هيئة الأمم غير المتحدة

هيئة الأمم غير المتحدة
من يقرأ ديباجة ميثاق هيئة الأمم المتحدة يجد فيها : » نحن شعوب الأمم المتحدة قد قطعنا على أنفسنا عهداً أن نجنب الأجيال القادمة ويلات الحرب ، وأن نعمل على إيجاد تعاون اقتصادي واجتماعي بين دول العالم ، بأسلوب يرتفع بمستويات الحياة الكريمة للجميع ، ويحفظ السلم للجميع ، ويفضّ المنازعات بالوسائل السلمية « أما في الواقع فلا يوجد من ذلك شيئا بل يوجد ما هو أنكى وأخزى فدول الأمم المتحدة لا يوحدها شيء وبؤر التوتر ونيران الحروب لم تخمد أبدا فما إن تهدأ حرب إلا وتشتعل أخرى .
وتشير التقارير إلى أن عدد الفقراء في العالم قد زاد في العشرين عاماً الماضية بنسبة43% ، وأن أكثر من 4مليارات نسمة يعيشون في مناطق فقيرة ، وأن ملياراً منهم يعيشون تحت خط الفقر ، وأن أغلب سكان الدول النامية يعانون من سوء التغذية, وأن عدد الدول التي تعاني من أزمة الديون في العالم يبلغ نحو 123دولة من ضمن 180 دولة عضو في الأمم المتحدة , وأن أربعة أخماس سكان الأرض تقريباً يستهلكون خمس الاستهلاك العالمي تقريباً بينما خمس سكان العالم من دول الشمال فإنه يحوز أربعة أخماس الإنتاج والاستهلاك العالمي !
كما يشهد الواقع بحقيقة كبرى لم تعد تخطئها العين المجردة وهي : أن هناك عالم حر يتحكم ويستعبد ويتفرغ للتقدم والبناء والعمران ورفاهية شعوبه و ينعم بالحرية والديمقراطية وعالم آخر غير حر هو العالم الثامن ( كان فيما مضى العالم الثالث والآن تقهقر ليصبح العالم الثامن ) ينهمك في حل المشكلات والأزمات والعقبات السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الحدودية التي تلقى إليه و يتعثر دائماً في شباك الديكتاتورية والقمع والتسلط من الأنظمة المستعبدة .
والمشكلة أن الأغلبية العظمى من الأمم المتحدة يشكلها العالم الثامن الذي تشكل أقطار العالم الإسلامي سواده الأعظم فالمسلمون كتلة بشرية ضخمة يفوق تعدادها ربع سكان العالم , هذه الكتلة ليس فيها دولة واحدة متقدمة بالمعنى الحديث للتقدم وليست فيها دولة واحدة تستطيع الاعتماد على نفسها ولم تمكّنْ من أن تكون فيها دولة واحدة كبرى .
إن مسؤولية هذه الأوضاع تقع على عاتق دول التآمر الخارجي من العالم الحر . صحيح أن هذا لا يبرر تخاذل وتقاعس العالم الثامن ولكن السبب الأساس كما يقول الأستاذ عبد العزيز كامل راجع لمن أنشأ وطور وحافظ على تلك الأوضاع الداخلية الشائنة والضامنة لمصالح قوى الاستعباد الكبرى وزرع الوهن وغرس التبعية وجند الأتباع وبث الفرقة عبر سنين من الاستعمار العسكري المباشر ، وسنين أخرى من الانتداب ثم الوصاية ثم الحماية ... ثم أخيراً الشرعية الدولية والأمم المتحدة .

بقلم المهندس:عبد الغفور ديدي