امريكا في انهيار كبير
صفحة 1 من اصل 1
امريكا في انهيار كبير
لا شك أن العامل المهم في انهيار الإمبراطوريات يكمن في ازاحة الجانب الانساني، لأن من ينال من أخيه الإنسان أو يقهره لأغراض مادية ومطامع دنيوية لابد أن تفعل فيه سنة الله وقانون حركة التاريخ فعلها لتتركه عبرة لمن أراد أن يعتبر والولايات المتحدة ليست بدعاً من الأمم حتى تكون استثناء. لقد ظن الأمريكيون بإحكامهم وسيطرتهم الحديدية على الأمن الأمريكي في الداخل وقمعهم ما سموه الارهاب العالمي في الخارج أنهم سينجون من العقاب الالهي فجاءت الكوارث الطبيعية والأعاصير والانهيارات المالية كلها في شهر سبتمبر، الأفغان الذين أسقطوا امبراطورية الاتحاد السوفيتي وهو في أوج عظمته حيث لم يدر ذلك في خلد أحد من العالمين واعتبر حينها ضربا من السذاجة والجنون، فهل سيكون الانهيار الأمريكي الكبير على أيديهم أيضا بعد أن غاب عن أذهان الأمريكيين أن الله قد وضع سره في أضعف خلقه؟
وعلى الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي مازال يعتبر بمثابة القاطرة التي تجر الاقتصاد العالمي وتقدم الوقود لعجلة النمو الاقتصادي في العالم وظل يلعب هذا الدور طوال السنوات الماضية خاصة في الوقت الذي كان فيه الاقتصاد الأوروبي يترنح والاقتصاد الياباني يكابد ركوداً عنيفاً في حين تأرجحت اقتصادات البلدان النامية بين الصعود والهبوط، اننا نشهد اليوم تدهوراً غير مسبوق لهذا الاقتصاد بعد أن توهم الأمريكيون أن قانون القوة هو السبيل الوحيد لحل كل الأزمات الخارجية لامبراطوريتهم، مما عقد الأمور وجعل الإدارة الأمريكية تستنزف قدراتها الاقتصادية في حروب غير أخلاقية ولا قانونية. ولكن ما علاقة أحداث سبتمبر بالانهيار الاقتصادي؟ لقد كبدت تلك الأحداث خسائر جسيمة للاقتصاد الأمريكي المتعب أصلاً وصلت إلى مئات المليارات من الدولار، فحصل انهيار الأسواق المالية الأمريكية إثر مخاوف من احتمال ارتفاع مستويات الديون المعدومة في أسواق الائتمان الأمر الذي قاد الاقتصاد الأمريكي إلى الركود، ونتيجة لذلك تأثر الاقتصاد الأمريكي سلبا بسبب تفاقم أزمة قروض الرهن العقاري ذات التصنيف الائتماني المنخفض التي ألحقت الخسائر الباهظة. ثم جاءت التجهيزات الأمنية المكلفة ماديا للاقتصاد الأمريكي التي تلت احداث وغزو أفغانستان والعدوان على العراق فلم يتردد الجانب الأمريكي في التغطية على وضعه الآخذ في التدهور، وحيث ان القانون الأمريكي قد أعطى جماعات الضغط المختلفة قدرة كبيرة على التأثير الاقتصادي وعلى رأس تلك الجماعات اللوبي الصهيوني الذي تجلت قوة موارده المالية في سوق المال والأعمال "وول ستريت" والشركات العملاقة في ميادين المؤسسات المالية والبنوك، الى جانب ذلك فقد تمكنت شركات التدقيق الأمريكية من محاباة هذا الجانب وذلك استنادا إلى خبرتها الطويلة وموظفيها الحرفيين المهرة وتمكنت من التلاعب بالبيانات المالية، فكل ما يهمها في بعض الأحيان هو ارضاء العميل عن طريق اظهار أرقام الحسابات بشكل متواز ومتساو وابراز مقدمة التقرير المالي بشكل جميل ومتناسق يسر الناظرين، وقدم الناتج القومي الأمريكي أرقاماً مزيفة بدليل إشهار إفلاس شركات عملاقة مثل شركة "أونرون" وشركة "وورلدكوم". وأخيرا وليس آخرا اعلان افلاس رابع أكبر مصرف استثماري أمريكي وأحد الأسماء التاريخية في "وول ستريت" وهو "ليمان برذرز"، وذلك على الرغم من أن مجاهدة هذا البنك بخبرته المصرفية الطويلة في حل أزماته المالية المستفحلة كان قد حكم عليها يالفشل، وفي حين توقع المحللون أن يتبع ذلك سلسلة من الانهيارات لا تقتصر على المؤسسات المالية بل تمتد الى قطاع التأمين وأن يرتفع العجز الاقتصادي خلال العشر السنوات القادمة خصوصا أن الولايات المتحدة لاتزال تعتبر الدولة المدينة رقم واحد في العالم، ولا يكفي دخلها القومي لتغطية نفقاتها حيث تنفق على ديونها أكثر مما تنفق على التنمية الاقتصادية والتعليم والتطوير الحضاري والزراعة والمواصلات وغير ذلك، لذلك تعالت الأصوات التي تحذر من انهيار كامل وسط توقعات بانتهاء عصر استخدام دول العالم للدولار كعملة للاحتياطي النقدي وبروز "اليورو" كعملة منافسة، وعلى الرغم من التغطية على كل هذا العجز بالحروب الخارجية فإن الأزمات الداخلية الخانقة لابد أن تستفحل بعد أن وصل العجز الأمريكي إلى 13 ألف مليار دولار تقريبا، وهذا الرقم لا تستوعبه أي طاقة اقتصادية مما سيؤدي إلى تفكك أكبر للمجتمع الأمريكي وربما تناثر ولاياته على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي، فالعقلية العسكرية الأمريكية ربما نجحت في الحرب، لكن غالبا ما ولّد النصر العسكري هزيمة سياسية وأقرب مثال على ذلك العراق وقبله فيتنام. وخلاصة القول: ان الولايات المتحدة أصبحت مشكلة بالنسبة إلى العالم وعالة عليه بعد أن كانت عونا ونموذجا للتقدم، فهي بحق أحد عوامل الفوضى بعد أن استفزت دولاً عظمى كالصين وروسيا وصنفت الدول حسب أهوائها إلى دول معتدلة ومتطرفة، وأحرجت حلفاءها باستهدافها المناطق المجاورة لهم التي لهم فيها مصالح حيوية كاليابانيين والأوروبيين، فترقبوا الانهيار الأمريكي الكبير.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد الأمريكي مازال يعتبر بمثابة القاطرة التي تجر الاقتصاد العالمي وتقدم الوقود لعجلة النمو الاقتصادي في العالم وظل يلعب هذا الدور طوال السنوات الماضية خاصة في الوقت الذي كان فيه الاقتصاد الأوروبي يترنح والاقتصاد الياباني يكابد ركوداً عنيفاً في حين تأرجحت اقتصادات البلدان النامية بين الصعود والهبوط، اننا نشهد اليوم تدهوراً غير مسبوق لهذا الاقتصاد بعد أن توهم الأمريكيون أن قانون القوة هو السبيل الوحيد لحل كل الأزمات الخارجية لامبراطوريتهم، مما عقد الأمور وجعل الإدارة الأمريكية تستنزف قدراتها الاقتصادية في حروب غير أخلاقية ولا قانونية. ولكن ما علاقة أحداث سبتمبر بالانهيار الاقتصادي؟ لقد كبدت تلك الأحداث خسائر جسيمة للاقتصاد الأمريكي المتعب أصلاً وصلت إلى مئات المليارات من الدولار، فحصل انهيار الأسواق المالية الأمريكية إثر مخاوف من احتمال ارتفاع مستويات الديون المعدومة في أسواق الائتمان الأمر الذي قاد الاقتصاد الأمريكي إلى الركود، ونتيجة لذلك تأثر الاقتصاد الأمريكي سلبا بسبب تفاقم أزمة قروض الرهن العقاري ذات التصنيف الائتماني المنخفض التي ألحقت الخسائر الباهظة. ثم جاءت التجهيزات الأمنية المكلفة ماديا للاقتصاد الأمريكي التي تلت احداث وغزو أفغانستان والعدوان على العراق فلم يتردد الجانب الأمريكي في التغطية على وضعه الآخذ في التدهور، وحيث ان القانون الأمريكي قد أعطى جماعات الضغط المختلفة قدرة كبيرة على التأثير الاقتصادي وعلى رأس تلك الجماعات اللوبي الصهيوني الذي تجلت قوة موارده المالية في سوق المال والأعمال "وول ستريت" والشركات العملاقة في ميادين المؤسسات المالية والبنوك، الى جانب ذلك فقد تمكنت شركات التدقيق الأمريكية من محاباة هذا الجانب وذلك استنادا إلى خبرتها الطويلة وموظفيها الحرفيين المهرة وتمكنت من التلاعب بالبيانات المالية، فكل ما يهمها في بعض الأحيان هو ارضاء العميل عن طريق اظهار أرقام الحسابات بشكل متواز ومتساو وابراز مقدمة التقرير المالي بشكل جميل ومتناسق يسر الناظرين، وقدم الناتج القومي الأمريكي أرقاماً مزيفة بدليل إشهار إفلاس شركات عملاقة مثل شركة "أونرون" وشركة "وورلدكوم". وأخيرا وليس آخرا اعلان افلاس رابع أكبر مصرف استثماري أمريكي وأحد الأسماء التاريخية في "وول ستريت" وهو "ليمان برذرز"، وذلك على الرغم من أن مجاهدة هذا البنك بخبرته المصرفية الطويلة في حل أزماته المالية المستفحلة كان قد حكم عليها يالفشل، وفي حين توقع المحللون أن يتبع ذلك سلسلة من الانهيارات لا تقتصر على المؤسسات المالية بل تمتد الى قطاع التأمين وأن يرتفع العجز الاقتصادي خلال العشر السنوات القادمة خصوصا أن الولايات المتحدة لاتزال تعتبر الدولة المدينة رقم واحد في العالم، ولا يكفي دخلها القومي لتغطية نفقاتها حيث تنفق على ديونها أكثر مما تنفق على التنمية الاقتصادية والتعليم والتطوير الحضاري والزراعة والمواصلات وغير ذلك، لذلك تعالت الأصوات التي تحذر من انهيار كامل وسط توقعات بانتهاء عصر استخدام دول العالم للدولار كعملة للاحتياطي النقدي وبروز "اليورو" كعملة منافسة، وعلى الرغم من التغطية على كل هذا العجز بالحروب الخارجية فإن الأزمات الداخلية الخانقة لابد أن تستفحل بعد أن وصل العجز الأمريكي إلى 13 ألف مليار دولار تقريبا، وهذا الرقم لا تستوعبه أي طاقة اقتصادية مما سيؤدي إلى تفكك أكبر للمجتمع الأمريكي وربما تناثر ولاياته على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي، فالعقلية العسكرية الأمريكية ربما نجحت في الحرب، لكن غالبا ما ولّد النصر العسكري هزيمة سياسية وأقرب مثال على ذلك العراق وقبله فيتنام. وخلاصة القول: ان الولايات المتحدة أصبحت مشكلة بالنسبة إلى العالم وعالة عليه بعد أن كانت عونا ونموذجا للتقدم، فهي بحق أحد عوامل الفوضى بعد أن استفزت دولاً عظمى كالصين وروسيا وصنفت الدول حسب أهوائها إلى دول معتدلة ومتطرفة، وأحرجت حلفاءها باستهدافها المناطق المجاورة لهم التي لهم فيها مصالح حيوية كاليابانيين والأوروبيين، فترقبوا الانهيار الأمريكي الكبير.
زائر- زائر
رد: امريكا في انهيار كبير
لا شك أن العامل المهم في انهيار الإمبراطوريات يكمن في ازاحة الجانب الانساني،
مشكور......وبارك......الله.......فيك.......
مشكور......وبارك......الله.......فيك.......
مواضيع مماثلة
» علاتمات انهيار الحياة الزوجية
» مشكل كبير
» صراع امريكا مع نمل النار
» رسام تركي مسلم يحير علماء امريكا و العالم
» جيار يعلم روراوة نية الدولة في استقدام مدرب كبير
» مشكل كبير
» صراع امريكا مع نمل النار
» رسام تركي مسلم يحير علماء امريكا و العالم
» جيار يعلم روراوة نية الدولة في استقدام مدرب كبير
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine