العولمة-17
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
العولمة-17
المسلمون ومواجهة أخطار العولمة الأمريكية واليهودية:-
اتضح معنا أنّ العولـمة تستند استناداً مباشراً إلى الحضارة الغربية المعاصرة التي توجهها المبادئ اللادينية الوضعية التي لا تؤمن بالله تعالى، ولا الإيمان بالنبوات، ومنها نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولا باليوم الآخر، ولا بالغيبيات الدينية الثابتة في الكتاب والسنة.ومن هنا تشيع الحياة المادية والإلحادية عبر شبكاتها وأجهزتها العالمية بأساليب ووسائل- تقوم على الإغراء والخداع- في غاية التأثير في النفس الإنسانية، إنًها تؤثر في مئات الملايين من المسلمين مباشرة أو بصورة غير مباشرة، فتؤدي إلى الإنكار والتشكيك، إنها تفقد الإنسان المسلم كيانه وشخصيته، تفقده عقله وقلبه وروحه، وتفرغه من أصول الإيمان والأخلاق الحميدة. إنّه ليست هنالك حضارة أو أمّة على وجه الأرض ستتأثر بالعولمة كما سيتأثر بها المسلمون والحضارة الإسلامية. ودراسة العولمة بكل بأبعادها دراسة واعية متفحصة تثبت ولا شك أن المسلمين جميعاً هم الهدف الأهم للعولمة الصهيونية الأمريكية الرأسمالية.
إنّنا ندعو إلى احتفاظ المسلمين بهويتهم الإسلامية وشخصيتهم المستقلة المتميزة حسب القرآن والسنة، والمحافظة على الفكر الإسلامي في منابعه الأصيلة،وإعادة تماسك الجماعة الإسلامية، مع الإفادة من خير ما أنجزته المدنية الغربية والعلم الغربي، مع عدم الأخذ من الثقافة نفسها إلا ما كان منها لا يتعارض مع هوية الأمة الإسلامية وشخصيتها وثقافتها الأصيلة.
ونرى أيضاً ضرورة مواجهة العولمة، وتحدّياتها بشجاعة وإيمان، ومعاملتها كمادة خام يستفاد منها للخير أو للشر، أي لابد من الفحص والتمحيص والنقد والاختيار، فالمسلم صاحب عقيدة، ورسالة عالمية، وثقافة أصيلة، ومنهج شامل في الحياة، وعليه أن يحمل رسالته الربانية للناس جميعاً، وعليه أن يجمع بين حسنات ما عنده وحسنات ما عند الآخرين، فالنافع والصالح يبحث عنه ويأخذ به، مع المحافظة على الأصول الإسلامية، مع ضرورة نقد قوي جريء للعولمة واتجاهاتها وثقافتها المادية، ومواجهتها وجهاً لوجه.
يقول وزير الأوقاف الأردني السابق الأستاذ كامل الشريف: "لكي يستطيع المسلم أن يحدد دوره إزاء العولمة-النظام العالمي الجديد-لا بد أن يعرف أولاً موقف الإسلام- كعقيدة-من هذه التبدّلات فمن المفروض أن الإنسان المسلم يبني مواقفه كلها على أساس الفهم الصحيح للإسلام والالتزام بتعاليمه ومبادئه، وأول آثار الالتزام أنه يمنح صاحبه مقياساً ثابتاً يزن به الأمور، ويحدد الجوانب التي تتفق مع نظرة الإسلام الكلية للحياة والناس، كما يحدد المصلحة الإسلامية أيضاً وفي قضية شديدة التعقيد كثيرة المداخل والشبهات (كالعولمة) تزداد الحاجة لهذا الميزان العقائدي الثابت".( )
يقول المفكر الفرنسي المسلم رجاء جارودي عن هـذه العولمة الأمريكية الصهيونية: "هــذه الوحدة التي أسسها الحكام الأمريكان واللوبي الصهيوني "الآي باك"-AIPAC- وساسة دولة إسرائيل، تقوم اليوم- أكثر من أي وقت مضى- على وحدة الهدف الذي هو محاربة الإسلام،وآسيا اللذين يعدان أهم عقبتين في وجه الهيمنة العالمية الأمريكية والصهيونية".( ) ويقول جارودي عن العولمة: نظام يُمكّن الأقوياء من فرض الدكتاتوريات اللاإنسانية التي تسمح بافتراس المستضعفين بذريعة التبادل الحر وحرية السوق.( )
ويقول باحث آخر: "ومن المؤكّد أنّ المستهدف بهذا الغزو الثقافي هم المسلمون. وذلك لعاملين:-
أ – ما تملكه بلادهم من مواد أولية هائلة يأتي على رأسها النفط والغاز وثروات طبيعية أخرى.
ب – ما ثبت لهم عبر مراكزهم وبحوثهم وجامعاتهم ومستشرقيهم إن هذه الأمة مستعصية على الهزيمة،إذا حافظت على هويتها الإسلامية،ومن ثمّ فالطريق الوحيد لإخضاعها يتمثل في القضاء على تفرد شخصيتها،وإلغاء دينها الذي يبعث فيها الثورة والرفض لكل أشكال الاحتلال والسيطرة.( )
والأمّة العربية والإسلامية بالرغم من أنها تعيش حالة تجزئة سياسية وحالة تخلف اقتصادي وتقني إلا أنها تمتلك إمكانيات متعددة اقتصادية وثقافية وغيرها، إذ ما أحسن توظيفها وإعادة ترتيبها وتنسيقها يمكن أن تشكل حالة مؤثرة وفاعلة، وبالتالي تشكل حالة أمان قوي في مواجهة العولمة."وإنّ المقوّمات الثقافية والقيم الحضارية التي تشكّل رصيدنا التاريخي، لن تُغني ولن تنفع بالقدر المطلوب والمؤثر والفاعل في مواجهة العولمة الثقافية، مادامت أوضاع العالم الإسلامي على ما هي عليه، في المستوى الذي لا يستجيب لطموح الأمة. ولا يحسُن بنا أن نستنكف من ذكر هذه الحقيقة، لأن في إخفائها والتستّر عليها، من الخطر على حاضر العالم الإسلامي ومستقبله، ما يزيد من تفاقم الأزمة المركبة التي تعيشها معظم البلدان الإسلامية على المستويات السياسية والاِقتصادية والاِجتماعية والثقافية والعلمية ".( )
إنّ المشروع الإسلامي العالمي هو الذي نستطيع به مواجهة خطر العولمة. لأنّه وحده الذي يملك مواصفات عقائدية، وتشريعية وثقافية وأخلاقية سليمة وصحيحة وقوية، ولأنّها وحدها التي تنسجم مع السنن الربانية في الكون، وتتفق مع الفطرة الصحيحة والعقل الصريح ويملك بالإضافة إلى ذلك تجربة تاريخية غنية صاغت حضارة عالمية متميزة،ما زالت آثارها ماثلة في كل مكان. والأهمّ من ذلك أنّ هناك أمّة عربية إسلامية ما زالت قائمة موجودة – رغم كل محاولات الإفساد والتضليل،والتشرذم والتقطيع،والتجهيل،والإفقار الذي مارسه الأعداء نحوها- يجمعها دين واحد،وقبلة واحدة وكتاب واحد،ولغة واحدة،وتاريخ واحد، وعادات وتقاليد واحدة، ولديها إمكانات مادية واقتصادية هائلة. إنّ هذه الأمة العربية الإسلامية التي تمتد على مساحة واسعة من الأرض في آسيا وأفريقيا ذات النسيج الاجتماعي المتقارب والبنية الثقافية الواحدة، تشكّل زاداً قيّماً لمواجهة أخطار العولمة،وهو ما يفتقده الآخرون. وأوروبا خير مثال على هذا، فهي مؤلفة من أمم مختلفة ولغات متعددة، وشعوب متنافرة،وتاريخ متشابك، ومع ذلك فهي تسعى إلى إيجاد أوروبا واحدة.
ويمكن للعالم الإسلامي أن يواجه خطر العولمة من خلال حملة إسلامية شاملة متكاملة، عبر مخطط حضاري معاصر،تشترك فيها جميع الدول الإسلامية،ومؤسساتها الرسمية،والشعبية والجمعيات والأحزاب جميعاً. لأن مواجهة العولـمة من الخطورة بحيث يجب أن نتعامل معها من مراكز قوية تدلل على وحدة الأمة، وقوتها وتكاملها وأهدافها النبيلة لخيرها وخير البشرية جميعًا.
ويمكن للمسلمين مواجهة خطر العولمة بتحقيق ما يلي:-
* التمسك بالشريعة الإسلامية التي ارتضاها الله تعالى لنا،فوفقها ننظم حياتنا، ونربي أجيالنا، ونتبصر بحقائق الحياة. إن مجرد كوننا مسلمين جغرافيين لا يكفى لإنجاز وعد الله لنا بالنصر في مواجهة أخطار العولمة، لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول: (إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) سورة محمد:7، فهل نحن نصرنا الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه؟
* تبني المنهج الشمولي في فهم الإسلام الذي يجمع بين العقيدة والشريعة والسلوك والحركة والبناء الحضاري، وفق منهج واع،أصولي سليم يعتمد فقط على العلم والعقل. وهذا يتطلب تغيير حياتنا منطلقين من قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ(الرعد:11.( )
* تغيير طبيعة النظام السياسي السائد في العالم الإسلام، من الاستبداد إلى الشورى، ومن مصادرة الرأي إلى الحرية في الرأي والمعارضة ومن مصالح الأفراد والأسر الحاكمة إلى مصالح الأمة، من حيث هي كل لا يتجزأ، ومن حكم الحكام إلى حكم المؤسسات الدستورية.
* تحقيق الوحدة الشاملة في العالم العربي والإسلامي.أي وحدة الأمّة التي تتحقق بوحدة العقول، والقلوب والعواطف الإيمانية، والمصالح والأهداف، والتضامن الكامل في إطار جامعة إسلامية واحدة أو في إطار المؤتمر الإسلامي الحالي، والذي تتولد منه قوة سياسة ومعنوية واحدة على أساس وحدة الأمة الواحدة، والمصير المشترك.
* وفي المجال الاقتصادي يمكن للعالم الإسلامي أن يواجه خطر العولمة بتحقيق السوق الإسلامية المشتركة.وتقوية المؤسسات العربية المنبثقة عن الجامعة العربية،ومؤتمر القمة الإسلامي، لأنّه يمتلك مخزوناً جباراً من رؤوس الأموال ومن الثروات الحيوية والمعدنية، بالإضافة إلى التلاحم الجغرافي، والتكامل في الموارد، ولهذا لو قامت تجارة فعلية بين العالم الإسلامي لأمكننا الاستغناء عن العالم الخارجي-على الأقل- في الاحتياجات الإستراتيجية، هذا على المستوى الخارجي.أما على المستوى الداخلي لكل دولة فيمكن أن تواجه خطر العولمة بزيادة التكافل الاجتماعي الذي ترعاه الدولة، وزيادة الرعاية الاجتماعية، والتأمينات الاجتماعية، وتقوية المجتمع المدني،وتعزيز المشاعر والأحاسيس الدينية.وتقوية الجوانب الفكرية والاقتصادية والفنية والاجتماعية وفق الثوابت الدينية(العقائدية والتشريعية).( ) ولقد حذّر الرئيس حسني مبارك في هذا الصدد من أن العولمة تفرض علينا أن نسارع في إقامة تجمّعنا الاقتصادي العربي، وإلاّ ضاعت مصالح الدول العربية فرادى وأغلقت مصانعها، وفقد الناس فرص العمل المتاحة لهم.
*وفي المجال الاقتصادي أيضاً لا بد من وجود التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي، لأنّه هو الذي ينتهي إلى التوازن.ولابدّ من تكافؤ الفرص أمام الجميع،وعدم تعطيل الطاقات الإنسانية..وتغليب الاتجاه الجماعي في الاقتصاد الإسلامي،لتغليب مصالح الأكثرية الفقيرة الكادحة. والتأكيد على حرمة كنز الأموال وحبس الثروات،إذ لابد من توظيفها لأداء وظيفتها الاجتماعية.كما أنّ الدولة لها الحق في التدخل في الحياة الاقتصادية، كلّما رأت الضرورة في تحقيق مصالح العباد. واعتبار أنّ العمل هو المعيار الأساسي، وهو نابع من فكرة الاستخلاف،ويلتزم المجتمع بإيجاد عمل لكل قادر.ولابد من المحافظة على رأس المال وإنمائه، وعدم إضاعته. يقول الاقتصادي الفرنسي جاك أوستروي: "إنّ طريق الإنماء الاقتصادي ليس مقصوراً على المذهبين المعروفين الرأسمالي والاشتراكي، بل هنالك مذهب اقتصادي ثالث راجح، هو المذهب الاقتصادي الإسلامي، ويقول: "إنّ هذا المذهب سيسود عالم المستقبل، لأنّه أسلوب كامل للحياة ".( )
يقول أستاذ الاقتصاد الإسلامي في الجامعات المصرية الدكتور عبد الحميد الغزالي:"بعد سقوط الاشتراكية،وتبني جوربا تشوف- الرئيس السوفيتي السابق- البيريسترويكا، التي أراد من خلالها أن يبحث عن طريق غير الرأسمالية، لأنّه أعلم بمشاكلها- أرسل وفداً ليدرس النظام الإسلامي للاستفادة منه، وشكّلت لجان في مركز الاقتصاد الإسلامي التابع لجامعة الأزهر من المتخصصين، وعكفت هذه اللجان على صياغة برنامج متكامل للنظام الإسلامي في شكل بنود وفقرات، قدّمنا فيه نظاماً اقتصادياً تشغيلياً، يبدأ بفلسفة النظام،والعمل،والأجور،ونظام الملكية المتعددة،والاستهلاك، والاستثمار، والادخار، والشركات،وصيغ الاستثمار والسياسة النقدية،والسياسة المالية....إلى آخر مكونات النظام الاقتصادي الفاعل. وعندما قدّمنا هذا النظام للوفد،تساءل رئيسه الوزير "بافلوف": "لديكم مثل هذا النظام، وأنتم على هذه المسألة من التخلف؟ وأسندت أمانة المؤتمر الردّ إليّ، فكان ردّي:" لأننا بعيدون تماماً عن هذا النظام".( )
* الاستفادة من رصيد الأمة العربية الإسلامية في ولوج عصر العولمة، وهذا يقتضي أن تسعى الشعوب المسلمة، وقياداتها العلمية والدعوية إلى ترجمة حقيقة الأمة المسلمة الواحدة على أرض الواقع، وذلك بتحصين الثوابت العقائدية التي قامت عليها هذه الأمة.
* الاجتهاد في تلافي الأمراض والسلبيات، والبناء على الإيجابيات.لا شك أن هناك بعض الأمراض والسلبيات التي تعاني منها هذه الأمة، لذلك فالمطلوب من مفكري الأمة وعلمائها، وقادتها: معرفة ودراسة أمراضها وحصر سلبياتها،ووضع الدواء الشافي لعلاجها ومعافاتها.
* دراسة السّنن الكونية دراسة علمية موضوعية،وتسخير هذه السّنن في الكون والحياة - للدخول إلى العصر الحضاري الإسلامي الجديد-وفق الفهم الصحيح لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والاستفادة منها في تسخير إمكانات العالم الإسلامي المادية والمعنوية وثرواته المتنوعة الهائلة، كي نحدث تنمية حضارية واجتماعية شاملة تحفظ علينا شخصيتنا المعنوية المتميزة وكياننا المادي المستقل.
*محاربة مظاهر البدع والخرافات، والتبعية، والتواكلية، التي أخرّت تقدّم الأمّة ونهضتها عبر العصور الأخيرة.
* الردّ على الغزو الثقافي للعولمة الأمريكية الصهيونية من خلال الفكر الإسلامي، وفق المنهج العلمي السليم، بجميع الوسائل التي يعتمد عليها من خلال كافة الجوانب الفكرية والفنية والأدبية التي يعرضونها من خلال أفكارهم المناقضة للإسلام( ).ونقترح في هذا المجال إيجاد أكثر من قناة فضائية تبث برامجها المخصصة لمواجهة تيار العولمة، بمختلف لغات المسلمين.
* الاهتمام بتربية الأسرة المسلمة وتثقيف أفرادها وتوعيتهم، وتوجيههم من خلال أجهزة الدولة المختلفة.ومن خلال الوسائل والبرامج التي تشترك جميعاً في تكوين أجيال تشعر بانتمائها الإسلامي،وانتسابها الحضاري للأمة العربية والإسلامية.إنّها التربية الإسلامية التي تهدف إلى صياغة الفرد صياغة إسلامية حضارية، وإعداد شخصيته إعداداً كاملاً من حيث العقيدة،والأخلاق والقيم،والمشاعر والذوق،والفكر،والمادة حتى تتكوّن الأمّة الواحدة المتحضرة التي لا تبقى فيها ثغرة تتسلل منها إغراءات العولمة اللادينية الجنسية الإباحية.( )
* ترشيد وتوجيه الصحوة الإسلامية- التي جاءت تعبيراً عن العودة إلى الإسلام،ورفض التغريب– والاستفادة منها في مواجهة أخطار العولمة. وتهيئة صفوف الأمة للبناء، والتعمير، والجهاد، والحركة والتغيير.
* "إن المنظمات الإسلامية الشعبية - التي تتميز بأنها تضم أعداداً كبيرة من القادة الناضجين الواعين الذين صقلتهم التجربة، ولهم حضورهم المؤثر ونفوذهم الواسع في بلادهم ، وتمنحهم صلتهم المباشرة بقطاعات واسعة من الشعب المسلم- هذه المنظمات تستطيع أن تمارس ضغوطاً مؤثرة على مواقف الحكومات، شريطة أن تنسِّق خطواتها ضمن برامج مدروسة تضمن الاستمرار والمتابعة،ومواكبة ظروف الحركة وتطوّراتها الكثيرة المعقدة.
إنّ بعض الأسلحة المعاوِنة للعولمة- بقصد أو غير قصد- هي تشجيع الفساد والانحلال والاستغراق في الشهوات، وتبذير المال القليل على مسايرة المظاهر وحُمّى الاستهلاك، ويُحسن الشباب المسلم صُنعاً إذا تعاون على مكافحة هذه الأوبئة من خلال المساجد، والمراكز الثقافية ووسائل النشر المتاحة. وواجب الشباب المسلم أن يُقبِل بشجاعة وحماس على العلم النافع، واكتساب المعارف والمهارات، ولا سيما استخدام التقنية الحديثة التي باتت تفتح آفاقاً واسعة لإنسان الغد".( )
* إعادة النظر في مشكلاتنا الاجتماعية في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية العامة، ومقاصدها وغاياتها الحكيمة، في الحياة لتحديد أولاً مسؤولية الأسرة, والمدرسة والجامعة ومعاهد التعليم، ومؤسسات المجتمع المدني في القيام بواجباتها في هذا الجانب.
* إقامة المجتمعات الإسلامية على القاعدة الإيمانية التي تجمع بين المسلمين جميعاً دون الالتفات إلى اختلاف اللغة أو اللون أو العرق. ومعاملة أهل الأديان جميعاً وفق القاعدة التالية لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ) أي تحقيق العدالة المطلقة للجميع، إلاّ فيما يخصّ القضايا التشريعية الخاصة بكل أهل دين، فالبشر جميعاً كرامتهم مصانة في إطار المجتمع الإنساني.
* رفض المخططات الصهيونية اليهودية والأمريكية،وعدم الاعتراف بأية تسوية سياسية مع الكيان الصهيوني على حساب أرض فلسطين المقدسة والعمل الجاد على إعداد الأمّة للجهاد، مع الإيمان الكامل بأنّ ما أُخذ بالقوة العسكري- في فلسطين بالذات- لا يمكن أن يسترد إلاّ بالقوة نفسها ولو طال الأمر عشرات أخرى من السنين، باعتبار أنّ القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الأولى.( )
وصلّى الله تعالى وسلّم على سيدنا محمد...وآخر دعوانا إن الحمد لله ربّ العالمين،والله تعالى نسأل السداد والتوفيق لجميع إخواننا المسلمين.
اتضح معنا أنّ العولـمة تستند استناداً مباشراً إلى الحضارة الغربية المعاصرة التي توجهها المبادئ اللادينية الوضعية التي لا تؤمن بالله تعالى، ولا الإيمان بالنبوات، ومنها نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولا باليوم الآخر، ولا بالغيبيات الدينية الثابتة في الكتاب والسنة.ومن هنا تشيع الحياة المادية والإلحادية عبر شبكاتها وأجهزتها العالمية بأساليب ووسائل- تقوم على الإغراء والخداع- في غاية التأثير في النفس الإنسانية، إنًها تؤثر في مئات الملايين من المسلمين مباشرة أو بصورة غير مباشرة، فتؤدي إلى الإنكار والتشكيك، إنها تفقد الإنسان المسلم كيانه وشخصيته، تفقده عقله وقلبه وروحه، وتفرغه من أصول الإيمان والأخلاق الحميدة. إنّه ليست هنالك حضارة أو أمّة على وجه الأرض ستتأثر بالعولمة كما سيتأثر بها المسلمون والحضارة الإسلامية. ودراسة العولمة بكل بأبعادها دراسة واعية متفحصة تثبت ولا شك أن المسلمين جميعاً هم الهدف الأهم للعولمة الصهيونية الأمريكية الرأسمالية.
إنّنا ندعو إلى احتفاظ المسلمين بهويتهم الإسلامية وشخصيتهم المستقلة المتميزة حسب القرآن والسنة، والمحافظة على الفكر الإسلامي في منابعه الأصيلة،وإعادة تماسك الجماعة الإسلامية، مع الإفادة من خير ما أنجزته المدنية الغربية والعلم الغربي، مع عدم الأخذ من الثقافة نفسها إلا ما كان منها لا يتعارض مع هوية الأمة الإسلامية وشخصيتها وثقافتها الأصيلة.
ونرى أيضاً ضرورة مواجهة العولمة، وتحدّياتها بشجاعة وإيمان، ومعاملتها كمادة خام يستفاد منها للخير أو للشر، أي لابد من الفحص والتمحيص والنقد والاختيار، فالمسلم صاحب عقيدة، ورسالة عالمية، وثقافة أصيلة، ومنهج شامل في الحياة، وعليه أن يحمل رسالته الربانية للناس جميعاً، وعليه أن يجمع بين حسنات ما عنده وحسنات ما عند الآخرين، فالنافع والصالح يبحث عنه ويأخذ به، مع المحافظة على الأصول الإسلامية، مع ضرورة نقد قوي جريء للعولمة واتجاهاتها وثقافتها المادية، ومواجهتها وجهاً لوجه.
يقول وزير الأوقاف الأردني السابق الأستاذ كامل الشريف: "لكي يستطيع المسلم أن يحدد دوره إزاء العولمة-النظام العالمي الجديد-لا بد أن يعرف أولاً موقف الإسلام- كعقيدة-من هذه التبدّلات فمن المفروض أن الإنسان المسلم يبني مواقفه كلها على أساس الفهم الصحيح للإسلام والالتزام بتعاليمه ومبادئه، وأول آثار الالتزام أنه يمنح صاحبه مقياساً ثابتاً يزن به الأمور، ويحدد الجوانب التي تتفق مع نظرة الإسلام الكلية للحياة والناس، كما يحدد المصلحة الإسلامية أيضاً وفي قضية شديدة التعقيد كثيرة المداخل والشبهات (كالعولمة) تزداد الحاجة لهذا الميزان العقائدي الثابت".( )
يقول المفكر الفرنسي المسلم رجاء جارودي عن هـذه العولمة الأمريكية الصهيونية: "هــذه الوحدة التي أسسها الحكام الأمريكان واللوبي الصهيوني "الآي باك"-AIPAC- وساسة دولة إسرائيل، تقوم اليوم- أكثر من أي وقت مضى- على وحدة الهدف الذي هو محاربة الإسلام،وآسيا اللذين يعدان أهم عقبتين في وجه الهيمنة العالمية الأمريكية والصهيونية".( ) ويقول جارودي عن العولمة: نظام يُمكّن الأقوياء من فرض الدكتاتوريات اللاإنسانية التي تسمح بافتراس المستضعفين بذريعة التبادل الحر وحرية السوق.( )
ويقول باحث آخر: "ومن المؤكّد أنّ المستهدف بهذا الغزو الثقافي هم المسلمون. وذلك لعاملين:-
أ – ما تملكه بلادهم من مواد أولية هائلة يأتي على رأسها النفط والغاز وثروات طبيعية أخرى.
ب – ما ثبت لهم عبر مراكزهم وبحوثهم وجامعاتهم ومستشرقيهم إن هذه الأمة مستعصية على الهزيمة،إذا حافظت على هويتها الإسلامية،ومن ثمّ فالطريق الوحيد لإخضاعها يتمثل في القضاء على تفرد شخصيتها،وإلغاء دينها الذي يبعث فيها الثورة والرفض لكل أشكال الاحتلال والسيطرة.( )
والأمّة العربية والإسلامية بالرغم من أنها تعيش حالة تجزئة سياسية وحالة تخلف اقتصادي وتقني إلا أنها تمتلك إمكانيات متعددة اقتصادية وثقافية وغيرها، إذ ما أحسن توظيفها وإعادة ترتيبها وتنسيقها يمكن أن تشكل حالة مؤثرة وفاعلة، وبالتالي تشكل حالة أمان قوي في مواجهة العولمة."وإنّ المقوّمات الثقافية والقيم الحضارية التي تشكّل رصيدنا التاريخي، لن تُغني ولن تنفع بالقدر المطلوب والمؤثر والفاعل في مواجهة العولمة الثقافية، مادامت أوضاع العالم الإسلامي على ما هي عليه، في المستوى الذي لا يستجيب لطموح الأمة. ولا يحسُن بنا أن نستنكف من ذكر هذه الحقيقة، لأن في إخفائها والتستّر عليها، من الخطر على حاضر العالم الإسلامي ومستقبله، ما يزيد من تفاقم الأزمة المركبة التي تعيشها معظم البلدان الإسلامية على المستويات السياسية والاِقتصادية والاِجتماعية والثقافية والعلمية ".( )
إنّ المشروع الإسلامي العالمي هو الذي نستطيع به مواجهة خطر العولمة. لأنّه وحده الذي يملك مواصفات عقائدية، وتشريعية وثقافية وأخلاقية سليمة وصحيحة وقوية، ولأنّها وحدها التي تنسجم مع السنن الربانية في الكون، وتتفق مع الفطرة الصحيحة والعقل الصريح ويملك بالإضافة إلى ذلك تجربة تاريخية غنية صاغت حضارة عالمية متميزة،ما زالت آثارها ماثلة في كل مكان. والأهمّ من ذلك أنّ هناك أمّة عربية إسلامية ما زالت قائمة موجودة – رغم كل محاولات الإفساد والتضليل،والتشرذم والتقطيع،والتجهيل،والإفقار الذي مارسه الأعداء نحوها- يجمعها دين واحد،وقبلة واحدة وكتاب واحد،ولغة واحدة،وتاريخ واحد، وعادات وتقاليد واحدة، ولديها إمكانات مادية واقتصادية هائلة. إنّ هذه الأمة العربية الإسلامية التي تمتد على مساحة واسعة من الأرض في آسيا وأفريقيا ذات النسيج الاجتماعي المتقارب والبنية الثقافية الواحدة، تشكّل زاداً قيّماً لمواجهة أخطار العولمة،وهو ما يفتقده الآخرون. وأوروبا خير مثال على هذا، فهي مؤلفة من أمم مختلفة ولغات متعددة، وشعوب متنافرة،وتاريخ متشابك، ومع ذلك فهي تسعى إلى إيجاد أوروبا واحدة.
ويمكن للعالم الإسلامي أن يواجه خطر العولمة من خلال حملة إسلامية شاملة متكاملة، عبر مخطط حضاري معاصر،تشترك فيها جميع الدول الإسلامية،ومؤسساتها الرسمية،والشعبية والجمعيات والأحزاب جميعاً. لأن مواجهة العولـمة من الخطورة بحيث يجب أن نتعامل معها من مراكز قوية تدلل على وحدة الأمة، وقوتها وتكاملها وأهدافها النبيلة لخيرها وخير البشرية جميعًا.
ويمكن للمسلمين مواجهة خطر العولمة بتحقيق ما يلي:-
* التمسك بالشريعة الإسلامية التي ارتضاها الله تعالى لنا،فوفقها ننظم حياتنا، ونربي أجيالنا، ونتبصر بحقائق الحياة. إن مجرد كوننا مسلمين جغرافيين لا يكفى لإنجاز وعد الله لنا بالنصر في مواجهة أخطار العولمة، لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول: (إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) سورة محمد:7، فهل نحن نصرنا الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه؟
* تبني المنهج الشمولي في فهم الإسلام الذي يجمع بين العقيدة والشريعة والسلوك والحركة والبناء الحضاري، وفق منهج واع،أصولي سليم يعتمد فقط على العلم والعقل. وهذا يتطلب تغيير حياتنا منطلقين من قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ(الرعد:11.( )
* تغيير طبيعة النظام السياسي السائد في العالم الإسلام، من الاستبداد إلى الشورى، ومن مصادرة الرأي إلى الحرية في الرأي والمعارضة ومن مصالح الأفراد والأسر الحاكمة إلى مصالح الأمة، من حيث هي كل لا يتجزأ، ومن حكم الحكام إلى حكم المؤسسات الدستورية.
* تحقيق الوحدة الشاملة في العالم العربي والإسلامي.أي وحدة الأمّة التي تتحقق بوحدة العقول، والقلوب والعواطف الإيمانية، والمصالح والأهداف، والتضامن الكامل في إطار جامعة إسلامية واحدة أو في إطار المؤتمر الإسلامي الحالي، والذي تتولد منه قوة سياسة ومعنوية واحدة على أساس وحدة الأمة الواحدة، والمصير المشترك.
* وفي المجال الاقتصادي يمكن للعالم الإسلامي أن يواجه خطر العولمة بتحقيق السوق الإسلامية المشتركة.وتقوية المؤسسات العربية المنبثقة عن الجامعة العربية،ومؤتمر القمة الإسلامي، لأنّه يمتلك مخزوناً جباراً من رؤوس الأموال ومن الثروات الحيوية والمعدنية، بالإضافة إلى التلاحم الجغرافي، والتكامل في الموارد، ولهذا لو قامت تجارة فعلية بين العالم الإسلامي لأمكننا الاستغناء عن العالم الخارجي-على الأقل- في الاحتياجات الإستراتيجية، هذا على المستوى الخارجي.أما على المستوى الداخلي لكل دولة فيمكن أن تواجه خطر العولمة بزيادة التكافل الاجتماعي الذي ترعاه الدولة، وزيادة الرعاية الاجتماعية، والتأمينات الاجتماعية، وتقوية المجتمع المدني،وتعزيز المشاعر والأحاسيس الدينية.وتقوية الجوانب الفكرية والاقتصادية والفنية والاجتماعية وفق الثوابت الدينية(العقائدية والتشريعية).( ) ولقد حذّر الرئيس حسني مبارك في هذا الصدد من أن العولمة تفرض علينا أن نسارع في إقامة تجمّعنا الاقتصادي العربي، وإلاّ ضاعت مصالح الدول العربية فرادى وأغلقت مصانعها، وفقد الناس فرص العمل المتاحة لهم.
*وفي المجال الاقتصادي أيضاً لا بد من وجود التكافل الاجتماعي في المجتمع الإسلامي، لأنّه هو الذي ينتهي إلى التوازن.ولابدّ من تكافؤ الفرص أمام الجميع،وعدم تعطيل الطاقات الإنسانية..وتغليب الاتجاه الجماعي في الاقتصاد الإسلامي،لتغليب مصالح الأكثرية الفقيرة الكادحة. والتأكيد على حرمة كنز الأموال وحبس الثروات،إذ لابد من توظيفها لأداء وظيفتها الاجتماعية.كما أنّ الدولة لها الحق في التدخل في الحياة الاقتصادية، كلّما رأت الضرورة في تحقيق مصالح العباد. واعتبار أنّ العمل هو المعيار الأساسي، وهو نابع من فكرة الاستخلاف،ويلتزم المجتمع بإيجاد عمل لكل قادر.ولابد من المحافظة على رأس المال وإنمائه، وعدم إضاعته. يقول الاقتصادي الفرنسي جاك أوستروي: "إنّ طريق الإنماء الاقتصادي ليس مقصوراً على المذهبين المعروفين الرأسمالي والاشتراكي، بل هنالك مذهب اقتصادي ثالث راجح، هو المذهب الاقتصادي الإسلامي، ويقول: "إنّ هذا المذهب سيسود عالم المستقبل، لأنّه أسلوب كامل للحياة ".( )
يقول أستاذ الاقتصاد الإسلامي في الجامعات المصرية الدكتور عبد الحميد الغزالي:"بعد سقوط الاشتراكية،وتبني جوربا تشوف- الرئيس السوفيتي السابق- البيريسترويكا، التي أراد من خلالها أن يبحث عن طريق غير الرأسمالية، لأنّه أعلم بمشاكلها- أرسل وفداً ليدرس النظام الإسلامي للاستفادة منه، وشكّلت لجان في مركز الاقتصاد الإسلامي التابع لجامعة الأزهر من المتخصصين، وعكفت هذه اللجان على صياغة برنامج متكامل للنظام الإسلامي في شكل بنود وفقرات، قدّمنا فيه نظاماً اقتصادياً تشغيلياً، يبدأ بفلسفة النظام،والعمل،والأجور،ونظام الملكية المتعددة،والاستهلاك، والاستثمار، والادخار، والشركات،وصيغ الاستثمار والسياسة النقدية،والسياسة المالية....إلى آخر مكونات النظام الاقتصادي الفاعل. وعندما قدّمنا هذا النظام للوفد،تساءل رئيسه الوزير "بافلوف": "لديكم مثل هذا النظام، وأنتم على هذه المسألة من التخلف؟ وأسندت أمانة المؤتمر الردّ إليّ، فكان ردّي:" لأننا بعيدون تماماً عن هذا النظام".( )
* الاستفادة من رصيد الأمة العربية الإسلامية في ولوج عصر العولمة، وهذا يقتضي أن تسعى الشعوب المسلمة، وقياداتها العلمية والدعوية إلى ترجمة حقيقة الأمة المسلمة الواحدة على أرض الواقع، وذلك بتحصين الثوابت العقائدية التي قامت عليها هذه الأمة.
* الاجتهاد في تلافي الأمراض والسلبيات، والبناء على الإيجابيات.لا شك أن هناك بعض الأمراض والسلبيات التي تعاني منها هذه الأمة، لذلك فالمطلوب من مفكري الأمة وعلمائها، وقادتها: معرفة ودراسة أمراضها وحصر سلبياتها،ووضع الدواء الشافي لعلاجها ومعافاتها.
* دراسة السّنن الكونية دراسة علمية موضوعية،وتسخير هذه السّنن في الكون والحياة - للدخول إلى العصر الحضاري الإسلامي الجديد-وفق الفهم الصحيح لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والاستفادة منها في تسخير إمكانات العالم الإسلامي المادية والمعنوية وثرواته المتنوعة الهائلة، كي نحدث تنمية حضارية واجتماعية شاملة تحفظ علينا شخصيتنا المعنوية المتميزة وكياننا المادي المستقل.
*محاربة مظاهر البدع والخرافات، والتبعية، والتواكلية، التي أخرّت تقدّم الأمّة ونهضتها عبر العصور الأخيرة.
* الردّ على الغزو الثقافي للعولمة الأمريكية الصهيونية من خلال الفكر الإسلامي، وفق المنهج العلمي السليم، بجميع الوسائل التي يعتمد عليها من خلال كافة الجوانب الفكرية والفنية والأدبية التي يعرضونها من خلال أفكارهم المناقضة للإسلام( ).ونقترح في هذا المجال إيجاد أكثر من قناة فضائية تبث برامجها المخصصة لمواجهة تيار العولمة، بمختلف لغات المسلمين.
* الاهتمام بتربية الأسرة المسلمة وتثقيف أفرادها وتوعيتهم، وتوجيههم من خلال أجهزة الدولة المختلفة.ومن خلال الوسائل والبرامج التي تشترك جميعاً في تكوين أجيال تشعر بانتمائها الإسلامي،وانتسابها الحضاري للأمة العربية والإسلامية.إنّها التربية الإسلامية التي تهدف إلى صياغة الفرد صياغة إسلامية حضارية، وإعداد شخصيته إعداداً كاملاً من حيث العقيدة،والأخلاق والقيم،والمشاعر والذوق،والفكر،والمادة حتى تتكوّن الأمّة الواحدة المتحضرة التي لا تبقى فيها ثغرة تتسلل منها إغراءات العولمة اللادينية الجنسية الإباحية.( )
* ترشيد وتوجيه الصحوة الإسلامية- التي جاءت تعبيراً عن العودة إلى الإسلام،ورفض التغريب– والاستفادة منها في مواجهة أخطار العولمة. وتهيئة صفوف الأمة للبناء، والتعمير، والجهاد، والحركة والتغيير.
* "إن المنظمات الإسلامية الشعبية - التي تتميز بأنها تضم أعداداً كبيرة من القادة الناضجين الواعين الذين صقلتهم التجربة، ولهم حضورهم المؤثر ونفوذهم الواسع في بلادهم ، وتمنحهم صلتهم المباشرة بقطاعات واسعة من الشعب المسلم- هذه المنظمات تستطيع أن تمارس ضغوطاً مؤثرة على مواقف الحكومات، شريطة أن تنسِّق خطواتها ضمن برامج مدروسة تضمن الاستمرار والمتابعة،ومواكبة ظروف الحركة وتطوّراتها الكثيرة المعقدة.
إنّ بعض الأسلحة المعاوِنة للعولمة- بقصد أو غير قصد- هي تشجيع الفساد والانحلال والاستغراق في الشهوات، وتبذير المال القليل على مسايرة المظاهر وحُمّى الاستهلاك، ويُحسن الشباب المسلم صُنعاً إذا تعاون على مكافحة هذه الأوبئة من خلال المساجد، والمراكز الثقافية ووسائل النشر المتاحة. وواجب الشباب المسلم أن يُقبِل بشجاعة وحماس على العلم النافع، واكتساب المعارف والمهارات، ولا سيما استخدام التقنية الحديثة التي باتت تفتح آفاقاً واسعة لإنسان الغد".( )
* إعادة النظر في مشكلاتنا الاجتماعية في ضوء أحكام الشريعة الإسلامية العامة، ومقاصدها وغاياتها الحكيمة، في الحياة لتحديد أولاً مسؤولية الأسرة, والمدرسة والجامعة ومعاهد التعليم، ومؤسسات المجتمع المدني في القيام بواجباتها في هذا الجانب.
* إقامة المجتمعات الإسلامية على القاعدة الإيمانية التي تجمع بين المسلمين جميعاً دون الالتفات إلى اختلاف اللغة أو اللون أو العرق. ومعاملة أهل الأديان جميعاً وفق القاعدة التالية لهم ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين ) أي تحقيق العدالة المطلقة للجميع، إلاّ فيما يخصّ القضايا التشريعية الخاصة بكل أهل دين، فالبشر جميعاً كرامتهم مصانة في إطار المجتمع الإنساني.
* رفض المخططات الصهيونية اليهودية والأمريكية،وعدم الاعتراف بأية تسوية سياسية مع الكيان الصهيوني على حساب أرض فلسطين المقدسة والعمل الجاد على إعداد الأمّة للجهاد، مع الإيمان الكامل بأنّ ما أُخذ بالقوة العسكري- في فلسطين بالذات- لا يمكن أن يسترد إلاّ بالقوة نفسها ولو طال الأمر عشرات أخرى من السنين، باعتبار أنّ القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الأولى.( )
وصلّى الله تعالى وسلّم على سيدنا محمد...وآخر دعوانا إن الحمد لله ربّ العالمين،والله تعالى نسأل السداد والتوفيق لجميع إخواننا المسلمين.
akram-ritaj- عضو جديد
- رسالة sms :
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 27
نقاط التميز : 15867
تاريخ التسجيل : 15/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine