القراءة منهج حياة
+2
abdou05
sarter
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
القراءة منهج حياة
كثيرا ما نسمع بعض الناس يسأل: " ما هي هوايتك "؟ ويرد بأنه كثيرا ما يستغرب أن يكون رد إنسان ما على هذا التساؤل بالقول: " أنا هوايتي القراءة ". وتبرير ذلك أن القراءة ليست هواية!! بل يجب أن تكون القراءة هي " منهج حياتك ".
إن مما يدعو للتفكير أن تكون الكلمة العظيمة التي بدأ بها الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم هي: ﴿ اقْرَأْ ﴾ ] العلق: 1 [. كان من الممكن أن يبدأ الوحي بأي كلمة أخرى غيرها. ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم أميّ لا يقرأ، إلا أن هذه الكلمة تُوجه له!! إذن فقد بدأ الوحي خطابه لخاتم الرسل بأمر صريح مباشر، مختصر في كلمة واحدة تحمل منهج حياة أمة الإسلام ... ﴿ اقْرَأْ ﴾!!
ثم نسأل بعد ذلك: " لماذا نقرأ "؟ و " هل القراءة وسيلة أم غاية "؟ والإجابة عن هذا هو أن القراءة وسيلة، كما أننا نقرأ لكي نتعلم. وقد وضح الله – عز وجل – ذلك في الآيات الخمس الأولى من القرآن الكريم. قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ اْلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ ] العلق: 1 - 5 [.
وقد حدد الله تعالى لنا في هذه الآيات الخمس ضابطين مهمين للقراءة:
الأول : من قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ نتعلم أنه لابد أن تكون القراءة بسم الله. فلا يجوز أن نقرأ ما يُغضب الله، أو ما نهى الله عز وجل عن قراءته.
والثاني : هو ألا تُخرجك القراءة ولا العلم عن تواضعك. فلا تتكبر بالعلم الذي علمت. بل تذكر على الدوام أن الله – عز وجل – هو الذي منّ عليك به ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾ فهو الذي ﴿ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾. فليعلم القارئ أو المتعلم – مهما وصل إلى أعلى درجات العلم في زمانه – أن الله عز وجل هو الذي علمه.
كما سطرت لنا السيرة موقفا آخر رائعا غريبا جدا على الزمن الذي حدث فيه، بل وعلى غيره من الأزمنة، حتى زماننا!! إنه موقف فداء الأسرى في بدر. فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب من الأسير المشرك الذي يريد فداء نفسه من الأسر تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة!! هذا شيء غريب جدا، وخاصة في ذلك الزمن الذي انتشرت فيه الأمية. لكن القراءة والكتابة والتعلم احتياجات ضرورية لأي أمة تريد النهوض والتقدم والرقي!!
ومن مواقف السيرة كذلك، أننا نجد أن الصحابي الذي يستطيع القراءة كان يُقدّم على أصحابه. انظر إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه، الذي قُدم على كثير من الصحابة، وصار ملاصقا للرسول صلى الله عليه وسلم بصفة شبه دائمة لأنه يُتقن القراءة والكتابة.
وكلنا يعرف أبا هريرة رضي الله عنه، وكيف كان حفظه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لهذه المواقف – ولغيرها – غُرس حب القراءة في قلوب المسلمين. وكانت المكتبات الإسلامية في التاريخ الإسلامي من أعظم مكتبات العالم، بل أعظمها على الإطلاق ولقرون طويلة.
هذه هي إذن قيمة القراءة في الميزان الإسلامي، وهذه هي قيمة القراءة في تاريخ المسلمين. ومع كل هذا التاريخ، وكل هذه القيمة، إلا أن أمة الإسلام – للأسف الشديد – تعاني اليوم من أمية شديدة!!
كما تنتشر درجات كثيرة من الأمية غير المباشرة في أمة الإسلام
فهناك من لا يعرفون أشياء كثيرة في غاية الأهمية تحدث في دنيا الناس
وهناك آخرون عندهم أمية دينية
البعض الآخر لديهم أمية سياسية، ولا يعرف كيف تسير الأمور
ومن الناس من لديه أمية في القانون، لا يعرف ما هي حقوقه أو واجباته
إن مفتاح قيام هذه الأمة هو كلمة: ﴿ اقْرَأْ ﴾. لا يمكن أن تقوم الأمة من غير قراءة. لهذا كان أحد المسئولين اليهود يقول: " نحن لا نخشى أمة العرب، لأن أمة العرب أمة لا تقرأ ". وصدق اليهودي وهو كذوب، فالأمة التي لا تقرأ هي أمة غير مهيبة ولا مرهوبة.
فبعض الناس لم يتعودوا على القراءة، ويملّون سريعا، وكلما علت همتهم وبدأوا في القراءة عادوا من جديد إلى الكسل والخمول. وهؤلاء في حاجة إلى وسائل تعينهم على القراءة وعلى الاستمرار فيها.
و بعض الناس يقرأون فعلا، وينفقون أوقاتا طويلة في القراءة، ولكنهم لا يقرأون لهدف معين، ولا يعرفون ماذا يقرأون لتصبح قراءتهم نافعة
ومفيدة. وهؤلاء في انتظار حسن التوجيه إلى الموضوعات الأكثر نفعا وفائدة.
للقراءة أهمية في حياة المسلمين اليوم، وأنه إذا ما أراد المسلمين اليوم اللحاق بالركب – الذي كانوا هم قادته فيما مضى – فعليهم البدء كما بدأ أسلافهم العظام، بالقراءة والتدبر فيما يقرأون
إن مما يدعو للتفكير أن تكون الكلمة العظيمة التي بدأ بها الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم هي: ﴿ اقْرَأْ ﴾ ] العلق: 1 [. كان من الممكن أن يبدأ الوحي بأي كلمة أخرى غيرها. ومع أن النبي صلى الله عليه وسلم أميّ لا يقرأ، إلا أن هذه الكلمة تُوجه له!! إذن فقد بدأ الوحي خطابه لخاتم الرسل بأمر صريح مباشر، مختصر في كلمة واحدة تحمل منهج حياة أمة الإسلام ... ﴿ اقْرَأْ ﴾!!
ثم نسأل بعد ذلك: " لماذا نقرأ "؟ و " هل القراءة وسيلة أم غاية "؟ والإجابة عن هذا هو أن القراءة وسيلة، كما أننا نقرأ لكي نتعلم. وقد وضح الله – عز وجل – ذلك في الآيات الخمس الأولى من القرآن الكريم. قال تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ اْلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ ] العلق: 1 - 5 [.
وقد حدد الله تعالى لنا في هذه الآيات الخمس ضابطين مهمين للقراءة:
الأول : من قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ نتعلم أنه لابد أن تكون القراءة بسم الله. فلا يجوز أن نقرأ ما يُغضب الله، أو ما نهى الله عز وجل عن قراءته.
والثاني : هو ألا تُخرجك القراءة ولا العلم عن تواضعك. فلا تتكبر بالعلم الذي علمت. بل تذكر على الدوام أن الله – عز وجل – هو الذي منّ عليك به ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ اْلأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾ فهو الذي ﴿ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾. فليعلم القارئ أو المتعلم – مهما وصل إلى أعلى درجات العلم في زمانه – أن الله عز وجل هو الذي علمه.
كما سطرت لنا السيرة موقفا آخر رائعا غريبا جدا على الزمن الذي حدث فيه، بل وعلى غيره من الأزمنة، حتى زماننا!! إنه موقف فداء الأسرى في بدر. فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب من الأسير المشرك الذي يريد فداء نفسه من الأسر تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة!! هذا شيء غريب جدا، وخاصة في ذلك الزمن الذي انتشرت فيه الأمية. لكن القراءة والكتابة والتعلم احتياجات ضرورية لأي أمة تريد النهوض والتقدم والرقي!!
ومن مواقف السيرة كذلك، أننا نجد أن الصحابي الذي يستطيع القراءة كان يُقدّم على أصحابه. انظر إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه، الذي قُدم على كثير من الصحابة، وصار ملاصقا للرسول صلى الله عليه وسلم بصفة شبه دائمة لأنه يُتقن القراءة والكتابة.
وكلنا يعرف أبا هريرة رضي الله عنه، وكيف كان حفظه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لهذه المواقف – ولغيرها – غُرس حب القراءة في قلوب المسلمين. وكانت المكتبات الإسلامية في التاريخ الإسلامي من أعظم مكتبات العالم، بل أعظمها على الإطلاق ولقرون طويلة.
هذه هي إذن قيمة القراءة في الميزان الإسلامي، وهذه هي قيمة القراءة في تاريخ المسلمين. ومع كل هذا التاريخ، وكل هذه القيمة، إلا أن أمة الإسلام – للأسف الشديد – تعاني اليوم من أمية شديدة!!
كما تنتشر درجات كثيرة من الأمية غير المباشرة في أمة الإسلام
فهناك من لا يعرفون أشياء كثيرة في غاية الأهمية تحدث في دنيا الناس
وهناك آخرون عندهم أمية دينية
البعض الآخر لديهم أمية سياسية، ولا يعرف كيف تسير الأمور
ومن الناس من لديه أمية في القانون، لا يعرف ما هي حقوقه أو واجباته
إن مفتاح قيام هذه الأمة هو كلمة: ﴿ اقْرَأْ ﴾. لا يمكن أن تقوم الأمة من غير قراءة. لهذا كان أحد المسئولين اليهود يقول: " نحن لا نخشى أمة العرب، لأن أمة العرب أمة لا تقرأ ". وصدق اليهودي وهو كذوب، فالأمة التي لا تقرأ هي أمة غير مهيبة ولا مرهوبة.
فبعض الناس لم يتعودوا على القراءة، ويملّون سريعا، وكلما علت همتهم وبدأوا في القراءة عادوا من جديد إلى الكسل والخمول. وهؤلاء في حاجة إلى وسائل تعينهم على القراءة وعلى الاستمرار فيها.
و بعض الناس يقرأون فعلا، وينفقون أوقاتا طويلة في القراءة، ولكنهم لا يقرأون لهدف معين، ولا يعرفون ماذا يقرأون لتصبح قراءتهم نافعة
ومفيدة. وهؤلاء في انتظار حسن التوجيه إلى الموضوعات الأكثر نفعا وفائدة.
للقراءة أهمية في حياة المسلمين اليوم، وأنه إذا ما أراد المسلمين اليوم اللحاق بالركب – الذي كانوا هم قادته فيما مضى – فعليهم البدء كما بدأ أسلافهم العظام، بالقراءة والتدبر فيما يقرأون
sarter- عضو جديد
-
رسالة sms :
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 32
نقاط التميز : 16617
تاريخ التسجيل : 01/10/2009
رد: القراءة منهج حياة
ارى اختي انك لم تتطرقي الى ان الاستاذ يلعب دورا كبيرا في تنمية الدراسة والفكر لدى التلميذ .....وأيضا في المقابل يمكن أن يكون هو أيضا مصدر للبؤس والابتعاد عن الدراسة ولا ننكر ان الطالب أيضا قد يستغل بعض من هذا وذاك للتخلص من الفكر الدراسي وهذا ما نلاحظه في ايامنا هذه
رد: القراءة منهج حياة
للأسف .فنحن نحتل ذيل العالم في نسبة المقروئية للكتب والأبحاث والجرائد والعجيب أن تجد طالب جامعي يعني اطار في المستقبل يصرح بأنه لم يطالع كتابا قط ؟؟؟؟ لذلك أصبحت جامعاتنا الآن لا تخرج باحثين وأساتذة أكفاء بل أصبحت تخرج والفارغات فرغا ؟؟؟؟
عدل سابقا من قبل عبد الغفور ديدي في الأحد يناير 03, 2010 1:10 pm عدل 1 مرات
رد: القراءة منهج حياة
ربي يصلح ان شاء الله طلابنا وطالاباتنا ويعودو يقر او الكتب ليرقى مستواهم العلمي والثقافي...
رد: القراءة منهج حياة
ان شاء الله يا ربي
nero05- مشرف
-
رسالة sms :
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 820
نقاط التميز : 18074
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
رد: القراءة منهج حياة
شكر لمروركم بموضوعي
sarter- عضو جديد
-
رسالة sms :
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 32
نقاط التميز : 16617
تاريخ التسجيل : 01/10/2009
رد: القراءة منهج حياة
مشكووووووور اخي المطالعة مفيدة
[b]"وخير جليس في لآنام كتاب "
[b]"وخير جليس في لآنام كتاب "
الجزائر الحبيبة- مشرف
-
رسالة sms : قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صل و سلم على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم و على آل سينا ابراهيم في العالمين ، و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم و على آل سيدنا ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ....
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 809
نقاط التميز : 16620
تاريخ التسجيل : 25/02/2011
مواضيع مماثلة
» قصة و لا اروع .............تستحق القراءة
» هاااام لكل المسلمين ارجو القراءة تفضلو
» ا أعلم ماذا أقول ولكن كلمات تستحق القراءة
» حياة الحب
» حياة ابن الحزم
» هاااام لكل المسلمين ارجو القراءة تفضلو
» ا أعلم ماذا أقول ولكن كلمات تستحق القراءة
» حياة الحب
» حياة ابن الحزم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine