أقسام العقل
منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة - :: كلية العلوم الإجتماعية والعلوم الإسلامية :: قسم العلوم الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
أقسام العقل
أقسام العقل
1 العقل الواعي :
عندما
قال الفيلسوف الفرنسي " رينيه ديكارت " : " أنا أفكّر إذاً أنا موجود " ،
كان يعني بكلامه عن العقل الواعي . فمن خلال العقل الواعي نجد أنفسنا و
نتعرّف على ذاتنا و نشعر بها . يستمدّ العقل الواعي معظم معلوماته من
البيئة المحيطة ، و يتواصل معها عن طريق الحواس المألوفة ( البصر ، السمع ،
اللمس ، الشم ، الذوق ) . الإدراك الواعي يعكس لنا البيئة الخارجية ، ثم
يقوم جهازنا الفكري بتحليل المعلومات التي جمعها و من ثم يخرج بقرارات
مناسبة بناءً على ما أدركناه . و كل فرد منا يقوم بتحليل الأشياء و يتعامل
معها وفقاً للمنطق أو النظرة الخاصة التي نشأ عليها .
وضع علماء النفس
أمثلة كثيرة في سبيل شرح تكوين العقل و طريقة عمله بشكل بسيط يمكن استيعابه
بسهولة . منهم من شبّه العقل بمياه المحيط ، و القسم الواعي منه يمثّل سطح
المحيط الذي يتعرّض للبيئة الخارجية . لكن هناك أعماق لا متناهية في
الأسفل ، مليئة بكميات هائلة من المعلومات ، لكنها غير مدركة من قبل العقل
الواعي الذي هو على السطح و يقوم بتوجيه انتباهه إلى الخارج .
و شبهوا
العقل بجبل من الجليد الذي يطوف على سطح المحيط ، القسم الظاهر فوق سطح
الماء هو العقل الواعي و يعمل هذا القسم على التزوّد بالمعلومات المختلفة
من البيئة المحيطة ( فوق الماء ) ، و كذلك من قسمه الخفي أو الباطن (
المغمور تحت الماء ) .
هناك من شبّه العقل الواعي عن طريق وصف عمل
التلسكوب ( منظار بعين واحدة ) ، ينظر عقلنا الواعي من خلاله و لا يرى سوى
الشيء الذي وجّه انتباهه نحوه ، دون إدراك العالم اللامحدود الذي يحيط بهذا
الشيء المستهدف من قبل عين التلسكوب . فالوعي في هذه الحالة هو محصور في
مساحة محدودة تتناسب مع مساحة عين التلسكوب .
لكن يبدو أن هذا الإدراك
المحدود على الأشياء التي نقوم بتوجيه انتباهنا نحوها فقط ، هو لصالحنا .
فإذا كان عقلنا الواعي مفتوح على مصراعيه في مواجهة ذلك الكم الهائل من
المعلومات و اضطرّ بالتالي إلى التعامل معها مرّة واحدة فسوف ينفجر في
الحال بسبب الحمولة الزائدة و سنصبح مجانين . فنحن لا نستطيع قيادة سيارة
مثلاً ، في الوقت الذي نتعرّض فيه للملايين و الملايين من المعلومات
اللامتناهية !. هذا طبعاً مستحيل ..
لهذا السبب ، وجب على العقل الواعي أن يكون محدود . قابل للتوجيه نحو أمر واحد فقط حتى نتمكّن من استيعاب هذا الأمر بسهولة و يسر .
2 العقل الباطن :
غالباً
ما يتم الخلط بين العقل الباطن و العقل اللاواعي ( أو اللاوعي ) ، مع أن
الفرق بينهما كبير . يقصد بالعقل الباطن ذلك القسم الموجود تحت عتبة الوعي
مباشرة . أو ذلك التفكير الخفي الذي يقع تحت مستوى التفكير الواعي .
إذا
عدنا إلى تشبيه العقل بمياه المحيط ، نجد أن العقل الباطن يمثّل تلك
الطبقة الرقيقة من المياه الموجودة تحت السطح مباشرة ، بين المياه الدافئة
المعرّضة للشمس ، و المياه العميقة الباردة التي لا يطالها نور الشمس أبداً
.
عمل هذا القسم من العقل هو تسجيل الانطباعات التي يدركها العقل
الواعي ، و تخزينها في مكانها المناسب من أجل استخراجها في الوقت المناسب ،
كل ذلك يحصل دون علم أو إدراك من القسم الواعي . فالعقل الباطن النشيط
يستطيع تحضير القرارات المناسبة التي وجب على الفرد اتخاذها دون العودة إلى
التفكير طويلاً . و كذلك التصرفات المناسبة و حتى الإجابات المناسبة .
تبدو هذه الظاهرة واضحة عند الأشخاص العفويين أو البديهيين .
و هذا
أيضاً يفسّر قدرة بعض الأشخاص على إيجاد أجوبة سريعة لأسئلة تتطلب الإجابة
عليها فترة من التفكير . أنا لم أقصد أجوبة غيبية ، بل تلك المستمدّة من
المعلومات التي تم تخزينها مسبقاً في الذاكرة ، أي تم دراستها و استيعابها
من قبل . أما المعلومات الغيبية ، فالمسئول عنها هو قسم آخر سنأتي إليه
لاحقاً .
يعمل العقل الباطن وظيفة الرقيب ، أي مراقبة جميع تصرفاتنا و
سلوكنا و التدخّل أثناء الخروج عن حدود هذه التصرفات . ( العقل الباطن لا
يفرّق بين الصح و الخطأ ، بل هو يعمل على أساس المعلومات التي خزّنت فيه
منذ الطفولة ، أثناء الخضوع لنظام التربية التي تختلف من شخص لآخر ، فهو
يعتمد على البرنامج الذي زوّد به منذ الطفولة ، التصرفات الصحيحة بالنسبة
له هي تلك التي نشأ عليها الفرد بأنه صحيحة ) .
العقل الباطن هو مسئول
أيضاً عن الأفعال الأوتوماتيكية . أي إذا كنت تقود سيارة مثلاً ، و تتوجه
نحو منزل أحد الأصدقاء ، و في طريقك إلى هناك ، راح تفكيرك ينشغل بأمور
أخرى جعلك لم تعد تنتبه لقيادة السيارة ، لكنك بعد أن تستيقض من حالة
الشرود التي كنت فيها ، تجد نفسك قد أصبحت أمام منزل صديقك . من الذي قاد
السيارة خلال غيابك التام عن عملية القيادة ؟. الجواب هو العقل الباطن .
تختلف
طريقة عمل العقل الواعي عن العقل الباطن ، فالعقل الواعي يعتمد على المنطق
و التفكير الموضوعي الذي نشأ عليه الفرد ضمن بيئته الاجتماعية . و الإدراك
المحصور ضمن حدود الحواس الخمس .
أما العقل الباطن ، فتفكيره غير
موضوعي و لا يعتمد فقط على المعلومات القادمة من العقل الواعي ، بل يعتمد
على معلومات خفية لا يمكن للعقل الواعي إدراكها ، و يتجاوب لها حسب الحالة .
3 العقل اللاوعي :
يعتبر
هذا القسم الخفي من أكبر أقسام العقل . إذا عدنا إلى تشبيه مياه المحيط ،
نجد أن العقل الواعي موجود على السطح و العقل الباطن هو تلك الطبقة الرقيقة
بين المياه السطحية الدافئة و المياه العميقة الباردة ، أما اللاوعي ،
فيمثّل القسم الأكبر من المياه ، و بالتالي ، يحتوي على مخزون هائل من
المعلومات . و إذا استخدمنا تشبيه الجبل الجليدي ، نجد أن اللاوعي هو القسم
الأكبر المغمور تماماً تحت سطح الماء .
يحتوي هذا القسم الخفي
على جميع المعلومات التي تخص حياتنا الشخصية ، منذ اليوم الأوّل من ولادتنا
حتى اليوم الأخير . و فيه تخزّن ذاكرتنا المنسية ( معلومات قد ننساها
تماماً ) . و يحتوي أيضاً على معلومات تم إدراكها بواسطة الواعي و كذلك تلك
التي لم ينتبه لها أبداً ( معلومات أدركناها دون شعور أو وعي منا ، لكن تم
تخزينها في ذلك القسم الخفي اللامحدود ) .
يقوم هذا القسم بتخزين كل
فكرة خطرت في بالنا ، كل انطباع عاطفي شعرنا به ، كل حلم ظهر في نومنا ، كل
صورة شاهدناها ، كل كلمة تلفظنا بها ، كل لمسة لمسناها ... و يحتفظ بكل
حادثة حصلت في حياتنا مهما كانت صغيرة . جميع علومنا و حكمتنا التي
اكتسبناها من هذه الدنيا ، مخزونة فيه كما المكتبة التي تحتوي على كتب و
مراجع . هذا القسم الخفي من العقل ، و الذي لمسنا وجوده في مناسبات كثيرة
من خلال تجارب كثيرة أشارت إليه بوضوح ، هو ما يحاول البعض تجاهله و إنكار
وجوده ، و إلحاقه بمفهوم العقل الباطن .
4 اللاوعي الجماعي :
هذا
القسم الذي يشار إليه بالعقل الكوني أو الوعي الكوني أو غيره من تسميات
أخرى . و الذي تضاربت حوله الآراء و النظريات و التحليلات . لكنهم اجتمعوا
على حقيقة واضحة وحّدت بين جميع تلك المذاهب الفكرية المختلفة . حقيقة تقول
أن هذه الكتلة العملاقة من المعلومات المختلفة ، و التي تحتوي على أفكار و
تجارب كل من عاش على هذه الأرض ، و تعتبر كالمكتبة العامة ، لكنها مكتبة
كونية يرجع إليها كل من في الوجود . هذا الكيان لا يمكن إدراكه أو الشعور
به مباشرة ، لأننا نتمتّع بحالة وعي تمنعنا عن ذلك .
ذكرنا سابقاً
بعض المفكرين و الفلاسفة الذين تناولوا هذا الكيان العظيم في دراساتهم
المختلفة . لكن رجال العلم يفضّلون الاعتماد على نظرية عالم النفس "كارل
غوستاف جونغ" الذي وضع نظريته المشهورة التي تناولت سيكولوجية الإنسان و
علاقتها باللاوعي الجماعي . و قد عرّف هذا الكيان أيضاً بالوعي الخارق .
تم
التوصّل إلى هذا المفهوم في أواخر القرن التاسع عشر ، حيث كان هذا العالم
النمساوي يرافق أستاذه الشهير " سيغموند فرويد " أثناء جولة فحصية على إحدى
المستشفيات النفسية . و قد توقّف مع أحد المرضى للحديث معهم ، و كان هذا
المريض فقيراً و جاهلاً ( غير متعلّم ) . كان هذا المريض يقف بالقرب من
النافذة ، فأشار إلى خارجها و قال :
" أنظر ، الشمس تهزّ بذيلها ... إنها تصنع الرياح " !.
هكذا
يعمل حقل الوعي الكوني . هذا الوعي الجماعي الذي يخزّن خبرات الأفراد
الشخصية من جهة ، و يلهمها لأفراد آخرين من جهة أخرى ، و ينقل خبرات
الآخرين إليه . يحصل ذلك كله على مستوى اللاوعي ، دون أي شعور من العقل
الواعي .
هذه الحقيقة الجديدة أدت إلى نشوء نظريات عصرية تميل نحو هذا
التوجه الجديد . أهم هذه النظريات هي " نظرية الحقل الموفوجيني " التي
وضعها عالم البايولوجيا البريطاني ، روبرت شيلدريك ، من جامعة كامبريدج .
الحقل المورفوجيني
يصرّ
الكثيرون على أن "الدماغ"، إذا أصيب بعطل ما (كبير أو صغير) ، فهذا قد
يمنع صاحبه من التمتع بالوعي ، أو يمنعه من التواصل فكرياً مع المحيط
بطريقة أو بأخرى ، كفقدان الذاكرة مثلاً ، لأن الدماغ (كما يقولون) هو مصنع
الأفكار الأساسي ، و هو مصدر العقل ، و مخزن الذاكرة ، ... إلى آخره .لكن
في الثمانينات من القرن الماضي ، خرج عالم بيولوجي من جامعة "كامبرج" يدعى
"روبرت شيلدريك" ،معلناً عن نظريته "الحقل المورفوجيني" Morphogenic Field .
و قال أن الدماغ ليس سوى قناة تواصل مع العقل و ليس مكان وجود العقل . و
قد أعطى مثال على ذلك بجهاز التلفزيون ، الذي يستقبل الإرسالات المختلفة ،
لكنه ليس مصدر تلك الارسالات .فإذا أصيب التلفزيون بعطل ما و لم نستطيع
الحصول على صورة صافية أو حتى أي صورة على الإطلاق ، هذا لا يعني أن
الإرسال لم يعد موجوداً في الأثير .
و قد تقدم بنظريته الجديدة التي
أقامت الدنيا و لم تقعدها ، خاصة في الأوساط العلمية التقليدية التي شّنت
عليه هجوماً شرساً . ( كما هي العادة مع كل فكرة جديدة ) لكن هذا لم يمنع
بعض العلماء من الاقتناع بهذه الفكرة التي ، كما قالوا ، قامت بملء فجوات
كثيرة في دراسة بعض الظواهر التي لم يجد لها العلم المنهجي تفسيراً .
جاء
شيلدريك بحزورتين مختلفتين ، من النوع الذي يظهر في الجرائد و المجلات
لتسلية القراء . تتمحور كل حزورة حول ( البحث عن الصورة الضائعة ) .
قام
بإظهر إحدى هاتين الحزورتين على شاشة التلفاز ، أمام الملايين من
المشاهدين . ( في محطة البي . بي . سي التلفزيونية ) و قام بحلّها أمام هذا
الكم الهائل من المشاهدين . أما الحزورة الثانية ، فقد جال بها فريق من
الباحثين في الشوارع و المناطق العامة و قاموا بحلّها أمام بضعة مئات من
الناس .
إذاً ، أصبح لدينا الآن حزورتين ، إحداها قد تعرّض للملايين من
العقول و تعرّفوا على طريقة حلها ، و الأخرى تعرّضت للمئات من العقول و
تعرفوا على طريقة حلها .
قام بعدها فريق من الباحثين بالسفر إلى مناطق
نائية من العالم ، حيث لم يكن التلفزيون مالوفاً بينهم . وبعد عرض هاتين
الحزورتين على السكان المحليين كانت النتيجة أنهم تمكنوا من حلّ الحزورة
التي عرضت على شاشة التلفزيون بسهولة تفوق تلك التي عرضت للمئات فقط . و
هذا أثبت أنه كلما ازداد عدد الناس المشتركين في فكرة معيّنة ، كلما كان
لهذه الفكرة انطباع أعمق في العقل الجماعي ، مما يؤدي إلى ازدياد قوة
تأثيرها على جميع الشعوب بشكل لاواعي !.
يسرد لنا العالم "ليال واتسون" ،
في كتابه " تيار الحياة" عام 1970م عن حادثة وقعت على جزيرة يابانية ، (
سمى هذه القصة بمبدأ "عدوى المئة قرد" Hundred Monkey syndrome ) ، حيث قام
الباحثون بإطعام القرود حبات البطاطا كغذاء يومي ، و قد أحبّ القرود هذا
الغداء الجديد الذي لا يعرفونه من قبل ، لكنهم لم يحبوا رمال الشاطئ التي
كانت تتعلّق بالحبّات ، فقام أحد القرود بغسل حبة البطاطا في مياه البحر
قبل أن يتناولها ، و اكتشف أن طعمها أصبح أفضل بسبب زيادة ملوحتها نتيجة
تغطيسها في المياه المالحة ، فراح القرد منذ ذلك الحين يأكل البطاطا بعد
تغطيسها في ماء البحر . لكن بعد فترة من الزمن ، و على الجانب الآخر من
الجزيرة ، راحت القرود الأخرى تستخدم نفس الطريقة في الحصول على البطاطا
المالحة ، مع العلم أنهم لم يتواصلوا مع القرد الأول الذي هو صاحب الفكرة .
و بعد فترة من الزمن ، و في جزيرة أخرى يعيش فيها قرود أخرى ، نشأت هذه
العادة (أكل البطاطا المالحة) بين القرود ، و بالرغم من أنهم يعيشون في
الغابة بعيداً عن الشاطئ ، راحوا يسافرون من الغابة إلى الشاطئ لكي يغطسون
حبات البطاطا من أجل الحصول على الملوحة .
كيف انتشرت هذه الفكرة بين القرود بالرغم من تلك الحواجز الطبيعية التي يستحيل تجاوزها ؟
هنا تدخل مهمة "الحقل المورفوجيني" الذي تكلّم عنه "شيلدريك" .
يقول
الدكتور "بول كابل"، مدير أحد مؤسسات البحث في "وعي الحيوان" ، أنه لازال
هناك الكثير من الغموض في سلوكيات الحيوانات التي ليس لها تفسير من قبل
النظريات السابقة ، كنظرية التطور مثلاً , فتعتمد نظرية التطوّر على فكرة
أن التغيّرات و التطوّرات التي تحصل في الكائنات هي نتيجة لتغيرات جينية
عشوائية في عملية "تطوّر الكائنات".
(فيختلف مفهوم "تقدم الكائنات" عن مفهوم "تطوّر الكائنات") .
و
قد دعم شيلدريك فرضيته بالتجارب التي أقامها عالم النفس الشهير "ويليام
مكدوغل" في جامعة "هارفارد" ، في العشرينات من القرن الماضي .
وضع
مكدوغل عدداً من الفئران في خزان مليء بالماء له منفذين للهروب ، و جعل
إحدى هذه المنافذ تطلق شرارة كهربائية خفيفة لكلّ فأر يمرّ منها (أي ممر
مكهرب) .
أول جيل من هذه الفئران تلقى أكثر من 160 صدمة كهربائية (لكل
فأر) قبل أن يتعلم تفادي ذلك الممرّ المكهرب . أما الجيل الثاني من الفئران
، فقد تفادى الممرّ المكهرب بدرجة أقلّ من الجيل السابق ، و الجيل الثالث
من الفئران ، كان معدّل تفاديه أقل بكثير ، و هكذا ...
و بعد ثلاثين جيلاً متتالياً ، أصبحت الفئران تواجه فقط ما معدّله 20 صدمة لكل فأرة .
أثبت
مكدوغل أن التجربة التي يخوضها الكائن الحي هي أيضاً عنصر متوارث إلى جانب
التوارث البيولوجي (كالشكل و اللون و السلوك و غيرها). لكن نتائج مكدوغل
واجهت نفس ما واجهته نظرية شيلدريك ، الهجوم الشرس من قبل المجتمع العلمي .
فقد رفضوا اكتشافات مكدوغل الجديدة بشكل مطلق ، و ادّعوا بأنه قام بشكل
مقصود بانتقاء جيل من الفئران الأذكياء و استخدمهم في هذه التجربة . فقرّر
مكدوغل إعادة إجراء هذه التجربة ، لكن هذه المرّة استخدم الفئران الأكثر
غباء . و كانت المفاجئة أن بعد 22 جيل متوالي ، كانت الفئران تتعلّم بمعدّل
عشرة مرّات أكثر من أسلافها الغبية .
ربما هذا ما يفسّر حقيقة أن
أغلبية الأطفال الذين في سن الثالثة و الرابعة من العمر هم أكثر براعة من
الكبار في استخدام الكمبيوتر . يقول أحدهم تعليقاً على هذه الظاهرة : "
هناك سببين لهذه الحقيقة ، إما تأثير الحقل المورفوجيني أو أنهم أقاموا
دورات تدريبية في بطون أمهاتهم ".
أثارت تجارب مكدوغل الفضول عند
الكثيرين الذين تحمسوا لهذه الفكرة ، و راحوا يجرونها في مختبراتهم الخاصة ,
كما هو الحال مع البروفيسور" و.ي أغار" ، من ملبورن أدنبرغ ، الذي صمّم
خزانات مياه مشابهة لخزانات مكدوغل ، و راح يعيد التجارب ذاتها . لكن
المفاجئة الكبرى كانت أن الجيل الأول من الفئران تعلّم تفادي الصدمة
الكهربائية بشكل أسرع من الجيل الأول من فئران مكدوغل . حتى أن بعض هذه
الفئران لم تخطئ في اختيار الممرّ المناسب ولو مرّة واحدة !.
أقام
البروفيسور "أغار" تجاربه على مدى خمسة وعشرين عاماً ، و وجد أن الفئران
التي لم تأتي من أجيال مدرّبة على تجربة الخزان كانت تتعلّم تفادي الصدمة
الكهربائية بنفس سرعة الفئران التي جاءت من أجيال مدرّبة . و أكّدت نتائج
تجارب الدكتور "أغار" ما توصل إليه "مكدوغل" من قبله .
أقيمت تجارب كثيرة حول هذا الموضوع و جميعها كشفت عن هذه الظاهرة بوضوح .
وضعوا
مثلاً ، بعض الفئران في متاهة ، و عملت هذه الفئران جاهدة في سبيل التعرّف
على السبيل الصحيح للخروج منها . لكن الأجيال اللاحقة قامت بإنجاز هذا
العمل بسهولة . أما الأجيال التي تلت ذلك ، فلم تواجه صعوبة أبداً ! و هكذا
... ، حتى أن الفئران التي ليس لها أي صلة جينية أو وراثية بالفئران
السابقة ، وجدت سهولة كبيرة في الخروج من المتاهة ! رغم أنها تعيش في بلاد
بعيدة جداً عن الفئران الأوائل .
إحدى التجارب تمثلت بتعليم أغنية
يابانية لمجموعة أشخاص يتحدثون بالإنكليزية و لا يفقهون عن اللغة اليابانية
شيئاً . أعطوا هؤلاء الأشخاص أغنيتين يابانيتين مختلفتين و طلبوا منهم أن
يحفظوهما . الأغنية الاولى كانت أغنية يابانية شعبية ، معروفة عند كل
اليابانيين . أما الأغنية الثانية فكانت عبارة عن اغنية من تأليف أحد
القائمين على هذه التجربة . و كانت النتيجة أن الأشخاص وجدوا صعوبة في حفظ
الأغنية الثانية ، أما الأغنية الأولى ( المشهورة ) ، فقد حفظوها بسهولة و
سرعة كبيرة .
و لكي نتقرّب أكثر لفهم هذه الفكرة ، سوف نوصف طريقة عمل
هذا الحقل ألمعلوماتي على سكان جزيرتين تفصل بينها مساحات واسعة تبلغ ألاف
الكيلومترات حيث لا يمكن التواصل في ما بينها بأي وسيلة من الوسائل ، و
سكان كل جزيرة يجهلون أصلاً بوجود جزيرة أخرى غير جزيرتهم . لكن عندما
يبتكر سكان الجزيرة الأولى أفكار جديدة و تصبح مألوفة في حياتهم اليومية .
نلاحظ بعد فترة من الزمن أن هذه الأفكار قد ظهرت عند سكان الجزيرة الثانية و
أصبحت مألوفة أيضاً . و بعد أن يعمل سكان الجزيرة الثانية على التعامل مع
تلك الأفكار و من ثم تطويرها و إجراء بعض التعديلات فيها ، نجد أن هذه
التعديلات قد ظهرت تلقائياً عند سكان الجزيرة الأولى .
الأفكار و
التجارب و الانطباعات المختلفة التي تنبثق من الكائن الحي لا تفنى و لا
تزول ، بل تأخذ لنفسها حيزاً مكانياً في الحقل المعلوماتي الكوني و تتراكم و
تزداد كلما زادت الخبرات و التجارب الجديدة التي تخص تلك الأفكار .
إننا في الواقع جزء صغير من حقل غير مرئي ، يتوضّح و يثبت نفسه كلّ يوم
يقول "شيلدريك" : إن المفاهيم التي أثبتت أصوليتها في عملية فهمنا للوجود ، بدأت تميل إلى حقيقة ثابتة تقول :
" بدأ الكون يبدو كأنه عقل عظيم بدلاً من حركة ميكانيكية عظيمة ".
هذه
العملية ليس لها علاقة بالتخاطر أو الانتقال المباشر للأفكار . لأنه يمكن
للفكرة الجديدة التي تألفها مجموعة بشرية معيّنة أن تبقى سنوات عديدة قبل
ظهورها بين مجموعة بشرية أخرى . لقد اكتشف الباحثون مظاهر كثيرة متشابهة
تجلت بين القبائل و الحضارات المنتشرة حول العالم ، جميعها تشير إلى وجود
هذه الظاهرة . فوجدوا مثلاً أن القبائل التي تعيش على ضفاف الأمازون في
أمريكا الجنوبية تتشابه في طريقة حياتها مع القبائل الموجودة في أفريقيا و
أسيا الجنوبية الشرقية التي تعيش على ضفاف الأنهار . فجميع هؤلاء يستخدمون
الأدوات ذاتها و كذلك عاداتهم و تقاليدهم التي لا تختلف كثيراً . أما
الحضارات القديمة التي انتشرت حول العالم ، فقد تشابهت جميعاً في طريقة
البناء و تشييد الهياكل و كذلك الأساطير و الآلهة تكاد تكون متشابهة . رغم
تلك الحواجز الطبيعية و المسافات الهائلة الفاصلة فيما بينها .
بالرغم
من ذلك كله ، تنكّر المجتمع العلمي لهذه النتائج و رفضوا حتى النظر فيها
.لكن هذا لا يعني أن المجتمع العلمي هو على صواب ، حيث أنه لا يمثل سوى
منهج علمي محدّد ، و للأسف الشديد ، هو المنهج الذي يحكم العقول في هذا
العصر ، إنه المنطق السائد . هذه التجارب و غيرها من الدراسات الكثيرة التي
سحقها المجتمع العلمي تحت الأقدام ، إن دلّت على شيء ، إنما تدل على أننا
أكثر بكثير من ما نحن عليه فكرياً و بيولوجياً .
بعد هذه المناسبة بفترة
، كان كارل جونغ يراجع كتاب ألماني قديم يعود إلى أكثر من ألفي عام ، حصل
عليه من إحدى المكتبات العامة . و ذهل عندما قرأ فيه عن طقوس إحدى
الاحتفالات الدينية القديمة ، حيث يمكن للمشارك فيها ، بعد تأدية الشعائر
المناسبة ، أن يرى " ذيل الشمس و هو يهتزّ " ! و من ثم يأتي الوحي المقدّس
عليه ليقول : " ذيل الشمس هو الذي يصنع الرياح " !.
تذكّر جونغ أقوال
ذلك المريض في المستشفى ! و فتحت هذه الحادثة البسيطة مجال واسع من البحث ،
الذي تناول فيما بعد ما يسمى ب " مصدر الرموز الجماعية في عقل الإنسان ".
و
بعد رحلة طويلة من البحث و دراسة الحضارات الإنسانية التي نشأت عبر العصور
، كالحضارة المصرية القديمة ، و حضارة الأزتك ، و الهند ، و الهنود الحمر
في أمريكا الشمالية ، و أوروبا القديمة ، لاحظ وجود تشابه كبير في طقوسهم
الدينية ، و أساطيرهم ، و حكاياتهم الخرافية التي زخرت بها ثقافاتهم .
فاستنتج أنه وجب وجود مصدر واحد نهلت منه تلك الحضارات المختلفة ثقافاتها
المتشابهة إلى حد بعيد . و قد لامس هذا الاستنتاج مفهوم جديد يشير إلى وجود
عقل كوني ، أو لاوعي جماعي ، تتصل به جميع العقول الفردية . كيان عقلي
عظيم يوصل بين جميع سكان العالم ، الأموات و الأحياء ..
يمكن تشبيه هذا
الكيان بالهواء الذي نتنفسه . أنأ أنهل من هذا الهواء الذي يحيط بي ، و
الإنسان الذي هو موجود على الجهة الأخرى من الأرض ينهل من الهواء المحيط به
، لكن الواقع الذي لا ننتبه به هو أن كلانا ننهل من نفس الكتلة الهوائية
العملاقة المحيطة بالأرض ، و هذا الكيان الهوائي العملاق يوصل بيننا بطريقة
أو بأخرى ، لأنه في متناول الجميع .
[ندعوك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لمعاينة هذه الصورة]
ما أشقاك الا ليسعدك...
و ما أخذ منك الا ليعطيك... و ما أبكاك الا ليضحكك... و ما حرمك الا ليتفضل عليك... و ما ابتلاك الا لأنه يحبك...
لكنه ما كان ليؤذيك...
ا نه الله
1 العقل الواعي :
عندما
قال الفيلسوف الفرنسي " رينيه ديكارت " : " أنا أفكّر إذاً أنا موجود " ،
كان يعني بكلامه عن العقل الواعي . فمن خلال العقل الواعي نجد أنفسنا و
نتعرّف على ذاتنا و نشعر بها . يستمدّ العقل الواعي معظم معلوماته من
البيئة المحيطة ، و يتواصل معها عن طريق الحواس المألوفة ( البصر ، السمع ،
اللمس ، الشم ، الذوق ) . الإدراك الواعي يعكس لنا البيئة الخارجية ، ثم
يقوم جهازنا الفكري بتحليل المعلومات التي جمعها و من ثم يخرج بقرارات
مناسبة بناءً على ما أدركناه . و كل فرد منا يقوم بتحليل الأشياء و يتعامل
معها وفقاً للمنطق أو النظرة الخاصة التي نشأ عليها .
وضع علماء النفس
أمثلة كثيرة في سبيل شرح تكوين العقل و طريقة عمله بشكل بسيط يمكن استيعابه
بسهولة . منهم من شبّه العقل بمياه المحيط ، و القسم الواعي منه يمثّل سطح
المحيط الذي يتعرّض للبيئة الخارجية . لكن هناك أعماق لا متناهية في
الأسفل ، مليئة بكميات هائلة من المعلومات ، لكنها غير مدركة من قبل العقل
الواعي الذي هو على السطح و يقوم بتوجيه انتباهه إلى الخارج .
و شبهوا
العقل بجبل من الجليد الذي يطوف على سطح المحيط ، القسم الظاهر فوق سطح
الماء هو العقل الواعي و يعمل هذا القسم على التزوّد بالمعلومات المختلفة
من البيئة المحيطة ( فوق الماء ) ، و كذلك من قسمه الخفي أو الباطن (
المغمور تحت الماء ) .
هناك من شبّه العقل الواعي عن طريق وصف عمل
التلسكوب ( منظار بعين واحدة ) ، ينظر عقلنا الواعي من خلاله و لا يرى سوى
الشيء الذي وجّه انتباهه نحوه ، دون إدراك العالم اللامحدود الذي يحيط بهذا
الشيء المستهدف من قبل عين التلسكوب . فالوعي في هذه الحالة هو محصور في
مساحة محدودة تتناسب مع مساحة عين التلسكوب .
لكن يبدو أن هذا الإدراك
المحدود على الأشياء التي نقوم بتوجيه انتباهنا نحوها فقط ، هو لصالحنا .
فإذا كان عقلنا الواعي مفتوح على مصراعيه في مواجهة ذلك الكم الهائل من
المعلومات و اضطرّ بالتالي إلى التعامل معها مرّة واحدة فسوف ينفجر في
الحال بسبب الحمولة الزائدة و سنصبح مجانين . فنحن لا نستطيع قيادة سيارة
مثلاً ، في الوقت الذي نتعرّض فيه للملايين و الملايين من المعلومات
اللامتناهية !. هذا طبعاً مستحيل ..
لهذا السبب ، وجب على العقل الواعي أن يكون محدود . قابل للتوجيه نحو أمر واحد فقط حتى نتمكّن من استيعاب هذا الأمر بسهولة و يسر .
2 العقل الباطن :
غالباً
ما يتم الخلط بين العقل الباطن و العقل اللاواعي ( أو اللاوعي ) ، مع أن
الفرق بينهما كبير . يقصد بالعقل الباطن ذلك القسم الموجود تحت عتبة الوعي
مباشرة . أو ذلك التفكير الخفي الذي يقع تحت مستوى التفكير الواعي .
إذا
عدنا إلى تشبيه العقل بمياه المحيط ، نجد أن العقل الباطن يمثّل تلك
الطبقة الرقيقة من المياه الموجودة تحت السطح مباشرة ، بين المياه الدافئة
المعرّضة للشمس ، و المياه العميقة الباردة التي لا يطالها نور الشمس أبداً
.
عمل هذا القسم من العقل هو تسجيل الانطباعات التي يدركها العقل
الواعي ، و تخزينها في مكانها المناسب من أجل استخراجها في الوقت المناسب ،
كل ذلك يحصل دون علم أو إدراك من القسم الواعي . فالعقل الباطن النشيط
يستطيع تحضير القرارات المناسبة التي وجب على الفرد اتخاذها دون العودة إلى
التفكير طويلاً . و كذلك التصرفات المناسبة و حتى الإجابات المناسبة .
تبدو هذه الظاهرة واضحة عند الأشخاص العفويين أو البديهيين .
و هذا
أيضاً يفسّر قدرة بعض الأشخاص على إيجاد أجوبة سريعة لأسئلة تتطلب الإجابة
عليها فترة من التفكير . أنا لم أقصد أجوبة غيبية ، بل تلك المستمدّة من
المعلومات التي تم تخزينها مسبقاً في الذاكرة ، أي تم دراستها و استيعابها
من قبل . أما المعلومات الغيبية ، فالمسئول عنها هو قسم آخر سنأتي إليه
لاحقاً .
يعمل العقل الباطن وظيفة الرقيب ، أي مراقبة جميع تصرفاتنا و
سلوكنا و التدخّل أثناء الخروج عن حدود هذه التصرفات . ( العقل الباطن لا
يفرّق بين الصح و الخطأ ، بل هو يعمل على أساس المعلومات التي خزّنت فيه
منذ الطفولة ، أثناء الخضوع لنظام التربية التي تختلف من شخص لآخر ، فهو
يعتمد على البرنامج الذي زوّد به منذ الطفولة ، التصرفات الصحيحة بالنسبة
له هي تلك التي نشأ عليها الفرد بأنه صحيحة ) .
العقل الباطن هو مسئول
أيضاً عن الأفعال الأوتوماتيكية . أي إذا كنت تقود سيارة مثلاً ، و تتوجه
نحو منزل أحد الأصدقاء ، و في طريقك إلى هناك ، راح تفكيرك ينشغل بأمور
أخرى جعلك لم تعد تنتبه لقيادة السيارة ، لكنك بعد أن تستيقض من حالة
الشرود التي كنت فيها ، تجد نفسك قد أصبحت أمام منزل صديقك . من الذي قاد
السيارة خلال غيابك التام عن عملية القيادة ؟. الجواب هو العقل الباطن .
تختلف
طريقة عمل العقل الواعي عن العقل الباطن ، فالعقل الواعي يعتمد على المنطق
و التفكير الموضوعي الذي نشأ عليه الفرد ضمن بيئته الاجتماعية . و الإدراك
المحصور ضمن حدود الحواس الخمس .
أما العقل الباطن ، فتفكيره غير
موضوعي و لا يعتمد فقط على المعلومات القادمة من العقل الواعي ، بل يعتمد
على معلومات خفية لا يمكن للعقل الواعي إدراكها ، و يتجاوب لها حسب الحالة .
3 العقل اللاوعي :
يعتبر
هذا القسم الخفي من أكبر أقسام العقل . إذا عدنا إلى تشبيه مياه المحيط ،
نجد أن العقل الواعي موجود على السطح و العقل الباطن هو تلك الطبقة الرقيقة
بين المياه السطحية الدافئة و المياه العميقة الباردة ، أما اللاوعي ،
فيمثّل القسم الأكبر من المياه ، و بالتالي ، يحتوي على مخزون هائل من
المعلومات . و إذا استخدمنا تشبيه الجبل الجليدي ، نجد أن اللاوعي هو القسم
الأكبر المغمور تماماً تحت سطح الماء .
يحتوي هذا القسم الخفي
على جميع المعلومات التي تخص حياتنا الشخصية ، منذ اليوم الأوّل من ولادتنا
حتى اليوم الأخير . و فيه تخزّن ذاكرتنا المنسية ( معلومات قد ننساها
تماماً ) . و يحتوي أيضاً على معلومات تم إدراكها بواسطة الواعي و كذلك تلك
التي لم ينتبه لها أبداً ( معلومات أدركناها دون شعور أو وعي منا ، لكن تم
تخزينها في ذلك القسم الخفي اللامحدود ) .
يقوم هذا القسم بتخزين كل
فكرة خطرت في بالنا ، كل انطباع عاطفي شعرنا به ، كل حلم ظهر في نومنا ، كل
صورة شاهدناها ، كل كلمة تلفظنا بها ، كل لمسة لمسناها ... و يحتفظ بكل
حادثة حصلت في حياتنا مهما كانت صغيرة . جميع علومنا و حكمتنا التي
اكتسبناها من هذه الدنيا ، مخزونة فيه كما المكتبة التي تحتوي على كتب و
مراجع . هذا القسم الخفي من العقل ، و الذي لمسنا وجوده في مناسبات كثيرة
من خلال تجارب كثيرة أشارت إليه بوضوح ، هو ما يحاول البعض تجاهله و إنكار
وجوده ، و إلحاقه بمفهوم العقل الباطن .
4 اللاوعي الجماعي :
هذا
القسم الذي يشار إليه بالعقل الكوني أو الوعي الكوني أو غيره من تسميات
أخرى . و الذي تضاربت حوله الآراء و النظريات و التحليلات . لكنهم اجتمعوا
على حقيقة واضحة وحّدت بين جميع تلك المذاهب الفكرية المختلفة . حقيقة تقول
أن هذه الكتلة العملاقة من المعلومات المختلفة ، و التي تحتوي على أفكار و
تجارب كل من عاش على هذه الأرض ، و تعتبر كالمكتبة العامة ، لكنها مكتبة
كونية يرجع إليها كل من في الوجود . هذا الكيان لا يمكن إدراكه أو الشعور
به مباشرة ، لأننا نتمتّع بحالة وعي تمنعنا عن ذلك .
ذكرنا سابقاً
بعض المفكرين و الفلاسفة الذين تناولوا هذا الكيان العظيم في دراساتهم
المختلفة . لكن رجال العلم يفضّلون الاعتماد على نظرية عالم النفس "كارل
غوستاف جونغ" الذي وضع نظريته المشهورة التي تناولت سيكولوجية الإنسان و
علاقتها باللاوعي الجماعي . و قد عرّف هذا الكيان أيضاً بالوعي الخارق .
تم
التوصّل إلى هذا المفهوم في أواخر القرن التاسع عشر ، حيث كان هذا العالم
النمساوي يرافق أستاذه الشهير " سيغموند فرويد " أثناء جولة فحصية على إحدى
المستشفيات النفسية . و قد توقّف مع أحد المرضى للحديث معهم ، و كان هذا
المريض فقيراً و جاهلاً ( غير متعلّم ) . كان هذا المريض يقف بالقرب من
النافذة ، فأشار إلى خارجها و قال :
" أنظر ، الشمس تهزّ بذيلها ... إنها تصنع الرياح " !.
هكذا
يعمل حقل الوعي الكوني . هذا الوعي الجماعي الذي يخزّن خبرات الأفراد
الشخصية من جهة ، و يلهمها لأفراد آخرين من جهة أخرى ، و ينقل خبرات
الآخرين إليه . يحصل ذلك كله على مستوى اللاوعي ، دون أي شعور من العقل
الواعي .
هذه الحقيقة الجديدة أدت إلى نشوء نظريات عصرية تميل نحو هذا
التوجه الجديد . أهم هذه النظريات هي " نظرية الحقل الموفوجيني " التي
وضعها عالم البايولوجيا البريطاني ، روبرت شيلدريك ، من جامعة كامبريدج .
الحقل المورفوجيني
يصرّ
الكثيرون على أن "الدماغ"، إذا أصيب بعطل ما (كبير أو صغير) ، فهذا قد
يمنع صاحبه من التمتع بالوعي ، أو يمنعه من التواصل فكرياً مع المحيط
بطريقة أو بأخرى ، كفقدان الذاكرة مثلاً ، لأن الدماغ (كما يقولون) هو مصنع
الأفكار الأساسي ، و هو مصدر العقل ، و مخزن الذاكرة ، ... إلى آخره .لكن
في الثمانينات من القرن الماضي ، خرج عالم بيولوجي من جامعة "كامبرج" يدعى
"روبرت شيلدريك" ،معلناً عن نظريته "الحقل المورفوجيني" Morphogenic Field .
و قال أن الدماغ ليس سوى قناة تواصل مع العقل و ليس مكان وجود العقل . و
قد أعطى مثال على ذلك بجهاز التلفزيون ، الذي يستقبل الإرسالات المختلفة ،
لكنه ليس مصدر تلك الارسالات .فإذا أصيب التلفزيون بعطل ما و لم نستطيع
الحصول على صورة صافية أو حتى أي صورة على الإطلاق ، هذا لا يعني أن
الإرسال لم يعد موجوداً في الأثير .
و قد تقدم بنظريته الجديدة التي
أقامت الدنيا و لم تقعدها ، خاصة في الأوساط العلمية التقليدية التي شّنت
عليه هجوماً شرساً . ( كما هي العادة مع كل فكرة جديدة ) لكن هذا لم يمنع
بعض العلماء من الاقتناع بهذه الفكرة التي ، كما قالوا ، قامت بملء فجوات
كثيرة في دراسة بعض الظواهر التي لم يجد لها العلم المنهجي تفسيراً .
جاء
شيلدريك بحزورتين مختلفتين ، من النوع الذي يظهر في الجرائد و المجلات
لتسلية القراء . تتمحور كل حزورة حول ( البحث عن الصورة الضائعة ) .
قام
بإظهر إحدى هاتين الحزورتين على شاشة التلفاز ، أمام الملايين من
المشاهدين . ( في محطة البي . بي . سي التلفزيونية ) و قام بحلّها أمام هذا
الكم الهائل من المشاهدين . أما الحزورة الثانية ، فقد جال بها فريق من
الباحثين في الشوارع و المناطق العامة و قاموا بحلّها أمام بضعة مئات من
الناس .
إذاً ، أصبح لدينا الآن حزورتين ، إحداها قد تعرّض للملايين من
العقول و تعرّفوا على طريقة حلها ، و الأخرى تعرّضت للمئات من العقول و
تعرفوا على طريقة حلها .
قام بعدها فريق من الباحثين بالسفر إلى مناطق
نائية من العالم ، حيث لم يكن التلفزيون مالوفاً بينهم . وبعد عرض هاتين
الحزورتين على السكان المحليين كانت النتيجة أنهم تمكنوا من حلّ الحزورة
التي عرضت على شاشة التلفزيون بسهولة تفوق تلك التي عرضت للمئات فقط . و
هذا أثبت أنه كلما ازداد عدد الناس المشتركين في فكرة معيّنة ، كلما كان
لهذه الفكرة انطباع أعمق في العقل الجماعي ، مما يؤدي إلى ازدياد قوة
تأثيرها على جميع الشعوب بشكل لاواعي !.
يسرد لنا العالم "ليال واتسون" ،
في كتابه " تيار الحياة" عام 1970م عن حادثة وقعت على جزيرة يابانية ، (
سمى هذه القصة بمبدأ "عدوى المئة قرد" Hundred Monkey syndrome ) ، حيث قام
الباحثون بإطعام القرود حبات البطاطا كغذاء يومي ، و قد أحبّ القرود هذا
الغداء الجديد الذي لا يعرفونه من قبل ، لكنهم لم يحبوا رمال الشاطئ التي
كانت تتعلّق بالحبّات ، فقام أحد القرود بغسل حبة البطاطا في مياه البحر
قبل أن يتناولها ، و اكتشف أن طعمها أصبح أفضل بسبب زيادة ملوحتها نتيجة
تغطيسها في المياه المالحة ، فراح القرد منذ ذلك الحين يأكل البطاطا بعد
تغطيسها في ماء البحر . لكن بعد فترة من الزمن ، و على الجانب الآخر من
الجزيرة ، راحت القرود الأخرى تستخدم نفس الطريقة في الحصول على البطاطا
المالحة ، مع العلم أنهم لم يتواصلوا مع القرد الأول الذي هو صاحب الفكرة .
و بعد فترة من الزمن ، و في جزيرة أخرى يعيش فيها قرود أخرى ، نشأت هذه
العادة (أكل البطاطا المالحة) بين القرود ، و بالرغم من أنهم يعيشون في
الغابة بعيداً عن الشاطئ ، راحوا يسافرون من الغابة إلى الشاطئ لكي يغطسون
حبات البطاطا من أجل الحصول على الملوحة .
كيف انتشرت هذه الفكرة بين القرود بالرغم من تلك الحواجز الطبيعية التي يستحيل تجاوزها ؟
هنا تدخل مهمة "الحقل المورفوجيني" الذي تكلّم عنه "شيلدريك" .
يقول
الدكتور "بول كابل"، مدير أحد مؤسسات البحث في "وعي الحيوان" ، أنه لازال
هناك الكثير من الغموض في سلوكيات الحيوانات التي ليس لها تفسير من قبل
النظريات السابقة ، كنظرية التطور مثلاً , فتعتمد نظرية التطوّر على فكرة
أن التغيّرات و التطوّرات التي تحصل في الكائنات هي نتيجة لتغيرات جينية
عشوائية في عملية "تطوّر الكائنات".
(فيختلف مفهوم "تقدم الكائنات" عن مفهوم "تطوّر الكائنات") .
و
قد دعم شيلدريك فرضيته بالتجارب التي أقامها عالم النفس الشهير "ويليام
مكدوغل" في جامعة "هارفارد" ، في العشرينات من القرن الماضي .
وضع
مكدوغل عدداً من الفئران في خزان مليء بالماء له منفذين للهروب ، و جعل
إحدى هذه المنافذ تطلق شرارة كهربائية خفيفة لكلّ فأر يمرّ منها (أي ممر
مكهرب) .
أول جيل من هذه الفئران تلقى أكثر من 160 صدمة كهربائية (لكل
فأر) قبل أن يتعلم تفادي ذلك الممرّ المكهرب . أما الجيل الثاني من الفئران
، فقد تفادى الممرّ المكهرب بدرجة أقلّ من الجيل السابق ، و الجيل الثالث
من الفئران ، كان معدّل تفاديه أقل بكثير ، و هكذا ...
و بعد ثلاثين جيلاً متتالياً ، أصبحت الفئران تواجه فقط ما معدّله 20 صدمة لكل فأرة .
أثبت
مكدوغل أن التجربة التي يخوضها الكائن الحي هي أيضاً عنصر متوارث إلى جانب
التوارث البيولوجي (كالشكل و اللون و السلوك و غيرها). لكن نتائج مكدوغل
واجهت نفس ما واجهته نظرية شيلدريك ، الهجوم الشرس من قبل المجتمع العلمي .
فقد رفضوا اكتشافات مكدوغل الجديدة بشكل مطلق ، و ادّعوا بأنه قام بشكل
مقصود بانتقاء جيل من الفئران الأذكياء و استخدمهم في هذه التجربة . فقرّر
مكدوغل إعادة إجراء هذه التجربة ، لكن هذه المرّة استخدم الفئران الأكثر
غباء . و كانت المفاجئة أن بعد 22 جيل متوالي ، كانت الفئران تتعلّم بمعدّل
عشرة مرّات أكثر من أسلافها الغبية .
ربما هذا ما يفسّر حقيقة أن
أغلبية الأطفال الذين في سن الثالثة و الرابعة من العمر هم أكثر براعة من
الكبار في استخدام الكمبيوتر . يقول أحدهم تعليقاً على هذه الظاهرة : "
هناك سببين لهذه الحقيقة ، إما تأثير الحقل المورفوجيني أو أنهم أقاموا
دورات تدريبية في بطون أمهاتهم ".
أثارت تجارب مكدوغل الفضول عند
الكثيرين الذين تحمسوا لهذه الفكرة ، و راحوا يجرونها في مختبراتهم الخاصة ,
كما هو الحال مع البروفيسور" و.ي أغار" ، من ملبورن أدنبرغ ، الذي صمّم
خزانات مياه مشابهة لخزانات مكدوغل ، و راح يعيد التجارب ذاتها . لكن
المفاجئة الكبرى كانت أن الجيل الأول من الفئران تعلّم تفادي الصدمة
الكهربائية بشكل أسرع من الجيل الأول من فئران مكدوغل . حتى أن بعض هذه
الفئران لم تخطئ في اختيار الممرّ المناسب ولو مرّة واحدة !.
أقام
البروفيسور "أغار" تجاربه على مدى خمسة وعشرين عاماً ، و وجد أن الفئران
التي لم تأتي من أجيال مدرّبة على تجربة الخزان كانت تتعلّم تفادي الصدمة
الكهربائية بنفس سرعة الفئران التي جاءت من أجيال مدرّبة . و أكّدت نتائج
تجارب الدكتور "أغار" ما توصل إليه "مكدوغل" من قبله .
أقيمت تجارب كثيرة حول هذا الموضوع و جميعها كشفت عن هذه الظاهرة بوضوح .
وضعوا
مثلاً ، بعض الفئران في متاهة ، و عملت هذه الفئران جاهدة في سبيل التعرّف
على السبيل الصحيح للخروج منها . لكن الأجيال اللاحقة قامت بإنجاز هذا
العمل بسهولة . أما الأجيال التي تلت ذلك ، فلم تواجه صعوبة أبداً ! و هكذا
... ، حتى أن الفئران التي ليس لها أي صلة جينية أو وراثية بالفئران
السابقة ، وجدت سهولة كبيرة في الخروج من المتاهة ! رغم أنها تعيش في بلاد
بعيدة جداً عن الفئران الأوائل .
إحدى التجارب تمثلت بتعليم أغنية
يابانية لمجموعة أشخاص يتحدثون بالإنكليزية و لا يفقهون عن اللغة اليابانية
شيئاً . أعطوا هؤلاء الأشخاص أغنيتين يابانيتين مختلفتين و طلبوا منهم أن
يحفظوهما . الأغنية الاولى كانت أغنية يابانية شعبية ، معروفة عند كل
اليابانيين . أما الأغنية الثانية فكانت عبارة عن اغنية من تأليف أحد
القائمين على هذه التجربة . و كانت النتيجة أن الأشخاص وجدوا صعوبة في حفظ
الأغنية الثانية ، أما الأغنية الأولى ( المشهورة ) ، فقد حفظوها بسهولة و
سرعة كبيرة .
و لكي نتقرّب أكثر لفهم هذه الفكرة ، سوف نوصف طريقة عمل
هذا الحقل ألمعلوماتي على سكان جزيرتين تفصل بينها مساحات واسعة تبلغ ألاف
الكيلومترات حيث لا يمكن التواصل في ما بينها بأي وسيلة من الوسائل ، و
سكان كل جزيرة يجهلون أصلاً بوجود جزيرة أخرى غير جزيرتهم . لكن عندما
يبتكر سكان الجزيرة الأولى أفكار جديدة و تصبح مألوفة في حياتهم اليومية .
نلاحظ بعد فترة من الزمن أن هذه الأفكار قد ظهرت عند سكان الجزيرة الثانية و
أصبحت مألوفة أيضاً . و بعد أن يعمل سكان الجزيرة الثانية على التعامل مع
تلك الأفكار و من ثم تطويرها و إجراء بعض التعديلات فيها ، نجد أن هذه
التعديلات قد ظهرت تلقائياً عند سكان الجزيرة الأولى .
الأفكار و
التجارب و الانطباعات المختلفة التي تنبثق من الكائن الحي لا تفنى و لا
تزول ، بل تأخذ لنفسها حيزاً مكانياً في الحقل المعلوماتي الكوني و تتراكم و
تزداد كلما زادت الخبرات و التجارب الجديدة التي تخص تلك الأفكار .
إننا في الواقع جزء صغير من حقل غير مرئي ، يتوضّح و يثبت نفسه كلّ يوم
يقول "شيلدريك" : إن المفاهيم التي أثبتت أصوليتها في عملية فهمنا للوجود ، بدأت تميل إلى حقيقة ثابتة تقول :
" بدأ الكون يبدو كأنه عقل عظيم بدلاً من حركة ميكانيكية عظيمة ".
هذه
العملية ليس لها علاقة بالتخاطر أو الانتقال المباشر للأفكار . لأنه يمكن
للفكرة الجديدة التي تألفها مجموعة بشرية معيّنة أن تبقى سنوات عديدة قبل
ظهورها بين مجموعة بشرية أخرى . لقد اكتشف الباحثون مظاهر كثيرة متشابهة
تجلت بين القبائل و الحضارات المنتشرة حول العالم ، جميعها تشير إلى وجود
هذه الظاهرة . فوجدوا مثلاً أن القبائل التي تعيش على ضفاف الأمازون في
أمريكا الجنوبية تتشابه في طريقة حياتها مع القبائل الموجودة في أفريقيا و
أسيا الجنوبية الشرقية التي تعيش على ضفاف الأنهار . فجميع هؤلاء يستخدمون
الأدوات ذاتها و كذلك عاداتهم و تقاليدهم التي لا تختلف كثيراً . أما
الحضارات القديمة التي انتشرت حول العالم ، فقد تشابهت جميعاً في طريقة
البناء و تشييد الهياكل و كذلك الأساطير و الآلهة تكاد تكون متشابهة . رغم
تلك الحواجز الطبيعية و المسافات الهائلة الفاصلة فيما بينها .
بالرغم
من ذلك كله ، تنكّر المجتمع العلمي لهذه النتائج و رفضوا حتى النظر فيها
.لكن هذا لا يعني أن المجتمع العلمي هو على صواب ، حيث أنه لا يمثل سوى
منهج علمي محدّد ، و للأسف الشديد ، هو المنهج الذي يحكم العقول في هذا
العصر ، إنه المنطق السائد . هذه التجارب و غيرها من الدراسات الكثيرة التي
سحقها المجتمع العلمي تحت الأقدام ، إن دلّت على شيء ، إنما تدل على أننا
أكثر بكثير من ما نحن عليه فكرياً و بيولوجياً .
بعد هذه المناسبة بفترة
، كان كارل جونغ يراجع كتاب ألماني قديم يعود إلى أكثر من ألفي عام ، حصل
عليه من إحدى المكتبات العامة . و ذهل عندما قرأ فيه عن طقوس إحدى
الاحتفالات الدينية القديمة ، حيث يمكن للمشارك فيها ، بعد تأدية الشعائر
المناسبة ، أن يرى " ذيل الشمس و هو يهتزّ " ! و من ثم يأتي الوحي المقدّس
عليه ليقول : " ذيل الشمس هو الذي يصنع الرياح " !.
تذكّر جونغ أقوال
ذلك المريض في المستشفى ! و فتحت هذه الحادثة البسيطة مجال واسع من البحث ،
الذي تناول فيما بعد ما يسمى ب " مصدر الرموز الجماعية في عقل الإنسان ".
و
بعد رحلة طويلة من البحث و دراسة الحضارات الإنسانية التي نشأت عبر العصور
، كالحضارة المصرية القديمة ، و حضارة الأزتك ، و الهند ، و الهنود الحمر
في أمريكا الشمالية ، و أوروبا القديمة ، لاحظ وجود تشابه كبير في طقوسهم
الدينية ، و أساطيرهم ، و حكاياتهم الخرافية التي زخرت بها ثقافاتهم .
فاستنتج أنه وجب وجود مصدر واحد نهلت منه تلك الحضارات المختلفة ثقافاتها
المتشابهة إلى حد بعيد . و قد لامس هذا الاستنتاج مفهوم جديد يشير إلى وجود
عقل كوني ، أو لاوعي جماعي ، تتصل به جميع العقول الفردية . كيان عقلي
عظيم يوصل بين جميع سكان العالم ، الأموات و الأحياء ..
يمكن تشبيه هذا
الكيان بالهواء الذي نتنفسه . أنأ أنهل من هذا الهواء الذي يحيط بي ، و
الإنسان الذي هو موجود على الجهة الأخرى من الأرض ينهل من الهواء المحيط به
، لكن الواقع الذي لا ننتبه به هو أن كلانا ننهل من نفس الكتلة الهوائية
العملاقة المحيطة بالأرض ، و هذا الكيان الهوائي العملاق يوصل بيننا بطريقة
أو بأخرى ، لأنه في متناول الجميع .
[ندعوك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لمعاينة هذه الصورة]
ما أشقاك الا ليسعدك...
و ما أخذ منك الا ليعطيك... و ما أبكاك الا ليضحكك... و ما حرمك الا ليتفضل عليك... و ما ابتلاك الا لأنه يحبك...
لكنه ما كان ليؤذيك...
ا نه الله
زائر- زائر
مواضيع مماثلة
» أقسام LMD
» أقسام القانون وأنواع القاعدة القانونية
» كي يروح العقل واش يبقى
» هل العقل في الدماغ أم في القلب؟
» ملابس شتوية بتاخد العقل على ذوقك
» أقسام القانون وأنواع القاعدة القانونية
» كي يروح العقل واش يبقى
» هل العقل في الدماغ أم في القلب؟
» ملابس شتوية بتاخد العقل على ذوقك
منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة - :: كلية العلوم الإجتماعية والعلوم الإسلامية :: قسم العلوم الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine