اليهود... على ماذا يربون أولادهم. بقلم: يوسف عودة

اليهود... على ماذا يربون أولادهم. بقلم: يوسف عودة
يربي اليهود أولادهم ومنذ صغرهم على كره العرب واحتقارهم، وبهذه التربية العنصرية استطاعت الصهيونية ومنذ البداية ضمان استمرارية الدولة، فهي بادرت إلى طرح ثقافة عنصرية لكي تضمن بقائها على الأرض المغتصبة. وذلك من خلال تجريد مواطنيها من إنسانيتهم، ولعل من يرجع إلى الصهيونية وأدبياتها يلاحظ جميع أشكال التطرف والعنصرية ضمن النصوص الصهيونية الأدبية والتي تصف العرب بصفات سيئة وقبيحة، هذا وقد استمرت الصهيونية بنعت العرب بهذه الصفات حتى بعد الهجرة اليهودية إلى فلسطين.


وعليه نلاحظ بأن الصهيونية ومنذ بدايتها عمدت إلى نشر ثقافة عنصرية متطرفة في داخل المجتمع الإسرائيلي، وبهذا أصبح التطرف والعنصرية موجودة في المجتمع الإسرائيلي بناء على أسباب عقائدية – أيديولوجية، سياسية... ولعل مظاهر التطرف والعنصرية هذه لم تقتصر على معاملة الإسرائيليين العنجهية فقط ضد الشعب الفلسطيني، كالقتل والتنكيل والتدمير والهدم... وأنما تعدت ذلك لتصبح بمثابة ثقافة مجتمع، هي التي تحدد أسلوب حياة الناس فيه، وهذا بالطبع ما دعى البعض في إسرائيل إلى أن يخشوا تكرار النازية، فكرا وممارسة، في حين أن الكثير منهم استبعدوا تكرار النازية على اعتبار أنهم – أي اليهود - كانوا أكثر المعذبين بها.


وبهذا نستنتج أن كره اليهودي الإسرائيلي للعربي ينمو مع نموه، وذلك لأنه تربى على ثقافة عنصرية، وهذا ما لاحظناه من خلال استطلاع الرأي الذي أجراه البروفيسور أدير كوهين* المحاضر بجامعة حيفا، بين طلاب المدارس، حيث خرج هذا الاستطلاع بنتائج مقلقة للغاية، منها أن نسبة الخوف من العربي عالية جدا، وذلك لأنهم يعتقدون بأن العربي ما هو إلا مجرم، قاتل ومخرب... لذا فقد كانوا يصفوه براعي البقر، ذو سحنة مخيفة، قذر ونتن...الخ من هذه الصفات السيئة.


وأما بالنسبة لموضوع الحق في تقرير المصير، فقد أكدت نسبة عالية منهم – أي اليهود - بأنهم هم أصحاب هذه البلاد الأصليين وليس للعرب أي حق في هذه البقعة من الأرض، هذا ولم يقتصر رأيهم على إنكار حق العرب بفلسطين فقط، بل وطالبوا بقتلهم أو بطردهم من الوطن، وأما فيما يخص أسباب النزاع من العرب، فقد أبدت نسبة قليلة منهم رغبتها بالسلام ولكن شرط أن يسلم العرب بالسيادة الإسرائيلية الكاملة على أرض إسرائيل.
وبالطبع نستطيع القول بأن كل ما توصل إليه الاستطلاع ما هو إلا نتيجة حتمية للثقافة العنصرية التي زرعتها إسرائيل في رؤوس وعقول مواطنيها منذ صغرهم.

لعنهم الله الى يوم الدين

لعنهم الله الى يوم الدين