النوادي الالكترونية تحديات وبدائل
صفحة 1 من اصل 1
النوادي الالكترونية تحديات وبدائل
لمقدمة : لقد جسدت الثورة التكنولوجية الحديثة أو ما يعرف بثورة المعلومات بجدارة و استحقاق شعار الفعالية و أسست معالم أمة افتراضية وحددت قواعدها عن طريق الإعلام الآلي كأداة للحرية و الازدهار الفردي و الجماعي ،حيث أصبح قطاع التكنولوجيات الحديثة في الإعلام و الاتصال هو القطاع المسيطر في الألفية الثالثة عن طريق الحضور شبه المطلق لتكنولوجية الكمبيوتر و الوسائط المتعددة التي تعد لغة إعلامية حديثة تنتشر بسرعة وتقدم نوعا جديدا من الاتصال التفاعلي الذي يدفع نحو ظهور مفهوم مجتمع الإعلام العام.ولقد كانت شبكة الانترنت الوسيط الالكتروني الجديد الذي سخر لهذه المهمة عن طريق ظهور مؤسسات اجتماعية المتمثلة في النوادي الالكترونية cybercaféباعتبارها مؤسسات علمية تربوية وثقافية تهدف بالأساس الى ترقية المعرفة في أوساط الجماهير بوجه عام وترقية المعرفة العلمية وتجديدها بالنسبة للمتخصصين بوجه خاص بما يساهم في تحقيق الرقي الثقافي و العلمي لروادها وبالتالي تساهم في تجاوز كل ما من شأنه أن يشوه أو يعطل عملية التنمية الاجتماعية و التقدم في المجتمع.
وأفرز التطور الكمي و النوعي لهذه الفضاءات العديد من الوضعيات و الرهانات و أحدثت تغيرات في البنية السوسيوثقافية للمجتمعات المعاصرة وبهذا المعنى فإن الدور المنوط بهذه النوادي الالكترونية أصبح محل مساءلة دائمة حيث يقول J. D. Bolterفي هذا الصدد "أنه علينا الاهتمام بالتغيير الذي يسيطر على نظرة الأفراد لأنفسهم و المعالم من حولهم بعد ظهور الشبكة العنكبوتية العالمية، التي أصبحت واقعا ملموسا وكل دولة تتعامل معها تبعا لقدراتها الاقتصادية و الغاية من تبني استخدامات هذه الشبكة.ولقد كان لهذه المستجدات أثرا كبيرا على مختلف المستويات ، ومن هذا المنطلق حاولنا مقاربة هذا الموضوع من خلال التركيز على أهم الرهانات و التحديات التي يطرحها استخدام شبكة الانترنت ومحاولة تقييم وظيفة ودور النوادي الالكترونية على المجتمع الجزائري.
I. إشكالية الدراسة:
لقد أدركت معظم الدول أهمية التكنولوجيا الحديثة خلال السنوات الأخيرة فلجأت لاستيرادها وخلق بوادر التنمية المحلية بها حيث عرفت سنوات السبعينات انتشارا واسعا للحواسيب وعمت مختلف القطاعات الحيوية ،لكن إستراتيجية الدول نحو استغلال هذه الأجهزة اختلفت حسب تطورها وتطور مجال الإعلام الآلي بها .ويدخل العالم اليوم الألفية الثالثة وهو يعيش نتائج ثورة الأفكار التي عرفها القرن السابق والتي أدت إلى خلق قيم سلوكية القصد منها مضاعفة فاعلية الفرد كالانفتاح على الآخرين و المبادرة و الاطلاع على كل ما يجري بعالم تكنولوجيا المعلومات ، وبمعنى أدق ونحن نعيش الآن واقعا لا مكان في ثقافته للذهنية الانعزالية أو الانفصالية أو العنصرية حيث أصبح الهدف محاذيا للشمولية ورافضا للحدود الجغرافية المقاومة للاحتكاك و الانسجام العالمي الذي تسعى إلى تحقيقه شبكات الاتصال الحديثة التي تعتبر التطبيق الفعلي و أحد المؤشرات الأساسية لظهور نظام عالمي جديد وهو مشروع عالم أحادي القطب من خلال فرض ظاهرة العولمة la mondialisation ، انطلاقا من مقولة التداخل و التوحيد و التجانس في جميع المجالات ، و التي تدفع في اتجاه زيادة ترابط العالم وتقاربه وربما دمجه مستقبلا و إلغاء كل الحدود و الفواصل القائمة بين المجتمعات و الأفراد و الثقافات.
وقد تسارعت حركة التحول الاستراتيجي المعولم بوتيرة مذهلة في السنوات الأخيرة نتيجة بروز قوى و اتجاهات ومؤسسات تعمل على تعميق مفهوم عولمة العالم و التي تقوم على الدور المحوري لشبكة المعلومات العالمية –الانترنت- التي تساهم في انتشار ثقافة استهلاكية معولمة و أنماط فكرية و سلوكية و أطر نظرية و قيمية من المركز إلى الأطراف ، وبهذا أصبحت الانترنت إحدى مرتكزات ظاهرة العولمة وكوننة نموذج للإنتاج و الاستهلاك الغربي و خصوصا الأمريكي ، فخرجت بذلك الشبكة من إطارها التقني لتكشف عن الدور المسند إليها في إطار التحول الدولي في اتجاه العولمة فهي تمثل البنية التحتية لصناعة الثقافة و أداة للتكامل المعرفي و العلمي وتعزيز الاعتقاد في وجود القرية الكونية و الاتجاه نحو مجتمع الاتصال الذي يعرض علينا مجموعة من الخدمات عبر الحاسوب و بالتالي الدخول في عالم جديد هو العالم الرقمي أو العالم الافتراضي ) cyber monde*(.
وتأثرت الجزائر على غرار باقي دول العالم بالتطورات العالمية الجديدة و فسحت المجال واسع للعالم الافتراضي عن طريق تسهيل انتشار النوادي الالكترونية عبر مختلف أنحاء الوطن منذ 1994 ، وفي ظل هذا السياق ظهرت إلى الوجود مؤسسات جديدة تنظمها قوانين وتوجهها قيم تفاوت تقديرها بين قيم العلم الحديث وقيم اقتصاد السوق وقد تعددت تسمياتها و المضمون يكاد يكون واحدا تلك هي : النوادي الالكترونية أو فضاءات الانترنت caféscyber التي تقوم أساسا على عرض الخدمات التي توفرها شبكة الانترنت .
ولقد حظيت هذه الفضاءات الجديدة بإقبال شديد من طرف مختلف فئات المجتمع على اختلاف جنسهم ، أعمارهم ، مستواهم الاجتماعي و المادي و الثقافي .
وبالتالي تستند هذه الدراسة على إطارين مرجعيين أساسيين هما :
1- ثورة المعلوماتية التي اكتسحت جميع مجالات الحياة، و اخترقت كل الموانع ولم يعد للحدود بكل أبعادها دلالة.
2- الاتجاه نحو الأحادية القطبية في ظل العولمة الشاملة و على الدول الأطراف التي لم تساهم في إنتاج هاتين الثورتين السعي حثيثا لمواجهة التغيرات الجديدة، وتعتبر شبكة المعلومات العالمية الأداة المجسدة لهذه الثورة و الآلية المؤمنة لكل من يريد لأن يكون له مكان ومكانة في ظل العالم الجديد.
وعلى هذا الأساس تتمحور إشكاليتنا حول التساؤل الرئيسي الآتي :
ما هو الدور الحقيقي الذي تقوم به النوادي الالكترونية في المجتمع الجزائري؟
ولقد حاولنا اشتقاق ثلاث تساؤلات فرعية تبدو لنا قادرة على تشكيل صورة متكاملة عن موضوع الدراسة و تتمثل في:
1-ما هو الهدف من وجود هذه الفضاءات الالكترونية ؟
2-من هم روادها ؟ومن هم أصحابها ؟
3-ما مدى مساهمتها في ترقية الثقافة العلمية و نقلها ؟
وحاولنا الإجابة على هذه التساؤلات المؤطرة في الإشكالية وفق منهجية دقيقة تستجيب لمتطلبات الدراسة وخصوصياتها على الصعيدين النظري و الأمبريقي.
II. مصطلحات الدراسة:
1- شبكة المعلومات العالمية :
لغة :تنقسم كلمة إنترنت إلى كلمتين (1).
Interconnexion : و التي تعني ربط أكثر من شيئين ببعضهما البعض.
Net work:وتعني شبكة.
فأخذ من الكلمة الأولى الجزء منها وهو inter و الجزء الأول من الكلمة الثانية وهو netفتصبح الكلمة الجديدة هي Internet.
اصطلاحا :اختلف العلماء حول التسمية الأكثر دلالة إلا أننا يمكن أن نورد أربع محاولات تبدو لنا أكثر أهمية ودلالة من غيرها :
- يرى Arnoud Dufour:أن هناك العديد من التسميات التي يمكن أن نستخدمها للإشارة إلى الانترنت :شبكة الشبكات ، الفضاء العلمي ، الشبكة العنكبوتية الالكترونية ، الفضاء الافتراضي ، فكلها ألفاظ تحاول تعيين ظاهرة الانترنت(2).
-أما Françoise renzetti فتقول أن : "الانترنت هي شبكة الشبكات ، وهي بناء جماعي يدفع إلى مقاربة تعاونية للبحث وتحسين طريقة استخدام الفضاء و الزمن وتعمل الشبكة على تحقيق الرغبة في الحرية عن طريق ابتكار فضاء عام يصبح ماديا بواسطة العرض المجاني للعديد من المنتوجات للمستخدم النهائي" (3)
-ويعرفها نبيل علي على أنها "تكنولوجيا الواقع الخيالي الذي أمكن من خلالها صنع عوالم وهمية يقيمها الكمبيوتر باستخدام أساليب المحاكاة الرقمية "(4)حيث تعبر الانترنت عن عالم افتراضي عبر جهاز الحاسوب أين يتحرر الفرد من جسده وعقله وينعزل تماما عن واقعه.
- أما من وجهة نظر سوسيولوجية فالانترنت تمثل مجتمعا جديدا نجد فيه العديد من النشاطات التي تخص الحياة اليومية مثل : العمل ، التعلم ، البيع و الشراء ...الخ.(5)ويمكن أن نستخلص من التعاريف السابقة تعريفا إجرائيا لمفهوم الانترنت باعتبارها مجموع الشبكات العالمية المتداخلة التي تمثل منتدى عالميا لكل الثقافات و الآراء و النشاطات المختلفة و التي تقوم على فكرة تفاعل المعلومات التي يتم بين طرفين يعتبر كل منهما مرسلا و مستقبلا في الوقت نفسه.
2- النوادي الالكترونية :أو فضاءات الانترنت أو المقاهي الالكترونية cyber cafés التي تقوم أساسا على عرض الخدمات التي توفرها شبكة الانترنت بالإضافة إلى خدمات إضافية أخرى فهي تمثل فضاءات للتنظيم الجماعي و الدائم للمعلومات و الخدمات المتنوعة عبر الشبكة و المفتوحة للجميع)(6)
3- الثقافة العلمية :يقصد بها هنا تجاوز التخصص الضيق في المجال العلمي والبحثي وتجاوز العموميات في المجال الثقافي الواسع، بمعنى آخر تجاوز الانغلاق في ثقافة أحادية البعد والوقوع في فخ السطحية العلمية.
وأفرز التطور الكمي و النوعي لهذه الفضاءات العديد من الوضعيات و الرهانات و أحدثت تغيرات في البنية السوسيوثقافية للمجتمعات المعاصرة وبهذا المعنى فإن الدور المنوط بهذه النوادي الالكترونية أصبح محل مساءلة دائمة حيث يقول J. D. Bolterفي هذا الصدد "أنه علينا الاهتمام بالتغيير الذي يسيطر على نظرة الأفراد لأنفسهم و المعالم من حولهم بعد ظهور الشبكة العنكبوتية العالمية، التي أصبحت واقعا ملموسا وكل دولة تتعامل معها تبعا لقدراتها الاقتصادية و الغاية من تبني استخدامات هذه الشبكة.ولقد كان لهذه المستجدات أثرا كبيرا على مختلف المستويات ، ومن هذا المنطلق حاولنا مقاربة هذا الموضوع من خلال التركيز على أهم الرهانات و التحديات التي يطرحها استخدام شبكة الانترنت ومحاولة تقييم وظيفة ودور النوادي الالكترونية على المجتمع الجزائري.
I. إشكالية الدراسة:
لقد أدركت معظم الدول أهمية التكنولوجيا الحديثة خلال السنوات الأخيرة فلجأت لاستيرادها وخلق بوادر التنمية المحلية بها حيث عرفت سنوات السبعينات انتشارا واسعا للحواسيب وعمت مختلف القطاعات الحيوية ،لكن إستراتيجية الدول نحو استغلال هذه الأجهزة اختلفت حسب تطورها وتطور مجال الإعلام الآلي بها .ويدخل العالم اليوم الألفية الثالثة وهو يعيش نتائج ثورة الأفكار التي عرفها القرن السابق والتي أدت إلى خلق قيم سلوكية القصد منها مضاعفة فاعلية الفرد كالانفتاح على الآخرين و المبادرة و الاطلاع على كل ما يجري بعالم تكنولوجيا المعلومات ، وبمعنى أدق ونحن نعيش الآن واقعا لا مكان في ثقافته للذهنية الانعزالية أو الانفصالية أو العنصرية حيث أصبح الهدف محاذيا للشمولية ورافضا للحدود الجغرافية المقاومة للاحتكاك و الانسجام العالمي الذي تسعى إلى تحقيقه شبكات الاتصال الحديثة التي تعتبر التطبيق الفعلي و أحد المؤشرات الأساسية لظهور نظام عالمي جديد وهو مشروع عالم أحادي القطب من خلال فرض ظاهرة العولمة la mondialisation ، انطلاقا من مقولة التداخل و التوحيد و التجانس في جميع المجالات ، و التي تدفع في اتجاه زيادة ترابط العالم وتقاربه وربما دمجه مستقبلا و إلغاء كل الحدود و الفواصل القائمة بين المجتمعات و الأفراد و الثقافات.
وقد تسارعت حركة التحول الاستراتيجي المعولم بوتيرة مذهلة في السنوات الأخيرة نتيجة بروز قوى و اتجاهات ومؤسسات تعمل على تعميق مفهوم عولمة العالم و التي تقوم على الدور المحوري لشبكة المعلومات العالمية –الانترنت- التي تساهم في انتشار ثقافة استهلاكية معولمة و أنماط فكرية و سلوكية و أطر نظرية و قيمية من المركز إلى الأطراف ، وبهذا أصبحت الانترنت إحدى مرتكزات ظاهرة العولمة وكوننة نموذج للإنتاج و الاستهلاك الغربي و خصوصا الأمريكي ، فخرجت بذلك الشبكة من إطارها التقني لتكشف عن الدور المسند إليها في إطار التحول الدولي في اتجاه العولمة فهي تمثل البنية التحتية لصناعة الثقافة و أداة للتكامل المعرفي و العلمي وتعزيز الاعتقاد في وجود القرية الكونية و الاتجاه نحو مجتمع الاتصال الذي يعرض علينا مجموعة من الخدمات عبر الحاسوب و بالتالي الدخول في عالم جديد هو العالم الرقمي أو العالم الافتراضي ) cyber monde*(.
وتأثرت الجزائر على غرار باقي دول العالم بالتطورات العالمية الجديدة و فسحت المجال واسع للعالم الافتراضي عن طريق تسهيل انتشار النوادي الالكترونية عبر مختلف أنحاء الوطن منذ 1994 ، وفي ظل هذا السياق ظهرت إلى الوجود مؤسسات جديدة تنظمها قوانين وتوجهها قيم تفاوت تقديرها بين قيم العلم الحديث وقيم اقتصاد السوق وقد تعددت تسمياتها و المضمون يكاد يكون واحدا تلك هي : النوادي الالكترونية أو فضاءات الانترنت caféscyber التي تقوم أساسا على عرض الخدمات التي توفرها شبكة الانترنت .
ولقد حظيت هذه الفضاءات الجديدة بإقبال شديد من طرف مختلف فئات المجتمع على اختلاف جنسهم ، أعمارهم ، مستواهم الاجتماعي و المادي و الثقافي .
وبالتالي تستند هذه الدراسة على إطارين مرجعيين أساسيين هما :
1- ثورة المعلوماتية التي اكتسحت جميع مجالات الحياة، و اخترقت كل الموانع ولم يعد للحدود بكل أبعادها دلالة.
2- الاتجاه نحو الأحادية القطبية في ظل العولمة الشاملة و على الدول الأطراف التي لم تساهم في إنتاج هاتين الثورتين السعي حثيثا لمواجهة التغيرات الجديدة، وتعتبر شبكة المعلومات العالمية الأداة المجسدة لهذه الثورة و الآلية المؤمنة لكل من يريد لأن يكون له مكان ومكانة في ظل العالم الجديد.
وعلى هذا الأساس تتمحور إشكاليتنا حول التساؤل الرئيسي الآتي :
ما هو الدور الحقيقي الذي تقوم به النوادي الالكترونية في المجتمع الجزائري؟
ولقد حاولنا اشتقاق ثلاث تساؤلات فرعية تبدو لنا قادرة على تشكيل صورة متكاملة عن موضوع الدراسة و تتمثل في:
1-ما هو الهدف من وجود هذه الفضاءات الالكترونية ؟
2-من هم روادها ؟ومن هم أصحابها ؟
3-ما مدى مساهمتها في ترقية الثقافة العلمية و نقلها ؟
وحاولنا الإجابة على هذه التساؤلات المؤطرة في الإشكالية وفق منهجية دقيقة تستجيب لمتطلبات الدراسة وخصوصياتها على الصعيدين النظري و الأمبريقي.
II. مصطلحات الدراسة:
1- شبكة المعلومات العالمية :
لغة :تنقسم كلمة إنترنت إلى كلمتين (1).
Interconnexion : و التي تعني ربط أكثر من شيئين ببعضهما البعض.
Net work:وتعني شبكة.
فأخذ من الكلمة الأولى الجزء منها وهو inter و الجزء الأول من الكلمة الثانية وهو netفتصبح الكلمة الجديدة هي Internet.
اصطلاحا :اختلف العلماء حول التسمية الأكثر دلالة إلا أننا يمكن أن نورد أربع محاولات تبدو لنا أكثر أهمية ودلالة من غيرها :
- يرى Arnoud Dufour:أن هناك العديد من التسميات التي يمكن أن نستخدمها للإشارة إلى الانترنت :شبكة الشبكات ، الفضاء العلمي ، الشبكة العنكبوتية الالكترونية ، الفضاء الافتراضي ، فكلها ألفاظ تحاول تعيين ظاهرة الانترنت(2).
-أما Françoise renzetti فتقول أن : "الانترنت هي شبكة الشبكات ، وهي بناء جماعي يدفع إلى مقاربة تعاونية للبحث وتحسين طريقة استخدام الفضاء و الزمن وتعمل الشبكة على تحقيق الرغبة في الحرية عن طريق ابتكار فضاء عام يصبح ماديا بواسطة العرض المجاني للعديد من المنتوجات للمستخدم النهائي" (3)
-ويعرفها نبيل علي على أنها "تكنولوجيا الواقع الخيالي الذي أمكن من خلالها صنع عوالم وهمية يقيمها الكمبيوتر باستخدام أساليب المحاكاة الرقمية "(4)حيث تعبر الانترنت عن عالم افتراضي عبر جهاز الحاسوب أين يتحرر الفرد من جسده وعقله وينعزل تماما عن واقعه.
- أما من وجهة نظر سوسيولوجية فالانترنت تمثل مجتمعا جديدا نجد فيه العديد من النشاطات التي تخص الحياة اليومية مثل : العمل ، التعلم ، البيع و الشراء ...الخ.(5)ويمكن أن نستخلص من التعاريف السابقة تعريفا إجرائيا لمفهوم الانترنت باعتبارها مجموع الشبكات العالمية المتداخلة التي تمثل منتدى عالميا لكل الثقافات و الآراء و النشاطات المختلفة و التي تقوم على فكرة تفاعل المعلومات التي يتم بين طرفين يعتبر كل منهما مرسلا و مستقبلا في الوقت نفسه.
2- النوادي الالكترونية :أو فضاءات الانترنت أو المقاهي الالكترونية cyber cafés التي تقوم أساسا على عرض الخدمات التي توفرها شبكة الانترنت بالإضافة إلى خدمات إضافية أخرى فهي تمثل فضاءات للتنظيم الجماعي و الدائم للمعلومات و الخدمات المتنوعة عبر الشبكة و المفتوحة للجميع)(6)
3- الثقافة العلمية :يقصد بها هنا تجاوز التخصص الضيق في المجال العلمي والبحثي وتجاوز العموميات في المجال الثقافي الواسع، بمعنى آخر تجاوز الانغلاق في ثقافة أحادية البعد والوقوع في فخ السطحية العلمية.
يتبع...
زائر- زائر
رد: النوادي الالكترونية تحديات وبدائل
III. أدوات الدراسة :
1- المنهج :لقد ركزنا بشكل أساسي على منهج تحليل الخطاب كطريقة للمعالجة الميدانية بغرض تحديد مواقف و آراء و اتجاهات المبحوثين ، وقد اعتمدنا بالتحديد على كل من تقنية التحليل الفئوي من خلال توظيفها بوجه خاص في العديد من الأسئلة المفتوحة التي تتطلب الإجابة عنها ضرورة القيام بتفيئة إجابات المبحوثين ،وتقنية التحليل التواتري حسب ما اقتضته طبيعة المعطيات و المؤشرات التي استخلصناها من خلال الخطاب المنتج من قبل المبحوثين حول مسائل معينة تتطلب القراءة الرقمية لمحتوى إجابتهم، وقد أخضعنا كل من أسئلة الاستمارة للمقابلة لهاتين التقنيتين حسب ما اقتضته طبيعة كل سؤال.
2- الاستمارة بنوعيها : استمارة مقابلة و استمارة موزعة حسب اقتضته الضرورة تبعا لطبيعة المبحوثين ، وقد اشتملت على 35 سؤالا موزعة على أربعة محاور ،أما دليل المقابلة فقد اعتمدنا فيه بالدرجة الأولى على طرح بعض الأسئلة على المشرفين على تسيير النوادي الالكترونية بهدف تحديد آرائهم ومواقفهم وتوقعاتهم المستقبلية إزاء هذه الظاهرة الجديدة.
IV. مجتمع الدراسة :
لقد اعتمدنا في تحديد عينة الدراسة على :
1- تقنية المعاينة العشوائية البسيطة من أجل تحديد عينة النوادي الالكترونية التي ستكون محل دراستنا ، حيث قمنا بحصر العدد الإجمالي لها و الذي قدر بـ 50 ناديا الكترونيا موزعة على مختلف أنحاء مدينة عنابة التي تم اختيارها كمجال جغرافي للدراسة و ارتأينا أن نأخذ نسبة 20% فكان عدد النوادي التي ستكون عينة الدراسة هو 10 نوادي.
2- أما عينة الرواد فقد اعتمدنا في تحديدها على الأسلوب الاحتمالي أي طريقة المصادفة بالتساوي نظرا لصعوبة تحديد المجموع الكلي للأفراد المترددين على فضاءات الانترنت، ولذا ارتأينا أخذ 15 مبحوثا من كل فضاء الكتروني من خلال ترددنا عليها في أوقات مختلفة طيلة اليوم ، وتوقعنا أن يكون العدد الإجمالي لعينة الرواد 150 فردا لكن ذلك لم يكن بالإمكان لعد استرجاع كل الاستمارات الموزعة، وقدر العدد النهائي لأفراد عينة الرواد بـ 90 مبحوثا ، وقد استغرقت الدراسة الميدانية تطبيق الاستمارة ودليل المقابلة حوالي 3 أشهر :ابتدءا من شهر ماي إلى غاية شهر جويلية 2002.
V. نظريات الدراسة:
إن أغلب المفكرين السوسيولوجيين لم يتناولوا موضوع الانترنت وتأثيره على الأفراد بدراسة نظرية مستقلة ، وإنما تطرقوا عند حديثهم عن الاتصال وكيفية التفاعل بين الفاعلين الاجتماعيين داخل النسق الأكبر و اكتساب المعلومات و التعليم.
1- النظرية التفاعلية الرمزية :ينطلق أصحاب هذا الاتجاه من مدخل نفسي اجتماعي ، من أجل بحث موضوعين رئيسيين هما التنشئة الاجتماعية و الشخصية ، وكيف يحدث التفاعل و الاتصال، فمثلا نرى أن بارسونز عندما يكتب عن الاتصال كان يوجه اهتمامه على نشأة وبزوغ الثقافة الرمزية وذلك على أساس التفاعل بين الفاعلين من الأفراد.
وحينما يظهر التفاعل الاجتماعي فإن الرموز و الإشارات تكتسب معاني عامة أو شائعة و يصبح لها دور هام كوسائل الاتصال بين الفاعلين ، حينما ينشأ أو يظهر نسقا للرموز التي كانت تتوسط الاتصال ، يمكننا حينئذ التحدث عن بدايات الثقافة التي تصبح جزءا من نسق الفعل للفاعلين.
تحت هذه النظرية تندرج المدرسة السلوكية التي ترى أن الفرد من الممكن أن يتعلم السلوك المرغوب فيه، والسلوك غير المرغوب فيه اعتمادا على مبادئ التعلم ذاتها.(7)
إن المراهق بزيارته لنوادي الانترنت يريد اكتساب معارف ومعلومات جديدة، لكنها ممكن أن تكون هادفة وذات مغزى كما قد لا تكون هادفة.وباختصار أيضا فإن العلاقة بين المثير و الاستجابة حسب الدراسة هي النادي و المراهق ، فالمثير هو شيء مادي وبناء من بناءات المجتمع وهو نادي الانترنت حيث أن هذه النسق يملك القدرة على التأثير في عضو الإدراك أو الإحساس للمراهق، و أن الاستجابة سوف تكون في صورة فعل صريح وعلني وهو الزيارة لهذا النادي.
2-النظرية البنائية الوظيفية :تندرج تحت هذه النظرية النظريات التالية :
2/1-النظرية البيوثقافية : إن معظم علماء النفس الذين درسوا المراهقة يفضلون النظريات البيوثقافية التي تفسر النمو في مرحلة المراهقة على أنه ناتج عن تفاعل بين التأثيرات البيولوجية و الثقافية ، وهذا الاتجاه هو السائد حيث يفسر ماهية الشخصية في ضوء التفاعل بين التأثيرات البيولوجية و الاجتماعية و الثقافية ،وأصحاب هذا الاتجاه على الرغم من عدم اختلافهم حول مضمون التنشئة الاجتماعية أو الهدف منها بصفة عامة ، إلا أننا نجد أن وسائل عملية التنشئة و أساليبها تبدو موضع تباين واختلاف من مجتمع لآخر.
2/2-نظرية النسق الاجتماعي:يرى أصحاب هذه النظرية أن المجتمع عبارة عن نسق متكامل ،ويتضمن أعدادا لا متناهية من المؤسسات، حيث تمثل كل مؤسسة اجتماعية شبكة من الأدوار تحكمها معايير وقيم ثابتة ، وترتبط بهذه الشبكة توقعات سلوكية ويمثل في الفاعل الرامي إلى تحقيق الحد الأقصى من الإشباع (المراهق) و النسق العضوي (نوادي الانترنت)و النسق الثقافي (المعلومات الموجودة على الشبكة).
وتعتبر نوادي الانترنت نسق جزئي داخل النسق العام ،لها ثقافتها وقيمها الخاصة التي قد تنتج عليها ردود أفعال إيجابية أو سلبية لدى الفاعلين الاجتماعيين، و إذا أردنا تطبيق هذه النظرية على موضوع الدراسة نقول أن هدف المراهق هو الحصول على أقصى درجات الإشباع فقد يمارس فعل المفاضلة و الاختيار بين الوسائل التي تحقق هذه الأهداف أو هذا الإشباع، فيلجأ إلى نسق عضوي يكون ملم بجميع المتطلبات الثقافية و العلمية و الترفيهية ويكون ذلك متاحا داخل نادي الانترنت الذي يسمح للمراهق بتلبية حاجياته كالحرية و إثبات الذات و التعلم....، وبالمقابل قد يساهم هذا النسق العلمي إما في تعديل وترقية سلوك المراهق و إما إلى عدم تكيفه مع ما تفرضه الشبكة فتؤدي إلى حالة من الصراع و الرفض.(
VI. الدراسات السابقة:
1- دراسة مركز الـCredoc:لقد ركز العديد من الباحثين على دراسة الدوافع الأساسية ومحاولة تحديد أهم أسباب نزوع الأفراد نحو استخدام شبكة الانترنت و الاستفادة من الخدمات التي يعرضها طريق المعلومات السريع ، ولقد سمحت بعض التحليلات السوسيولوجية ودراسات عديدة في الدول الغربية ببلورة أفكار ونظريات تتعلق بتطور سلوكات وممارسات الفاعلين الذين يتصلون بالشبكة ومنها تلك التي قام بها مركز الأبحاث الفرنسي credoc سنة 1998 تحت عنوان "الفرنسيين وتكنولوجيا الإعلام و التجديد" و التي سمحت بحصر أهم دوافع الرواد الملخصة في الجدول الموالي :
1- المنهج :لقد ركزنا بشكل أساسي على منهج تحليل الخطاب كطريقة للمعالجة الميدانية بغرض تحديد مواقف و آراء و اتجاهات المبحوثين ، وقد اعتمدنا بالتحديد على كل من تقنية التحليل الفئوي من خلال توظيفها بوجه خاص في العديد من الأسئلة المفتوحة التي تتطلب الإجابة عنها ضرورة القيام بتفيئة إجابات المبحوثين ،وتقنية التحليل التواتري حسب ما اقتضته طبيعة المعطيات و المؤشرات التي استخلصناها من خلال الخطاب المنتج من قبل المبحوثين حول مسائل معينة تتطلب القراءة الرقمية لمحتوى إجابتهم، وقد أخضعنا كل من أسئلة الاستمارة للمقابلة لهاتين التقنيتين حسب ما اقتضته طبيعة كل سؤال.
2- الاستمارة بنوعيها : استمارة مقابلة و استمارة موزعة حسب اقتضته الضرورة تبعا لطبيعة المبحوثين ، وقد اشتملت على 35 سؤالا موزعة على أربعة محاور ،أما دليل المقابلة فقد اعتمدنا فيه بالدرجة الأولى على طرح بعض الأسئلة على المشرفين على تسيير النوادي الالكترونية بهدف تحديد آرائهم ومواقفهم وتوقعاتهم المستقبلية إزاء هذه الظاهرة الجديدة.
IV. مجتمع الدراسة :
لقد اعتمدنا في تحديد عينة الدراسة على :
1- تقنية المعاينة العشوائية البسيطة من أجل تحديد عينة النوادي الالكترونية التي ستكون محل دراستنا ، حيث قمنا بحصر العدد الإجمالي لها و الذي قدر بـ 50 ناديا الكترونيا موزعة على مختلف أنحاء مدينة عنابة التي تم اختيارها كمجال جغرافي للدراسة و ارتأينا أن نأخذ نسبة 20% فكان عدد النوادي التي ستكون عينة الدراسة هو 10 نوادي.
2- أما عينة الرواد فقد اعتمدنا في تحديدها على الأسلوب الاحتمالي أي طريقة المصادفة بالتساوي نظرا لصعوبة تحديد المجموع الكلي للأفراد المترددين على فضاءات الانترنت، ولذا ارتأينا أخذ 15 مبحوثا من كل فضاء الكتروني من خلال ترددنا عليها في أوقات مختلفة طيلة اليوم ، وتوقعنا أن يكون العدد الإجمالي لعينة الرواد 150 فردا لكن ذلك لم يكن بالإمكان لعد استرجاع كل الاستمارات الموزعة، وقدر العدد النهائي لأفراد عينة الرواد بـ 90 مبحوثا ، وقد استغرقت الدراسة الميدانية تطبيق الاستمارة ودليل المقابلة حوالي 3 أشهر :ابتدءا من شهر ماي إلى غاية شهر جويلية 2002.
V. نظريات الدراسة:
إن أغلب المفكرين السوسيولوجيين لم يتناولوا موضوع الانترنت وتأثيره على الأفراد بدراسة نظرية مستقلة ، وإنما تطرقوا عند حديثهم عن الاتصال وكيفية التفاعل بين الفاعلين الاجتماعيين داخل النسق الأكبر و اكتساب المعلومات و التعليم.
1- النظرية التفاعلية الرمزية :ينطلق أصحاب هذا الاتجاه من مدخل نفسي اجتماعي ، من أجل بحث موضوعين رئيسيين هما التنشئة الاجتماعية و الشخصية ، وكيف يحدث التفاعل و الاتصال، فمثلا نرى أن بارسونز عندما يكتب عن الاتصال كان يوجه اهتمامه على نشأة وبزوغ الثقافة الرمزية وذلك على أساس التفاعل بين الفاعلين من الأفراد.
وحينما يظهر التفاعل الاجتماعي فإن الرموز و الإشارات تكتسب معاني عامة أو شائعة و يصبح لها دور هام كوسائل الاتصال بين الفاعلين ، حينما ينشأ أو يظهر نسقا للرموز التي كانت تتوسط الاتصال ، يمكننا حينئذ التحدث عن بدايات الثقافة التي تصبح جزءا من نسق الفعل للفاعلين.
تحت هذه النظرية تندرج المدرسة السلوكية التي ترى أن الفرد من الممكن أن يتعلم السلوك المرغوب فيه، والسلوك غير المرغوب فيه اعتمادا على مبادئ التعلم ذاتها.(7)
إن المراهق بزيارته لنوادي الانترنت يريد اكتساب معارف ومعلومات جديدة، لكنها ممكن أن تكون هادفة وذات مغزى كما قد لا تكون هادفة.وباختصار أيضا فإن العلاقة بين المثير و الاستجابة حسب الدراسة هي النادي و المراهق ، فالمثير هو شيء مادي وبناء من بناءات المجتمع وهو نادي الانترنت حيث أن هذه النسق يملك القدرة على التأثير في عضو الإدراك أو الإحساس للمراهق، و أن الاستجابة سوف تكون في صورة فعل صريح وعلني وهو الزيارة لهذا النادي.
2-النظرية البنائية الوظيفية :تندرج تحت هذه النظرية النظريات التالية :
2/1-النظرية البيوثقافية : إن معظم علماء النفس الذين درسوا المراهقة يفضلون النظريات البيوثقافية التي تفسر النمو في مرحلة المراهقة على أنه ناتج عن تفاعل بين التأثيرات البيولوجية و الثقافية ، وهذا الاتجاه هو السائد حيث يفسر ماهية الشخصية في ضوء التفاعل بين التأثيرات البيولوجية و الاجتماعية و الثقافية ،وأصحاب هذا الاتجاه على الرغم من عدم اختلافهم حول مضمون التنشئة الاجتماعية أو الهدف منها بصفة عامة ، إلا أننا نجد أن وسائل عملية التنشئة و أساليبها تبدو موضع تباين واختلاف من مجتمع لآخر.
2/2-نظرية النسق الاجتماعي:يرى أصحاب هذه النظرية أن المجتمع عبارة عن نسق متكامل ،ويتضمن أعدادا لا متناهية من المؤسسات، حيث تمثل كل مؤسسة اجتماعية شبكة من الأدوار تحكمها معايير وقيم ثابتة ، وترتبط بهذه الشبكة توقعات سلوكية ويمثل في الفاعل الرامي إلى تحقيق الحد الأقصى من الإشباع (المراهق) و النسق العضوي (نوادي الانترنت)و النسق الثقافي (المعلومات الموجودة على الشبكة).
وتعتبر نوادي الانترنت نسق جزئي داخل النسق العام ،لها ثقافتها وقيمها الخاصة التي قد تنتج عليها ردود أفعال إيجابية أو سلبية لدى الفاعلين الاجتماعيين، و إذا أردنا تطبيق هذه النظرية على موضوع الدراسة نقول أن هدف المراهق هو الحصول على أقصى درجات الإشباع فقد يمارس فعل المفاضلة و الاختيار بين الوسائل التي تحقق هذه الأهداف أو هذا الإشباع، فيلجأ إلى نسق عضوي يكون ملم بجميع المتطلبات الثقافية و العلمية و الترفيهية ويكون ذلك متاحا داخل نادي الانترنت الذي يسمح للمراهق بتلبية حاجياته كالحرية و إثبات الذات و التعلم....، وبالمقابل قد يساهم هذا النسق العلمي إما في تعديل وترقية سلوك المراهق و إما إلى عدم تكيفه مع ما تفرضه الشبكة فتؤدي إلى حالة من الصراع و الرفض.(
VI. الدراسات السابقة:
1- دراسة مركز الـCredoc:لقد ركز العديد من الباحثين على دراسة الدوافع الأساسية ومحاولة تحديد أهم أسباب نزوع الأفراد نحو استخدام شبكة الانترنت و الاستفادة من الخدمات التي يعرضها طريق المعلومات السريع ، ولقد سمحت بعض التحليلات السوسيولوجية ودراسات عديدة في الدول الغربية ببلورة أفكار ونظريات تتعلق بتطور سلوكات وممارسات الفاعلين الذين يتصلون بالشبكة ومنها تلك التي قام بها مركز الأبحاث الفرنسي credoc سنة 1998 تحت عنوان "الفرنسيين وتكنولوجيا الإعلام و التجديد" و التي سمحت بحصر أهم دوافع الرواد الملخصة في الجدول الموالي :
جدول يوضح : دوافع الرواد نحو استخدام الشبكة في فرنسا
الدافع الرئيسي لاستخدام الانترنت
النتيجة المئوية
القيام بأبحاث متنوعة
95%
الاستعلام حول منتوج أو خدمة معينة
80%
الاطلاع على الحوادث والأخبار
55%
تحميل البرامج
55%
إستخدام البريد الالكتروني
39%
القيام بعمليات الشراء عبر الشبكة
33%
النتيجة المئوية
القيام بأبحاث متنوعة
95%
الاستعلام حول منتوج أو خدمة معينة
80%
الاطلاع على الحوادث والأخبار
55%
تحميل البرامج
55%
إستخدام البريد الالكتروني
39%
القيام بعمليات الشراء عبر الشبكة
33%
Source:Christian pierret "technologie et société de l'information",édition sessi,paris,page 98
ويمكن أن نستخلص من الجدول أن عملية البحث العلمي أو البحث في ميادين أخرى كانت ولا تزال دائما الهدف الأولي والاستراتيجي لدى الغربيين لاستخدام أي وسيلة أو تقنية بإمكانها أن توفر لهم نوعا من المعرفة ولاسيما شبكة الانترنت أو بنك المعلومات كما يطلق عليها وما توفره من كم معلوماتي هائل، فهي تمثل بالنسبة لهم تقنية تواصلية تعليمية بالدرجة الأولى .
2 – دراسة Hugues Draelants:
هذه الدراسة قام بها Hugues Draelants في مذكرة تخرجه بعنوان "تحليل سوسيولوجي لجهاز سوسيو-تقني للاتصال عن طريق الحاسوب"، حيث حدد سلوك ودوافع مستخدمي الانترنت وعلى وجه الخصوص الرواد الذين يستخدمون البريد الالكتروني و المناقشات المباشرة مع جماعات التحدث، وهم يمثلون حسب رأيه مجموعة غير متجانسة تبعا للدوافع الموجهة لمنطق كل حالة على النحو الآتي :(9)
أ-منطق التنشئة :la logique de socialisation
يعتبر الفاعلون أن خدمات البريد الالكتروني e-mail و الدردشة المباشرة chat عبر الشبكة عبارة عن مسرح يمكن أن تمتحن فيه بعض السلوكات المجازفة من غير أن تكون هذه النشاطات مقترنة بالنتائج المعتادة التي كانت ستحدث خارج مجال الفضاء الالكتروني، فهذا الأخير بمثابة حقل تجارب لبعض السلوكات اللااجتماعية.
ب-منطق الاجتماعية :la logique de sociabilité
إن الأفكار التي يطرحها هذا المنطق تفسر كيف أن مستخدمي الانترنت يهدفون إلى تكوين شبكة علائقية وروابط مع أفراد آخرين ، فهم بصدد البحث عن الانتماء إلى جماعة معينة يتقاسمون مع أفرادها نفس الأفكار و المبادئ و الميولات حيث يقوا licklider "الانترنت سمحت لأشخاص يتقاسمون نفس الأفكار و لكنهم في الحقيقة غرباء عن بعضهم البعض بإقامة علاقات بغض النظر عن العوائق الجغرافية "(10)
ج-منطق الأداتية la logique instrumentale
يظهر لنا الباحث هنا كيف أن استخدام التحاور الشبكي يصبح وسيلة جديدة تسمح باللقاء العاطفي أو الجنسي بين الرواد، حيث لاحظ أن الأفراد يفضلون الحوار مع شخص واحد في حين أن المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه هذه الخدمة هو الحوار مع العديد من الأفراد في نفس الوقت.ويمكن أن نستخلص من هذه الدراسة أن التعامل مع تكنولوجيا المعلومات في حياتنا اليومية يحث تغيرات جذرية في الحياة الاجتماعية لمستخدميها عن طريق ظهور تنشئة خاصة تتطور في فضاءات الانترنت يكتسب من خلالها الرواد خصائص اجتماعية جديدة ، نذكر على سبيل المثال تقديم نوع جديد من العلاقات الاجتماعية و التي تساهم بشكل كبير في إعادة بناء هوية الفرد و إمكانية القيام بسلوكات قد تكون مرفوضة في المجتمع باعتبارها سلوكات منحرفة أو غير شرعية نظرا للحرية المفرطة التي تتيحها الشبكة.
2- دراسة عبد الله بن عمر النجار:حول واقع استخدام الانترنت في البحث العلمي لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل ، فالانترنت عبارة عن مستودع ضخم لا يحوي كتبا وأوراقا فقط بل يحوي أيضا بيانات علمية ومحاضرات وتسجيلات مما يتيح للمستخدمين كما هائلا من المعرفة يصعب تخيله.
تهدف هذه الدراسة الوصفية إلى إلقاء الضوء على خدمة الانترنت و التعريف بها لإرشاد أعضاء هيئة التدريس و الباحثين إلى كيفية الاستعانة بها في إعداد البحوث و الدراسات في مختلف المجالات البحثية ، من هذا المنطلق وضع الباحث سؤاله الرئيسي الذي دار حول:ما واقع استخدام أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل لتطبيقات الانترنت في البحث العلمي ؟
اتبع الباحث المنهج المسحي الذي يعتبر مناسبا لطبيعة الدراسة التي تهتم بتقصي الآراء ومعرفة الاتجاهات ، ويمثل المجتمع الأصلي لهذه الدراسة أعضاء هيئة التدريس و المحاضرين و المعيدين بجامعة الملك فيصل و البالغ عددهم 345 فردا من الذكور و الإناث موزعين على أربع كليات ، وقد سحبت عينة عشوائية يقدر عددها بـ 200 فردا وقد بلغ عدد الاستبيانات القابلة للتحليل 130 أي ما نسبته 65 % من الاستبيانات الموزعة على العينة وقد وصل الباحث للنتائج التالية:
· معظم أفراد العينة يستخدمون الانترنت أسبوعيا في البحث العلمي.
· يرى الغالبية بأن استخدام الانترنت لغرض البحث العلمي مهم جدا.
· أهم استخدامات الانترنت تتمثل في البحث عن مصادر بحثية.
· تؤكد النتائج أن هناك اتجاها ايجابيا لأعضاء هيئة التدريس نحو استخدام الانترنت في البحث العلمي.
· البحث من خلال استخدام الشبكة العنكبوتية www يمثل الطريقة الأولى في استخدام الانترنت لغرض البحث العلمي.
· استخدام أداوت بحثية search engines متنوعة يحتل المرتبة الأولى من طرق العثور على المعلومات من الانترنت.
· يمثل عدم توافر التدريب المناسب على استخدام الانترنت أهم معوقات استخدام الانترنت في البحث العلمي.
· أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق بين آراء أعضاء هيئة التدريس في مقدار استخدامهم للانترنت في البحث العلمي تعزى إلى متغير الكلية التي يعمل بها عضو هيئة التدريس، و الجنس، و الرتبة العلمية، و امتلاك كمبيوتر، والاتصال بالانترنت.
· وجود فروق دالة إحصائيا بين آراء أعضاء هيئة التدريس في أهمية استخدامهم للانترنت في البحث العلمي تعزى إلى الجنسية فقط. (11)
ويمكن أن نستخلص من الجدول أن عملية البحث العلمي أو البحث في ميادين أخرى كانت ولا تزال دائما الهدف الأولي والاستراتيجي لدى الغربيين لاستخدام أي وسيلة أو تقنية بإمكانها أن توفر لهم نوعا من المعرفة ولاسيما شبكة الانترنت أو بنك المعلومات كما يطلق عليها وما توفره من كم معلوماتي هائل، فهي تمثل بالنسبة لهم تقنية تواصلية تعليمية بالدرجة الأولى .
2 – دراسة Hugues Draelants:
هذه الدراسة قام بها Hugues Draelants في مذكرة تخرجه بعنوان "تحليل سوسيولوجي لجهاز سوسيو-تقني للاتصال عن طريق الحاسوب"، حيث حدد سلوك ودوافع مستخدمي الانترنت وعلى وجه الخصوص الرواد الذين يستخدمون البريد الالكتروني و المناقشات المباشرة مع جماعات التحدث، وهم يمثلون حسب رأيه مجموعة غير متجانسة تبعا للدوافع الموجهة لمنطق كل حالة على النحو الآتي :(9)
أ-منطق التنشئة :la logique de socialisation
يعتبر الفاعلون أن خدمات البريد الالكتروني e-mail و الدردشة المباشرة chat عبر الشبكة عبارة عن مسرح يمكن أن تمتحن فيه بعض السلوكات المجازفة من غير أن تكون هذه النشاطات مقترنة بالنتائج المعتادة التي كانت ستحدث خارج مجال الفضاء الالكتروني، فهذا الأخير بمثابة حقل تجارب لبعض السلوكات اللااجتماعية.
ب-منطق الاجتماعية :la logique de sociabilité
إن الأفكار التي يطرحها هذا المنطق تفسر كيف أن مستخدمي الانترنت يهدفون إلى تكوين شبكة علائقية وروابط مع أفراد آخرين ، فهم بصدد البحث عن الانتماء إلى جماعة معينة يتقاسمون مع أفرادها نفس الأفكار و المبادئ و الميولات حيث يقوا licklider "الانترنت سمحت لأشخاص يتقاسمون نفس الأفكار و لكنهم في الحقيقة غرباء عن بعضهم البعض بإقامة علاقات بغض النظر عن العوائق الجغرافية "(10)
ج-منطق الأداتية la logique instrumentale
يظهر لنا الباحث هنا كيف أن استخدام التحاور الشبكي يصبح وسيلة جديدة تسمح باللقاء العاطفي أو الجنسي بين الرواد، حيث لاحظ أن الأفراد يفضلون الحوار مع شخص واحد في حين أن المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه هذه الخدمة هو الحوار مع العديد من الأفراد في نفس الوقت.ويمكن أن نستخلص من هذه الدراسة أن التعامل مع تكنولوجيا المعلومات في حياتنا اليومية يحث تغيرات جذرية في الحياة الاجتماعية لمستخدميها عن طريق ظهور تنشئة خاصة تتطور في فضاءات الانترنت يكتسب من خلالها الرواد خصائص اجتماعية جديدة ، نذكر على سبيل المثال تقديم نوع جديد من العلاقات الاجتماعية و التي تساهم بشكل كبير في إعادة بناء هوية الفرد و إمكانية القيام بسلوكات قد تكون مرفوضة في المجتمع باعتبارها سلوكات منحرفة أو غير شرعية نظرا للحرية المفرطة التي تتيحها الشبكة.
2- دراسة عبد الله بن عمر النجار:حول واقع استخدام الانترنت في البحث العلمي لدى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل ، فالانترنت عبارة عن مستودع ضخم لا يحوي كتبا وأوراقا فقط بل يحوي أيضا بيانات علمية ومحاضرات وتسجيلات مما يتيح للمستخدمين كما هائلا من المعرفة يصعب تخيله.
تهدف هذه الدراسة الوصفية إلى إلقاء الضوء على خدمة الانترنت و التعريف بها لإرشاد أعضاء هيئة التدريس و الباحثين إلى كيفية الاستعانة بها في إعداد البحوث و الدراسات في مختلف المجالات البحثية ، من هذا المنطلق وضع الباحث سؤاله الرئيسي الذي دار حول:ما واقع استخدام أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل لتطبيقات الانترنت في البحث العلمي ؟
اتبع الباحث المنهج المسحي الذي يعتبر مناسبا لطبيعة الدراسة التي تهتم بتقصي الآراء ومعرفة الاتجاهات ، ويمثل المجتمع الأصلي لهذه الدراسة أعضاء هيئة التدريس و المحاضرين و المعيدين بجامعة الملك فيصل و البالغ عددهم 345 فردا من الذكور و الإناث موزعين على أربع كليات ، وقد سحبت عينة عشوائية يقدر عددها بـ 200 فردا وقد بلغ عدد الاستبيانات القابلة للتحليل 130 أي ما نسبته 65 % من الاستبيانات الموزعة على العينة وقد وصل الباحث للنتائج التالية:
· معظم أفراد العينة يستخدمون الانترنت أسبوعيا في البحث العلمي.
· يرى الغالبية بأن استخدام الانترنت لغرض البحث العلمي مهم جدا.
· أهم استخدامات الانترنت تتمثل في البحث عن مصادر بحثية.
· تؤكد النتائج أن هناك اتجاها ايجابيا لأعضاء هيئة التدريس نحو استخدام الانترنت في البحث العلمي.
· البحث من خلال استخدام الشبكة العنكبوتية www يمثل الطريقة الأولى في استخدام الانترنت لغرض البحث العلمي.
· استخدام أداوت بحثية search engines متنوعة يحتل المرتبة الأولى من طرق العثور على المعلومات من الانترنت.
· يمثل عدم توافر التدريب المناسب على استخدام الانترنت أهم معوقات استخدام الانترنت في البحث العلمي.
· أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق بين آراء أعضاء هيئة التدريس في مقدار استخدامهم للانترنت في البحث العلمي تعزى إلى متغير الكلية التي يعمل بها عضو هيئة التدريس، و الجنس، و الرتبة العلمية، و امتلاك كمبيوتر، والاتصال بالانترنت.
· وجود فروق دالة إحصائيا بين آراء أعضاء هيئة التدريس في أهمية استخدامهم للانترنت في البحث العلمي تعزى إلى الجنسية فقط. (11)
زائر- زائر
رد: النوادي الالكترونية تحديات وبدائل
جزاك الله خير[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
اميرة الاحلام- المراقبة العامة
-
رسالة sms :
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1258
نقاط التميز : 18685
تاريخ التسجيل : 30/01/2009
مواضيع مماثلة
» شعارات النوادي الجزائرية
» المكتبة الالكترونية لعلوم الاعلام والاتصال
» شركة مختصة في صناعة الاجهزة الالكترونية والالكترومنزلية توظف:
» طلب مساعدة مذكرة تخرج افاق الادارة الالكترونية في الجزائر
» حصري شركة كلفن للخدمات الالكترونية(مواقع,sms,سيرفرات,دردشات,voip,راديو)
» المكتبة الالكترونية لعلوم الاعلام والاتصال
» شركة مختصة في صناعة الاجهزة الالكترونية والالكترومنزلية توظف:
» طلب مساعدة مذكرة تخرج افاق الادارة الالكترونية في الجزائر
» حصري شركة كلفن للخدمات الالكترونية(مواقع,sms,سيرفرات,دردشات,voip,راديو)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine