مكة المكرمة موطن الرسول صلى الله عليه وسلم ومقصد الحجاج والمعتمرين
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مكة المكرمة موطن الرسول صلى الله عليه وسلم ومقصد الحجاج والمعتمرين
::مكة المكرمة::
((وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ))
هذا هو النداء الذي أحيا مكة وجعل أفئدة الناس تهفو إليها منذ أن أمر الله خليله إبراهيم -عليه السلام- أن يهتف بالناس داعياً لهم إلى حج البيت ..مكة هي تلك المنطقة الجبلية التي تتناثر فيها الجبال والتلال التي اتُخِذت من سفوحها مناطق عمرانية وسكنية لأهاليها .. تلك الجبال التي ضمت بين جنباتها غارُ حراء وغارُ ثور .. حيث كانا نقطتا تحول في حياة البشرية مكة فيها ولد رسولنا صلى الله عليه وسلم وبها تزوج من خديجة زوجته الأولى …مكة هي تلك المدينة التي ضمت الدعوة السرية والجهرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة ثلاثة عشر عاماً ..مكة هي الشديدة الحرارة صيفاً .. و التي تحمل حرارتها اؤلئك الصحابة الذين صبروا في سبيل إسلامهم واتباعهم لأمر الله ..
مكة و رحلتنا إليها اليوم .. فاستمتعوا بها معنا
يبدأ الطريق إلى بيت الله من جدة "بوابة الحرمين" إذا كان الوصول جواً أو بحراً .. ثم بالسيارة أو الباص لمده ساعة أما إذا كان عن طريق البر فيكون التوجه مباشرة لمكة والحرم..
عن طريق الخطوط السريعة .. التي تنبهك حين الدخول لحدود الحرم بجدارٍ كتب عليه "بداية حد الحرم" وهكذا عند الخروج أيضاً ب "نهاية حد الحرم"عند الوصول إلى مقربة من الحرم أول مايشد انتباهك هو .. مآذن الحرم التسعه
العالية التي تشعرك بالهيبة والرهبة والإجلال لهذا المكان العظيم ..
وعند دخول الحرم من أحد أبوابها العديده لتتوجه إلى الكعبة المشرفة .. تلفتك حافظات المياه والتي تحوي خير مياه الأرض "ماء زمزم" ذلك الماء الذي نبع من البئر المباركة التي فجرها جبريل عليه السلام بعقبه لإسماعيل وأمه -عليهما السلام-، حيث تركهما خليل الله إبراهيم -عليه السلام- في ذلك الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء. وذلك حين نفد ما معهما من زاد وماء، وجهدت هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثًا يغيثها، فلما يئست من الخلق أغاثها الله -عز وجل- بفضله ورحمته ..
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عنه : "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم"
وعن جابر وابن عباس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ماء زمزم لما شُرب له
بعد شرب ماء زمزم تخطي الخطوات للوصول إلى ساحة الحرم الداخلية حيث الكعبة قبلة المسلمين، التي جعلها الله سبحانه وتعالى مناراً للتوحيد، ورمزا للعبادة،
يقول الله تعالى : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس} فيملأك الخشوع والرهبة وأنت واقف هناك .. تريد أن تصل إليها ..
و من المفيد معرفة أن الكعبة شيء والمسجد الحرام شيء آخر. فالكعبة بناء إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) في أول الأمر وبادئ العهد، وقد يطلق عليه المسجد الحرام باعتبارها مكان السجود وقبلته، أما المسجد الحرام فهو المحيط بالكعبة، وأول من بناه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
وتقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حُجرة كبيرة مرتفعة البناء
مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا
عن الأرض نحو مترين .
أما عن أركان الكعبة فهي أربعة هي بدايةً الركن الأسود سمي به لأن فيه الحجر الأسود الذي وضعه إبراهيم -عليه السلام- في هذا المكان علامة لبدء الطواف. ويسن تقبيله عند الطواف إذا تيسر ذلك، فإذا لم يتيسر اكتُفي بالإشارة إليه.، ويسمى أيضا بالركن الشرقي.
وروى الحاكم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبَّل الحجر الأسود وبكى طويلا، ورآه عمر فبكى لما بكى، وقال: "يا عمر هنا تُسكب العبرات".وثبت أن عمر -رضي الله عنه- قال وهو يقبله: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك"
ثم الركن العراقي الذي سمي بذلك لأنه إلى جهة العراق، ويسمى هذا الركن أيضا بالركن الشمالي نسبة إلى جهة الشمال، وبين هذا الركن والركن الأسود يقع باب الكعبة. ويليه الركن الشامي وسمي بذلك لأنه إلى جهة الشام والمغرب، ويسمى هذا الركن أيضا بالركن الغربي. وبين هذا الركن والركن العراقي يقع حجر إسماعيل (عليه السلام) الذي يصب فيه ميزاب الكعبة.
ثم الركن اليماني وقد سمي باليماني لاتجاهه إلى اليمن. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود (رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخرة حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وإذا أطلق الركن وحدهُ فالمراد به الركن الأسود فقط . وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل.
أما عن حِجر إسماعيل فهو بناء مستدير على شكل نصف دائرة،أحد طرفيه محاذٍ للركن الشمالي، والآخر محاذٍ للركن الغربي، ويقع شمال الكعبة ،ويبلغ ارتفاعه عن الأرض 30ر1 متر
ويُسمي بحجر إسماعيل؛ لأن إسماعيل -عليه السلام- قد اتخذ إلى جوار الكعبة حجرًا . وقيل سُمِّي بذلك؛ لأن قريشًا في بنائها تركت من أساس إبراهيم -عليه السلام-، وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة ..
ويسمى أيضاً بالحطيم لأنه حطم من البيت أي كسر منه حيث انقصته قريش من البيت حين جددت بناء الكعبة المشرفة . وهو ساحة مرخمة عليها جدار على صورة نصف دائرة وعليه ثلاثة فوانيس إضاءة وزينة . وجزء منه بمقدار ستة أذرع وشبر يعتبر امتدادا للكعبة المشرفة وجزءا منها . وقد رمم أكثر من خمس وعشرين مرة .. وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة المشرفة بنيت 12 مرة عبر التاريخ
يوجد في ساحة الحرم أيضاً مقام ابراهيم وهو الحجر الذي قام عليه نبي الله إبراهيم الخليل (عليه الصلاة والسلام) حين ارتفع بناؤه للبيت، وشق عليه تناول الحجارة، فكان يقوم عليه ويبني، وإسماعيل (عليه السلام) يناوله الحجارة. وهو أيضًا الحجر الذي قام عليه للنداء والأذان بالحج في الناس.
روى البخاري (رحمه الله) في صحيحه من حديث ابن عباس (رضي الله عنهما) في قصة إبراهيم (عليه السلام) وبنائه للبيت، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"فعند ذلك رفعا -إبراهيم وإسماعيل- القواعد من البيت؛ فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجر وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم".
وفي هذا الحجر المكرم معجزة أثر قدمي إبراهيم (عليه السلام) حيث جعل الله تعالى تحت قدميه من ذلك الحجر في رطوبة الطين حتى غاصت قدماه وبقي أثرهما ظاهرًا حتى يومنا هذا، وقد تغير أثر قدميه في ذلك الحجر عن هيئته وصفته الأصلية؛ وذلك بمسح الناس له بأيديهم خلال هذه القرون الطويلة، قبل وضع المقام في مقصورة مغلقة.
ثم إذا كنتم معتمرين أو حاجين ف التوجه سيكون إلى الصفا والمروة .. السّعي
(( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ))
والصفا والمروة جبلان بمكة بالقرب من بيت الله. والمسافة التي تفصل بينهما نحو 500 قدم. ولم يكن بهذه المنطقة سكان أو مياه حين أسكن إبراهيم- عليه السلام- زوجه هاجر وابنه الرضيع إسماعيل .. كما تحدثنا سابقاً عن هذا.. وحين انتهى ما كان لدى السيدة هاجر من ماء، سعت سبع مرات بين هذين الجبلين بحثا عن الماء، واليوم يسعى الحجاج سبع مرات بين هذين الجبلين تخليدًا لذلك السعي.
وأما عن أهم الآثار التي توجد في مكة
غار حراء
مكان يتعبد به الرسول صلى الله عليه وسلم وهبط عليه الوحي جبريل عليه السلام وهو موجود في جبل النور
غار ثور
المكان الذي اختبأ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر الصديق ثلاث ليالِ حين هجرته إلى المدينة فجاء كفار مكة يبحثون عنهما, فلم يجدوهما لقيام العنكبوت بسد فتحة الغار المنخفضة وقيام حمامة بوضع بيضها عند مدخل الغار
ومن المشاعر المقدسة أيضاً لمكة .. منى، مزدلفة وعرفات
منى ..
منى (بكسر الميم وفتح النون) تبعد عن شرق مكة المكرمة بحوالي خمس كيلومترات،تقع في الطريق بين مكة وجبل عرفة، يجلس بها الحاج في اليوم الثامن من ذي الحجة "يوم الترويه" ويعود إليها بعد المبيت في مزدلفة لبقية ايام التشريق كما أنها موقع رمي الجمرات ..
مزدلفة ..
مزدلفة تقع بالقرب من مكة جنوب شرق منى، وبين منى وعرفة، سماها الله تعالى بالمشعر الحرام و ذكرها في قوله : (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام ). فيها تجمع الحصي، حيث يزورها الحجاج في مساء التاسع من ذي الحجة بعد أن كانوا في عرفة. وبسبب كثرة الحجاج، لا يصل إليها البعض إلا في وقت متأخر من الليل.ويمكث بها الحجاج حتى صباح اليوم التالي (يوم عيد الأضحى).
عرفات ..
عنده تقام أهم شرائع الحج و التي تسمى بوقفة عرفة ف "الحجة عرفه" و ذلك في يوم التاسع من شهر ذي الحجة و تعد الوقفة بعرفة أهم مناسك الحج وفيها مسجد النمرة الذي تقام فيه صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في يوم عرفه وبه أيضا "جبل الرحمة" و الوقوف به غير ضروري
لَبَّيْكَ مُدَبِّـرَ الأَكْوَانِ قَـدْ مَلأَتْ جَمِيْـعَ الكَوْنِ تَوْحِيْـدَاً وَإِكْبَـارَا
لَبَّيْكَ فِيْ فِجَاجِ الأَرْضِ قَدْ صَخُبَت لَبَّيْـكَ اللَّهُـَّم لَبَّيْـكَ إِنْشَــادَا
إِلَيْكِي يَا أَرْضَ الطَهَارَةِ جَاهَـدَتْ نَفْسَــاً لِتَبْلُـغَ أَرْضَـكِ المِقْدَاسَا
أَرْضُ الرِّسَالَـةِ وَالنُّبُوَةِ طُهِّـرَتْ مِنْ كُلِّ مُجْتَنَسٍ فِيْهَـا وَفِيْ أَرْجَاهَا
أُمَّ القُرَىَ إِسْمٌ لَهـَا وَمَكَّةَ حُرِّمَتْ آياَتُ فُرْقَانِ رَبِ العَالمَِـيْنَ كَفَاكَـا
هَذِيْ المَطَايـَا نحَـْوَ بَيْتِكَ أَقْبَلَـتْ لأَدَاءِ حَجِّ البَيْتِ تَقَرُّبـًا لِرِضَاكَـا
رَبَّـاهُ أَفْـَواهُ الحَجِيْـجِ تَرَنَّم لبَّيْـكَ اللَّهُـَّم لَبَّيْـكَ إِنْشَــادَا
((وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ العَتِيقِ))
هذا هو النداء الذي أحيا مكة وجعل أفئدة الناس تهفو إليها منذ أن أمر الله خليله إبراهيم -عليه السلام- أن يهتف بالناس داعياً لهم إلى حج البيت ..مكة هي تلك المنطقة الجبلية التي تتناثر فيها الجبال والتلال التي اتُخِذت من سفوحها مناطق عمرانية وسكنية لأهاليها .. تلك الجبال التي ضمت بين جنباتها غارُ حراء وغارُ ثور .. حيث كانا نقطتا تحول في حياة البشرية مكة فيها ولد رسولنا صلى الله عليه وسلم وبها تزوج من خديجة زوجته الأولى …مكة هي تلك المدينة التي ضمت الدعوة السرية والجهرية لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة ثلاثة عشر عاماً ..مكة هي الشديدة الحرارة صيفاً .. و التي تحمل حرارتها اؤلئك الصحابة الذين صبروا في سبيل إسلامهم واتباعهم لأمر الله ..
مكة و رحلتنا إليها اليوم .. فاستمتعوا بها معنا
يبدأ الطريق إلى بيت الله من جدة "بوابة الحرمين" إذا كان الوصول جواً أو بحراً .. ثم بالسيارة أو الباص لمده ساعة أما إذا كان عن طريق البر فيكون التوجه مباشرة لمكة والحرم..
عن طريق الخطوط السريعة .. التي تنبهك حين الدخول لحدود الحرم بجدارٍ كتب عليه "بداية حد الحرم" وهكذا عند الخروج أيضاً ب "نهاية حد الحرم"عند الوصول إلى مقربة من الحرم أول مايشد انتباهك هو .. مآذن الحرم التسعه
العالية التي تشعرك بالهيبة والرهبة والإجلال لهذا المكان العظيم ..
وعند دخول الحرم من أحد أبوابها العديده لتتوجه إلى الكعبة المشرفة .. تلفتك حافظات المياه والتي تحوي خير مياه الأرض "ماء زمزم" ذلك الماء الذي نبع من البئر المباركة التي فجرها جبريل عليه السلام بعقبه لإسماعيل وأمه -عليهما السلام-، حيث تركهما خليل الله إبراهيم -عليه السلام- في ذلك الوادي القفر الذي لا زرع فيه ولا ماء. وذلك حين نفد ما معهما من زاد وماء، وجهدت هاجر وأتعبها البحث ساعية بين الصفا والمروة ناظرة في الأفق البعيد علها تجد مغيثًا يغيثها، فلما يئست من الخلق أغاثها الله -عز وجل- بفضله ورحمته ..
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عنه : "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطعم، وشفاء السقم"
وعن جابر وابن عباس قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ماء زمزم لما شُرب له
بعد شرب ماء زمزم تخطي الخطوات للوصول إلى ساحة الحرم الداخلية حيث الكعبة قبلة المسلمين، التي جعلها الله سبحانه وتعالى مناراً للتوحيد، ورمزا للعبادة،
يقول الله تعالى : { جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس} فيملأك الخشوع والرهبة وأنت واقف هناك .. تريد أن تصل إليها ..
و من المفيد معرفة أن الكعبة شيء والمسجد الحرام شيء آخر. فالكعبة بناء إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) في أول الأمر وبادئ العهد، وقد يطلق عليه المسجد الحرام باعتبارها مكان السجود وقبلته، أما المسجد الحرام فهو المحيط بالكعبة، وأول من بناه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).
وتقع الكعبة وسط المسجد الحرام تقريباً على شكل حُجرة كبيرة مرتفعة البناء
مربعة الشكل ويبلغ ارتفاعها خمسة عشر مترا وفي ضلعها الشرقي يقع الباب مرتفعا
عن الأرض نحو مترين .
أما عن أركان الكعبة فهي أربعة هي بدايةً الركن الأسود سمي به لأن فيه الحجر الأسود الذي وضعه إبراهيم -عليه السلام- في هذا المكان علامة لبدء الطواف. ويسن تقبيله عند الطواف إذا تيسر ذلك، فإذا لم يتيسر اكتُفي بالإشارة إليه.، ويسمى أيضا بالركن الشرقي.
وروى الحاكم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قبَّل الحجر الأسود وبكى طويلا، ورآه عمر فبكى لما بكى، وقال: "يا عمر هنا تُسكب العبرات".وثبت أن عمر -رضي الله عنه- قال وهو يقبله: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقبلك ما قبلتك"
ثم الركن العراقي الذي سمي بذلك لأنه إلى جهة العراق، ويسمى هذا الركن أيضا بالركن الشمالي نسبة إلى جهة الشمال، وبين هذا الركن والركن الأسود يقع باب الكعبة. ويليه الركن الشامي وسمي بذلك لأنه إلى جهة الشام والمغرب، ويسمى هذا الركن أيضا بالركن الغربي. وبين هذا الركن والركن العراقي يقع حجر إسماعيل (عليه السلام) الذي يصب فيه ميزاب الكعبة.
ثم الركن اليماني وقد سمي باليماني لاتجاهه إلى اليمن. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود (رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخرة حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) وإذا أطلق الركن وحدهُ فالمراد به الركن الأسود فقط . وفي أعلى الجدار الشمالي يوجد الميزاب وهو مصنوع من الذهب الخالص ومطل على حجر إسماعيل.
أما عن حِجر إسماعيل فهو بناء مستدير على شكل نصف دائرة،أحد طرفيه محاذٍ للركن الشمالي، والآخر محاذٍ للركن الغربي، ويقع شمال الكعبة ،ويبلغ ارتفاعه عن الأرض 30ر1 متر
ويُسمي بحجر إسماعيل؛ لأن إسماعيل -عليه السلام- قد اتخذ إلى جوار الكعبة حجرًا . وقيل سُمِّي بذلك؛ لأن قريشًا في بنائها تركت من أساس إبراهيم -عليه السلام-، وحجرت على الموضع ليعلم أنه من الكعبة ..
ويسمى أيضاً بالحطيم لأنه حطم من البيت أي كسر منه حيث انقصته قريش من البيت حين جددت بناء الكعبة المشرفة . وهو ساحة مرخمة عليها جدار على صورة نصف دائرة وعليه ثلاثة فوانيس إضاءة وزينة . وجزء منه بمقدار ستة أذرع وشبر يعتبر امتدادا للكعبة المشرفة وجزءا منها . وقد رمم أكثر من خمس وعشرين مرة .. وتفيد الروايات التاريخية أن الكعبة المشرفة بنيت 12 مرة عبر التاريخ
يوجد في ساحة الحرم أيضاً مقام ابراهيم وهو الحجر الذي قام عليه نبي الله إبراهيم الخليل (عليه الصلاة والسلام) حين ارتفع بناؤه للبيت، وشق عليه تناول الحجارة، فكان يقوم عليه ويبني، وإسماعيل (عليه السلام) يناوله الحجارة. وهو أيضًا الحجر الذي قام عليه للنداء والأذان بالحج في الناس.
روى البخاري (رحمه الله) في صحيحه من حديث ابن عباس (رضي الله عنهما) في قصة إبراهيم (عليه السلام) وبنائه للبيت، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"فعند ذلك رفعا -إبراهيم وإسماعيل- القواعد من البيت؛ فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه، وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجر وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت، وهما يقولان: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم".
وفي هذا الحجر المكرم معجزة أثر قدمي إبراهيم (عليه السلام) حيث جعل الله تعالى تحت قدميه من ذلك الحجر في رطوبة الطين حتى غاصت قدماه وبقي أثرهما ظاهرًا حتى يومنا هذا، وقد تغير أثر قدميه في ذلك الحجر عن هيئته وصفته الأصلية؛ وذلك بمسح الناس له بأيديهم خلال هذه القرون الطويلة، قبل وضع المقام في مقصورة مغلقة.
ثم إذا كنتم معتمرين أو حاجين ف التوجه سيكون إلى الصفا والمروة .. السّعي
(( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا ))
والصفا والمروة جبلان بمكة بالقرب من بيت الله. والمسافة التي تفصل بينهما نحو 500 قدم. ولم يكن بهذه المنطقة سكان أو مياه حين أسكن إبراهيم- عليه السلام- زوجه هاجر وابنه الرضيع إسماعيل .. كما تحدثنا سابقاً عن هذا.. وحين انتهى ما كان لدى السيدة هاجر من ماء، سعت سبع مرات بين هذين الجبلين بحثا عن الماء، واليوم يسعى الحجاج سبع مرات بين هذين الجبلين تخليدًا لذلك السعي.
وأما عن أهم الآثار التي توجد في مكة
غار حراء
مكان يتعبد به الرسول صلى الله عليه وسلم وهبط عليه الوحي جبريل عليه السلام وهو موجود في جبل النور
غار ثور
المكان الذي اختبأ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر الصديق ثلاث ليالِ حين هجرته إلى المدينة فجاء كفار مكة يبحثون عنهما, فلم يجدوهما لقيام العنكبوت بسد فتحة الغار المنخفضة وقيام حمامة بوضع بيضها عند مدخل الغار
ومن المشاعر المقدسة أيضاً لمكة .. منى، مزدلفة وعرفات
منى ..
منى (بكسر الميم وفتح النون) تبعد عن شرق مكة المكرمة بحوالي خمس كيلومترات،تقع في الطريق بين مكة وجبل عرفة، يجلس بها الحاج في اليوم الثامن من ذي الحجة "يوم الترويه" ويعود إليها بعد المبيت في مزدلفة لبقية ايام التشريق كما أنها موقع رمي الجمرات ..
مزدلفة ..
مزدلفة تقع بالقرب من مكة جنوب شرق منى، وبين منى وعرفة، سماها الله تعالى بالمشعر الحرام و ذكرها في قوله : (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام ). فيها تجمع الحصي، حيث يزورها الحجاج في مساء التاسع من ذي الحجة بعد أن كانوا في عرفة. وبسبب كثرة الحجاج، لا يصل إليها البعض إلا في وقت متأخر من الليل.ويمكث بها الحجاج حتى صباح اليوم التالي (يوم عيد الأضحى).
عرفات ..
عنده تقام أهم شرائع الحج و التي تسمى بوقفة عرفة ف "الحجة عرفه" و ذلك في يوم التاسع من شهر ذي الحجة و تعد الوقفة بعرفة أهم مناسك الحج وفيها مسجد النمرة الذي تقام فيه صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً في يوم عرفه وبه أيضا "جبل الرحمة" و الوقوف به غير ضروري
لَبَّيْكَ مُدَبِّـرَ الأَكْوَانِ قَـدْ مَلأَتْ جَمِيْـعَ الكَوْنِ تَوْحِيْـدَاً وَإِكْبَـارَا
لَبَّيْكَ فِيْ فِجَاجِ الأَرْضِ قَدْ صَخُبَت لَبَّيْـكَ اللَّهُـَّم لَبَّيْـكَ إِنْشَــادَا
إِلَيْكِي يَا أَرْضَ الطَهَارَةِ جَاهَـدَتْ نَفْسَــاً لِتَبْلُـغَ أَرْضَـكِ المِقْدَاسَا
أَرْضُ الرِّسَالَـةِ وَالنُّبُوَةِ طُهِّـرَتْ مِنْ كُلِّ مُجْتَنَسٍ فِيْهَـا وَفِيْ أَرْجَاهَا
أُمَّ القُرَىَ إِسْمٌ لَهـَا وَمَكَّةَ حُرِّمَتْ آياَتُ فُرْقَانِ رَبِ العَالمَِـيْنَ كَفَاكَـا
هَذِيْ المَطَايـَا نحَـْوَ بَيْتِكَ أَقْبَلَـتْ لأَدَاءِ حَجِّ البَيْتِ تَقَرُّبـًا لِرِضَاكَـا
رَبَّـاهُ أَفْـَواهُ الحَجِيْـجِ تَرَنَّم لبَّيْـكَ اللَّهُـَّم لَبَّيْـكَ إِنْشَــادَا
بن عامر لخضر- عضو نشيط
-
رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 78
نقاط التميز : 16650
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
رد: مكة المكرمة موطن الرسول صلى الله عليه وسلم ومقصد الحجاج والمعتمرين
أنار الله أيامك بالقرآن و زادك عافية و اطمئنان و وهبك الشفاعة و سكنى الجنان..
شكراااااااا على الطرح المميز ....في ميزان حسناتك
شكراااااااا على الطرح المميز ....في ميزان حسناتك
مؤمنة بالله- مشرفة
-
رسالة sms : في أمان الله
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1462
نقاط التميز : 17090
تاريخ التسجيل : 24/11/2010
مواضيع مماثلة
» الحكمة من كثرة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم
» غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم بالصور
» عجائب الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم....
» قصيدة لحسان بن ثابت بيمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية لكل أعضاء المنتدى والمشرفين عليه
» ما الذي أبكى الرسول صلى الله عليه وسلم
» غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم بالصور
» عجائب الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم....
» قصيدة لحسان بن ثابت بيمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية لكل أعضاء المنتدى والمشرفين عليه
» ما الذي أبكى الرسول صلى الله عليه وسلم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine