المرأة الرحيمة الصالحة الصابرة الراضية الحامدة المؤمنة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المرأة الرحيمة الصالحة الصابرة الراضية الحامدة المؤمنة
زوجة أيوب النبي عليه السلام
زوجة صابرة أخلصت لزوجها، ووقفت إلى جواره في محنته حين نزل به البلاء، واشتد به المرض الذي طال سنين
عديدة، ولم تُظْهِر تأفُّفًا أو ضجرًا، بل كانت متماسكة طائعة، إنها زوجة نبي اللَّه أيوب، عليه السلام، الذي ضُرب به
المثل في الصبر الجميل، وقُوَّة الإرادة، واللجوء إلى اللَّه، والارتكان إلى جنابه.
وكان أيوب، عليه السلام، مؤمنًا قانتًا ساجدًا عابدًا لله، بسط اللَّه له في رزقه، ومدّ له في ماله، فكانت له ألوف من
الغنم والإبل، ومئات من البقر والحمير، وعدد كبير من الثيران، وأرض عريضة، وحقول خصيبة، وكان له عدد كبير من
العبيد يقومون على خدمته، ورعاية أملاكه، ولم يبخل أيوب، عليه السلام، بماله، بل كان ينفقه، ويجود به على
الفقراء والمساكين. وأراد اللَّه أن يختبر أيوب في إيمانه، فأنزل به البلاء، فكان أول ما نزل عليه ضياع ماله وجفاف
أرضه؛ حيث احترق الزرع وماتت الأنعام، ولم يبق لأيوب شيء يلوذ به ويحتمي فيه غير إعانة الله له، فصبر واحتسب،
ولسان حاله يقول في إيمان ويقين:
عارية اللَّه قد استردها، ووديعة كانت عندنا فأخذها، نَعِمْنَا بها دهرًا، فالحمد لله على ما أنعم، وَسَلَبنا إياها اليوم، فله
الحمد معطيا وسالبًا، راضيا وساخطًا، نافعًا وضارا. هو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز
من يشاء ويذل من يشاء.
ثم يخرُّ أيوب ساجدًا لله رب العالمين ونزل الابتلاء الثاني، فمات أولاده، فحمد اللَّه، أيضًا، وخَرّ ساجدًا لله، ثم نزل
الابتلاء الثالث بأيوب فاعتلت صحته، وذهبت عافيته، وأنهكه المرض، لكنه رغم ذلك ما ازداد إلا إيمانًا، وكلما ازداد عليه
المرض؛ ازداد شكره لله.
وتمر الأعوام على أيوب، عليه السلام، وهو لا يزال مريضًا، فقد هزل جسمه، ووهن عظمه، وأصبح ضامر الجسم،
شاحب اللون، لا يقِرُّ على فراشه من الألم. وازداد ألمه حينما بَعُدَ عنه الصديق، وفَرَّ منه الحبيب، ولم يقف بجواره إلا
زوجته العطوف، تلك المرأة الرحيمة الصالحة التي لم تفارق زوجها، أو تطلب طلاقها، بل كانت نعم الزوجة الصابرة
المعينة لزوجها، فأظهرت له من الحنان ما وسع قلبها، واعتنت به ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
لم تشتكِ من هموم آلامه، ولا من مخاوف فراقه وموته. وظلت راضية حامدة صابرةً مؤمنة، تعمل بعزم وقوة؛ لتطعمه
وتقوم على أمره، وقاست من إيذاء الناس ما قاست. ومع أن الشيطان كان يوسوس لها دائمًا بقوله: لماذا يفعل اللَّه
هذا بأيوب، ولم يرتكب ذنبًا أو خطيئة؟ فكانت تدفع عنها وساوس الشيطان وتطلب من الله أن يعينها، وظلت في خدمة
زوجها أيام المرض بضع سنين، حتى طلبت منه أن يدعو اللَّه بالشفاء، فقال لها: كم مكثت في الرخاء؟ فقالت: ثمانين.
فسألها: كم لبثتُ في البلاء؟ فأجابت: بضع سنين.
قال: أستحي أن أطلب من اللَّه رفع بلائي، وما قضيتُ منه مدة رخائي. ثم أقسم أيوب، حينما شعر بوسوسة
الشيطان لها، أن يضربها مائة سوط، إذا شفاه اللَّه، ثم دعا أيوب ربه أن يكفيه بأس الشيطان، ويرفع ما فيه من نصب
وعذاب، قال تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ
وَعَذَابٍ} (41) سورة ص.
فلما رأى اللَّه صبره البالغ، رد عليه عافيته؛ حيث أمره أن يضرب برجله، فتفجر له نبع ماء، فشرب منه واغتسل، فصح
جسمه وصلح بدنه، وذهب عنه المرض، قال تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ
وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِى الأَلْبَاب) ص:
41ـ43 .
ومن رحمة اللَّه بهذه الزوجة الصابرة الرحيمة أَن أَمَرَ اللَّهُ أيوبَ أن يأخذ حزمة بها مائة عود من القش، ويضربها بها ضربةً
خفيفةً رقيقةً مرة واحدة؛ ليبرّ قسمه، جزاء له ولزوجه على صبرهما على ابتلاء الله (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا
تَحْنَثْ إنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
نعم المراة و نعم الزوجة و نعم الام
زوجة صابرة أخلصت لزوجها، ووقفت إلى جواره في محنته حين نزل به البلاء، واشتد به المرض الذي طال سنين
عديدة، ولم تُظْهِر تأفُّفًا أو ضجرًا، بل كانت متماسكة طائعة، إنها زوجة نبي اللَّه أيوب، عليه السلام، الذي ضُرب به
المثل في الصبر الجميل، وقُوَّة الإرادة، واللجوء إلى اللَّه، والارتكان إلى جنابه.
وكان أيوب، عليه السلام، مؤمنًا قانتًا ساجدًا عابدًا لله، بسط اللَّه له في رزقه، ومدّ له في ماله، فكانت له ألوف من
الغنم والإبل، ومئات من البقر والحمير، وعدد كبير من الثيران، وأرض عريضة، وحقول خصيبة، وكان له عدد كبير من
العبيد يقومون على خدمته، ورعاية أملاكه، ولم يبخل أيوب، عليه السلام، بماله، بل كان ينفقه، ويجود به على
الفقراء والمساكين. وأراد اللَّه أن يختبر أيوب في إيمانه، فأنزل به البلاء، فكان أول ما نزل عليه ضياع ماله وجفاف
أرضه؛ حيث احترق الزرع وماتت الأنعام، ولم يبق لأيوب شيء يلوذ به ويحتمي فيه غير إعانة الله له، فصبر واحتسب،
ولسان حاله يقول في إيمان ويقين:
عارية اللَّه قد استردها، ووديعة كانت عندنا فأخذها، نَعِمْنَا بها دهرًا، فالحمد لله على ما أنعم، وَسَلَبنا إياها اليوم، فله
الحمد معطيا وسالبًا، راضيا وساخطًا، نافعًا وضارا. هو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز
من يشاء ويذل من يشاء.
ثم يخرُّ أيوب ساجدًا لله رب العالمين ونزل الابتلاء الثاني، فمات أولاده، فحمد اللَّه، أيضًا، وخَرّ ساجدًا لله، ثم نزل
الابتلاء الثالث بأيوب فاعتلت صحته، وذهبت عافيته، وأنهكه المرض، لكنه رغم ذلك ما ازداد إلا إيمانًا، وكلما ازداد عليه
المرض؛ ازداد شكره لله.
وتمر الأعوام على أيوب، عليه السلام، وهو لا يزال مريضًا، فقد هزل جسمه، ووهن عظمه، وأصبح ضامر الجسم،
شاحب اللون، لا يقِرُّ على فراشه من الألم. وازداد ألمه حينما بَعُدَ عنه الصديق، وفَرَّ منه الحبيب، ولم يقف بجواره إلا
زوجته العطوف، تلك المرأة الرحيمة الصالحة التي لم تفارق زوجها، أو تطلب طلاقها، بل كانت نعم الزوجة الصابرة
المعينة لزوجها، فأظهرت له من الحنان ما وسع قلبها، واعتنت به ما استطاعت إلى ذلك سبيلا.
لم تشتكِ من هموم آلامه، ولا من مخاوف فراقه وموته. وظلت راضية حامدة صابرةً مؤمنة، تعمل بعزم وقوة؛ لتطعمه
وتقوم على أمره، وقاست من إيذاء الناس ما قاست. ومع أن الشيطان كان يوسوس لها دائمًا بقوله: لماذا يفعل اللَّه
هذا بأيوب، ولم يرتكب ذنبًا أو خطيئة؟ فكانت تدفع عنها وساوس الشيطان وتطلب من الله أن يعينها، وظلت في خدمة
زوجها أيام المرض بضع سنين، حتى طلبت منه أن يدعو اللَّه بالشفاء، فقال لها: كم مكثت في الرخاء؟ فقالت: ثمانين.
فسألها: كم لبثتُ في البلاء؟ فأجابت: بضع سنين.
قال: أستحي أن أطلب من اللَّه رفع بلائي، وما قضيتُ منه مدة رخائي. ثم أقسم أيوب، حينما شعر بوسوسة
الشيطان لها، أن يضربها مائة سوط، إذا شفاه اللَّه، ثم دعا أيوب ربه أن يكفيه بأس الشيطان، ويرفع ما فيه من نصب
وعذاب، قال تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ
وَعَذَابٍ} (41) سورة ص.
فلما رأى اللَّه صبره البالغ، رد عليه عافيته؛ حيث أمره أن يضرب برجله، فتفجر له نبع ماء، فشرب منه واغتسل، فصح
جسمه وصلح بدنه، وذهب عنه المرض، قال تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ
وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِى الأَلْبَاب) ص:
41ـ43 .
ومن رحمة اللَّه بهذه الزوجة الصابرة الرحيمة أَن أَمَرَ اللَّهُ أيوبَ أن يأخذ حزمة بها مائة عود من القش، ويضربها بها ضربةً
خفيفةً رقيقةً مرة واحدة؛ ليبرّ قسمه، جزاء له ولزوجه على صبرهما على ابتلاء الله (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا
تَحْنَثْ إنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ).
نعم المراة و نعم الزوجة و نعم الام
leader كريم- ك.ش
-
الهويات :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1041
نقاط التميز : 16910
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: المرأة الرحيمة الصالحة الصابرة الراضية الحامدة المؤمنة
نعم المراة و نعم الزوجة و نعم الام
بارك الله فيك اخي الفاضل على الموضوع الرائع
بارك الله فيك اخي الفاضل على الموضوع الرائع
بسمة امل- المراقبة العامة
-
رسالة sms : استغفر الله العظيم واتوب اليه
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
سبحان الله والحمد لله
ولا اله الا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شيئ قدير
اللهم وفقني في دراستي وفي حياتي
واغفرلي ولكل المؤمنين
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1013
نقاط التميز : 17019
تاريخ التسجيل : 20/12/2010
رد: المرأة الرحيمة الصالحة الصابرة الراضية الحامدة المؤمنة
حقا نعم المراة و نعم الزوجة و نعم الام
جزاك الله خيرا على هذه القصة المميزة
أميمة- م.ع
-
رسالة sms : لكل شيء إذا ماتم نقصان***فلا يغر بطيب العيش إنسان
***************************
إذا ضاقت بك الدنيا*****فلا تقل يا رب لي هم كبير
***ولكن قل يا هم إن لي رب كبير***
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1095
نقاط التميز : 17078
تاريخ التسجيل : 19/01/2011
رد: المرأة الرحيمة الصالحة الصابرة الراضية الحامدة المؤمنة
بارك الله فيك اخى الزعيم
المعتصم- عضو نشيط
- رسالة sms :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 110
نقاط التميز : 15052
تاريخ التسجيل : 02/05/2011
رد: المرأة الرحيمة الصالحة الصابرة الراضية الحامدة المؤمنة
العفو اخوتى
اسعدنى مروركم العطر
اسعدنى مروركم العطر
leader كريم- ك.ش
-
الهويات :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1041
نقاط التميز : 16910
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
مواضيع مماثلة
» احتضان المرأة يحميها من أمراض القلب 9:50 م DMI HANEEN احتضان المرأة يحميها من امراض القلب إذا سألت أي زوجة أو أي فتاة في العالم عن أهم شيء في العلاقة الزوجية ستجيب وبكل سعادة الحضن لماذا الحضن ؟؟؟؟؟؟ الدراسات وحدها ستجيب على هذا عناق المرأة واحتضا
» الزوجة الصالحة قصة وعبرة
» المرأة
» مميزات عقل المرأة
» اجمل ما قيل عن المرأة
» الزوجة الصالحة قصة وعبرة
» المرأة
» مميزات عقل المرأة
» اجمل ما قيل عن المرأة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine