجية التي تؤثر في العملية، وعنى بنشاط صناع القرار بدرجة كبيرة، وذهب إلى القول بإمكانية التقدير الكمي لنشاطهم مستخدما أساليب البحث الميداني والتحليل الرياضي والإحصائي في تحليله لعملية صنع القرار.[24]
الهوامش:
[1] - ملتقى التطوير والتخطيط، من الموقع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تاريخ الدخول: 14-01-2010.
[2] - ذلك مرده أن الفكر الواقعي في علم العلاقات الدولية كنظرية، من فرضياته الأساسية تلك التي تقول بأن الدولة عبارة عن فاعل عقلاني.
[3] - عن منتدى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، "نظرية اتخاذ القرار في العلاقات الدولية"، من الموقع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[4] - المرجع نفسه.
[5] - محمد السيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، (بيروت: دار الجيل، ط.2، 2001)، ص.473.
[6] - المكان نفسه.
[7] - المرجع نفسه.
[8] -المرجع نفسه.
[9] - عن منتدى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، "مداخل دراسة اتخاذ القرار"، من الموقع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[10] - المرجع نفسه.
[11] - المكان نفسه.
[12] - إيان كريب، النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس، ترجمة: محمد حسين غلوم، (الكويت: عالم المعرفة، 1990)، ص.100.
[13] - المكان نفسه.
[14] - عن منتدى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، "مداخل دراسة اتخاذ القرار"، مرجع سبق ذكره.
[15] - ناصيف يوسف حتي، النظرية في العلاقات الدولية، (بيروت: دار الفكر العربي، 1985)، ص.188.
[16] - يقصد هنا بنظريات التفاوض، تلك النظريات الخاصة بعلم التفاوض الاجتماعي والسياسي، والتي لها جانب كبير من الدراسة في مجال السياسة الدولية والسياسة الخارجية، وذلك كله في حقل العلاقات الدولية، ولمزيد من المطالعة، أنظر:
حسن محمد وجيه، مقدمة في علم التفاوض الاجتماعي والسياسي، (بيروت: عالم المعرفة، 1994).
[17] - ناصيف يوسف حتي، نفس المرجع السابق، ص- ص.188-189.
[18] - المكان نفسه.
[19] - جيمس دورتي وروبرت بالسفراف: النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية ، ترجمة وليد عبد الحي الجبيهية ، مقابل باب الجامعة الأردنية، 1995)، ص.309.
[20] - عامر مصباح، الاتجاهات النظرية في تجليل العلاقات الدولية،(الجزائر: بن عكنون، ديوان المطبوعات الجامعية، 2006)، ص.265.
[21] - سعد حقي توفيق، مبادئ العلاقات الدولية، (الأردن: دار وائل، ط.3، 2006)، ص- ص.125-126.
[22] -المكان نفسه.
[23] - المكان نفسه.
[24] - قحطان أحمد سليمان الحمداني، النظرية السياسية المعاصرة، (الأردن: دار الجامعة، ط.1، 2003)، ص.209.
المراجع المستخدمة في الورقة البحثية:
أولا: الكتب.
1- الحمداني قحطان أحمد سليمان، النظرية السياسية المعاصرة، (الأردن: دار الجامعة، ط.1، 2003).
2- دورتي جيمس وبالسفراف روبرت، النظريات المتضاربة في العلاقات الدولية، ترجمة وليد عبد الحي الجبيهية ، مقابل باب الجامعة الأردنية، 1995).
3- وجيه حسن محمد، مقدمة في علم التفاوض الاجتماعي والسياسي، (بيروت: عالم المعرفة، 1994).
4- حتي ناصيف يوسف، النظرية في العلاقات الدولية، (بيروت: دار الفكر العربي، 1985).
5- النظرية الاجتماعية من بارسونز إلى هابرماس، ترجمة: محمد حسين غلوم، (الكويت: عالم المعرفة، 1990).
6- مصباح عامر، الاتجاهات النظرية في تجليل العلاقات الدولية،(الجزائر: بن عكنون، ديوان المطبوعات الجامعية، 2006).
7- سليم محمد السيد، تحليل السياسة الخارجية، (بيروت: دار الجيل، ط.2، 2001).
8- توفيق سعد حقي، مبادئ العلاقات الدولية، (الأردن: دار وائل، ط.3، 2006).
ثانيا: المقالات.
1- عن ملتقى التطوير والتخطيط، اتخاذ القرارات، من الموقع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] تاريخ الدخول: 14-01-2010.
2- عن منتدى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، "نظرية اتخاذ القرار في العلاقات الدولية"، من الموقع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
3- عن منتدى العلوم السياسية والعلاقات الدولية، "مداخل دراسة اتخاذ القرار"، من الموقع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رد: نظرية الاختيار العقلاني
مشكور على الموضوع القيم
هذا ما يستحقه المنتدى ليرتقي
بالتوفيق للجميع
:study:
رد: نظرية الاختيار العقلاني
مشكور وبادن اله مأجور
meni_inf- عضو جديد
-
رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 13
نقاط التميز : 15529
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
رد: نظرية الاختيار العقلاني
مشكور على المجهود
Ace stone- مشرف
-
رسالة sms : علمتني الحياه ليس الحب ان تكون بقرب من تحب ولكن
الحب ان تثق ان انك في قلب من تحب
********************************
قمه الحزن: ان تبتسم وفي عينيك الف دمعه
*******************************
الدنيا محطات للدموع اجمل مافيها
اللقاء واصعب مافيها الفراق
لكن الذكرى هي الرباط…..
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 907
نقاط التميز : 17513
تاريخ التسجيل : 19/09/2010
مواضيع مماثلة
» نظرية العمق الاستراتيجي
» نظرية الحق الطبيعي
» ترتيب الكلم وفق نظرية النظم*
» نظرية النمو العقلي لجان بياجيه وتطبيقاتها التريوية
» نظرية النمو العقلي لجان بياجيه وتطبيقاتها التريوية
» نظرية الحق الطبيعي
» ترتيب الكلم وفق نظرية النظم*
» نظرية النمو العقلي لجان بياجيه وتطبيقاتها التريوية
» نظرية النمو العقلي لجان بياجيه وتطبيقاتها التريوية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine