مفهوم الاعياد الدينية
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مفهوم الاعياد الدينية
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّه لا يُسمّى أيّ يومٍ عيداً ما لم يسمّ من قبل الشرع نفسه، مهما كان ذلك اليوم عظيماً أو وردت فيه أعمال أو أذكار خاصّة.
فهناك أيّام عظيمة في الإسلام، مثل يوم البعثة الشريفة، أو ميلاد سيد
الكائنات وكذا أيام مواليد سائر المعصومين سلام الله عليهم، أو يوم عرفة أو
غير ذلك، ولكنّ الشرع لم يسمّ أيّاً منها عيداً، كذلك وردت في الروايات في
باب النيروز بعض الأدعية والأذكار والأعمال، لكنّها لا تعدو كونها نوعاً
من المراسم والمناسك الدينية، ولم يرد إطلاق تعبير «العيد» على هذا اليوم
أبداً.
أمّا يوم الغدير فقد عُبّر عنه في لسان الأحاديث والروايات الشريفة بأنّه
عيد، كما أطلق ذلك على عيدي الفطر والأضحى ويوم الجمعة، بل تمّت الإشارة
إليه بصيغة أفعل التفضيل مثل:
«أفْضَلُ الأعْياد»(1) و«عيدُ الله الأكبرُ»(2).
وروي أنّ الإمام الصادق سلام الله عليه قال لبعض أصحابه:
«لعَلَّك تَرَى أنَّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ خَلَقَ يَوماً أعْظَمَ حُرمَةً مِنْه؟ لا واللهِ، لا واللهِ، لا والله»(3).
من هنا يتّضح أنّ هذا اليوم العظيم لا يعدّ ضمن أيّام مثل يوم دحو الأرض والنصف من رجب، والنيروز، بل هو أعظم.
قال الشيخ عباس القمّي رحمه الله عن يوم عرفة: وهو عيد من الأعياد العظيمة وإن لم يُسَمّ عيداً(4).
ويبعد أن يكون هذا الموضوع من اجتهادات الشيخ القمّي؛ لأنّ أسلوبه ومنهجه
غير هذا، فمن المحتمل أنّه أخذ مثل ذلك عن بعض السابقين وإن لم يذكره.
إنّه يكفي أن يرد التعبير عن عرفة بالعيد في رواية واحدة، حتى نطلق عليه ـ
من باب التسامح ـ لفظة العيد؛ لأنّ موارد من هذا القبيل، لا تحتاج الى
السند بناءً على المشهور. أمّا إذا لم يكن عندنا رواية في ذلك، فلا وجه
لتسمية هذا اليوم بالعيد.
إنّ الملاك للأسماء والحقائق الشرعية هي الأدلّة الشرعية؛ فالطريق الوحيد
لتسمية يوم ما عيداً إسلامياً هو أن يكون مصدر هذه التسمية القرآن الكريم
أو السنّة المطهرة.
ولهذا لا نجد وجهاً لتسمية يوم عرفة بالعيد من دون التوفّر على دليل شرعيّ، مهما كان هذا اليوم شريفاً وعظيماً.
وهكذا الحال بالنسبة ليوم النيروز، فإنّه لم يرد التعبير عنه في الروايات
بالعيد، ولا يخفى أنّه وردت في خصوص النيروز روايات متخالفة.
بعد التتبّع في تلك الروايات رجّح العلاّمة المجلسي رحمه الله، وتبعه
العلماء الذين جاءوا بعده، الروايات المؤيّدة، ولكنه طرح ـ في بحث مفصّل له
في البحار ـ تساؤلاً مفاده: من أين لنا أن نعلم أنّ النيروز الذي ورد فيه
استحباب الصوم والغسل، ورويت له صلاة خاصّة، هو هذا النيروز المعهود (أي
ابتداء الربيع ووقت تحوّل الشمس إلى برج الحمل)؟
ولم يكن ملوك آل بويه والحمدانيون وعدّة ملوك آخرين، من الذين كانوا
يحتفلون بالنيروز، متّفقين في تحديده، فكان هناك النيروز المعتضدي ـ نسبة
إلى المعتضد وهو أحد حكّام بني العباس واسمه أحمد بن طلحة، ولقبه المعتضد
بالله ـ والنيروز الجلالي والنيروز السلطاني(5).
لعلّ الأقوال في أنّ النيروز هو أيّ يوم من أيّام السنة خمسة أو ستّة، وقد
حدث التبديل في تعيينه مرّات كثيرة، وإن استقرّ الرأي أخيراً في السنين
الأخيرة على اعتباره أوّل أيام فصل الربيع، ولهذا قام كثير من الفقهاء
بتحقيقات في تعيين زمان النيروز بمناسبة أحكام الصوم والصلاة فيه، كما
توقّف كثير منهم في ذلك أيضاً.
والجدير بالذكر أنّه لا يمكن في حال الشكّ في تحديده، التمسّك بأصالة عدم
النقل، خلافاً لعيد الغدير فإنّه يمكن التمسّك فيه ولهذا نقول: كان الثامن
عشر من ذي الحجّة منذ البداية يوم الغدير، أما بالنسبة للنيروز فلم يكن
الأمر كذلك بل إن التبدّل في تعيينه في القرون الماضية قطعيّ، لثبوت نقل
هذه المناسبة فلا يبقى مجال للأصل المذكور.
في التحقيق الذي قام به العلاّمة المجلسي رحمه الله في البحار، طرح فكرة
احتمال انطباق النيروز من كلّ عام مع عيد الغدير أي كونه في الثامن عشر من
ذي الحجّة أيضاً، فقد روي أنّ الثامن عشر من ذي الحجّة من السنة العاشرة
للهجرة (الذي نصّب فيه النبيّ صلى الله عليه وآله عليّاً سلام الله عليه
خليفة له) صادف يوم النيروز. وإذا كان الأمر كذلك فلا مسوّغ لمحاسبة
النيروز الإسلامي على أساس الأشهر الشمسية(6).
وعلى كلٍّ الغرض من هذا الكلام هو أن نعلم أنّ النصوص الدينية لم تسمّ
النيروز عيداً، ولكنّ الأمر يختلف بالنسبة للغدير، فقد عُبّر عنه في النصوص
الإسلامية بالعيد، بل أعظم الأعياد
كل عام و أنتم بألف خير
و شــــكرا
إنّه لا يُسمّى أيّ يومٍ عيداً ما لم يسمّ من قبل الشرع نفسه، مهما كان ذلك اليوم عظيماً أو وردت فيه أعمال أو أذكار خاصّة.
فهناك أيّام عظيمة في الإسلام، مثل يوم البعثة الشريفة، أو ميلاد سيد
الكائنات وكذا أيام مواليد سائر المعصومين سلام الله عليهم، أو يوم عرفة أو
غير ذلك، ولكنّ الشرع لم يسمّ أيّاً منها عيداً، كذلك وردت في الروايات في
باب النيروز بعض الأدعية والأذكار والأعمال، لكنّها لا تعدو كونها نوعاً
من المراسم والمناسك الدينية، ولم يرد إطلاق تعبير «العيد» على هذا اليوم
أبداً.
أمّا يوم الغدير فقد عُبّر عنه في لسان الأحاديث والروايات الشريفة بأنّه
عيد، كما أطلق ذلك على عيدي الفطر والأضحى ويوم الجمعة، بل تمّت الإشارة
إليه بصيغة أفعل التفضيل مثل:
«أفْضَلُ الأعْياد»(1) و«عيدُ الله الأكبرُ»(2).
وروي أنّ الإمام الصادق سلام الله عليه قال لبعض أصحابه:
«لعَلَّك تَرَى أنَّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ خَلَقَ يَوماً أعْظَمَ حُرمَةً مِنْه؟ لا واللهِ، لا واللهِ، لا والله»(3).
من هنا يتّضح أنّ هذا اليوم العظيم لا يعدّ ضمن أيّام مثل يوم دحو الأرض والنصف من رجب، والنيروز، بل هو أعظم.
قال الشيخ عباس القمّي رحمه الله عن يوم عرفة: وهو عيد من الأعياد العظيمة وإن لم يُسَمّ عيداً(4).
ويبعد أن يكون هذا الموضوع من اجتهادات الشيخ القمّي؛ لأنّ أسلوبه ومنهجه
غير هذا، فمن المحتمل أنّه أخذ مثل ذلك عن بعض السابقين وإن لم يذكره.
إنّه يكفي أن يرد التعبير عن عرفة بالعيد في رواية واحدة، حتى نطلق عليه ـ
من باب التسامح ـ لفظة العيد؛ لأنّ موارد من هذا القبيل، لا تحتاج الى
السند بناءً على المشهور. أمّا إذا لم يكن عندنا رواية في ذلك، فلا وجه
لتسمية هذا اليوم بالعيد.
إنّ الملاك للأسماء والحقائق الشرعية هي الأدلّة الشرعية؛ فالطريق الوحيد
لتسمية يوم ما عيداً إسلامياً هو أن يكون مصدر هذه التسمية القرآن الكريم
أو السنّة المطهرة.
ولهذا لا نجد وجهاً لتسمية يوم عرفة بالعيد من دون التوفّر على دليل شرعيّ، مهما كان هذا اليوم شريفاً وعظيماً.
وهكذا الحال بالنسبة ليوم النيروز، فإنّه لم يرد التعبير عنه في الروايات
بالعيد، ولا يخفى أنّه وردت في خصوص النيروز روايات متخالفة.
بعد التتبّع في تلك الروايات رجّح العلاّمة المجلسي رحمه الله، وتبعه
العلماء الذين جاءوا بعده، الروايات المؤيّدة، ولكنه طرح ـ في بحث مفصّل له
في البحار ـ تساؤلاً مفاده: من أين لنا أن نعلم أنّ النيروز الذي ورد فيه
استحباب الصوم والغسل، ورويت له صلاة خاصّة، هو هذا النيروز المعهود (أي
ابتداء الربيع ووقت تحوّل الشمس إلى برج الحمل)؟
ولم يكن ملوك آل بويه والحمدانيون وعدّة ملوك آخرين، من الذين كانوا
يحتفلون بالنيروز، متّفقين في تحديده، فكان هناك النيروز المعتضدي ـ نسبة
إلى المعتضد وهو أحد حكّام بني العباس واسمه أحمد بن طلحة، ولقبه المعتضد
بالله ـ والنيروز الجلالي والنيروز السلطاني(5).
لعلّ الأقوال في أنّ النيروز هو أيّ يوم من أيّام السنة خمسة أو ستّة، وقد
حدث التبديل في تعيينه مرّات كثيرة، وإن استقرّ الرأي أخيراً في السنين
الأخيرة على اعتباره أوّل أيام فصل الربيع، ولهذا قام كثير من الفقهاء
بتحقيقات في تعيين زمان النيروز بمناسبة أحكام الصوم والصلاة فيه، كما
توقّف كثير منهم في ذلك أيضاً.
والجدير بالذكر أنّه لا يمكن في حال الشكّ في تحديده، التمسّك بأصالة عدم
النقل، خلافاً لعيد الغدير فإنّه يمكن التمسّك فيه ولهذا نقول: كان الثامن
عشر من ذي الحجّة منذ البداية يوم الغدير، أما بالنسبة للنيروز فلم يكن
الأمر كذلك بل إن التبدّل في تعيينه في القرون الماضية قطعيّ، لثبوت نقل
هذه المناسبة فلا يبقى مجال للأصل المذكور.
في التحقيق الذي قام به العلاّمة المجلسي رحمه الله في البحار، طرح فكرة
احتمال انطباق النيروز من كلّ عام مع عيد الغدير أي كونه في الثامن عشر من
ذي الحجّة أيضاً، فقد روي أنّ الثامن عشر من ذي الحجّة من السنة العاشرة
للهجرة (الذي نصّب فيه النبيّ صلى الله عليه وآله عليّاً سلام الله عليه
خليفة له) صادف يوم النيروز. وإذا كان الأمر كذلك فلا مسوّغ لمحاسبة
النيروز الإسلامي على أساس الأشهر الشمسية(6).
وعلى كلٍّ الغرض من هذا الكلام هو أن نعلم أنّ النصوص الدينية لم تسمّ
النيروز عيداً، ولكنّ الأمر يختلف بالنسبة للغدير، فقد عُبّر عنه في النصوص
الإسلامية بالعيد، بل أعظم الأعياد
كل عام و أنتم بألف خير
و شــــكرا
Ace stone- مشرف
-
رسالة sms : علمتني الحياه ليس الحب ان تكون بقرب من تحب ولكن
الحب ان تثق ان انك في قلب من تحب
********************************
قمه الحزن: ان تبتسم وفي عينيك الف دمعه
*******************************
الدنيا محطات للدموع اجمل مافيها
اللقاء واصعب مافيها الفراق
لكن الذكرى هي الرباط…..
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 907
نقاط التميز : 16910
تاريخ التسجيل : 19/09/2010
رد: مفهوم الاعياد الدينية
لاشكر على واجب صديقي
Ace stone- مشرف
-
رسالة sms : علمتني الحياه ليس الحب ان تكون بقرب من تحب ولكن
الحب ان تثق ان انك في قلب من تحب
********************************
قمه الحزن: ان تبتسم وفي عينيك الف دمعه
*******************************
الدنيا محطات للدموع اجمل مافيها
اللقاء واصعب مافيها الفراق
لكن الذكرى هي الرباط…..
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 907
نقاط التميز : 16910
تاريخ التسجيل : 19/09/2010
رد: مفهوم الاعياد الدينية
شكرررررررررررررا
وليد الميلي- عضو نشيط
-
رسالة sms : لا تحزن .. فالبلاء جزء لا يتجزء من الحياة .. لا يخلو منه غني ولا فقير ..
ولا ملك ولا مملوك .. ولا نبي مرسل .. ولا عظيم مبجل .. فالناس
مشتركون في وقوعه .. ومختلفون في كيفياته ودرجاته ..
{لقد خلقنا الإنسان في كبد }
لا تحزن ..
واستشعر في كل بلاء أنك رشحت لامتحان من الله !..
تثبت وتأمل وتمالك وهدي الأعصاب .. وكأن منادياً يقول لك في خفاء
هامساً ومذكرا ً: أنت الآن في إمتحان جديد .. فاحذر الفشل ..
تأمل قوله : { من يرد الله به خيراً يصب منه } [ رواه البخاري ]
من كلمات عائض القرني
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 146
نقاط التميز : 14976
تاريخ التسجيل : 05/12/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine