منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
في العالم وليس من العالم 13401713

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
في العالم وليس من العالم 13401713
منتدى طلبة جامعة الحاج لخضر- باتنة -
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

في العالم وليس من العالم

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

جديد في العالم وليس من العالم

مُساهمة من طرف Ace stone السبت مارس 26, 2011 8:12 am




يبدأ الانسان في مدرسة المسيح ويكون هاوياً ومن ثم يصبح محترفاً، ثم نجماً وبعدها
يصبح متألّقاً.




استكمالاً لحديث التتلمذ الذي هو من صفات عيلة مار شربل، سوف أكمّل معكم بصفة ثانية
ألا وهي: "في العالم وليس من العالم"، وأنتم تقولون "رهبان في قلب العالم".



يوم
الخميس الماضي أنهيت برنامجاً على صوت المحبّة عن علاقة الموسيقى والحياة الروحيّة
– برنامج اسمه "رنّموا للرّب" – يشرح التراتيل والموسيقى وأبعادها الروحيّة. وعندما
كنت خارجاً من الإستديو التقيت بشخصين يحضّران موضوعاً للشبيبة، بعنوان "كيف أرى
يسوع في العالم" وقالا أنهما كانا متّفقان مع كاهن يتصلا به في آخر الحلقة ليعطي
كلمة للشبيبة من أجل العيش. واضطرّ هذا الكاهن للغياب، وسألاني إذ كان من الممكن أن
يتصلا بي؟ وافقت، وخلال الحلقة اتصل بي طوني وقال لي: أبونا، ماذا تحب أن تقول
لشبيبة اليوم عن يسوع في العالم.




فقلت لهم: على الشباب أن يعيشوا حياتهم ولكن بفرح وتحت نظر الرّب. ثم قال لي: ما
رأيك، هل على الشبيبة أن تهرب من العالم أم أن تتحدى العالم. فقلت له لا الأولى ولا
الثانية. أنا أقول لهم أن يحبوا العالم. وبعدما طلب طوني شرحاً أضفت: نعم، على
الشبيبة أن تحب العالم لأنّ الرّب لم يتحدّ العالم ولم يهرب منه بل أحبّه، فعلى
الشباب أن تفتدي العالم بنوعيّة حياتهم. إذاً انطلاقاً من هاتين الفكرتين أحببت
اليوم أن أتكلّم على هذا الموضوع "في العالم وليس من العالم" الذي يأتي بعد
موضوع التتلمذ.








أ- من هو العالم الذي علينا أن نشهد أمامه؟




بحسب انجيل يوحنا والكتاب المقدس، هناك ثلاثة أنواع من العالم.




1 *
العالم الأوّل: الكون - الخليقة التي خلقها ربّنا.



هذا
العالم خلقه ربّنا جميلاً، و"رأى الله أنّه حسن".



هذا
الكون الذي نعيش فيه، وهذا النظام والترتيب الذي فيه، والكواكب كيف تتعلق ببعضها
البعض
والجاذبيّة والأرض التي نعيش عليها والخيرات التي فيها... ربّنا خلق الكون والعالم
جميلاً. ومن
يد الله لا يخرج الاّ الشيء الجميل والشيء النافع.




وهذا العالم هو في مسيرة تطور. عالمنا يتقدم دائماً. الله وكّل الإنسان على هذا
العالم. فقد أراد الله من الإنسان أن يساعده ويكمّل معه عمليّة الخلق، خلق عالم
جميل وحسن. اذاً هذا أول معنى للعالم الذي يجب أن نشهد أمامه، فهو خليقة الرّب التي
تتطور وتتقدم وهذه مسؤوليتنا.



هذا
العالم يسمى
Cosmos.






2 *
النوع الثاني من العالم: الإنسان

- عالم البشر، نحن نقول كلّ العالم أي كل الناس. هذا
العالم الذي أحبّه ربنا والذي خلقه على صورته ومثاله والذي أراد له كلّ الخير لدرجة
أنّه تجسّد وأصبح منه وفي قلبه كي يفتديه لآخر نقطة من دمه. هذا
العالم الذي أحبّه الرّب، على الإنسان أن يحبّه كما أحبه هو.




اذاً، لهذا العالم وإلى هذا العالم أرسل الآب ابنه الوحيد، تجسد وأصبح واحداً منّا
وفينا. لذلك هو قريب منّا وقلبنا يهتف له بسرعة لأنّه عرف حالتنا وعرف ضعفنا. هذا
النوع من العالم مطلوب من الإنسان أن يشهد له.







3 *
النوع الثالث: العالم ككلّ - الكون والإنسان

- العالم الذي يطغى عليه الشرّ؛ هذا العالم على الإنسان أن يحاربه، فهو عالم الشرّ
والشرّير، عالم الظلمات. العالم الذي يعيش بالأنانيّة والكذب وعدم الوضوح. العالم
الذي يسعى إلى الأمور التي لا تخدم الإنسان ولا ترفع من قيمته، إنّه عالم الاستغلال.



نحن
نرى الكثير من هذه الحالات ولا نقبلها لأننا لسنا من هذا العالم. لكن نحن نعيش في
قلبه، ولهذا النوع من العالم، علينا أن نشهد. لذلك يقول لنا يسوع: "انتم في
العالم وليس من هذا العالم"،
لستم من الشرّير. نصبح من الشرّير عندما نفتح له
قلبنا وحياتنا ويصبح هو المالك علينا، عندئذٍ نصبح من هذا العالم.




اذاً العالم الذي يجب أن نشهد له هو بهذه المعاني الثلاث، نحن شهود في الكون عندما
نضع يدنا في يد الرّب لبناء الكون. نحن شهود أمام الإنسان عندما نضع يدنا بيد الرّب
ويد أخينا ونصبح جماعة. جماعة بشريّة حول الرّب. جماعة تصبح عيلة الله تعيش الشهادة
الصحيحة. والعالم الثالث الذي يجب أن نشهد له هو عالم الظلمات. العالم الذي فيه روح
الشرّ، يجب أن نقف أمامه وبقوة روح الرّب الذي فينا نمنعه من العمل فيحلّ ملكوت
الله على الأرض. هذا ما فعله يسوع وقال: "مملكتي ليست من هذا العالم". لقد أتيت من
أجل مملكة ثانية. المملكة التي ترونها هي مبنية على القوّة والسيطرة والمال
والسياسة والبطش والسكر. أنا أتيت لأبني مملكة على مبدأ واحد هو المحبّة.
ملكوتي هو ملكوت محبّة. ونحن في هذا العالم حيث الشرّ موجود، نريد أن نكون شهوداً
ليسوع، كي نبني مملكة الرّب أي ملكوت المحبّة.




هذه هي النقطة الأولى: من هوَ العالم الذي نحن مدعوّين لأن نشهد له؟








ب- النقطة الثانية : نحن من أين أتينا؟



إذا
نظرنا بعمق، نجد أننا قد خرجنا من عالم له ثلاث صفات:




- 1
الصفة الأولى: من عالم حسيّ.



كلّ
واحد منّا هوَ إبن بيئته. لا أستطيع القول أنني لست إبن المدينة حيث الحركة،
الحيويّة، النشاط والتجارة.



نحن
من هذه البيئة أتينا، وهناك نعيش حيث تتجاذب المصالح.



ولا
أستطيع أن أقول أن لا مصلحة عندي. قد نقول أننا لا نعمل لمصلحتنا الشخصيّة ولكن نحن
نعمل لمصلحة الكنيسة والله والجماعة والمصلحة العامة هي فوق مصلحتي الخاصة، لكن في
الواقع عندما ننظر نجد ذواتنا نعمل مصلحتنا لأنّنا أتينا من عالم تتضارب فيه
المصالح. قد أتينا من عالم حسيّ حيث المادة والمال االلذان يؤثّران في حياتنا حتى ولو
وضعناهما خلف ظهورنا. اليوم نحن بحاجة إلى الطعام، إلى اللباس، إلى سيارة، لا أستطيع
أن أخرج من التزاماتي وكلّ هذا يتطلّب المال وأنا بحاجة إليه، أقلّه من أجل دفع
الضرائب.



نحن
من عالم حيث الناس تتخاصم وتتضايق من بعضها البعض. حتى نحن أعضاء عيلة مار شربل نصل
بعض الأحيان الى هذه الدرجة. هذا لأنّنا من عالم حسّي حيث الناس تتخاصم ولا يمكننا
أن ننكر هذا الواقع.







- 2
الصفة الثانية : من عالم فكري.



نحن
أتينا من مجتمع يفكّر ومن بشريّة أنعم الربّ عليها بالعقل.




لذلك نحن نفكر، نخطط ولا نرمي بأنفسنا بشكل عشوائي. أجلس، أفكر وأتأمّل. التأمل هو
الوقت الذي يأخذه الإنسان ليفكر بالعمل الذي يريد القيام به. وعندما نتأمّل نستعمل
فكرنا.



نحن
أتينا من عالم عنده قيم وعلم وتقاليد وعادات، وكلّ هذا حسب المناطق والعائلات، ولا
نستطيع أن نخرج منها.







- 3
الصفة الثالثة: من عالم روحي.




بالمعموديّة ولدنا الولادة الثانية، وانطبعت فينا صورة المسيح ولبسنا المسيح
وامتلأنا من الروح القدس وعند التثبيت أخذنا ملء الروح. اذاً نحن أتينا من هذا
العالم الروحيّ. لا أستطيع أن أقول إنّني مسيحيّ إلاّ عندما تكون فعلاً هذه الروح
المسيحيّة دخلت فيّ وتُتَرجم بنوعيّة حياة.



أنا
أحمل مسيحيّتي في داخلي مثل طبيعتي البشرية، لا أستطيع أن أضعها جانباً، كما انني
لا أستطيع أن أتنكّر للبيئة التي عشت فيها ولأثارها فيَّ.




اذاً نحن من هذا العالم: الحسّي – الفكريّ - والروحيّ. وكلّ شخص هو صورة مصغّرة عن
عالمه، من خلال تصرّفاته، مواقفه، أعماله، أفكاره وأقواله نستطيع أن نتعرّف على
البيئة التي عاش فيها.



نحن
في هذا العالم بكلّ أبعاده، لا أحد منّا يستطيع القول إنّه روحانيّ فقط، نحن لسنا
ملائكة بل بشر لها أحاسيسها، ميولها ومصالحها، نحن لسنا قدّيسين بمعنى أننا دخلنا
في محيط الرّب وأصبحنا مثل الله، نعمل أعماله مثل القديسين مثل مار شربل والقديسة
رفقا والطوباوي نعمة الله. نحن نتوق أن نصل إلى هذه الدرجة إلى أن يأخذنا الرّب
ويشملنا في هذا العمل المقدّس.



كلّ
واحد منّا لديه أفكاره ومعلوماته الخاصة وهذا أيضاً لا نستطيع ان ننكره. لنكن
واقعيّين.








ج- السؤال الثالث المطروح : ماذا تعني "في قلب العالم"؟









1-
النقطة الأولى:

أنا
في قلب العالم لأنّني أنا للرّب
.


نحن
في عالم محسوس، فكري روحي ومطلوب منّا رسالة نؤدّيها في هذا العالم المثلّث
المعاني.




"أنتم في قلب العالم
"
هي دعوة من الرّب. الرّب اختارنا ونحن لسنا ملك العالم الذي نشهد له ولا ملك

Cosmos
ولا ملك البشر ولا ملك الشرّ.




الرّب أخذنا اليه قبل أن يرسلنا. ونحن الموجودين في هذا المكان، لسنا هنا إلاّ
لأنّنا نجاوب على إلهام ربّنا الذي دعانا للمجيء وللعيش معه. فنحن للرّب ولذلك
أرسلنا إلى العالم.



لا
أحد يذهب للرسالة من تلقاء ذاته، بل الدعوة تسبق الرسالة. الدعوة هي نداء من الرّب
وجواب منّي وهكذا تُبنى بيني وبينه علاقة متينة لأنّي أصبحت خاصته ولذلك يرسلني.




لهذا يجب أن ننتبه أننا للرّب وفي كلّ مرة أعمل عمل، اعمله لأنّني للرّب. أنا لا أصلي
وأنا لا أشهد بصلاتي إلاّ لأنّ صلاتي للرّب وليست لكي يراني الناس. ويجب ألا أشهد وألا
أعطي شهادة حياة كي أقول للناس: "انظروا أنا ماذا أفعل" لأنّني أنا للرّب. فلأنّني
أنا للرّب ومن أجله، ولأنّه أرسلني لذلك أنا أذهب. اذاً جوهر وسرّ "نحن في قلب
العالم"، أن أكون لله؛ هذه نقطة أساسيّة للإنطلاق، وإلاّ وجودي في العالم خطر.







2-
النقطة الثانية
:
"لأنّك أنت لي وفي قلب العالم"، عليّ أن أفهم النقطة الثانية وهي ميزة خاصة
يجب أن أحصل عليها حتى أستطيع أن أكون في قلب العالم. لا أستطيع أن أكون في قلب
العالم مبهماً. لديّ هويّة معيّنة. أنا في قلب العالم لديّ شخصيتي وهويتي التي هي
مسيحيتي أي صورة طبق الأصل عن يسوع. وهناك خصوصيّة أن هذه الهويّة ملوّنة بلون
"عيلة مار شربل": عيلة الصلاة والشهادة، اذاً أنا موجود في قلب العالم كي أعيش
الصلاة والشهادة ولكي أكون مسيحياً. إن لم أعِ هذه الخصوصيّة، هناك خطر في أن أكون
بقلب العالم. إذا نسيت أنني مسيحيّ وأحمل رسالة "عيلة مار شربل" في الشهادة
والصلاة، هناك خطر كبير أن أكون في قلب العالم، وعندئذٍ العالم يضيّع هويتي.




أمّا عندما أعي خصوصيتي بأنني مسيحيّ، على صورة يسوع، أعيش الرسالة من خلال الشهادة
والصلاة، فعندئذٍ أستطيع أن أحبّ العالم وأشهد للعالم دون أن أتحدّاه، لأنّني أريد
أن أكون أفضل منه، كما لا أخاف منه لأنّه لن يؤثر عليّ في شيء، لأنني أعرف هويّتي
ورسالتي.




اذاً النقطة الأولى
:
أنا في قلب العالم لأنّني أنا للرّب.




النقطة الثانية:

أنا في قلب العالم لأنّني عارفٌ من أنا، وهويتي المسيحية وهويتي في "عيلة مار
شربل".







3-
النقطة الثالثة
:
أنا في قلب العالم أعيش
،
نحن نعيش في الدنيا ولسنا جماعة هاربة منها، نحن نعيش: نأكل، نشرب، نعيش صداقاتنا
وعلاقاتنا.




لكن لماذا نعيش في قلب العالم؟




نعيش لأجل شخص وهو يسوع المسيح الذي أرسلنا، نعيش لأجله لأنّنا نصغي
لإلهاماته التي
تدعونني لأكون حاضراً. عندما نعيش خبرة روحيّة مميّزة مع يسوع، نعيش خدمته.
نحن في قلب العالم خَدَمَةً ليسوع وإنطلاقاً من تعلّقنا به. وهو الذي قال
لنا: كلّ
مرّة تعملون شيء لإخوتي الصغار فلي عملتموه.




صحيح أن يسوع أرسلني ولكن من أجل أن ألتقي به – وهنا نسأل: كيف نلتقي بالرّب من
خلال الناس التي نلتقي بها. (يُقال أنّ ربّنا اتصل هاتفياً بأحد الأشخاص وقال له:
الليلة سوف أسهر معك وأتعشّى عندك. وبسرعة هائلة حضّر هذا الشخص نفسه، بيته والعشاء
وأنتظر... في أوّل السهرة دق الباب أحد الفقراء وكان يطلب طعاماً. فقال له: لا
أستطيع أن أستقبلك وأهتم بك فالليلة سأستقبل يسوع.




وبعد فترة قليلة دق الباب أحد المحتاجين الذي تعطّلت سيارته فقال له: لا أستطيع أن
أستقبلك فالليلة سأستقبل يسوع...




وطال انتظار هذا الشخص ويسوع لم يقرع الباب.



في
اليوم الثاني اتصل يسوع بهذا الشخص الذي بدأ بالمعاتبة فقال له يسوع: لقد حاولت
المجيء مرّتين ولم تستقبلني، في المرة الأولى جئت بالفقير وفي المرّة الثانية جئت
بالمحتاج...).




ونحن عندما نقول أننا في قلب العالم، يعني أنّنا نعيش لأجل يسوع وخدمة ليسوع
الموجود في كلّ انسانٍ نلتقي به.



في
قلب العالم نعيش الخبرة الروحيّة والتنشئة الروحية. يجب أن يكون عندنا خبرة روحيّة
أي علاقة مع الرّب وتربية روحيّة. هذا هو هدف التنشئة التي تأخذونها من خلال عيلة
مار شربل التي تحمل هويّة الصلاة والشهادة، نأخذ التنشئة من الكنيسة ككل وليس فقط
من عيلة مار شربل. وهذا عندما نسمع كلمة الله بالانجيل مع الشرح والوعظ. هذه
التنشئة ما هي الاّ سكبة روحيّة لحياتنا ووسمَة روحية لنا من أجل أن نعيشها في قلب
العالم. هذه التنشئة ما هي الاّ تحضير من أجل الرسالة. والعلاقة الخصوصيّة مع الرّب
ما هي الاّ من أجل الإنطلاقة في قلب العالم.







د-
السؤال ما قبل الأخير: لماذا يريدنا الرّب في العالم؟




يريدنا في قلب العالم حاضرين. فالمطلوب هو الحضور وليس العيش "من قلّة الموت".



نحن
حاضرون يعني أننا نعيش كجماعة، بكلّ قوتنا ونعمل بقلب ممتلئ من الله. فالإنسان
الفارغ هو الذي بعيش "من قلّة الموت".




وحتى نستطيع أن نكون حاضرين بكلّ قوتنا في قلب العالم يجب أن نتعرّف على عالمنا حيث
يجب أن نكون الملح والنور، "أنتم ملح الأرض وأنتم نور العالم" هذا ما قاله
يسوع.



أن
نكون ملح الأرض يعني أن نعطي طعمة ربّنا، طعمة محبّة الله كي يحل السلام بين الناس،
طعمة المسامحة لتصبح الناس قريبة من بعضها البعض.



وأن
نكون نور العالم هذا يعني أن ندلّ الناس على نور المسيح الذي ينعكس من خلالنا.



نحن
في قلب العالم من أجل أن نكون الخميرة في العجين أي الأقلّية التي يجب أن يكون
مفعولها كبير. الخميرة تكون قليلة بالكميّة ولكن كلّ العجين يتأثّر بها.



نحن
في قلب العالم من أجل أن نكون مثل حبّة الخردل التي تُزرع في الأرض، تختفي وتموت
حتى تُصبح شجرة كبيرة.




نحن في قلب العالم من أجل أن نكون علامات حيّة لحضور الربّ. أننا حاضرون في العالم
نعطي صورة عن الله الحاضر. فإذا لم نكن يد الرّب على الأرض فلا نموّ للزرع ولا
استمرارية لعمله، فمن خلال يدنا يساعد الرّب الإنسان. ويجب على حضورنا أن يكون
امتداداً لحضور يسوع.




(كتب على باب مستشفى للمعاقين في أحد البلدان: "طلبت منك يا ربّ أن تشفيني كي أمشي،
فأرسلت لي من يدفعني على الكرسي. طلبت منك أن تعطيني النور لعينيّ، فأرسلت لي من
يمسكني بيدي ويهديني الطريق...).



من
أجل هذا العمل نحن في العالم، من أجل أن نكون علامة حيّة لحضور الله.








ه- والسؤال الأخير. كيف يجب عليّ أن أكون في قلب العالم؟



إذا
راجعنا الإنجيل نجد أقلّه ثماني نقاط تدلّنا على السبل التي بها نكون في قلب العالم
لأجل البناء:



ا-
علينا أن نكون في قلب العالم ودعاء كالحمام وحكماء كالحيات، والوداعة
تعني أن لا أسعى للأذى. والحكمة تعني أن نضع ربّنا فوق كلّ شيء ولا نعمل الاّ تحت
نظره.



2-
علينا أن نكون متواضعي القلب – ودعاء ومتواضعي القلب. وهذا ما قاله
يسوع عن ذاته: أنا وديع ومتواضع القلب.



3-
علينا أن نكون رحماء. "كونوا رحماء كما أنّ أباكم السماوي رحوم".



4-
علينا أن نحسن التمييز. في إنجيل متى 7/6 يقول لنا يسوع: "لا ترموا
الجواهر للخنازير لأنّهم سوف يدوسونها"، علينا أن نميّز الخير والشرّ، الصح والخطأ،
أن نميّز الأمور ونضعها في مكانها والاّ وجودنا في قلب العالم يكون بخطر لأنّه قادر
أن يجرف كل مَن لا تمييز له.



5-
علينا أن نكون أسخياء، يقول لنا يسوع: "من طلب منك رداءك فأعطيه"...
الرداء والجاكيت أيضاً، ومن طلب منك أن تمشي معه ميل فامشي معه ميلين. في قلب
العالم علينا أن نكون أسخياء. نفرح لربح الآخر دون أن نخاف من الخسارة.




(أتذكر قصة تقول: في بلد فقير في افريقيا، كان هناك كاهن يعمل رسالة منتقلاً من
منطقة إلى منطقة وكان يرافق هذا الكاهن صبي صغير. في احد الأيّام أرادا أن
يستقلاّ القطار، وفي حال تأخرا عليهما أن ينتظراه يومين حتى يعود، وامكانيّة الانتظار
صعبة لأنّ الحرارة مرتفعة جداً. فما كان على الكاهن والصبي الاّ الركض: وفيما كان
الصبي يتسلّق السلّم وقع "السندال" حذاءه من رجله. وهنا احتار الصبي في أمره. إذا
عاد ليسترد "السندال" يتأخر عن الكاهن وإذا أكمل الطريق فهو لا يملك إلاّ "فردة"
واحدة، وبعد فترة تفكير وجيزة أخذ "الفردة" الباقية ورماها وعندما سأله الكاهن عن
السبب قال له: أنا لن أستفيد من "فردة" واحدة، ولن يستفيد من يجد واحدة فالذي
سيجده، فليجد الإثنتين وليستفد.)




اذاً العطاء يجب أن يكون بسخاء، علينا أن لا نفكر بماذا خسرنا بل بماذا ربح الآخر.



6-
علينا أن نعيش التخلّي في قلب العالم، فلا ارتباط ولا تعلق بأيّ شيء.
وفي إنجيل متى الفصل 6 يقول يسوع: لا تكنزوا لكم كنوزاً. المال هو فقط من أجل
التصرف والحاجة. فالشهادة في قلب العالم تتطلّب أن نكون متحرّرين لا مكبّلين.



7-
في قلب العالم، علينا أن نفتّش عن الأمور التي تبقى ونبتعد عن الأمور الزائلة.
وفي إنجيل متى الفصل 7 يقول يسوع: أدخلوا من الباب الضيّق لأنّ باب الملكوت ضيق
وأمّا باب الأمور الزائلة فرحب.
علينا أن نفتّش على الأمور التي تبقى حتى ولو تكلّفنا غالياً فمسيرتنا مع الربّ
ليست ليوم أو يومين بل للأبد.



8-
علينا أن نكون أصحاب خير، بمعنى الشجرة الطيبة تثمر ثمراً طيباً،
فثمارنا في قلب العالم يجب أن تكون غنيّة وطيّبة.




وأخيراً، نحن مدعوون لعيش هذه النقاط، فهي ليست جديدة وقد سمعناها مرات عديدة ولكن
اليوم موجهة إلينا لنعرف هدف إرسال الربّ لنا في قلب العالم. أرسلنا إلى العالم من
أجل أن نقدّسه، نحبه ونغيّره وهذا لا يتم إلاّ من خلال عيش هذه الصفات ولكي نستطيع
عيش هذه الصفات، علينا أن نكون على علاقة قويّة مع الرّب. إنّه النبع الذي منه كلّ
هذه الصفات. فمن هذا النبع المتدفّق يجب أن نستقي لنعيش ونشهد في قلب العالم.




عندئذٍ تكمّل شهادتنا عمل يسوع ونكون "في العالم وليس من العالم"،
وبالتالي نكون في العالم لأجل خلاص العالم.



Ace stone
Ace stone
مشرف
مشرف

في العالم وليس من العالم Medal-20
رسالة sms : علمتني الحياه ليس الحب ان تكون بقرب من تحب ولكن
الحب ان تثق ان انك في قلب من تحب
********************************
قمه الحزن: ان تبتسم وفي عينيك الف دمعه
*******************************
الدنيا محطات للدموع اجمل مافيها
اللقاء واصعب مافيها الفراق
لكن الذكرى هي الرباط…..
الهويات الهويات : في العالم وليس من العالم Unknow10
المهن المهن : المهن
الاعلام الاعلام : في العالم وليس من العالم Male_a11
الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 907
نقاط التميز : 17552
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 19/09/2010


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جديد رد: في العالم وليس من العالم

مُساهمة من طرف guerna noureddine السبت مارس 26, 2011 9:18 am

مرسي بدرو
guerna noureddine
guerna noureddine
المدير العام
المدير العام

في العالم وليس من العالم Medal-19
رسالة sms : المهم العيش بسلام
الهويات الهويات : في العالم وليس من العالم Sports10
المهن المهن : في العالم وليس من العالم Factor10
الاعلام الاعلام : في العالم وليس من العالم Male_a11
الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 7093
نقاط التميز : 26642
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 13/02/2010


http://batnauniv.mountada.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جديد رد: في العالم وليس من العالم

مُساهمة من طرف Ace stone السبت مارس 26, 2011 10:40 am

العفو
Ace stone
Ace stone
مشرف
مشرف

في العالم وليس من العالم Medal-20
رسالة sms : علمتني الحياه ليس الحب ان تكون بقرب من تحب ولكن
الحب ان تثق ان انك في قلب من تحب
********************************
قمه الحزن: ان تبتسم وفي عينيك الف دمعه
*******************************
الدنيا محطات للدموع اجمل مافيها
اللقاء واصعب مافيها الفراق
لكن الذكرى هي الرباط…..
الهويات الهويات : في العالم وليس من العالم Unknow10
المهن المهن : المهن
الاعلام الاعلام : في العالم وليس من العالم Male_a11
الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 907
نقاط التميز : 17552
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 19/09/2010


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جديد رد: في العالم وليس من العالم

مُساهمة من طرف guerna noureddine الأحد مارس 27, 2011 3:13 pm

بالتوفيق للقادم
guerna noureddine
guerna noureddine
المدير العام
المدير العام

في العالم وليس من العالم Medal-19
رسالة sms : المهم العيش بسلام
الهويات الهويات : في العالم وليس من العالم Sports10
المهن المهن : في العالم وليس من العالم Factor10
الاعلام الاعلام : في العالم وليس من العالم Male_a11
الجنس الجنس : ذكر
عدد الرسائل عدد الرسائل : 7093
نقاط التميز : 26642
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 13/02/2010


http://batnauniv.mountada.biz

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى