منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
المعلم : بن سالم الحسين ( المدعو: لحسن )الغديري   13401713

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
المعلم : بن سالم الحسين ( المدعو: لحسن )الغديري   13401713
منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعلم : بن سالم الحسين ( المدعو: لحسن )الغديري

اذهب الى الأسفل

مميز المعلم : بن سالم الحسين ( المدعو: لحسن )الغديري

مُساهمة من طرف بن عامر لخضر الإثنين مارس 03, 2014 3:38 pm

المعلم : بن سالم الحسين ( المدعو: لحسن )الغديري  
                   بسم الله الرحمـن الرحيــم
 
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى ، والصلاة والسلام على نبي الهدى الذي لا ينطق عن الهوى،سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه مصابيح الدجى ومن سار على نهجهم واقتفى وبعد:
فبينما أنا أقلب صفحات الذاكرة وأطوي الزمان شهراً تلو شهر، وسنة إثر سنة، وأستعيد المواقف والأحداث ، وأتأمل رحلة هذه الحياة ، إذ توقفت الكلمات عن الوصف، وانطلق الخيال وتعثر الحرف، ومر أمامي شريط الذكريات ، خصوصاً تلك السنوات الزاهيات التي قضيتها رفقـة الأخ المرحوم بن سالم الحسين رحمه الله ،  ما عرفت فيه إلا أخا كريما ً ومعلما نبيلا وصديقا مخلصا  و...و....و...و....
فلقد جاش في صدري ما لا أستطيع وصفه من الثناء العاطر، وانطوت بين الضلوع في صفحة الذكريات أجمل المناظر، وما لا يمكن أن أنساه مهما نأت الديار وشط بنا المزار، أجد الصمت أبلغ من الكلام، والإشارة أفصح من العبارة ، خصوصاً في موقف الرحيل ، فالوداع موقف مهاب ، يرتاع فيه الفؤاد وتحار فيه الألباب ، وتغضي فيه الكلمات من هيبة الأحباب
وها أنا اليوم مقبل على التقاعد كبقية الزملاء ، وان التقاعد ماهو إلا حلقة
في سلسلة ، وجملة في صفحة ، وليست القضية سنوات من العمر مضت، وأعباء من التكليف انقضت ، واعتزل من حوله ، وانطوى على ذاته، وقصر نفسه على خاصته وأسرته، ولكن القضية أثر ينقش على صفحات القلوب ، قبل أن يكتب على صفحات التاريخ، حروفه ساعات العمر الماضية، ومداده إخلاص يختلج في القلب ، وهمٌ يعتلج في النفس، يدفعها إلى البذل بسخاء، ويفسح الأفق أمامها ميداناً رحباً للعطاء، ترفرف بجناحي الحب والكرم ، فتبادله القلوب بمثلهما ما بقي في المجتمع شيء من وفاء ، وفي الجيل شيء من إخلاص وهما باقيان بإذن الله تعالى.
ولكنني أختم بوصية مهمة لإخواني وزملائي المعلمين والأساتذة ،الدعاء للمرحوم الحسين بن سالم وغيره ، ثم الدعاء الدعاء ، فإنه مفتاح لكل خير ، وثمرة لكل أخوة صادقة
أما أنا فإنني لن أنساه بإذن الله تعالى ما بقي في جسدي عرق ينبض أو قلب يخفق ، ولعلي أجتهد في الزيارة والوقـوف على قبره  بإذن الله تعالى ، داعيا الله له أن يتغمده برحمته الواسعة ويحشره مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
                                                                    
                                                                                                     
      
يعتبر المعلم عاملا أساسيا في نجاح العملية التعليمية ، وهو من أهم عناصر هذه العملية ، فالتعليم لا يتم بغير معلم ، ونحن بحاجة للمعلم الصالح الذي هو المربي وحامل الرسالة التي هي من أقدس وأشرف الرسالات ، فهو صانع الحضارة وناقل لثقافة المجتمع ومشارك في إعداد طفل اليوم رجل المستقبل ، ليكون مواطناً صالحاً يعرف ماله وما عليه ، فإلى المربي الأمين يسلم الوالدان بثقة واطمئنان فلذات أكبادهم ، وبأمل عريض مرتقب تلقى الأوطان إلى هذا المربي بمستقبل ناشئيها ، فبقدر ما يكون هذا المربي أهلاُ للأمانة وبقدر ما يبذل من علمه وفنه وأخلاقه في إعداد النشء للحياة ، نضمن مستقبل البلاد وازدهارها .
إنها رسالة مقدسة ، والمعلم هو صاحب هذه الرسالة التي تتطلب منه أن يتمسك بأخلاقها ليعزز صلته بها فيضحي من أجل ما تنطوي عليه هذه الرسالة من قيم ومبادئ إنسانية وخلقية واجتماعية .
لهذه المعاني السامية  اختار المعلم المرحـوم : بن ســالم الحسيـن بن لزهـاري الغديري هذه المهنة وانتمى إليها ، لأنها أساسية  وركيزة هامة في تقدم الأمم وسيادتها ، وتعزي بعض الأمم فشلها أو نجاحها في الحروب إلى المعلم وسياسة التعليم كما أنها تعزي تقدمها في مجالات الحضارة والرقيّ إلى سياسة التعليم أيضاً

بالمنطقة الشرقية لقرية الدشرة بلدية برج الغدير ، وعلى مسافة تتجاوز الكيلومترين تقـع مشتة ( السمايدية ) التي أنشأها آل بن سالم قصد الاستقرار بها  لمزاولة الأعمال الفلاحية  بأراضيها الخصبة والرعي بسفوح جبالها الممتدة شرقا وغربا . رغم امتلاكهم مساكن لايستهان بها بقرية الدشرة آنذاك .
بها أنعم  الله على الوالد لزهـاري بعد مصاهرة  آل بوعيسي ببلدية الرابطة  بعدة أبناء من بينهم المرحــوم الحسين( المدعـو لحسن) : يوم 17جــانفي 1956م الموافـق 04/06/1375هـ وكان ميلاده بالنسبـة للأم الزهرة بوعيسي   أطال الله في عمرها  ،نعمة من نعم الله عليها ،  أسمـعته بعد ميلاده بسويعـات كبقية الإخوة  ألفاظ الآذان ، وهو ملفوف في قماطه وبين أحضــانها، وكان خيـر ما استمع  ، وهي سنـة حميـدة توارثـتها العائلة أبا عن جــد  .
 عاش المرحوم : الحسيــن بن سالم  صباه بين إخوته وأبناء عمـومته و جيــرانه  حياة ملؤها المحبة الصادقـة والنفس الطاهـرة،  رغم الإمكانيات البسيطة وانعدام وسائل الترفيه المتوفرة حاليا إلا أن الوسائل اللازمـة لهم خلال هذه المرحلة كانت  من ابتكارهم وأدت الغرض المطلـوب .
 
ومن خلال المراقبـة المستمرة  ، والرغبة  الشديدة للعلم والمعرفة   أدركت الوالـدة ( الزهرة بوعيسي )أن الله تعالى قد أنعم على وليدها (الحسين ) بنعم كانت تنتظرها منذ ولادته والمتمثلة في أدوات  العلـم والمعرفـة وهي : السمـع والبصــر والعقل مصداقا لقـوله تعالى :
                                                                                                               ( والله أخـرجكم من بطـون  أمهاتكم لاتعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) سورة النحل 78
حمدت الله على ذلك وأثنت عليه ، وهي تدرك أن المشوار لازال طويلا أمامها لتحقيق ما تصبو إليه متوكلة على الله ونعم الوكيـل ، وبما أن والدتــه قـد نشأ ت في أسرة متواضعة ومحا فظة تجل العلم والعلماء ببلدية الرابطة الغنية عن التعريف قررت  ترسيخ العقيدة السمحاء في نفوس أبنائها . لتنشــئه تنشـئة إسلامية ، وهي تدرك أن عمليـة التنشئة الاجتماعية وسيـلة لتهيئـة الوليـد الممنوح بالفطـرة كي ينمـو ويتطـور سلـوكيا وأخلاقيا واجتماعيا وسـط محيطه الاجتماعي , فيكسب شخصيـة اجتماعية تتعامـل مع ثقـافة وأحكام الوسط الذي ينتمي إليه .
أخذت مواهبـه في التفتح مبكرا فبدأ القراءة والكتابة ولم يتجاوز سن الخامسة من عمره ، رفقة إخوته وأبناء وبنات عمومته أمثال : ـ عبد الوهاب ــ محمود ــ ـ عبد الكريم ـ الحفناوي وغيرهم ، حيث أشرف على تعليمهم الشيخ والإمام بن سالم الحسين وذلك بعد انتقال المعلم الكفء المرحوم ( شايب محمد ) رحمه الله وطيب ثراه بعد  قضائة عدة سنوات بكتابها ، إلى المسجد العتيق بالبلدية مركز ( مسجد عمر بن عبد العزيز ) حيث تولى تعليمهم على أكمل وجه متبعا طريق التدريس البدائية المعتمدة على اللوح والصمغ المصنوع من صوف الغنم ، وهو ما سهل له أطال الله في عمره تحفيظ كتاب الله تعالى .رغم الضغوطات الاستعمارية التي كانت تمارس عليهم .
ولما اكتملت بيته ألحقه والده بمدرسـة التهذيب بقرية الدشرة المسماة حاليا ( المدرسة الابتدائية : الشهيد عمار بلالطة ) وهي أقدم مدرسة بالمنطقة حيث شيدت من طرف الأهالي سنة 1953م تحت إشراف دعاة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مثل : الشيخ بالي وعلي مروش وموسى بوسام ،ولما أدرك قدراته بعد مدة قصيـرة أدخله قسم السنة الثالثة ابتدائي مباشرة ليشرف على تعليمه المرحوم بليدة الحسين    وكان من بين الطلبة : زواوي عبد الله بن محمد ـ بلعياضي عبد الحميد بن الطيب  ـ بن عامر لخضـر ـ مروش محمد الطاهر بن ساعد  ـ خبابة السعيد بن رابح ـ بلعياضي المسعود بن محمد الزين ـ بن الصغيـر محمد ـ بلكعلول العمـري ـ بلعياضي نصر الدين بن لحسن ــ  وغيرهم .
لكنه لم يتخل على حفظ القرآن الكريم بكتاب المسجد العتيق بقرية الدشـرة على يد المرحوم : كعلول احمد طيب الله ثراه .  
وبعد أن نال شهادة نهاية المرحلة الابتدائية ،  انتقل إلى المتوسط ، عامه الأول بمتوسطة بن باديس ببرج بوعريريج مركز لكنه عاد إلى برج الغدير مركز ليتم دراسته  بمدرسة طرش الصغرى  بعد أن حولت إلى متوسطة آنذاك ،  قصد تخفيف مشقة السفر على الطلبة يوميا، وكان من بين الطلبة : أمحمد بوسام بن المسعود  ــ رشيد بوسام ــ جمال بلعربي ــ عبد المجيد شوثري ــ دحمون مزوار ــ جمال بولعواد ــ العيد دهيمات ــ امبارك حميميد ــ خالد مروش بن لزهاري  ــ حسان بوقـرة . خلال الموسم الدراسي 1970م /1971الموافق 1389/ 1390 هـ .
 
  حيث أشرف على تدريسهم السادة : عقيدة لمبارك ــ شايب محمد الشريف ــ امحمد صـافي سوري الجنسية ــ عمار بن سالم ــ الطاهر حناشي ــ لويزة حناشي كأستاذة اللغة الايطالية ، تحت إدارة السيد : كستيلة كلود   ( castella claud فرنسي الجنسية ) .همّه الوحيد إكمال دراسته ونيل الشهادات التعليمية الواحدة تلو الأخرى لتلبية رغباته و تحقيق أمنيات العائلة .
لأنه يعلم علم اليقين أنه يجب عليه أن يرفع الجهل عن نفسه، بحب الاستطلاع وإضافة الجديد من المعلومات والمعارف إلى خزينته الذهنية في شتى أمور الحياة ومناحيها، وهو شرف عظيم؛ ونبينا صلى الله عليه وسلم أمر بالازدياد من العلم كما في القرآن الكريم ومع ذلك الشرف وتلك الرغبة العظيمة ، ينبغي عليه  ألا يأخذنا كثرة ما تنتجه المطابع والمؤسسات الصوتية من كتب وأشرطة متنوعة، ولا بد من الإحاطة بالعلم أولاً وبمعرفة مبادئه ثانية، وقد قال بن عباس رضي الله عنهما: " العلم كثير ولن تعيه قلوبكم، فاتبعوا أحسنه .
 
قال الشـاعر :
 
وإذا طلبت العلم فاعلم أنه   حِمل فأَبْصر أيَ شيء تحملُ
وإذا علمت بأنه متفاضل   فاشغل فؤادك بالذي هو أفضل                                         
 
لكن الدراسة لم تمنعه من مزاولة الأعمال الفلاحية رفقة أبناء عمومته خلال العطل المدرسية ،بالمنطقة وهو بارع في ذلك .
وبعدما نال شهادة الأهلية التي تمكنه من الانخراط في سلك التعليم ،واكتملت بنيتـه وأصبـح له صـدر عريض ومنكبان قـويان في جـد لايعـرف التعب ، وقادرا على تحمل المسؤولية لأنه يدرك أن مهنة المعلم هي مهنة جديرة بالتقدير فكيف لا يكون ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما بعثت معلماً " فالمعلم مربي أجيال وناقل ثقافة مجتمع من جيل الراشدين إلى جيل الناشئين كما أن وظيفته وظيفة سامية ومقدسة تحدث عنها الرسل والأنبياء ورجال الدين والفلاسفة على مر العصور والأجيال.
 
عين بمدرسـة أولاد السليني الواقعة شرق برج الغدير خلال الموسم الدراسي 74/75م، حيث أسند له فوج من الطلبة يقارب 25 تلميذا رغم خبرته المتواضعـة ، فبشخصيته المتميزة كان القائد التربوي الذي يتصدر عملية توصيل المعلومات التربوية بكل أمانة ، لايعرف الكسل ، لقد  خـاض المعركة ضد الجهـل والتخلف ببسالة فائقــة سلاحه الإيمان بالله تعالى ونـوره العلـم ، كان رحمه الله يتنقل يوميا كالمعتاد رغم بعد المسافة وبرودة الطقس أو شدة حرارته ، يعد خطاه خطوة خطوة ، يتقفى آثار من سبقـه تارة ويتنحى عن المستنقعات الناتجة عن هطول الأمطار وسقوط الثلوج تارة أخرى ، يقذف الحصـى بحذائه المسكين لانعدام الرؤية صبـاحا  ، ينظر يمينا ويسارا لعله يجد من يرافقـه، هذا الحذاء لو تكلم لطلب الانتقــام ، فقد تحمل الكثيـر وعانى الكثيـر في نشر العلم ورفع الغبن عن تلامذته ، وفي كل مرة يمني نفسه قائلا : لم يبق الكثير عن نهاية الموسم الدراسي ، ترى ماذا يمكن أن تخفيه الأيام لهذا الحذاء أو لصاحبه أولهما معـا ، وذلك بسب انعدام وسائل النقـل ، لأن موعد الدراسة الثامنة صباحا يوميا ، ولا يمكنه مخالفة الموعد رغم بعد المسافة التي تقدر بحوالي 6 كيلومتر.    
 
