تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
+2
kati10
riad.barika
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
تفسير قوله تعالى:
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
"هذه الآية عظيمة ، تدل على : أن العلماء ، وهم العلماء بالله وبدينه وبكتابه العظيم وسنة رسوله الكريم ، هؤلاء هم أكمل الناس خشية لله ، وأكملهم تقوى لله وطاعة له سبحانه ، وعلى رأسهم : الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
فمعنى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ)
أي الخشية الكاملة من عباده : العلماء ، وهم الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته وعظيم حقه سبحانه وتعالى ، وتبصروا في شريعته ،
وآمنوا بما عنده من النعيم لمن اتقاه ، وما عنده من العذاب لمن عصاه وخالف أمره ،
فهم لكمال علمهم بالله ، وكمال معرفتهم بالحق كانوا أشد الناس خشية لله ، وأكثر الناس خوفا من الله وتعظيما له سبحانه وتعالى ، وليس معنى الآية :
أنه لا يخشى الله إلا العلماء ، فإن كل مسلم ومسلمة وكل مؤمن ومؤمنة يخشى الله عز وجل ويخافه سبحانه ، لكن الخوف متفاوت ،
ليسوا على حد سواء ،
فكلما كان المؤمن أعلم بالله وأفقه في دينه كان خوفه من الله أكثر وخشيته أكمل ، وهكذا المؤمنة كلما كانت أعلم بالله وأعلم بصفاته وعظيم حقه كان خوفها من الله أعظم ،
وكانت خشيتها لله أكمل من غيرها ،
وكلما قَلَّ العلم وقَلَّت البصيرة قَلَّ الخوف من الله وقَلَّت الخشية له سبحانه ،
فالناس متفاوتون في هذا حتى العلماء متفاوتون ، فكلما كان العالم أعلم بالله ،
وكلما كان العالم أقوم بحقه وبدينه وأعلم بأسمائه وصفاته كانت خشيته لله أكمل ممن دونه في هذه الصفات ، وكلما نقص العلم نقصت الخشية لله ،
ولكن جميع المؤمنين والمؤمنات كلهم يخشون الله سبحانه وتعالى على حسب علمهم ودرجاتهم في الإيمان ؛ ولهذا يقول جل وعلا :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)
البينة/7، 8 ،
وقال تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)
الملك/12 ،
وقال تعالى :
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)
الرحمن/46 ،
فهم مأجورون على خشيتهم لله ، وإن كانوا غير علماء وكانوا من العامة ،
لكن كمال الخشية يكون للعلماء ؛ لكمال بصيرتهم وكمال علمهم بالله ، فتكون خشيتهم لله أعظم ؛ وبهذا يتضح معنى الآية ويزول ما يتوهم بعض الناس من الإشكال في معناها، والله ولي التوفيق"
انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز"
(24/268-270) .
الإسلام سؤال وجواب
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
"هذه الآية عظيمة ، تدل على : أن العلماء ، وهم العلماء بالله وبدينه وبكتابه العظيم وسنة رسوله الكريم ، هؤلاء هم أكمل الناس خشية لله ، وأكملهم تقوى لله وطاعة له سبحانه ، وعلى رأسهم : الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
فمعنى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ)
أي الخشية الكاملة من عباده : العلماء ، وهم الذين عرفوا ربهم بأسمائه وصفاته وعظيم حقه سبحانه وتعالى ، وتبصروا في شريعته ،
وآمنوا بما عنده من النعيم لمن اتقاه ، وما عنده من العذاب لمن عصاه وخالف أمره ،
فهم لكمال علمهم بالله ، وكمال معرفتهم بالحق كانوا أشد الناس خشية لله ، وأكثر الناس خوفا من الله وتعظيما له سبحانه وتعالى ، وليس معنى الآية :
أنه لا يخشى الله إلا العلماء ، فإن كل مسلم ومسلمة وكل مؤمن ومؤمنة يخشى الله عز وجل ويخافه سبحانه ، لكن الخوف متفاوت ،
ليسوا على حد سواء ،
فكلما كان المؤمن أعلم بالله وأفقه في دينه كان خوفه من الله أكثر وخشيته أكمل ، وهكذا المؤمنة كلما كانت أعلم بالله وأعلم بصفاته وعظيم حقه كان خوفها من الله أعظم ،
وكانت خشيتها لله أكمل من غيرها ،
وكلما قَلَّ العلم وقَلَّت البصيرة قَلَّ الخوف من الله وقَلَّت الخشية له سبحانه ،
فالناس متفاوتون في هذا حتى العلماء متفاوتون ، فكلما كان العالم أعلم بالله ،
وكلما كان العالم أقوم بحقه وبدينه وأعلم بأسمائه وصفاته كانت خشيته لله أكمل ممن دونه في هذه الصفات ، وكلما نقص العلم نقصت الخشية لله ،
ولكن جميع المؤمنين والمؤمنات كلهم يخشون الله سبحانه وتعالى على حسب علمهم ودرجاتهم في الإيمان ؛ ولهذا يقول جل وعلا :
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)
البينة/7، 8 ،
وقال تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)
الملك/12 ،
وقال تعالى :
(وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)
الرحمن/46 ،
فهم مأجورون على خشيتهم لله ، وإن كانوا غير علماء وكانوا من العامة ،
لكن كمال الخشية يكون للعلماء ؛ لكمال بصيرتهم وكمال علمهم بالله ، فتكون خشيتهم لله أعظم ؛ وبهذا يتضح معنى الآية ويزول ما يتوهم بعض الناس من الإشكال في معناها، والله ولي التوفيق"
انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز"
(24/268-270) .
الإسلام سؤال وجواب
riad.barika- مشرف
-
رسالة sms : اصعب اريعة اشياء 1. إنـك تتعـود علـى شخـص وفجأة يغيب 2. إنـك لا تجـد مـن يف?مـك أو يحس بك 3. إنـك تحـب إنسـان ومستحيل أن تراه 4. ?ن يمـوت بعينـك إنسـان وهو حي
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 287
نقاط التميز : 14840
تاريخ التسجيل : 27/05/2011
أميمة- م.ع
-
رسالة sms : لكل شيء إذا ماتم نقصان***فلا يغر بطيب العيش إنسان
***************************
إذا ضاقت بك الدنيا*****فلا تقل يا رب لي هم كبير
***ولكن قل يا هم إن لي رب كبير***
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1095
نقاط التميز : 16487
تاريخ التسجيل : 19/01/2011
رد: تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
تفسير قوله تعالى:
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
الْــعِــلْــمُ عِــلْــمَــانِ ؛ عِــلْــمٌ مَــيِّــتٌ ، وَعِــلْــمٌ حَـــيٌّ.
العلم الذي ينشأُ ويحدثُ في حامله خشيةَ الله تعالى هو الحي ، أما الميت فلا طاقة له على ذلك.
متى يموت ، ومتى يحيا العلم؟
يموت إذا ظل في الذهن محبوساً ؛ ويحيا إذا تَــــمَّ "امْــــتِــــصَـــــاصُـــــهُ" من طرف القلب.
ولا يحدث ذلك ـــ أي الامتصاص ـــ تلقائياً ؛ وإنما لا بد من جهاد ومجاهدة.
﴿وَ ٱلَّذِينَ جَـٰهَـدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾
ولا بد للمجاهدة أن تتم وِفْـقَ منهاج الإسلام وشرعه، فكم من مجاهدة لم تتم وفـق شرع الله ومنهاجه لم تنشأ في صاحبها خشيةً من الله تعالى ولا تقوىً!!
﴿هَلْ أَتََـٰكََ حَدِيثُ ٱلْغَـٰشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَـٰشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نََاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً﴾
اللهم ارزقنا العلم الحي الذي ينشأُ فينا خشيتك
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
الْــعِــلْــمُ عِــلْــمَــانِ ؛ عِــلْــمٌ مَــيِّــتٌ ، وَعِــلْــمٌ حَـــيٌّ.
العلم الذي ينشأُ ويحدثُ في حامله خشيةَ الله تعالى هو الحي ، أما الميت فلا طاقة له على ذلك.
متى يموت ، ومتى يحيا العلم؟
يموت إذا ظل في الذهن محبوساً ؛ ويحيا إذا تَــــمَّ "امْــــتِــــصَـــــاصُـــــهُ" من طرف القلب.
ولا يحدث ذلك ـــ أي الامتصاص ـــ تلقائياً ؛ وإنما لا بد من جهاد ومجاهدة.
﴿وَ ٱلَّذِينَ جَـٰهَـدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾
ولا بد للمجاهدة أن تتم وِفْـقَ منهاج الإسلام وشرعه، فكم من مجاهدة لم تتم وفـق شرع الله ومنهاجه لم تنشأ في صاحبها خشيةً من الله تعالى ولا تقوىً!!
﴿هَلْ أَتََـٰكََ حَدِيثُ ٱلْغَـٰشِيَةِ (1) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَـٰشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نََاصِبَةٌ (3) تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً﴾
اللهم ارزقنا العلم الحي الذي ينشأُ فينا خشيتك
محمد أبو زهرة- عضو جديد
- رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 30
نقاط التميز : 13844
تاريخ التسجيل : 09/10/2011
رد: تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
مشكور بارك الله فيك
محمد عودة- م.ع
-
رسالة sms : كـــم هــو جميل عندما تكتب كلمات ... يراهـــا البعـــض جميلــــه ... و يراهــــا البعــــض معبـــّره .. و يراهــــا آخرون بلا معنــــى !!!! لكــــنك أنت الوحيــــد الذي تعلــــم عندمـــــا تكتبهــا ماذا يوجــد وراء كواليـــــسها ...
..............................................
كـــل إنســان يمــكنــه "نـقــش" اسمــه فـــي المـكــان الــذي يــريــده ..
إلا القلــوب
فــإنـها لا تقبــل النـقش فيـها إلا لمـن "نـبـضـت" لهـم حبــاً و احتــرامـــاً
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 831
نقاط التميز : 17096
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
رد: تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)
بارك الله فيك اخي رياض على الموضوع الاكثر من رائع وجعله في ميزان حسناتك ان شااااااااء الله
وبارك الله فيك اخي ابو زهرة على الاظافة
شكرااا لكما
وبارك الله فيك اخي ابو زهرة على الاظافة
شكرااا لكما
بسمة امل- المراقبة العامة
-
رسالة sms : استغفر الله العظيم واتوب اليه
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله
ولا اله الا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شيئ قدير
اللهم وفقني في دراستي وفي حياتي
واغفرلي ولكل المؤمنين
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1013
نقاط التميز : 16428
تاريخ التسجيل : 20/12/2010
مواضيع مماثلة
» تفسير ابن كثير
» لتوفيق بين قوله تعالى: { فإن خفتم ألا تعدلوا } وقوله..
» فوائد من قوله تعالى ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ )
» لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطباً مِنْ ذِكْرِ الله
» تفسير القرطبي
» لتوفيق بين قوله تعالى: { فإن خفتم ألا تعدلوا } وقوله..
» فوائد من قوله تعالى ( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ )
» لا يَزالُ لِسَانُكَ رَطباً مِنْ ذِكْرِ الله
» تفسير القرطبي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine