الفقيه عزيز اعمر بن محمد
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الفقيه عزيز اعمر بن محمد
بسم الله الرحمــن الرحيــم
الفقيـه : (اعْـزَيَـزْ اعمــر بن محمــد)
الفقيـه : (اعْـزَيَـزْ اعمــر بن محمــد)
من أين أبدأ في الحديث و أشرع*** ونياط قلبي بالأسى تتقطــع
من أين أبدأ في الحديث ولوعتي*** تئد الفؤاد و دمعتي لا تقلــع
لو كنت تفدى بالنفوس لأرخصت*** كل النفوس عسى البرية ترفع
وجب أن ننصف الأموات ، وأن نتحدث بآثارهم وأن نترحم عليهم وأن نذكر سجاياهم ، وخصالهم النبيلة ، وأعمالهم الخالصة ، وحسن تجاربهم في معترك الحياة ، وأن نتوقف قليلا وفي كل مناسبة دينيـة كانت أووطنيـة لإحيائهم ،وإعادتهم إلي ذاكرة الأجيال الحاليـة ليستنيـروا بخلاصـة تجاربهم ، فنقضي على النسيان ، ومشاحنة الذات فيعود حاضرنا مستمـدا قواه من ماضي الرجال الفلاطحة الذين رسمـوا حاضرهم ، فلا يبكون المستقبل ، ولا يقسـو الزمان علي أجيالنا في عصر طغت فيها الماديات ، وهي زخرفـة زائلة كحناء في يـد عروس بيضاء ونسوا علماءهم وهـوي عملهم وأصابهم النكد والمقت ومن بين هؤلاء: الفقيه: الشيــخ : أعزيز أعمــر
ولـد المرحــوم سنة 1888 م حكم / بلدية لمعاضيـد ولاية سطيف سـابقا من أبـوين كريميـن :أعزيز محمــد .
والسيــدة الفـاضلـة ذات الحسب والنسب : بـوســام مسعــودة بقــر ية الولي الصــالح سيدي منصـور دفيــن الجزائر، رحمـه الله تعالى، التي سميت باسمـه، وهي منطقــة فـلاحيــة بالدرجـة الأولى ، يعتمد سكـانها على الفلاحة وتربيـة الماشيـة لخصـوبة اراضيـها وشسـاعتها ومياها العذبــة المتدفـقة من منبــع قرقــع شـرقا ، يصـل سيـلها إلى شرق بلديـة لمعاضيـد الأم في الجهـة الغربيـة ، وقد استغلها الحماديــون سابقـا .
نشـأ نشـأة الصبـا والحداثـة ، في أحضـان الفطـرة الطاهـرة ، وفي أحضــان الجبـال الشمـاء ، مـوطن الآبـاء والأجـداد ، مـوطن الأبنــاء والأحفــاد ، قـرية العلمـاء والأوليـاء الصـالحيـن والشعــراء أمثال عبد الكريـم العقـون ، والشهـداء كأبناء السيدة : بوسام حفصـة الاربعـة ، فاكتسب من الأولى قـوة الروح ، وصفـاء العقيـدة ، والصلابـة في الديـن ، ومن الثانيـة قـوة الجسـم ووثاقـة التركيب ، وسـلامة الحـواس .مصداقا لقـوله تعالى ( والله أخرجكـم من بطـون أمهـاتكم لا تعلمـون شيـئا ، وجعـل لكم السمـع والأبصار والأفئـدة لعلكـم تشكرون )) سورة النحل
وبما أن الله تعالى قد أنعـم عليـه بسـلامة أدوات التعلـم ، ألحقـه والـده بكتاب القـريـة ( جامع لقصـاب ) قصـد حفظ كتاب الله العلي القديـر ، رفقـة العديـد من أبناء القـرية ، رفقـة العديد من أبناء القريـة المجـاهدة .
لأنـه كلام الله العظيم وصراطه المستقيم، وهو أسـاس رسالة التوحيد، وحجة الرسول الدامغـة وآيتـه الكبــرى، وهو المصدر القويــم للتشريــع، ومنهل الحكمة والهدايــة، وهو الرحمة المسداة للناس، والنــور المبين للأمــة، والمحجة البيضاء التي لا يزيـغ عنها إلا هالك. وكان من بين الطلبـة :
بن سعـدي السعيـد بن الطيب ـ بليـدة عبد الله بن الطالب ـ بليدة لخضـر بن الطالب ـ مخفي محمد الطيب بن ابراهيـم ـ طيايبـة لمبارك بن البشيـر ـ بن جـدو الطاهر بن الحـاج ـ طالبي سـاعد بن امحمد ـ طيايبـة العـربي بن العدوي ـ مخفي عبد القـادر ـ لعيايـدة السعيـد بن محمـد ـ براكتـة المبروك بن المسعـود ـ بن سعدي عبد القـادر بن الطيب .رغـم فـارق السـن بينهم .
وقـد أشــرف على تحفيظهـم لكـتاب الله تعالى المرحـوم : سي احمـد بن مخلـوف من قـرية لبراكتية .
لأن الاشتغال بكتاب الله العظيـم حفظاً، وفهـماً، وعمـلاً، وتعليماً من أفضل القربات وأزكاها عند الله، وقد بُعث النبي صلى الله عليه وسلـم رسولاً يتلو آيات الله ؛ معلماً ومزكياً لنفـوس الصحب الكـرام، قال تعالى :]هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ) [الجمعة : 2).
كانت طريقـة التدريس سهلة مبسطة إلى حـدٍ ما، تجعل الطالب يقبـل عليها بشغف وشـوق، ينقسـم تدريس الأولاد في هذه المرحلة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: تعلم الحروف الأبجدية، التي تدون على لوح خشبي من طـرف المعلم
القسم الثاني: تعلم قصار السـور من القرآن الكريم. يعتمد الطالب في كتابتها على المعلم ، الذي يدونها بقلم الرصـاص ، ثم يتبعا بالقلم .
القسم الثالث: تعلم الكتابـة والخط والإمـلاء.يعتمد فيها الطالب على قدراته الفردية ، ثم تصحح من طـرف المعلـم .
( وقد جاءت تسمية الحروف (بالأبجدية) من أسماء الحروف الأربعة الأولى (أ، ب، ج، د) كما سميت فيـما بعد (بالألفـباء) من اسم الحرفين الأولين (أ، ب) إن الأبجدية العربية الأولى ، كانـت تتألف من اثنيـن وعشرين حرفاً، فكانت تنقصها حروف هي (ث، خ، ذ، ض، ظ، غ) ولم يأتِ العرب الأوائل على ذكرها لأن الحروف لم تكن معجمة أي (منقوطة) فَحرفُ التاء للتصحيف وذلك في عهد الحجاج بن يوسف الثقفي على يد نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر العدواني، ألحقوا (ثخذ، ضظغ) بالأبجدية وأسموها الروادف فتمت بذلك الحروف الأبجدية ثمانية وعشرين حــرفاً. )
أما القلــم: فهو من أدوات الكتابة. وقد كان يستخدم من أغصان القصب في الغالب، حيث يقطع عود مناسب في السمك يساعـد على مسكه باليـد، ثم يهـذب بالسكين، ويبـرى أحد رأسيـه بحيث يكون مدبباً، ويشق في وسطـه شقاً خفيفاً من موضع البـري في أسفله إلى ما فوقـه عند قرب نهايتـه، وهذا الشـق يسمح بدخول الحبر فيـه، فإذا ما أريـد الكتابة بـه، غمس طرفـه المبري في الحبر، ثم كتب بـه وعرف هذا القلم بقلم القصب، تميزاً له عن الأقلام المستعملة من مواد أخرى.
لكـن الحبــر ، يتم تجهيزه محلياً من مادة الصـوف ، بعد حرقها وسحقها ومزجها بالماء ليتحصــل الطالب على سـائل .
أنعـم الله عليـه بحفظ القـران الكريــم ، لأن علامات الموهبـة الإلهيـة والعناية الربانيـة بدأت تظهـر عليـه من خلال الحفظ السريع لكتاب الله تعالى . بسب اهتمام الأسـرة له ، حيث كان لايعتمـد على الفتـرة المخصصة في الكتاب بل يراجع ويحفظ كلما أتيحت له الفرصة في المنزل بعد الانتهاء من الأعمال التي يكلف بها يوميا من قبل والـده كتقديـم العلف للماشية وتزويد العائلة بالمـاء الشـروب أو طحن القمح في المطاحـن التقليديـة الموجودة بالقـرية والتي تعتمـد في اشتغـالها على المياه المتدفقـة كمطحنـة : أولاد سي سـاعـد ـ رحى بلمعـزة ـ رحى أولاد احمـد ـ رحـى لبراكتيـة ـ رحى بيت الشيـخ ـ رحـى سي النـوري .
وكثيـرا ما يستغـل أوقات العطـل أو غيـاب معلمـه في مراجعـة الأحـزاب التي أتـم حفظها ، سـواء أكان في الحديقـة المجـاورة للبيت أو أثناء الرعـي بأغـنام والـده ، في المناطق الرعويـة المقابلـة أو البعيــدة .
وقـد وهبـه الله تعالى ذاكـرة متميـزة ، لذا صنف من الطلبة الموهوبين ،
لأن الموهبـة استعداد ينعـم به الخالق سبحانـه وتعالى على فئـة قليلـة من عباده تمكنهـم إذا وجـدوا العنايـة والرعـاية من الامتيـاز والتفـوق بشكل غيـر عادي في مجـال أو أكثـر من مجالات الحيـاة , حيث يبرز منهم صفـوة العلمـاء والمفكرين المخترعيـن والمصلحين أمثال الفقيــه : أعـزيز أعمــر.
ولما اكتملت بنيتـه وأصبـح له صـدر عريض ومنكبان قـويان في جـد لايعـرف التعب , ورغـم الظروف الاجتماعية الصعبـة التي فرضها الاحتـلال الغاشـم على الشعب الجزائر عامة ومنطقـة أولاد سيـدي منصـور خاصـة ، من عزلة وحـرمان ، قرر والـده رحمـه الله تعالى إلحاقه بـزاويـة بن داود بلدية أقبـو بمنطقـة القبـائل ليكمـل مشـوار التعلمي .
استمـر الشيخ أعمر بن اعزيـز في طلب العلم ملازما لصفـوة فاضلة من العلماء الربانيين والفقهاء الصالحيـن، فاستفاد منهم أشـد الاستفادة، وأثّـروا عليه في بدايـة حياتـه العلمية، بالرأي السديد، والعلـم النافـع، والحرص على معالي الأمور، والنشـأة الفاضلة، والأخـلاق الكريمـة، والتربية الحميـدة، مما كان له أعظم الأثـر، وأكبـر النفع في استمراره.
هـاجـر الفقيـه سي اعمـر بن عـزيز إلى المملكـة المغربيـة قـاصدا مدينـة مراكش ، التي تحتـوي على مـراكز علميـة هامـة ، فعـاشر فقهـاءها وعلمـاءها الأجـلاء لأن العلماء هـم القـادة الأخلاء وهم منارات الأرض .
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) .
ولقـدتمكـن من اثـراء مكتسباته اللغـوية والدينيـة التي جعلت منـه طالب علـم ذو قـدرات تمكنـه من الاستمراريـة خلال مشـواره المستقبلي الطويـل ،
وإن نعمة الحفظ، وقـوة الذاكـرة، هما من الأسباب القوية - بعد توفيق الله عز وجل - على تمكنـه من طلبه للعلـم، وازدياد ثروتـه العلمية، المبنية على محفوظاتـه التي وعتها ذاكرتـه في مراحل التعلـم ، وقد حباه الله من الذكاء وقـوة الحفظ وسرعة الفهم، مما مكنـه من إدراك محفوظاتـه العلمية عن فهم وبصيرة.
عـاد الفقيـه : أعمر بن عزيز إلى مسقط رأســه بقـرية أولاد سيـدي منصـور المجاهـدة بعد مـدة زمنيـة قضـاها في طلب العلـم ، فأقيـم له حفل تخـرج على الطريقـة المألـوفة بالقريـة ، ودعي لها الأهــل والأقارب وذي الهمـة العاليـة من المثقفيـن .
قـرر الشيخ بدايـة مشواره التعليمي بقريـة ازبيــر وبعد فترة زمنيـة انتقـل رحمـه الله تعالى عن قصـد إلى منطقـة بوسعادة كمعلـم قـرآن وفيها تعرف على علمـاء زاويـة الهـامل مغاربـة وجزائرييـن ، فازداد علمـا نتيجة
احتكاكه بهم من خلال الدروس التي تلقى في الجامع على مسمع العلمـاء والطلبـة ، وكذلك مثابرتـه على المطالعـة بمكتبـة الزاويـة التي تحمـل في رفـوفها مئـات الكتب لعلمـاء أجـلاء خدمـوا دينهـم وأوطانهـم ، رحمهم الله جميعا وأسكنهـم جنـة الفردوس إن شــاء الله تعالى . أمثـال :
ـ الطاهر العبيدي. ـ الشيخ العابد الجلالي. ـ الشيخ الونوغي بن أبي مزراق. ـ الشيخ عبد الحي الكتاني(المغربي) وغيرهم من العلماء .
ولبعد المسـافة وصعـوبة المسـالك ، وانعدام وســائل النقـل أثناء تنقلاتـه الاسبـوعية أو الشهـرية بن بـوسعادة وقريـة اولاد سيدي منصـور، ولمـا ألح عليـه سكان القـرية على المكـوث بها قصـد الاستفـادة من علمـه ،لأنهم في أمس الحـاجة إليـه . أشـرف على تعليـم أبنائهـم بجـامع لقصـاب الذي يحتـوي على طابقين ، طابق أرضي ذو حجرتين للتـدريس وطابق علـوي لأداء الصلوات الخمس ، تم بناؤه من طـرف بنائيـن مختصيـن من قريـة زمـورة رفقـة سكـان القـرية ، الذين لم يبخـلوا بمال أو جهـد جزاهم الله خيـرا:
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى لله مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة ) .
رواه البخـاري ومسلم
لأن بناء المسجد له خصوصية من الناحية العمرانية، ليس كبناء البيت، خصوصيات أذكر أهمها:
أولاً:تحديد اتجاه القبلـة بطريقـة صحيحة، فإن استقبال القبلـة شرط من شروط صحة الصلاة، ويدل على ذلك قوله تعالى فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) سورة البقرة الآية 150.
ثانياً:التقليل ما أمكن من عدد الأعمدة داخل المسجد.
رابعاً:العناية التامة بمرافـق المسجد الملحقـة به.
ملاحظـة : إن أول جامـع في القـرية بني على يمين المسجد الحالي وقـد اندثـرت معالمـه .
باشـر المرحـوم: الشيخ أعمــر بن عـزيز تحفيظ كتاب الله تعالى بكتاب لقصـاب متبعا طـرائق معلمـه ،وهـو ما مكنـه من تبليـغ الرسـالة التي كلف بها من طـرف السكـان لأبنـائهم بكل إخـلاص .
لأن أحب أوقـاته إليـه أن يجلس في الكتـاب وحـوله هذه القبيـلة الضخمـة من الأبـناء والحفـدة وهـم يقرأون كتـاب الله تعالى في صيحـة وجلبـة لايكـاد بعضـهم يسمـع قـراءة بعض، وهـو على رأسـهم يشـرف على تدريسهـم ، يشـجع المتفـوق ويحث الآخـر على الإجتهـاد وبعد خروج الأطفـال يتفقـد الألـواح ليصحّـح الأخـطاء أو يكتب الحـروف الأبجديـة للمبتدئيـن .
أما الفتـرة المسائيـة فيقتطـع منها مـدة زمنيـة لقـراءة الحـرب بالنسبـة لكبار السن قصـد المراجعـة والتثبيت .
لأن من أهـم السبـل في تثبيت كتاب الله تعالى وعـدم نسيانـه التكـرار والإعـادة الدائمـة في كـل وقت وعلى كـل حـال ، لأنه كـتاب الدهـر ومعجـزتـه الخالـدة .
ولقـد كانت الحكمة مسلكـه ، والموعظة الحسنة طريقته، وسنـة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، والسلف الصالح منهجه ، ذو قلب ينبض بالرحمة والحسنى ، ويميز المسلك السهل من الوعر ، فيبحر في نفوس العامّة في هدوء البحر ، وينزل الأشرعـة حين تعلو الأمواج ؛ لأن في هذه المهمـة أساليب متنوعة ومتعددة .
لأنـه يعلـم علم اليقيـن بأن على المعلِّم أن يكون نموذجاً طيِّباً للمتعلِّمين، وقد قيل قديما: "حال رجلٍ في ألف رجل، خيرٌ من كلام ألف رجلٍ لرجل"، ومن ثَـمَّ فإنَّ المتعلِّمين دائماً تكـون أعينهم على المعلّـِم يقلِّدونـه في كلِّ شيءٍ ويتَّخذونـه مثلا، وهذا يستوجب من المعلِّم أن يكون قـدوةً حسنـةً في ملبسه ومشيته وقولـه وعمله ومعاملاتـه وتصرُّفاتـه.ومن بين الطلبـة الذين أشـرف على تعليمهـم بقـرية أولاد سيـدي منصـور المجاهـدة :
طيايبـة العربي بن العمـري ــ طالبي البشيـر بن محمد ـ ــ مطروزة محمـد بن الشـاوي ــ بليـدة الحفنـاوي ـ طالبي امحمد بن بلقـاسم ــ طالبي عيسى بن محمـد ــ طالبي سـاعد بن احمـد ـ لعيايـدة موسى بن سـاعد ــ بن ابليـدة عيسى بن عبد الله ــ طيايبـة عمـار بن الطيب ــ بن سعدي سـاعد بن الشيخ ـ بن سعـدي عبد الله بن عيسى ــ منصـور الشريف ـ طيايبـة بلقـاسم بن السعـدي ــ طالبي الصديـق .
لم يكتف المرحـوم بتحفيظ القـرآن الكريـم فحسب بل ذهب الى أبعـد من ذلك من خـلال الانخـراط في جمعيـة العلمـاء المسلميـن عن قصـد ، فكان رحمـه الله تعالى وأسكنـه فسيـح جنانه ، عضوا بارزا في الجمعيـة وقد تم اختيـاره لعلـمه وفصـاحة لسـانه ، وكان يواظب على حضور محاضرات جمعية علمـاء المسلمين بمدينـة سطيف ، يتنقـل من مسقط رأسـه أولاد سيدي منصـور إلى مكان انعقـاد الاجتماعات على حسـابه الخاص ، واستمرَّ على هذا النهج خلال عقـد من الزمـن ، فتعرف على علمائها ورجال الفكر والأدب فيها .
وكانت تصـله جرائد الجمعيـة وغيـرها الى القـرية فيتصفحها ويطلـع على أحـوال الأمة من خـلالها ، وما أكثر البلـدان التي طوَّف بها ، والزاد الطيب الذي حمله منها. ، يجني من كل أرض أطيب ثمارها ، وأحلى أزاهرها ، وأغنى جواهرها
كما تميز عن غيـره في المنطقـة بفصـاحة اللسـان ، وفصاحته تبـرز في كتاباتـه عند تحـرير عقــود البيع والشـراء ومحادثاتـه، وخطبـه ومحاضراته وكلماتـه، فهو ذو بيان مشرق، ونبرات مؤثـرة حزينـة، وأداء لغوي جميل، ويميل دائما إلى الأسلوب النافـع الذي كان عليه أكثر أهل العلم وهو الأسلوب المسمى "السهل الممتنع" فتجده – رحمـه الله - من أكثر الناس بعـدا عن التعقيد والتنطع في الكلام والتشدق في اللفظ والمعنى، والتكلف والتمتمـة، بل هو سهل العبـارة، عذب الأسلوب، تتسم عباراتـه وكتاباته بالإيجاز والإحـكام والبـيان ، التي تبـرز في مـؤلفاته الفقهـية والنحويـة .
ومما تميّز به سماحتـه - رحمه الله - قوة الحافظة، وسرعة البديهة، واستحضار مسائل العلـم بفهـم واسـع، ووفـرة في العلـم، وشـدة في الذكاء، وغـزارة في المـادة العلمية، فقـد استطاع بقدرته البيانية واطلاعه الواسع أن يهـز المنابـر ويبهــر المجامع .
لأنـه ربى نفسـه تربيـة إيمانيـة تراه منجـزاً في أعمالـه، عالي الهمـة، لا يؤمـن بالتأجيل، يسعى دائماً إلى إكمـال ذاتـه فهو يقـوي نفسـه عملياً وعلمـياً
بفضـل الله والكتب التي يعكف على قـراءتها يـوميا ، وكثيـرا ما يستوجب عليـه السفـر للبحث عن مـراجع ، هو في أمس الحاجـة إليـها ، فلا يهـدأ لـه بال إلا بعـد الحصـول عليها ، ولو كلفـه ذلك الكثيـر الكثيـر، لأنـه يسعى جـاداً في تغيير ما استطـاع الاستعمـار أن يبثـه من سمـوم لاصلـة لها بديننا الحنيـف في المجتمع الذي هـو فـرد منـه ، لأنـه يريـد أن ينجـز
إنجازا متقـناً .. ...لا ينتظر أجرا دنيـوياً ، ولا ثـناءً عطراً ، ولا مكانـة مرموقة .. إنما ينتظر وعد الله ، فهو يبني لآخرتـه لا لدنياه .. ومن هنا تراه متقناً محسناً . لأنه مؤمن مصدق بـ( ما عندكم ينفذ وما عند الله باق !) .
قال الشـاعـر :
ومـا مـن كتـاب سيبـلى * ويبقـى الدهـر ما كتبت يداه
فلا تكتب لنفسـك غيـر شيء * يسـرك في القيـامة أن تـراه
لم يكتف الشيـخ بتحفيـظ القـرﺁن الكـريـم وتدريـس الفقـه للطلبـة المقيمين بقريـة أولاد سيـدي منصــور بل كان يتنقـل في بعض الأحيـان إلى القـرى المجـاورة قصـد إبـرام عقـود الزواج والبيـع والشـراء وفك النزاعـات التي تحـدث في الناحيـة بسب سـوء الفهـم للشـريعة الإسلامية السمحـاء , وكان النبـلاء منهـم يـرضـون به حكـما , ويبجلـونه لعلمـه الغـزيـر وأخـلاقـه الساميـة ولكـرمه النـادر , ولأنـه رحمـه الله يحق الحـق ويبطـل الباطـل, وهـو ما جعـله محبـوبا ومرغـوبا في حكمـه .
لأنـه من الـذين يظلـون مع الحيـاة يحتفظـون بقوتهـم وحـرارتهـم وبالجذوبـة المقدسـة التي وهبها الله لهـم خلال حياتهـم والمتمثـلة في نشـر دينه الحنيف من تحفيـظ وشـرح لكتـابه العـزيز الحكيـم وتبيـان سيـرة نبيـه المصطـفى صلى الله عليـه وسلـم ، حتى تنتهـي ﺁجـالهم فـوق هـذه الأرض ، ومع هـذه الحيـاة , ثم تبدأ حيـاتهم التاريخيـة التي لاتنتهـي , فهـم على الدوام أحيـاء أقـوياء كالحيـاة. لايعرفـون الضعف ولا الركـود .
(كُـلُّ وِعَـاء يَضِيقُ بِمَا جُعِـلَ فِيـهِ إِلاَّ وِعَـاءَ الْعِلْمِ، فَإِنَّـهُ يَتَّسِـعُ )
قـال الامـام الشـافعي :
سأضـرب في طـول البلاد وعـرضها * أنال مـرادي أو أمــــــوت غريبـا
فــان تلفـت نفسـي فلله درهـــــــــــا * وان سلمـت كـان الرجـوع قـريبـا .
انتقـل الشيـخ أعمــر بن عـزيـز الى الدريمعات بقـرية أولا مخلـوف بعد رحيـل المرحـوم : الشيخ بن عامر لخضـر بن احمـد الساكن بقـرية الدشـرة ، لكبر سنـه وضعف قـوته، سنـة 1956 م ، تلكـم القـرية المتواجـدة غـرب بلديـة برج الغديـر، وشـرقا بالنسبـة لقريـة أولاد سيدي منصـور تفصـل بينهما سلسلة جبليـة صعبة المسالك ،تغطيها أشجـار البلـوط .
التحـق بالقـرية وهـو شاب ينقـذ ذكـاء , ويفيـض نبـلا وإحساسا, يبسـم للحيـاة فلاتـراه إلا متفـائلا بالمستقبل ويتطلـع نحـو الآفاق البعيـدة .
رحب بـه الجميـع وقـدم له الذي يـرغب فيـه رفقـة عائلتـه ، لأنهـم يرون فيـه آمال وطمـوحات أبنائهـم , الراغبيـن في حفظ كتاب الله تعالى ، وتدريس الفقـه لكبارهم عقب صلاة العصـر كلما أمكن ذلك ، بسب الظروف الاستعمـارية
وقـد تمكن الشيـخ من تبليـغ ما أمكـن تبليغـه خلال الفتـرة التي قضـاها بالقـريـة, بسبب العـلاقـة الوطيـدة بينه وبين الطلبـة , التي تقـوم على الصحبـة والمـودة والتقـديـر، بسبب حسـن معاشـرته لهـم مصـداقا لقـوله تعالى :
﴿﴿ للـذيـن أحسنـوا الحسنـى وزيـادة ﴾﴾
سـورة يونس
ومن الحكمـة : -( خَالِطُـوا النَّاسَ مُخَالَطَـةً ،إِنْ مِتُّـمْ مَعَهَا بَكَـوْا عَلَيْكُـمْ، وَإِنْ عِشْتـُمْ حَنُّـوا إِلَيْكُـمْ )
لأن أقـرب الوسـائل وأنفعهـا لتهذيب الأمـة وإرشادها هـو دينها الـذي اطمـأنت لـه قلـوبها , وانقـادت له نفـوسها , وذلك هـو الإسلام الـذي بني على تحـرير العقـول وإنارتها , وتـزكيـة النفـوس وتـرقيتها حيث قـال تعالى
﴿يـرفع الله الـذين ﺁمنـوا منكـم والـذين أوتـوا العلـم درجـات ﴾
ومن بين الطلبـة الذيـن أشـرف على تحفيظهـم كتاب الله عـز وجـل بقـرية الدريمعات .
بوقـره الفـاطمي ـ بلعمـري الميلـود ــ ابن خليفـة المختـار ــ بلعمـري الدراجـي ــ بوطـريق السعيــد ــ بخـوش البشيــرــ بلحداد عيسـى ــ بلجيـلح لـزهاري .
ونعتذر لسـكان القـرية عن عـدم ذكر البقيـة
انتقـل بعـد ذلك (الشيـخ أعمـر بن عـزيـز) الى الجهـة الشمـالية من القـريـة ليحط الرحـال بجـامع لحذاذقــة الذي شيـد من طـرف سكان الناحيـة وبعض المحسنيـن بالمـواد المحليـة من طيـن وحجـارة ، والذي يبلغ طـوله 9 أمتـار وعـرض لايـزيد عن 4 أمتـار، مغطى بسعف النخيـل والقرميـد المصنـوع محليا والذي يطلق عليـه اسم(قـرمود العـرب) ، ولا يـزيـد علـوه على 2،5 م وأول معلـم قـرآن درس فيـه . المرحـوم الطـالب : بغدادي بلقــاسم رحمه الله وطيب ثـراه ، حسب شهادة كبار السن في الناحيـة .وقـد شيد مكانه سنـه 2003 م المسجـد الحالي الذي أدرجنا صـورته، وتقـام فيـه صـلاة الجمعـة .
بـاشـر عملـه بكـل جـد ونشـاط معتـمدا على الله العلي القـديـر في تحفيـظ كتاب الله تعالى لأنـه الحبـل المتيـن ونـوره المبيـن ، والعـروة الوثقى والمعتصـم الأوفى بـه النجـاة من الغـرور وفيـه الشفـاء لمـا في الصـدور ، ولبعـد المسـافـة استقـر بالمنطقـة ، فعـاش عـزيـزا مكـرما خلال المـدة التي قضـاها بينهم،لأنـه أدى واجبـه على أحسـن ما يـرام ، لم يكتف الشيـخ بتحفيـظ كتاب الله تعالى ، بل كان يقـدم دروسا في العبادات عقب الصـلاة أو كلما دعت الحـاجة لذلك ، لأنـه يملك رصيـدا لايستهان بـه من العلـم الشـرعي ، كما يبـرم عقـود الزواج ويفك النـزاعـات بالمنطقـة التي استقـر بها وذلك لبعـد المسـافـة بين القـرية ، ومسقط رأســه : قريـة أولاد سيـدي منصـور .
ومن بيـن الطلبـة الذيـن أشـرف على تعليمهـم :
بغـدادي عيسـى بن علي ــ تريـرات عيسى بن السنـوسي ـ لعـرابة مـوسى بن الحاج اعمـر ـ درارجـة البشيـر بن بيـزيد ـ بلخضـر أحمـد بن عيـسى وغيـرهم .
لقـد كـان رحمـه الله تعالى يحفـظ كتاب الله تعالى للأبنـاء و يقـدم دروسا في العبادات عقب الصـلاة أو كلما دعت الحـاجة لكبـارهم ، لأنـه يملك رصيـدا لايستهان بـه من العلـم الشـرعي ، كما يبـرم عقـود زواجهـم ويفك النـزاعـات ، يـؤدي بالناس صـلاة التروايـح في شهـر رمضـان ، ويقيـم ليله سـاجدا وذاكـرا.
روى مسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله عز وجل ، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده .))
عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه -، قال : خـرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة، فقال : (( أيكم يحب أن يغـدو كل يوم إلى بطحان، أو إلى العقيق، فيأتي منه بناقتيـن كوماويـن، في غيـر إثـم ولا قطع رحـم ؟ ))، فقلنا : يا رسول الله نحب ذلك، قال : (( أفلا يغـدو أحدكـم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خيـر له من ناقتين، وثلاث خيـر له من ثلاث، وأربع خير له من أربع، ومن أعدادهـن من الإبـل)) رواه مسلم
مـلاحظـة ( عدد الكتاتيب بقرية أولاد مخلـوف سـابقا أربعــة ( 4 ) كتاب لحذاذقـة ـ كتاب الدريمعات ـ كتاب الشـوادي ـ كتاب لمرازيـق ) .
لقـد كان رحمـه الله تعالى ، صاحب بصيـرة نافـذة، وفراسـة حادة، يعرف ذلك جيـدا من عاشـره وخالطـه، وأخذ العلم على يديـه. ومما يؤكد على فراسته أنه يعـرف الرجال وينزلهم منازلهم، فيعرف الجادّ منهم في هدفه ومقصده من الدعاة وطلبة العلم فيكرمهم أشد الإكرام، ويقدمهم على من سواهـم، ويخصهم بمزيد من التقديـر ويسأل عنهم وعن أحوالهم دائما، ، وله فراسة أيضا في ما يعرض عليه من المسائل الفقهيـة العويصة ؛ فتجـده فيها متأملا متمعنا لها ، حتى يفك عقدتـها، ويحل مشكلها، وله فراسـة أيضا في ما يتعلق بالإجابـة عن أسئلة المستفتين، فهو دائما يرى الإيجاز ووضوح العبـارة ووصول المقصد إن كان المستفتي عاميا من أهل الباديـة، وإن كان المستفتي طالب علـم حريص على الترجيح في المسألة، أطال النفـس في جوابـه مع التعليلات وذكـر أقـوال أهل العلـم ، وتقديـم الأرجح منها، وبـيان الصواب بعبارات جامعـة مانعـة .
لأن الدراية الكافيـة، والمعرفـة الجيـدة بالعلوم التي يتخصص بها الفقيـه أمثـال الشيخ : أعمـر بن عـزيز ، تعدُّ مطلباً مهماً من مطالب التأهـل للتعليم ؛ لأن إيصال العلم بأمانـة للآخرين متوقف على التأسيس المتين، والفهـم السليم لأسس ومبادئ العلـم المتخصص فيـه .
وممـا لا شك فيـه أن المواعظ سيـاط ا لقلـوب تحرك الكسـلان وتوقظ الغافـل وتنبه المهمل.
الشرف كل الشرف لمن كـان القـرآن العظيـم في صدره، وحفظ كتاب الله تعالى في قلبـه، ليستحق بذلك مرتبـة العلو والرفعـة التي حدثنـا عنها الصـادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حينما قال ( أهل القرآن هم أهل الله وخاصته ) رواه أحمد النسائي.
قـرر الشيخ العـودة الى مسقـط رأسـه بعد عـدة سنـوات قضـاها بقريـة أولاد مخلـوف ، ليستقـر نهائيا ، يستقبـل القـريب والبعيـد ، ليفـك حيـرتهم في مسـائل فقهيـة عديدة ، كالعبـادات بفروعهـا، والمواريث والبيع والشـراء .وكثـيرا ما يتحتم عليـه رحمه الله التنقل لعيـن المكان لفك النزا عـات، كما يبـرم عقـود الزواج ، ويحـرر مواثيق البيع والشـراء . لأنـه العـالم باحكـام الشريعـة دون منـافس في تلك الفتـرة .
قـال الله تعالى:
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) الروم/21
قال رســول الله صلى الله عليه وسلم: (( تزوجــوا الـودود الولـود، فإني مكــاثر بكــم الأمم يوم القيـامة ))
أخرجه أبو داود والنسـائي
وبما أنه عـاشـر فقهـاء من أصـل مغربي ، خلال تنقلاتـه في طلب العلـم ، في أمـاكن عـدة ، شـاءت الأقـدار أن يصـاهر عائلة حجــاج المغربيـة الأصل ، فتـزوج ابنتهـم السيـدة الفـاضلـة المرحـومة : تـراكي بنت العـربي التي نشأت في أسـرة تجـل العـلم والعلمـاء فأنجبت له كلا من : مسعـودة ـ عائشـة ـ أم الخيـر ـ بركاهـم ـ فطيمـة ـ حوريـة أما الذكـور : أحمـد ـ محمـد ، لم تكتب لهـما الحيـاة سـوى سنـة أوسنتيـن على الاكثـر حسب شهادة ابنتـه التي لازالت على قيـد الحياة أطـال الله في عمـرها .
قد أمر الله جل وعلا ببر الوالدين وكذلك أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم، قال تعالى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً) [ الإسراء ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( رضى الله في رضى الوالد، وسخط الله في سخط الوالد )) رواه البخاري
رأى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رجلاً قد حمل على رقبته أمه وهو يطوف بها حول الكعبة فقال: يا ابن عمر، أتراني جازيتها ؟ قال ابن عمر: "ولا بطلقة واحدة من طلقاتها ولكن قد أحسنت والله يثبك على القليل كثيـراً .
وبعـد وفـاة زوجتـه رحمها الله تعالى وأسكنها فسيـح جناته ، تكفلت بـه ابنتـه جـزاها الله خيـرا ، ونعم البنت هي ، كما كان رحمـه الله يتنقـل من حيـن إلى آخـر متفقـدا بناته الأخـريات ، ولما كبـر سنـه ووهنت قـوتـه لـزم البيت ،
و كان رحمـه الله تعالى كثيـر الصلاة والقـراءة كثيـر التـلاوة , لاتـراه إلا وفمـه يتحرك ، يـزداد نشاطه في شهر رمضان الكريم رغم كبـر سنه يختــم القـرآن صـلاة وتلاوة عدة مرات حيث يتفـرغ له كلـيا .
قال الله تعالى : (( إن الله عنـده علـم الساعة وينزل الغيث ويعلـم ما في الأرحام وما تدري نفـس ما ذا تكسـب غـدا وما تـدري نفـس بـأي أرض تمـوت إن الله عليـم خبيـر) ) .( لقمان ) الآيـة 34
سـافـر الفقيـه : أعمـر بن اعـزيز الى قـريـة أولاد مخلـوف قصـد الاطمئنان عن ابنتـه الكبـرى رحمها الله تعالى ، فمكث عندها الى أن وافتـه المنيـة شتـاء سنـة 1972 م ، ونقـل جثمـان الطـاهر الى قـريـة أولاد سيـدي منصـور ليدفـن بمقبرتها رحـم الله الشيـخ وأكنـه فسيـح جناتـه وحشـره مع الصديقيـن والشهداء والصـالحين وحسـن أولئك رفيقـا .
كل ابن أنثى وإن طالت سلامتـه * يوماً على آلةٍ حدبـاء محمول
فـإذا حملت إلى القبور جنـازةً * فـاعلم بأنك بعدهـا محمول.
إن مسيرة المرحـوم : الشيخ أعمــر بن عـزيـز رحمـه الله تعالى مع القرآن الكريم طوال حياته تبين لنا اهتمامه الكبير بالقرآن وجعله محور العمل في كل شيء، فإذا استقى علـما فمن القـرآن وإذا أراد الحكم في أي موضوع فالقـرآن هو المرجع، فكان رحمه الله من العلماء المجتهدين اجتهادا مبنيا على المرونـة والمقاصد وكليات الديـن، وكان مـرد هذا وسببـه ما كان معـه من الفقـه بمقاصد القـــرآن الكليـة، يحا
بن عامر لخضر- عضو نشيط
-
رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 78
نقاط التميز : 16623
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
رد: الفقيه عزيز اعمر بن محمد
مشكوووووووووور
iklass- عضو جديد
-
رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 27
نقاط التميز : 15222
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
رد: الفقيه عزيز اعمر بن محمد
بارك الله في الجميع على القراءة المتمعنة وابداء الرأي
أدام الله عز وافية الجميع ، ووفقكم لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير
أدام الله عز وافية الجميع ، ووفقكم لما يحبه ويرضاه إنه على كل شيء قدير
بن عامر لخضر- عضو نشيط
-
رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 78
نقاط التميز : 16623
تاريخ التسجيل : 14/11/2009
مواضيع مماثلة
» سعادتنا ونجاتنا في التحلي بأخلاق نبيّنا (اللهم صل على محمد وآل محمد )
» اللص الفقيه
» لكل من انصدم في انسان عزيز
» عندما يجرحك عزيز عليك
» ماذا تفعل عندما تفقد شخص عزيز عليك
» اللص الفقيه
» لكل من انصدم في انسان عزيز
» عندما يجرحك عزيز عليك
» ماذا تفعل عندما تفقد شخص عزيز عليك
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine