الطريق الصحيح إلى العلاج بالحجامة "للشيخ وليد بن عبد المجيد بوزردوم"

الطريق الصحيح إلى العلاج بالحجامة "للشيخ وليد بن عبد المجيد بوزردوم"
الحجامة : نوعان : رطبة ، وجافة ، وموضوعنا اليوم عن الحجامة الرطبة .
* تعريفها لغة : الحجم ، المص ، والحجام المصاص والمحجمة ، والمحجم بكسرهما ما يحجم( القاموس المحيط).
تعريفها اصطلاحا:
قال ابن القيم : الحجامة تستخرج الدم من نواحي الجسم.( زاد المعاد)
* أنواع الحجامة :
والحجامة على نوعين كما سبق جافة ورطبة .
- ففي الحجامة الجافة : يسخن الهواء بداخل الكأس فيمتد بالحرارة وعند ملامسته بالجلد يبرد الهواء فينكمش ويقل حجمه فيحدث فراغا داخل الكأس يجذب الجلد إلى داخل الكأس وبه كمية من الدم .( ابلاغ الفهامة )
- وأما الحجامة الرطبة فتختلف عن الحجامة الجافة بإحداث جروح بسيطة بالمشرط ثم توضع بنفس الطريقة السابقة وهي المقصودة من البحث .
*فضل الحجامة :
- عن جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول:" إن كان في شيء من أدويتكم ففي شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو لذعة بنار توافق الداء ، وما احب أن اكتوي" أخرجه البخاري ومسلم.
- عن ابن عباس عن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال:" ما مررت ليلة أسرى بي بملأ من الملائكة إلا كلهم يقول لي : عليك يا محمد بالحجامة" وفي رواية أنس " مر أمتك بالحجامة" صححه الألباني ، انظر الصحيحة.
* أوصاف الحجام:
- أن يكون رفيقا وليس بشيخ كبير ولا صبي صغير.
عن ابن عمر قال:" يا نافع قد تبيغ بي الدم فالتمس لي حجاما اجعله رفيقا إن استطعت ، ولا تجعله شيخا كبيرا، ولا صبيا صغيرا .." حسن ، أخرجه ابن ماجة.
- أن يكون من المحارم بالنسبة للنساء أو غلاما لم يحتلم .
عن جابر رضي الله عنه " أن أم سلمة استأذنت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) في الحجامة فأمر النبي(صلى الله عليه وسلم) أبا طيبة أن يحجمها قال حسبت أنه كان أخاها من الرضاعة أو غلاما لم يحتلم" أخرجه مسلم.
- أن يكون حاذقا ، عارفا بمواضع الحجامة ، وبعض الاسعافات الأولية
عن عمرو بن شعيب عن أبه عن جده أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال:" من تطبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن"حديث حسن ، انظر الصحيحة.
قال ابن القيم : تطبب على وزن" تفعل" وهو الدخول في الشيء بتكلف من غير علم " أظن أني قرأت كلامه هذا في كتابه "الطب النبوي" عدم المآخدة على الشك فإنه مني.
* أيام الحجامة :
عن أنس مرفوعا :" كان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين" انظر الصحيحة للألباني.
وعن ابن عمر قال سمعت رسول الله(صلى الله عليه وسلم) يقول:" الحجامة على الريق أمثل وفيه شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا يوم الأربعاء والجمعة والسبت ، ويوم الأحد تحريا ، واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء ، وضربه بالبلاء يوم الأربعاء ( وفي رواية : واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء فإنه اليوم الذي أصيب فيه أيوب بالبلاء) فإنه لا يبدوا جذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء" حسنه الألباني في الصحيحة.
*مواضع الحجامة :
ثبت عنه(صلى الله عليه وسلم) أنه احتجم في كاهله ، وعلى ظهر قدمه ، وفي قفاه ، وفي وسط رأسه ، وفي اليافوخ ، والأخدعين ، هذه المواضع التي ثبت عنه(صلى الله عليه وسلم) أنه احتجم فيها .
- لكن قال ابن القيم رحمه الله :" وقد ثبت عنه أنه احتجم في عدة أماكن من قفاه بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك ، واحتجم في غير القفا بحسب ما دعت إليه الحاجة" ( زاد المعاد).
* فوائد الحجامة :
- إزالة الصداع عن الرأس ، ونافعة لمرض الشقيقة أو مايسمى بالصداع النصفي.
- تزيل أثر السم من الجسم .
- تزيل أثر السحر من الجسم ، فتعمل على العضو المعلول.
- تزيد في العقل والحفظ
- الحجامة في الكاهل والأخدعين ، تشفي من أمراض الحلق والأذنين والأنف ، وتجلو البصر ، وإذا عملت مع الحجامة على الجبهة ، تشفي من أمراض العين ، مثل المياه الزرقاء والبيضاء وكذلك الغشاوة.
- تشفي من أمراض الروماتيز ، والحساسية ، بأن تعمل في الكاهل والصلب وأطراف اليد والرجل .
- نافعة لأمراض عرق النسا .....
*شروط الحجامة :
- يجب أن تكون على الريق أي قبل الفطور ، وإذا أفطر يستطيع أن يحتجم بعد مرور ساعتين من الوقت.
- يفضل أن تكون في ساعة باكرة من النهار ، والأحسن بعد الفجر بقليل.
- يستحسن أن تكون يوم الاثنين أو الثلاثاء أو الخميس
- إذا كان ليس في عجلة من أمره ، ولا يحتاجها في الحال، يستحسن أن ينتظر أيام سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين من كل شهر هجري.
- يجب أن تكون أدوات الحجامة معقمة ، ونظيفة ، والأحسن من ذلك أن يكون لكل شخص أدواته الخاصة به وهذا متوفر ، ولله الحمد .
- الشيوخ والعجائز ، لا يستحن لهم الاكثار من الحجامة لأن أجسامهم ضعفت ، فتزيد في ضعفها الحجامة ، ولهذا إذا كانوا في حاجة ماسة إليها يفضل لهم ، أن يقومو ا ببعض الاجرارات الطبية ، مثل قياس ارتفاع ضغط الدم ، ونسبة السكر ، و يحرص الحجام على اخراج كمية قليلة من الدم.
- الأطفال الذين يعانون من مرض السيلان ، تكون الحجامة في حقهم بإبر خاصة ، وكذلك الذين يتعاطون " الأنسولين".
- النساء تحجم لهم امرأة ، أما في حالة الضرورة ، ولم يكن هناك نساء ، يحجم لهم الرجل لكن ، يكشف إلا عن البقعة التي يضع عليها كأس الحجامة فقط ، وبعبارة أدق يجعل خرقا في القماش الذي يغطيها به على قدر كأس الحجامة.
* مفاهيم خاطئة :
- بعض الناس يعتقد أن النساء لا يحتجمن ، وبخاصة منهن البنات ، لأن الله جعل لهن ما يصرفن به الدم الفاسد من الجسم ، وهذا غير صحيح ، و لو كان الأمر كذلك لما مرضت امرأة في الدنيا ، لكن الأمر مختلف تماما ، فشتانا بين هذا وذاك ، وهذا الكلام لم يقل به واحد من أهل العلم ولا من الأطباء ، ثم هناك دليل يناقض هذا القول ، ألا و هو نصيحة الملائكة للنبي ليلة أسرى به ، وقولهم :" يا محمد مر أمتك بالحجامة " ، ولفظ الأمة يدخل فيه الرجال والنساء ، ولو قلنا بخلاف هذا ، لكفرنا كل نساء المسلمين .
- يعتقد البعض كذلك أن الحجامة لا تكون إلا في فصل الربيع ، فأولا، ليس هناك دليل على هذا التخصيص ، بل جاء في بعض ألفاظ الحديث " من احتجم لسابع عشر وتاسع عشر وواحد وعشرين من كل شهر" ، لكن نقول الحجامة في فصل الحر أحق من البرد و الحجامة في حق الذين يسكنون المناطق الحارق أحق من الذين يسكنون المناطق الباردة وهكذا .
- هناك بعض الاشاعات تقول أن الحجامة قد تورث بعض أمراض السرطان ، وما أدري شيء من هذا القبيل ، فنقول : رويدكم ، وحسبكم هذه الحجامة إنما أمر بها الرسول(صلى الله عليه وسلم) الذي لا ينطق عن الهوى ، بل إن الملائكة هي التي قالت له :" مر أمتك بالحجامة".
- هناك من الرقاة من يقول بإخراج الجني في كأس الحجامة ، وهذا من الكذب والتخرص والدجل ، وهو باطل باطل بلا أدنى ريب ، نعم الحجامة تشفي من أمراض الجان والسحر ، لكن لم نعلم كلاما لأهل العلم بهذا ، ولا للمؤرخين عبر التاريخ ، فهل هذه معجزة أم كرامة؟؟.
- من الرقاة من يجعل أورادا خاصة للمريض المحجوم ، وهذا ليس عليه دليل شرعي ، ونذكر الإخوة هنا بشيء ، قد يقول البعض : وما فائدة عليه دليل وما عليه دليل ، نقول : أحبتي في الله ، إن العلماء وضعوا بعض القواعد الشرعية ، وبطبيعة الحال هذه القواعد الشرعية مستنبطة من الكتاب والسنة ، منها قولهم " الأصل في العبادات التوقف إلا لدليل شرعي " و"الأصل في العادات الاباحة إلا لمانع شرعي" وما ذلك إلا لحفظ الدين ، وعدم التضييق على الناس في عاداتهم اليومية ، تصوروا لو أن كل انسان أحب أن يجتهد على وفق هواه أطلق له الحبل على الغالب ، وكل انسان أحب أن يعبد الله على طريقة معينة ، وصورة خاصة به أعطي له ذلك ، تصوروا معي كيف يكون هذا الدين الحنيف ، لكن قد توعد الله تعالى بحفظ هذا الدين فقال:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
وصل اللهم على محمد وآله وصحبه أجمعين .
بإشراف من أخيكم وليد الميلي ، تحية مني إلى كل أعضاء المنتدى والقائمين عليه

ارجوا انكم استفدتم من هذه المعلومات

وأنت كمان أخي توتو