هذه هي رسـالته رحمه الله وهو أهـل لها مدركا أن المجتمع أسلمه فلـذة كبده ليقـوم بتربيته وتعليمه ، فيجب عليه أن يحرص على إكسابه الأخلاق الفاضلة ، ويدربـه على المهارات التي تنمي تفكيره وتوسع مداركـه ، وتهذب طباعه وتصقـل قدراتـه وتشبع ميوله وحاجاته ،ويزود رغبته في التعلـم.
لقد كان رحمه الله مزارعا وإنما زرعـه أغراس صغيـرة يرعاها وكأنه بستاني يشجب شجيراته لعلها تغدو أحسن تقويما وأوفر عطـاء ، يعظم في نفسـه أنه أب يحد على تلاميذه كأنهم فلذات كبده ، يبذل زهــرة عمره لغيره ، يعمل متواضعا صابرا صبــر العظمـاء .
انتقل بعد ذلك إلى مدرسـة أزبيـر بلدية برج الغدير،خلال الموسم الدراسي 1975/1976م ، فتضاعفت المسـافة المقطوعة يوميا لكنه بقي على نفس المنوال يعد دروسه ليلا ويلقيها نهارا ، يرافقـه في ذلك كلا من : المعلم بورنان الشريف عبد الوهاب  ، عقيدة اسماعيل ،مروش محمود بن موسى ـ بلالطة يوسف ـ تواتي المسعود ( معلم اللغة الفرنسية )  دون أن ننسى المرحوم رابح زغـدان حارس المدرسة الذي لم يبخل عليهم بما أنعم الله عليه من طعام يوميا.والصالح بعطوش صاحب السيارة من نوع 403 .
مكث بمدرسة أزبير ما يقارب التسع سنوات .
فعند دخـوله القسم يجعل درسه مرغوبا فيه لدى المتعلمين من خلال طريقة التدريس التي يتبعها  في إلقائه، بسبب التحضير الجيد له وتوفير الوسائل اللازمة لذلك ، ومما زاد في نجاحه  معرفته بالبيئة التعليمية و خصائص المتعلمين و مهاراتهم و قدراتهم واختيار الطرق التدريسية المناسبة ،و وضع الأهداف التعليمية المناسبة و مراعاة الفروق الفردية ،لأن طرق وأساليب التدريس يعتبرها رحمه الله  من أهم مكونات المنهاج الأساسية ، قصده العمل على تفجير الطاقات الكامنة لدى طلابه ، ليحررهم من الشعور بمركب النقص الذي يلازمهم ، منذ مدة بسبب العزلة التي يعيشونها لأنها منطقة رعوية بالدرجة الأولى ، تنعدم فيها شتى الوسائل المساعدة على التعلم ، وهو يعلم علم اليقين أن من طلبته  من يفهم العبارة والدرس من أول شرحٍ لها، ومنهم من يحتاج إلى إعادة وتكرار وشرح وتفصيل، لكنه رحمه الله كالفنان يرى مالا تراه العين ويرى الطاقة الكامنة التي لايستهان بها ، فعمل على أن لايدع ينابيع الطاقـة الكامنة أن تنضب من نفـس طلابه بمدّها  بالأفكار والآراء ، والمعرفة والأمـل مما يساعدهم على الاتصال بالثقافة والعيش ، ويزودهم بالإحساس على القدرة والأهمية، ويحررهم من الأوهام التي لاأساس لها من الصحـة، ويقوي فيهم الشعور بالفخر والاعتزاز والقيمة الذاتية ، ويطالبهم
بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم كطلاب علم من خلال التمارين اليومية  والوظائف المنزلية. لهذا فهو رسول ثقافة وعلم ومعرفة  ورائد تجديد وإيـداء وابتكار ونبض تطـور وصانع عقول الأجيال المتعاقبة ، يتحمل كباقي المربين وصـل الماضي بالحاضر ووصل الحاضر بالمستقبل في أذهان أبناء المجتمع الجزائري وقلوبهم  .
وبعد هذه الفترة الزمنية التي قضاها بمدرسة أزبير وما تركه من أثر طيب في نفوس طلابه الذين يشهدون له بالإخلاص في المعاملة والجد في العمل ،انتقل إلى المدرسة الابتدائية :الشهيد الصالح جبار برقراقة بلدية غيلاسة رفقة الإخوة : محمد بن اعبيد ــ طالبي كمال ــ زواوي عبد الحميد بن المسعود ــ بلعياضي الفاضل بن رابح ــ طيايبـة محمد،  ملما بمجموعة من الصفات والمميزات والمهارات التي مكنته من إتقان عملية التعليم باعتبارها من الصنائع المتميزة في المجتمع وفي حياة الإنسان،  ومن ابرز هذه الصفات : الإلمام بفن التدريس من حيث الجمع بين الطريقة والمادة ، ودرايته بأساليب التدريس المختلفة التي مكنته من تقديم دروسه بأفضـل الطرق والوسائل ،وربط المادة بالواقع، وفتق اللسان بالمحاورة والمناظرة والعمـل على تحصيل الملكة التي هي صانعة التعليـم ،  لأنه رحمه الله يبتعد  كل البعد عن حشــو الأذهان .
فالمرحوم : بن سالم الحسين معلّم ومتعلّم من وجـه آخر، حيث قـام بترقية نفسه وعلمه ومهاراته بجهده الذاتي ، إضافة الى وجود من يشرف عليه ويتابعه وينمي قدراته ومهاراته ويسدد خطاه نحو الطرق التعليمية الصحيحة ، من خلال الندوات المحلية والزيارات الميدانية للمفتشين ، لم يلجأ رحمه الله الى وظيفة التعليم بغية الامتهان ، أو التكسّب والارتزاق .لم يشْـكُ يومًا دَهْـره أو ندَبَ حظـه ، وهو منغمس في أعباء التّدريس التي لاتكاد توفّـر له راحة ولاتـدر عليه مالا يكافئ جهده ، فما يبذله أكثر ممّا يحصل عليه.لكنه أخلص النّيـة منذ البداية و قصد وجه الله تعالى في كل عمل يقوم به ليكون من المقبولين عند الله ، وبين تلاميذه من المحبوبين والمؤثرين.
قال تعالى ((وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك)) [آل عمران: 159].
ومما زاد تعلق الطلبة بشخصه ، حنوه عليهم ، واعتنائه بمصالحهم كاعتنائه بمصالح نفسه وأولاده،  يرحب بهم إذا لقيهم وعند إقبالهم عليه ، يكرمهم إذا جلسوا إليه ، ويؤنسهم بسؤاله عن أحوالهم وأحوال من يتعلق بهم بعد ردّ سلامهم  ، يعاملهم بطلاقة الوجه وظهور البِشَـر وحسن المودة وإعلام المحبـة وإضمار الشفقة ،لأنه يعلم علم اليقين أن ذلك أشرح لصدره وأطلق لوجهـه وأبسط لسؤالـه ،
لأن من فوائد هذا الخُـلق،  حفظ الطالب لمعلّمه حق التوقير والاحترام والمحبة ، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان ، لهذا نجد طلابه يستفيدون كثيـرا من الدروس والمقررات والتكليفات التي تأتيهم من قبلـه ، فيقومون بواجبهم نحوها خيـر قيام
بنفس منشرحة ، وعاطفة صادقـة ، ومحبة دافئة ، نتيجة معاملته لهـم .
يعتبرونه القدوة الصالحة و المثل الأعلى والأسوة الحسنة في عيونهم ، يقلدونه رحمه الله سلوكيا ويحاكونه خلقيا من حيث يشعر أولا يشعر ، تنطبع في نفوسهم وأحاسيسهم صورته القولية والفعلية والحسية والمعنوية ، من حيث يدري أو لايدري، لأن التعليم بالقدوة أعظم تأثيـرا وأقـوى حجة، فلم يكن فعله يخالف قولـه ولا سلوكه يصادم توجيهه .
كان رحمه الله من خيرة من تشرفت الجزائر بحملهم في رحمها ، لأنه بذل جهودا مُضنية في العمل التربوي بِصَمْتٍ وهدوء أتت ثمارها في كل حيـن .
يقول الشـاعر:
        
ربّوا بنـيكم علّموهم هذّبــوا *** فتيانكم والعلم خير قــوّام
      
والعلم مال المعدمين إذا همّـوا *** خرجوا إلى الدنيا بغير حطام
      
انظر إلى الأقوام كيف سمت بهم ***  تلك العلوم إلى المحل السامي
      
وأخو الجهالة في الحياة كأنـه *** ساع إلى حرب بغيـر حسام
     
فالجهل يخفض أمـة ويذلــها*** والعلم يرفعها أجــل مقـام
 
بعد المدة التي قضاها رفقة العديد من الزملاء الأفـاضل أطال الله في عمر من هو حي يرزق ، ورحم من وري التراب ،  غادر المدرسة بداية الموسم ليكمل المشوار الذي اختاره بالمدرسة الابتدائية : الشهيد الدراجي  بلبقـرة بلدية غيلاسة مركز، باشر عمله كالمعتاد بعدما أسند له الفوج الذي يقارب 30 تلميذا مقبلين على نيل شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي ، فحث المتعلمين على الجد منذ البداية لتحقيق نسبة عالية من النجاح ،  لقد اختار الطريقة الأمثل على مساعدة الطلاب من خلال مساهمتهم في الاستعداد للدروس والبحث والدراسة مستنيرين بإرشاداته وتوجيهه ، لأنه يعي الأساليب التقنية ، ولديه القدرة والمهارات الهادفة في معاونة التلاميذ على توظيف المعرفة ، هذا إضافة إلى قدرته على صيـاغة الأهداف الدراسية والتربوية والعمل على تحقيقها من خلال الدرس والحصـة والنشاطات الصفية واللاصفية  ،وكذلك سعيه الدائم للنمو المهني والتطور والتجديد في مجال الاطلاع على خبرات المهنة الحديثة والمتجددة ، ليقوم بنقل الخبرات المتطورة إلى طلابه بشكل فعال وايجابي ، كما أنه رحمه الله متجددا ومسايـرا لروح العصر في أساليبه ومهاراته التعليمية ، وقد استطاع أن يساهم مساهمة فعالة في تحقيق الأهداف السلوكية التربوية المرجوة ،   كـان له ما تمنى بفضل الله تعالى وبشهادة الطلبة الذين هم اليوم إطارات في المجتمع ينتفع بهم وبمجهود اتهم .
أحبه سكان بلدية غيلاسة وأثنوا عليه رحمه الله  لكونـه عضوا فعالا في المجتمع ، يتفاعل معهم ، فيأخذ منهم ويعطيهم ، ناقل لثقافة المجتمع يساهم بمجهوداته في المناسبات الدينية والوطنية ، من خلال تحفيظ الأناشيد الدينية والوطنية وإعداد المسرحيات لطلاب المدرسة ،والإشراف عليها  رفقة الزملاء أثناء العرض.
دون أن ننسى الحفلات التي تقام في المدرسة نهاية الموسم الدراسي ، من عروض مسرحية ولوحات اشهارية وتوزيع للجوائز خلال الأسبوع المدرسي .
ومن خلال النتائج المحققة خلال الفترة التي قضـاها بالمؤسسـة ، والفرحة التي عمت أكثر الأسـر ، وصفه الأوليـاء بالشّمعة التي تحترق لتضـيء الطريق أمام الآخرين ، ولاشـك أن هذا التشبـيه له دلالتـه الهامة على مكانته بينهـم ، على الرغـم من أن هذا التشبيـه لايروقني لكونه رحمه الله أخ وصديق لا ينافسه أحد في ذلك، لأن الشمعـة إذا انتهت خلّفت رمَـادا ، وفاقـد الشـيء لا يعطيه ، لكنني أشبهـه بالشّمس السّاطعـة التي تضـيء لنفسهـا وتضـيء للآخريـن.
وقبل نهاية الموسم الدراسي صّّرح بالرغبة في التنقل كباقي عمال القطاع ، وبما أن  مؤهلاته العلمية تؤهله لاختيار منصب ببرج الغدير مركز شارك في الحركة ، فتحصل على منصب بالمدرسة الابتدائية طرش الصغـرى المسماة حاليا ( الشهيد إبراهيم العقون ).
لكنه لم يمكث بها طويلا على أن يلتحق بمدرسة التهذيب بقريـة الدشرة ( أولاد لعياضي ) مسقط رأسه ( المدرسة الابتدائية : الشهيد عمار بلالطة ) ليباشر عملـه المعتاد، فاستحسن ذلك لقرب المسافة من مقر سكناه ، حيث المسافة لاتتجاوز المائة مترا.رفقة الإخوة : خبابة جمال ـ لوعيل عبد الحميد ـ بلخضر الحسين ـ خبابة المختار ـ بن سالم عبد المؤمن  ـ كعلول العياشي ـ المسعود كعلول ـ بلعياضي عبد المجيد ـ زواوي عبد المالك  ـ محمد كعلول ـ نعيمي عاشورــ بن اعبيد الشادلي  ـ منصور بلقاسم ، أما العمال : مسعودي بلقاسم ـ بوختالة ابراهيم
لقد كان المعلـم المرحـوم : بن سالم الحسيـن  محبا لعمله ومتفانيا ومخلصا له صبـورا على التعامل مع الطلاب متفهما لحالات نموهـم مدركا لمادته ، واسع الاطـلاع متجددا غيـر متشبث برأيه كثيـرا مع زملائه أو تلاميذه ، مرنا في خططـه الدراسيـة ، انعكست كل تلك الصفات على طلابه، لأنه قوي الاتصـال بتلاميذه ، يعمل على تقبلهـم على حد سـواء ، فاهما شخصيـة تلميذه ، كما أن لديه الاستعداد التـام لسماع آرائه غير متسلط معـه في تعاملـه ، عادلا بين طلابه ، وواقعيا في تقييمهم موفيا لهـم حقهم ، يعاملهم معاملة واحدة لايفرق بين فقيـر وغني وبين وجيه وغير وجيه منهـم ، يراعي في عملية التدريس ، التدرج وإعطاء المعرفة شيئا فشيئا ، لا يستفز طلابه بكلمات أو إشارات غير مناسبة ، ولا بالتصرف السقيـم  ، بل إنما  يوحيهم بأنه أب حنون وأخ عطـوف وزميل حريص على مصلحتهم ، كما أنه قادر على التجديد والتخطيط في خطته الدراسية إذا لزم الأمـر ، حيث يسيطـر على الصمت والشرود الذهني الذي يخيم أحيانا على التلاميذ ،فيغير من نبرات صوته ، وأسلوبه في الشرح ، كما يعيد ترتيب مجموعات التلاميذ وأماكن جلوسهم قصد خلق جو جديد من النشاط والمشاركة الوجدانية لهم ، وقد حرص على أن يكون قدوة لتلاميذه في لباسه وحديثه وتصرفاته ، وكذلك نطقه للكلمات ـ في أسلوبه وفعله ومظهره وثقافته وقوة شخصيته ، لأنه يعلم علم اليقين أنه إذا ارتدى لباسا نظيفا أنيقا قلده تلاميذه ، وان كان حديثه يتصف بالاتزان والهدوء والألفاظ السليمة كان لتلاميذه كذلك، وان تكلم باللغـة العربية الفصحى في شرح المادة اتجه التلاميذ إلى تلك الغاية  ، وان بدا مظهره غير لائق،  قليل الاهتمام بهيأته  وشخصيته ولغته وعلمـه نهـج طلابه نهجـه .وخير وصف لذلك ما قاله الشيخ أبو حامد الغزالي رحمه الله : ((...وأن يكون المعلم عاملا بعلمه صادقا في قوله وفعله ، حيث أن مثل المعلم المرشـد من المسترشدين مثل الظـل من العود ، فكيف يستقيـم الظـل والعود أعـوج ))ومن هذا المنطلق حرص المرحوم الحسين بن سالم على أداء واجبه نحو تلاميذه ، على أكمل وجـه ، وبهذه المجهودات المشتركة بين المعلمين والمتعلمين ، حققت المدرسة نتائج جد ايجابية ، سـواء في المنافسات العلمية والرياضية على مستوى المقاطعة ، أو على مستوى الولاية ، من خلال الجوائز المحصل عليها والشهادات الشرفية ،وكذلك النسب العالية في امتحان نهاية المرحلة الابتدائية .
 
 لقد كان العمل التربوي يأخذ منه جهدا كبيرا ، لكن حماسته تنسيه كل التعب وشظف العيش فلا يشعر به ، بل المواقف التي يشعر إزاءها بالفخر والاعتزاز هو نجـاح تلاميذه ، لهذا كرم في عدة مناسبات على المجهودات الجليلة في أداء رسالة العلم .إن الفترة التي قضاها بالمدرسة الابتدائية : الشهيد عمار بلالطة تعتبر بالنسبة له رحمه الله الرئة التي يتنفس منها ، وقلبه النابض بالعمل الدؤوب ، لأنه اكتسب خلالها فوائد يعجز عن حصرها ، لكنها كانت مستقرة في مكنون ضميره ، ولعل أثمنها معرفة الرجـال ، وصحبة الصفوة من المربين ، مديرين لها ومشرفين بها ، وحق له أن يفتخر بمعرفة أولئك الفضلاء ، وصحبة هؤلاء النبلاء .
 
عاد ثانية إلى المدرسة الابتدائية: (الشهيد  إبراهيم العقون) ببرج الغدير مركز رفقة السادة : دهيمات الخثير ـ عبد الله  بالجيلح ـ موسى معضادي ـــ تواتي كمال  ليكمل مشواره التعليمي التعلمي ، فعمل بكل عزم على أن يرفع من مستوى التلاميذ الذين أشرف على تعليمهم ،وذلك من خلال معرفته الجيدة لتلاميذه من حيث خبراتهم العلمية والاجتماعية ومستويات النضج والتهيؤ التي تم تحقيقها في مرحلة سابقة ، وإلمامه بمدى التقدم الذي أحرزه التلاميذ في المجالات التي
 
يدرسونها والمهارات التي يتدربون عليها.ليتمكن من قياس استعداداتهم ونموهم وتحصيلهم الدراسي .
لهذا يمكن القول أن المرحوم الحسين بن سالم كان  العنصر الأساس في الموقف التعليمي ،والمهيمن على مناخ الفصل الدراسي وما يحدث بداخله ، وهو المحرك لدوافع التلاميذ والمشكل لاتجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة التي يمتلكهما ، رغم مستحدثات التربية ، وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تسيير العملية التعليمية ، لأنه يستطيع أن ينظم الخبرات ويديرها وينفذها في اتجاه الأهداف المحددة لكل منها، لأنها تتوفر لديه خلفية واسعة وعميقة عن مجال تخصصه ( لغة عربية )، إلى جانب تمكنه من حصيلة لايستهان بها من المعارف في المجالات الحياتية الأخرى ، وهو ما جعل تلاميذه يتفاعلون معه ويدركوا علاقات الترابط بين مختلف المجالات العلمية ، وتكوين تصور لديهم عن فكرة وحـدة المعرفة وتكاملها ، كما أنه على درجة كبيرة من المرونة ، وهو ما مكنه من الاستمرار في المهنة ، يتسم بالموضوعية والعدل في الحكم والمعاملة، دون تحيـز أو محابات.وهو ما أهله ليكون المعلم الكفء الذي يستشار أثناء انعقاد الندوات التربوية والأيام الدراسية وإعداد الأسئلة في المنافسات الثقافية والعلمية بالمقاطعـة، والتقارير النهائية خلال الملتقيات الفكرية  بالبلدية ، عمل ضمن لجان الامتحانات الرسمية كعضو فعال سواء امتحان شهادة التعليم المتوسط أو البكالوريا وكذلك امتحان شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي .
ومن خلال معرفتي الشخصية له ، المهنية وغيرها يمكن القول بكل افتخار، أن المعلم المرحـوم الحسين بن سالم طيب الله ثراه، أراه كنجم يتلألأ في السماء، يرسل شعاع العلم والمعرفة ينساب كخيـوط الحرير ، تلمع بألوانه قـوس قـزح ، هذا النور الذي وهبـه كقطرات الندى للأجيـال ، فغدت أزهارا يافعـة عبقت بمختلف الروائح الطيبة في شتى العلـوم والميادين .
  وتمر الأيام والسّنون حتى وجد نفسه مقبلا على التقاعد المسبق سنة 2010م كبقية الزملاء ، وان التقاعد ماهو إلا حلقة في سلسلة ، وجملة في صفحة ، وليست القضية سنوات من العمر مضت ، وأعباء من التكليف انقضت ، واعتزل من حولـه، وانطوى على ذاته ، وقصر نفسه على خاصته وأسرته، ولكن القضية أثر يُنقش على صفحات القلوب، قبل أن يكتب على صفحات التاريخ ، حروفه ساعات العمر الماضية ، ومداده إخلاص يختلج في القلب ، وهـمٌ يعتلج في النفس ، يدفعها إلى البذل بسخـاء ، ويفسح الأفق أمامها ميدانا
رحبا للعطاء ، ترفرف بجناحي الحب والكرم ، فتبادله القلوب بمثلها ما بقي في المجتمع شيء من وفـاء، وفي الجيل شيء من أخلاص وهما باقيان بإذن الله تعالى.
[ltr]ونغمة الحب إن ذابت على شفتي   *** صمتي كتاب إلى الأحباب مفتوح المعلم : بن سالم الحسين ( المدعو: لحسن )الغديري   Clip_image001[/ltr]
[ltr]فإن مسكنها الوجـدان والـروح ***    ونصّه في سجل القلب مشروح [/ltr]
[ltr]سلام من الرحمـن إني مـودع   ***  وعيناي من مد التفرق تدمــع[/ltr]
[ltr] فان نحن عشنا يجمع الله بينـنا    *** وان نحن متنا فالقيامـة تجمـع[/ltr]
[ltr]     [/ltr]
[ltr]كرم نهاية الموسم الدراسي رفقة البعض من الزملاء فأقيمت مأدبة غداء على شرفهم ، فدعي لها بعض المسئولين في قطاع التربية والتعليم داخل البلدية وخارجها فقدمت له شهادة شرفية من طرف تلميذه ،المفتش العام (شـرقي كمال) وأخرى من طرف مدير المدرسة السيد توهامي المبروك، وكافأه المفتش شايب محمد الشريف بمخطوط لديوان الشاعر الشهيد عبد الكريم العقون  بم في ذلك جوائز كافأه بها معلمو المدرسة  تقديرا للمجهودات التي بذلها في القطاع وخارجه ، كما التقطت له صور تذكارية فردية وجماعية رفقة الزملاء وتلاميذ المؤسسة ، الذين أحبوه، لأنه كان رحمه الله  زاهدا ، ورعا متقللا، معرضا عن حطام الدنيا ، حكيما حليما ، صبورا ، عفيفا ، قليل الكلام ، ودودا عطوفا ، متسامحا إلى أبعد الحدود في كل ما يتعلق بشخصـه ، وأسدا هصـورا في الدفاع عن الحق له شخصية قوية ، وطلعة بهية ، تملا العيون، جعل الله له القبــول في الارض ، وكان معلما مفهوما يلهب مشاعر السامعين ، ويهز قلوبهم بما حباه الله من فصـاحة في اللسان ، وقوة في البيان ، وقدرة على الأداء، حظي باحترام وتقدير العقلاء .[/ltr]
[ltr]بقي المرحوم : ملازما المسجد لأداء الصلاة وقراءة القرآن والبيت قصد المطالعة وهي الهواية المفضلة لديه منذ نعومة أظافره ، أو الترحال رفقة العديد [/ltr]
[ltr] [/ltr]
[ltr]من الأصدقاء الذين يُكِن لهم الاحترام والتقدير، ويبادلونه نفس الشعور أمثال : عقيدة اسماعيل ـ بن سالم محمد بن عمار ـ بن عامر لخضر ـ خبابة عبد اللطيف ـ وكذلك أقاربه ، ليتصفح الطبيعة وينعم بهوائها المنعش، حاملا هاتفه النقال يلتقط صورا لنباتات وأزهار قلما نجدها في مناطق أخرى بغية الاطلاع والدراسة ، فان من يرافقه في هذه المناطق الجبلية الوعرة منها والسهلة يحس بمتعة لا توصف .[/ltr]
يدخل السرور على قلوب الآخرين إذا احتاجوا لمساعدته ، قصد تكفيك دعوة صادقة من شخص محتاج يسعده الله بها، هذه أمنيته  رحمه الله لأنه من السباقين لفعل الخيرات إذا ما دعي لها ، سواء مادية أو جسدية ،في السر والعلانية ،يؤتي المساكين وأهل الحاجة ما تيسر سـرا إذا ما حضروا، ويقد م حوائج الناس عن حاجياته ، برغم احتياجه لها ، فقد يجوع ليشبع غيره ، ويعطش ليروي سـواه، يُفرح اليتامى في المناسبات وغيرها ، محا فظا على صلة رحمه ،وحريصا على ذلك ، لأنه يعلم علم اليقين أن من ثمرات الأعمال الصالحة في الحياة الدنيا الراحة النفسية والطمأنينة ، والسعادة والخير والبركة وتفريج الكروب وتيسير الأمور والتوسعة في الرزق ولذة الطعام ، والمحبة في قلوب الخلق وانشراح الصدر ،وصحة البدن ، حتى يصل الأمر إلى أن يدفع الله عنه ميتة السـوء  وهو ما جعله دائما مبتسما ، ضاحكا متفائلا .                       قد يتجمل الناس بالثياب ويزهون بها وترتاح أنفسهم  ، لكن المرحوم (الحسين)   فضّـل خلال حياته لباس التقوى عن باقي الألبسة الأخرى ،لان ثوب الطاعة هوالذي ستـره من المصائب  وأسعده خلال حياته مصداقا لقول الله تعالى :
 
[ltr]((يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) سورة الأعراف الآية 26[/ltr]
فمن كانت هذه حاله فليبشر بأعظم موعود وأكرم مردود إن شاء الله تعالى .
 
[ltr]لكنه يجهل ما تخبئه له الايام ، ولا يدري بما يصيبه القدر، حيث أصيب بمرض ألزمه الفراش وتلك مشيئة الله ، فنقل على جناح السرعة من طرف العائلة التي لم تتباطأ أو تتهاون في ذلك، وأجريت له عملية جراحية بمستشفى ( علي أيت إيديـر ) بالجزائر العاصمة.[/ltr]
[ltr] [/ltr]
[ltr]قال تعالى : (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وادخلي جنتي) صدق الله العظيم[/ltr]
[ltr] [/ltr]
[ltr]وتحل الفاجعة ببرج الغدير صباح يوم   02  فيفــري  2013م الموافق   :20/02/1434هـ  لتطفئ شمعة من شموعها المنيرة، وتغلق نبع فياض من أعذب الأنهـار ولتنزع ركيزة من أقوى الركائز الداعمة ، ولتضرب صرخا شامخا ومكونا من أحسن المكونين ومربيا فاضلا من أنبل المربيين ، ومعلما من أكفإ المعلمين خلقا وتربية.[/ltr]
[ltr] [/ltr]
[ltr]أيها المعلم المربي الفاضل( بن سالم الحسين ) المحنك المرشد إن برج الغدير وأهلها عامة وتلاميذك والأسرة التربوية يبكونك بحسرة وألم شديد ، ويبكيك المتعلم والسائل والتائه والحائر ، لقد كنت الصديق والأخ  والمعلم الوقور النصوح والمربي الصالح والأديب المتواضع المتسامح ، والمربي المطلع الذي يعمل في الظل بعيدا عن أضواء الإعلام، لم تبحث عن مال ولا منصب وشهرة ، لم يكره أحد مجالستك ولم يمل صحبتك .[/ltr]
[ltr] [/ltr]
[ltr]لكن لايسعني إلا أن أقـول أن القلب ليحزن وان العين لتدمع ، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجـل ، ونسأل الله العلي القدير أن يتغمدك برحمته الواسعة وأن يطيب ثراك. إنا لله وإنا إليــه راجعـون .[/ltr]
[ltr]وأخيرا استسمح أسرة بن سـالم إن كنت قد قصرت في حقه رحمه الله أو أهملت بعض جوانبه، فان ماكتبته عنه ما هو إلا شهادة حـق في حق أخ وصديق لايعوض رحمه الله .                                              [/ltr]
[ltr] [/ltr]
[ltr]                      ****************                                                                           [/ltr]
[ltr]من للديـار لها يا معلـم الــدار* ودعتنا فجـأة من غيـر إنـــذار[/ltr]
[ltr]فأنت كنت لنا ثوبـــا يزينـنا  * ومن ترى اليوم يكسي جسمنا العاري [/ltr]
[ltr] [/ltr]
[ltr]فأنت كنت لــنا حصنا نلوذ بـه *  في كل ضائقة تأتــي بأخطــار[/ltr]
[ltr]قد كنت

بن عامر لخضر
عضو نشيط
عضو نشيط

المعلم : بن سالم الحسين ( المدعو: لحسن )الغديري   New-member
رسالة sms : لكتابة رسالة sms انتقل إلى مكتبك
الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 78
نقاط التميز : 16077
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/11/2009


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى