الخيال الواقعي

من طرف **هالة القمر** الجمعة أبريل 01, 2011 2:57 pm

السلام عليكم
المتحدثة (أنا) لا أحب التكلم عن نفسي كثيرا إلا إذا اقتضت الضرورة لذلك...
فأنا أتحدث كثيرا عن الخيال لاني اعشقه...كما لا اهرب من الواقع لاني أعيشه

عندما كنت صغيرة...رسمت صورة بسيطة في مخيلتي...

ولكن لم اعرف كيف ألونها...فمزجت كل الألوان ولطخت الصورة
لم تكن الصورة جميلة جدا ولكن كانت مقبولة إلى حد ما...تقبلت الوضع وقلت عندما اكبر ستكبر أفكاري وستكبر صورتي...

وبالفعل عندما كبرت رسمت صورة جميلة وأبدعت فيها بأرقى أنواع الفنون...فأصبحت الصورة لوحة...

أما ألوانها فكانت كالتالي:
وردي- احمر- اصفر- ازرق- اخضر وابيض..وياليتها كانت ناصعة فقد كانت ملطخة بالأسود

قد تتساءلون ما كان ذلك الأسود؟

عندما كنت صغيرة كان الناس من حولي يلبسون جبة البراءة وان كانوا احقد الناس...فلم اعرف للصفات القبيحة طعما...بعكس ما أنا عليه في كبري..
فالحياة علمتني مفاهيم كثيرة كما وهبتني قاموسا لترجمة تلك المفاهيم التي غالبا ما كانت غامضة

لقد علمتني

انه مهما حلقت في فضاء الخيال ومهما نسجت خيوط أوهامك عالما للأحلام الوردية ...يضمن لك كل ما يرضيك فلا بد ان يأتي يوم تسقط فيه على رأسك وتفتح عيونك على الواقع

فكان ذلك اللون الوردي الملطخ بالاسود

وعلمتني انه:

إذا وقعت يوما فيما يسمونه بالحب...وأحببت بصدق وضحيت ببسالة وأنفقت بسخاء...
وأسكنت المحب قلبك ومنحته مفتاح الود والأمان...ثم لاحظت انه لا يبدي لك أدنى اهتمام بل ويقول لك أكرهك...
فتلك هي الحقيقة وهذا هو الأحمر المسود

كما علمتني أن:

الشمس عندما تكون ساطعة في رابعة النهار مكسوة بذلك الأصفر المشرق ...ويأتي كسوف مفاجئ فيختفي ذلك اللون ولا يبقى الا انعكاس الضوء
فذاك الاصفر المسود

وتعلمت انه:
أن منظر السماء وهي صافية زرقاء...ينبت في قلبك أشجار الأمل والسعادة...منتظرا قطوف ثمارها الحلوة بفارغ الصبر...لكن سرعان ما تسبقك عاصفة هوجاء تحمل معها غيوم سوداء ...لتقطف ثمار الحزن والكآبة وتتجرع كأس المرارة يوما بعد يوم..انه الأزرق المسود

وتعلمت ايضا انه:
إذا كانت في حديقتك ورود متنوعة الألوان تحوم حولها فراشات مختلفة الجمال وكان مهدها ومنبعها ذلك البساط الأخضر...الذي أضفى سر الجمال على منزلك وزادك طمأنينة وراحة البال...وجاء شخص لا يتقن لغة الفن والإبداع...ورمى بعود ثقاب على ذلك البساط...ليتحصل على قطعة ارض صالحة للبناء ...ثم تنظر فتجد بستانك عبارة عن تراب ورماد...فلا يسع لك
الا ان تقول هذا هو الاخضر المسود

وأخيرا علمتني التجارب انه:

مهما طالت فترة الشتاء فسيشرق الربيع ومهما طال الليل فلا بد من بزوغ الفجر...ومهما كبر الخبيث فستقلم أظافره ومهما عم الشر فسيسود الخير
فأنت أيها العبد إذا عصيت ربك فهي سوداء وإذا أطعته فهي بيضاء...
وإذا عصيته ثم نويت أن تتوب فهي رمادية

فهذه حالة اللون الأبيض الذي يرمز دائما إلى الجانب المشرق

وان لطخ بالأسود...فلا يكون اسود بل رمادي

هذه فلسفتي حول الألوان...أردت أن أكتبها في سطران

لكن الوقت طال...والحبر سال

فبقي القلم فنان

بقلم:هالـــــــــــــــــــــة القمر