كيف توصل فكرتك إلى الآخرين؟
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف توصل فكرتك إلى الآخرين؟
بسم الله الرحمن الرحيم
التواصل والاتصال بالآخرين ضرورة ملحة في حياتنا، وهو أمر لا مناص منه، فهذا الأب بين أبنائه، والمدير مع موظفيه، والمرأة مع زوجها، والبائع مع المشتري وهكذا..
والقضية ليست في الاتصال بحد ذاته، بل القضية في نتائج الاتصال، هل هو إيجابي أم سلبي؟ هل حقق رغبة الطرفين أم أحدهما أم لم يحقق لأي أحد شيئاً؟.
الناظر في معاملات الناس يرى النزاع والشجار والفهم السيئ للمراد، وهكذا تنشأ المشاكل بسبب ذلك، لذا كان لزاماً على المسلم أن يحرص كل الحرص على معرفة الطريقة الأمثل لإيصال الفكرة الصحيحة حتى تولد ناتجاً سليماً صحيحاً.
وقد ذكر أهل الاختصاص أن من أهم العوامل التي تعين على إيصال المعلومة ومن ثم الاقتناع بها إتباع الخطوات الآتية:
1- الاقتناع الذاتي بالفكرة من حيث هي، والمقصود أن تكون مستوعباً للفكرة والقضية التي تريد طرحها أو ترغب من الناس أن يقتنعوا بها، فإذا كنت غير فاهم لها أو لست راغباً فيها أصلاً فمن الصعوبة إيصالها إلى الغير، ولا سيما إن كانت القضية متعلقة بعقيدة أو منهج ونحو ذلك، وربما يحصل هذا في مسألة الحزبيات والتجمعات والجماعات المعاصرة، أو في الأفكار المستوردة من الغرب، ولذلك لا نستغرب من الكثير الذين دخلوا غمار المسائل السابقة وهم غير مقتنعين بها.. حسبهم منها المصلحة الذاتية والمادية فقط..
2- الإلمام بالشبهات التي تحيط بالفكرة، ولا تخلو أي قضية من مداخل يستطيع غيرك أن يدخل من خلالها فيجد له طريقاً للعبث بالفكرة، وهذا ما نجده واضحاً عند علماء أصول الفقه حيث أنهم يذكرون ما يمكن أن يقوله الخصم أو المخالف تجاه المسألة، وربما المخالف لم يقل ذلك ولكنهم يتوقعون ومن ثم يضعون الجواب المناسب له، ومن ثم جاءت فكرة بعض المعاصرين بذكر ما قاله وما يمكن أن يقوله أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم على الإسلام فألف كتاب (شبهات حول الإسلام)، وما ألف ذلك الكتاب إلا دفاعاً عن الإسلام وحمايته له من الشبهات - فجزاه الله خيراً - على حسن نيته، وإن كان المؤلف أو غيره يرى أن في أصل تأليف الكتاب نظر.
3- القدرة اللغوية التي تؤهلك لإيصال ما تريد إلى الآخرين، فالفصاحة والبلاغة والقدرة على تنويع الأسلوب وتغييره على حسب الزمان والمكان والشخص يعتبر من أعظم العوامل للنجاح، ولذلك نجد موسى - عليه السلام - يرى لهذا الأمر خطورة، ويخشى أن يقصر في التبليغ لِعِلّةٍ كانت في لسانه ربما تمنعه من تبليغ الدعوة قال تعالى: ((واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري...)) الآيات، وقال أيضاً في موضع آخر ((وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدقني إني أخاف أن يكذبون قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً..)) الآيات، والقارئ الكريم يسمع ويشاهد الدعايات والإعلانات التي تجعل من الرديء جيداً، ومن القديم جديداً، ومن غير المرغوب فيه إلى أن يكون مرغوباً فيه ومحبوباً للناس، والسباق في هذه الميدان مفتوح للجميع.
4- الاعتدال في الطرح بعيداً علن الانفعالات غير المبررة، وبعيداً عن الغلو، وهذا مما يجعل الجميع يُقْبِل عليك، ويتقبل فكرتك ويقتنع بها، ((ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك))، وفي الحديث ((وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه)).
5- معرفة الناس ونفسياتهم: فطبائع الناس مختلفة، وهي متقلبة، وما كان يطرح قبل خمسين سنة لا يمكن أن يطرح الآن، وما كان يطرح قبل عشر سنوات قد تغير، وربما لا يقتنع الشخص بفكرة معينة ولكنه بعد سنوات سيقتنع بها ولاسيما في هذا الزمن حيث الثقافات المتنوعة، والسيل الجارف من المعلومات التي تصب صباً في الناس بكافة الوسائل المتاحة، وبتقنيات متطورة، وأصحاب التجارات الدنيوية يعرفون هذا جيداً فهم من أخبر الناس بما يريد الناس، وهم يدرسونه دراسة مستفيضة، والإدارة الحديثة تقول: الإدارة الناجحة هي التي تتأقلم مباشرة مع المتغيرات الطارئة، وهي الإدارة التي يمكن أن تقاوم وتستمر.
6- تقدير الآخرين واحترامهم والمعاملة معهم بالحُسنى، فكم رأينا من أناس غير مقتنعين بفكرة فلان أو علان ولكنه اقتنع بذلك الشخص وأحبه، فالقضية أصبحت متعلقة بمحبة ذلك الشخص فقط، وذلك نتيجة لحسن معاملته مع الآخرين، والإنسان مجبول على محبة من يقدره ويسبل عليه معروفه، وورد في الأثر: (الدين المعاملة)، وقد حث الشرع المطهر على حسن الخلق، وأن صاحبه يصل درجة الصائم الذي لا يفطر، والقائم الذي لا يفتر، وأصحاب المبادئ السامية هم أحق بهذا الأمر، وأولى به، فالبدار البدار.
هذا ما سنح به الفكر، ولا شك أن الموضوع يحتاج إلى المزيد، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
التواصل والاتصال بالآخرين ضرورة ملحة في حياتنا، وهو أمر لا مناص منه، فهذا الأب بين أبنائه، والمدير مع موظفيه، والمرأة مع زوجها، والبائع مع المشتري وهكذا..
والقضية ليست في الاتصال بحد ذاته، بل القضية في نتائج الاتصال، هل هو إيجابي أم سلبي؟ هل حقق رغبة الطرفين أم أحدهما أم لم يحقق لأي أحد شيئاً؟.
الناظر في معاملات الناس يرى النزاع والشجار والفهم السيئ للمراد، وهكذا تنشأ المشاكل بسبب ذلك، لذا كان لزاماً على المسلم أن يحرص كل الحرص على معرفة الطريقة الأمثل لإيصال الفكرة الصحيحة حتى تولد ناتجاً سليماً صحيحاً.
وقد ذكر أهل الاختصاص أن من أهم العوامل التي تعين على إيصال المعلومة ومن ثم الاقتناع بها إتباع الخطوات الآتية:
1- الاقتناع الذاتي بالفكرة من حيث هي، والمقصود أن تكون مستوعباً للفكرة والقضية التي تريد طرحها أو ترغب من الناس أن يقتنعوا بها، فإذا كنت غير فاهم لها أو لست راغباً فيها أصلاً فمن الصعوبة إيصالها إلى الغير، ولا سيما إن كانت القضية متعلقة بعقيدة أو منهج ونحو ذلك، وربما يحصل هذا في مسألة الحزبيات والتجمعات والجماعات المعاصرة، أو في الأفكار المستوردة من الغرب، ولذلك لا نستغرب من الكثير الذين دخلوا غمار المسائل السابقة وهم غير مقتنعين بها.. حسبهم منها المصلحة الذاتية والمادية فقط..
2- الإلمام بالشبهات التي تحيط بالفكرة، ولا تخلو أي قضية من مداخل يستطيع غيرك أن يدخل من خلالها فيجد له طريقاً للعبث بالفكرة، وهذا ما نجده واضحاً عند علماء أصول الفقه حيث أنهم يذكرون ما يمكن أن يقوله الخصم أو المخالف تجاه المسألة، وربما المخالف لم يقل ذلك ولكنهم يتوقعون ومن ثم يضعون الجواب المناسب له، ومن ثم جاءت فكرة بعض المعاصرين بذكر ما قاله وما يمكن أن يقوله أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم على الإسلام فألف كتاب (شبهات حول الإسلام)، وما ألف ذلك الكتاب إلا دفاعاً عن الإسلام وحمايته له من الشبهات - فجزاه الله خيراً - على حسن نيته، وإن كان المؤلف أو غيره يرى أن في أصل تأليف الكتاب نظر.
3- القدرة اللغوية التي تؤهلك لإيصال ما تريد إلى الآخرين، فالفصاحة والبلاغة والقدرة على تنويع الأسلوب وتغييره على حسب الزمان والمكان والشخص يعتبر من أعظم العوامل للنجاح، ولذلك نجد موسى - عليه السلام - يرى لهذا الأمر خطورة، ويخشى أن يقصر في التبليغ لِعِلّةٍ كانت في لسانه ربما تمنعه من تبليغ الدعوة قال تعالى: ((واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري...)) الآيات، وقال أيضاً في موضع آخر ((وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدقني إني أخاف أن يكذبون قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً..)) الآيات، والقارئ الكريم يسمع ويشاهد الدعايات والإعلانات التي تجعل من الرديء جيداً، ومن القديم جديداً، ومن غير المرغوب فيه إلى أن يكون مرغوباً فيه ومحبوباً للناس، والسباق في هذه الميدان مفتوح للجميع.
4- الاعتدال في الطرح بعيداً علن الانفعالات غير المبررة، وبعيداً عن الغلو، وهذا مما يجعل الجميع يُقْبِل عليك، ويتقبل فكرتك ويقتنع بها، ((ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك))، وفي الحديث ((وما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه)).
5- معرفة الناس ونفسياتهم: فطبائع الناس مختلفة، وهي متقلبة، وما كان يطرح قبل خمسين سنة لا يمكن أن يطرح الآن، وما كان يطرح قبل عشر سنوات قد تغير، وربما لا يقتنع الشخص بفكرة معينة ولكنه بعد سنوات سيقتنع بها ولاسيما في هذا الزمن حيث الثقافات المتنوعة، والسيل الجارف من المعلومات التي تصب صباً في الناس بكافة الوسائل المتاحة، وبتقنيات متطورة، وأصحاب التجارات الدنيوية يعرفون هذا جيداً فهم من أخبر الناس بما يريد الناس، وهم يدرسونه دراسة مستفيضة، والإدارة الحديثة تقول: الإدارة الناجحة هي التي تتأقلم مباشرة مع المتغيرات الطارئة، وهي الإدارة التي يمكن أن تقاوم وتستمر.
6- تقدير الآخرين واحترامهم والمعاملة معهم بالحُسنى، فكم رأينا من أناس غير مقتنعين بفكرة فلان أو علان ولكنه اقتنع بذلك الشخص وأحبه، فالقضية أصبحت متعلقة بمحبة ذلك الشخص فقط، وذلك نتيجة لحسن معاملته مع الآخرين، والإنسان مجبول على محبة من يقدره ويسبل عليه معروفه، وورد في الأثر: (الدين المعاملة)، وقد حث الشرع المطهر على حسن الخلق، وأن صاحبه يصل درجة الصائم الذي لا يفطر، والقائم الذي لا يفتر، وأصحاب المبادئ السامية هم أحق بهذا الأمر، وأولى به، فالبدار البدار.
هذا ما سنح به الفكر، ولا شك أن الموضوع يحتاج إلى المزيد، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
مؤمنة بالله- مشرفة
-
رسالة sms : في أمان الله
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1462
نقاط التميز : 17060
تاريخ التسجيل : 24/11/2010
رد: كيف توصل فكرتك إلى الآخرين؟
شيء صعب جدا يا مومنة انك تقنع انسان برأيك لانو اصبح ظرب من الخيال ولانو الكل في زماننا لم يعد يؤمن بكثرة الكلام بمجرد خلاصة
رد: كيف توصل فكرتك إلى الآخرين؟
مشكوورة جدا على الطرح
الجزائر الحبيبة- مشرف
-
رسالة sms : قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم و على آل سينا ابراهيم في العالمين ، و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم و على آل سيدنا ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ....
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 809
نقاط التميز : 16617
تاريخ التسجيل : 25/02/2011
رد: كيف توصل فكرتك إلى الآخرين؟
شكرا لك اخي
meni_inf- عضو جديد
-
رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 13
نقاط التميز : 15526
تاريخ التسجيل : 24/09/2010
رد: كيف توصل فكرتك إلى الآخرين؟
بارك الله فيكم جميعا على تعطيركم صفحتي بردودكم الجميلة
مؤمنة بالله- مشرفة
-
رسالة sms : في أمان الله
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1462
نقاط التميز : 17060
تاريخ التسجيل : 24/11/2010
مواضيع مماثلة
» توصل ايتو وانتر ميلان الايطالي لاتفاق مبدئي
» كن متسامحا مع الآخرين
» أخطاء يرتكبها الآخرين
» لا ترقص على جراح الآخرين
» بأقلام الآخرين....كلمات ذات وقع
» كن متسامحا مع الآخرين
» أخطاء يرتكبها الآخرين
» لا ترقص على جراح الآخرين
» بأقلام الآخرين....كلمات ذات وقع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine