تخيل أن للأرض قمرين
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
تخيل أن للأرض قمرين
لكوكب المشتري أكثر من ٦٣ قمراً معروفاً للآن، فيما عطارد ليست لديه أي أقمار! أما كوكبنا الأرض فله قمر واحد فقط نعرفه جيداً. وتأثير قمرنا على الأرض واضح جلي. فهو ينير سماء الليل، وتقلبات وجوهه تحدد لنا تقويمنا الهجري. كما أن جاذبية القمر إذ يقترب أو يبتعد عن الأرض في مداره الإهليجي مسؤولة عن ظاهرتي المد والجزر البحريتين. هناك أيضاً دراسات تزعم بأن حركة القمر لها علاقة بالسلوك البشري، ويعتقد المتطرفون من أتباع هذه النظرية أن اكتمال القمر بدراً له علاقة بالسلوك العدواني لدى البشر. طبعاً فهذا كلام ليس علمياً تماماً لكن له جذور خرافية تتجلى مثلاً في أسطورة (الرجل الذئب)!
لكن لنبق مع الفرضيات العلمية، ولنتخيل أن لكوكب الأرض تابعين اثنين –قمرين- يدوران حوله. وهذا الكلام ممكن نظرياً. فالفلكيون يقولون أن القمر قد تكوّن منذ أكثر من أربعة مليارات سنة حين كانت الأرض رخوة في طور التشكل. ويعتقد أن جسماً فضائياً هائلاً قد ارتطم بها فانفصلت “شظية” هائلة منها وسبحت مسافة في الفضاء ثم مالبثت أن أسرتها جاذبية القطعة الأم –الأرض- لتسبح في مسار منتظم حولها. لاحقاً بردت القطعتان لتشكلا الأرض وقمرها على التوالي.. والله تعالى أعلم.
والآن، لنتخيل أن ذاك الارتطام التاريخي المريع قد نجمت عنه شظيتان اثنتان. كيف كان ذلك سيؤثر على حياتنا اليوم؟
الإجابة على هذا السؤال معقدة للغاية وتعتمد على معطيات من قبيل: كم مقدار تفاوت القمرين في الحجم؟ وفي البعد عن الأرض؟ وكم يبعد القمران عن بعضهما أيضاً؟
البعض سيفترض بأن تأثير المد والجزر على البحار والمحيطات سيتضاعف أثراً ومدة. وهذا شيء لن ينعكس على الرياضات البحرية وصيد الأسماك فقط، ولكن له تأثيره الحاسم على مناخ الكوكب ككل أيضاً وعلى التيارات البحرية ومواسم الأعاصير. ربما قام القمران بمعاكسة تأثير بعضهما. بحيث تختفي ظاهرة المد البحري تماماً. لكن هذا لن يتحقق إلا لوكان القمران بنفس الكتلة وبمدارين يبعدان عن بعضهما بمقدار ١٨٠ درجة.
لكن ماذا لو كانت مدارات القمرين متعامدة؟ المعروف وبحسب قانون نيوتن أن لكل جسم قوة جذب تتناسب طرداً مع كتلته. الأرض تجذب القمر. ولو كان هناك قمران فإنهما سيجذبان بعضهما البعض. هناك احتمال كبير.. بالنظر لصغر حجم الأرض مقارنة بقمريها.. أن يرتطم القمران ببعضهما والحال كذلك. وهذه كارثة ستنهي الحياة على سطح كوكبنا الذي سيُرجم من قبل نواتج الارتطام القمري الشنيع.
لو كان هناك قمران في السماء، فإن ليالينا ستصير أقل ظلمة.. هذا إذا وقع القمران في نفس الجهة ليعكسا نور الشمس. ولو صادف اكتمالهما بدراً في الوقت ذاته فسيكون هذا منظراً بديعاً سينتج عنه لا محالة المزيد من قصائد الغزل والمزيد من مظاهر الفن الراقي. هل نفترض أنه سيصير لدينا فريقان رياضيان باسم “الهلال”؟!
بطبيعة الحال فإن علم الأهلّة والتقويم القمري سيتغير تماماً ولن تكون هناك الأشهر الهجرية التي نعرفها اليوم. كما وأن ظواهر الخسوف والكسوف ستنقلب رأساً على عقب وستتكرر أكثر، لأن هناك أكثر من قمر سيقع بيننا وبين الشمس.
قرب القمر من الأرض كان محرضاً أكيداً لتطور رحلات الفضاء المأهولة. هل كان الإنسان سيصل للقمر أسرع، لو كانت هناك نسختان منه في السماء؟
هل من تأثير على اللغة؟ بالتأكيد. فمن الآن فصاعداً لن يزعم أحد أن امرأة ما هي “جميلة كالقمر”! فصاحبة الشأن ستسارع لمساءلتك: أي قمر تقصد؛ الكبير أم الصغير؟ المكتمل بدراً أم المتخفي في طور المُحاق؟ القمر الفضي الجميل.. أم الثاني الأجمل منه؟ كما وأن عبارة “جميلة كالقمرين” تبدو مبتذلة وعصية على الاستساغة. هنا لا نملك إلا أن نحمد الله تعالى لأنه ليس أمامنا إلا قمر وحيد!
لكن، ماذا لو كانت هناك شمسان؟ هذا خيال آخر.
لكن لنبق مع الفرضيات العلمية، ولنتخيل أن لكوكب الأرض تابعين اثنين –قمرين- يدوران حوله. وهذا الكلام ممكن نظرياً. فالفلكيون يقولون أن القمر قد تكوّن منذ أكثر من أربعة مليارات سنة حين كانت الأرض رخوة في طور التشكل. ويعتقد أن جسماً فضائياً هائلاً قد ارتطم بها فانفصلت “شظية” هائلة منها وسبحت مسافة في الفضاء ثم مالبثت أن أسرتها جاذبية القطعة الأم –الأرض- لتسبح في مسار منتظم حولها. لاحقاً بردت القطعتان لتشكلا الأرض وقمرها على التوالي.. والله تعالى أعلم.
والآن، لنتخيل أن ذاك الارتطام التاريخي المريع قد نجمت عنه شظيتان اثنتان. كيف كان ذلك سيؤثر على حياتنا اليوم؟
الإجابة على هذا السؤال معقدة للغاية وتعتمد على معطيات من قبيل: كم مقدار تفاوت القمرين في الحجم؟ وفي البعد عن الأرض؟ وكم يبعد القمران عن بعضهما أيضاً؟
البعض سيفترض بأن تأثير المد والجزر على البحار والمحيطات سيتضاعف أثراً ومدة. وهذا شيء لن ينعكس على الرياضات البحرية وصيد الأسماك فقط، ولكن له تأثيره الحاسم على مناخ الكوكب ككل أيضاً وعلى التيارات البحرية ومواسم الأعاصير. ربما قام القمران بمعاكسة تأثير بعضهما. بحيث تختفي ظاهرة المد البحري تماماً. لكن هذا لن يتحقق إلا لوكان القمران بنفس الكتلة وبمدارين يبعدان عن بعضهما بمقدار ١٨٠ درجة.
لكن ماذا لو كانت مدارات القمرين متعامدة؟ المعروف وبحسب قانون نيوتن أن لكل جسم قوة جذب تتناسب طرداً مع كتلته. الأرض تجذب القمر. ولو كان هناك قمران فإنهما سيجذبان بعضهما البعض. هناك احتمال كبير.. بالنظر لصغر حجم الأرض مقارنة بقمريها.. أن يرتطم القمران ببعضهما والحال كذلك. وهذه كارثة ستنهي الحياة على سطح كوكبنا الذي سيُرجم من قبل نواتج الارتطام القمري الشنيع.
لو كان هناك قمران في السماء، فإن ليالينا ستصير أقل ظلمة.. هذا إذا وقع القمران في نفس الجهة ليعكسا نور الشمس. ولو صادف اكتمالهما بدراً في الوقت ذاته فسيكون هذا منظراً بديعاً سينتج عنه لا محالة المزيد من قصائد الغزل والمزيد من مظاهر الفن الراقي. هل نفترض أنه سيصير لدينا فريقان رياضيان باسم “الهلال”؟!
بطبيعة الحال فإن علم الأهلّة والتقويم القمري سيتغير تماماً ولن تكون هناك الأشهر الهجرية التي نعرفها اليوم. كما وأن ظواهر الخسوف والكسوف ستنقلب رأساً على عقب وستتكرر أكثر، لأن هناك أكثر من قمر سيقع بيننا وبين الشمس.
قرب القمر من الأرض كان محرضاً أكيداً لتطور رحلات الفضاء المأهولة. هل كان الإنسان سيصل للقمر أسرع، لو كانت هناك نسختان منه في السماء؟
هل من تأثير على اللغة؟ بالتأكيد. فمن الآن فصاعداً لن يزعم أحد أن امرأة ما هي “جميلة كالقمر”! فصاحبة الشأن ستسارع لمساءلتك: أي قمر تقصد؛ الكبير أم الصغير؟ المكتمل بدراً أم المتخفي في طور المُحاق؟ القمر الفضي الجميل.. أم الثاني الأجمل منه؟ كما وأن عبارة “جميلة كالقمرين” تبدو مبتذلة وعصية على الاستساغة. هنا لا نملك إلا أن نحمد الله تعالى لأنه ليس أمامنا إلا قمر وحيد!
لكن، ماذا لو كانت هناك شمسان؟ هذا خيال آخر.
رد: تخيل أن للأرض قمرين
ماذا لو كانت هناك شمسان؟
الجواب الذي تبادر الى ذهني مباشرة هو اننا سنشعر بنار جهنم في الدنيا خاصة في الصيف
لكن سبحان من أتقن خلقه و لا اله الا الله
الجواب الذي تبادر الى ذهني مباشرة هو اننا سنشعر بنار جهنم في الدنيا خاصة في الصيف
لكن سبحان من أتقن خلقه و لا اله الا الله
batnya- المراقبة العامة
-
رسالة sms : كرامتي كعلبة الدواء لا تترك في متناول الصغار
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 564
نقاط التميز : 16177
تاريخ التسجيل : 10/02/2011
مواضيع مماثلة
» هل كان للأرض قمران ؟
» مجموعة شمسية شبيهة للأرض قيد الإنشاء
» تخيل المنتدى بعد 10 سنوات
» تخيل*قل أي شيئ يدور بذهنك
» تخيل نفسك كمبيوتر
» مجموعة شمسية شبيهة للأرض قيد الإنشاء
» تخيل المنتدى بعد 10 سنوات
» تخيل*قل أي شيئ يدور بذهنك
» تخيل نفسك كمبيوتر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine