ملحمة الجزائر التاريخية
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ملحمة الجزائر التاريخية
سأقدم اليوم ملحمة الجزائر التاريخية ضد المستعمر الغاشم الفرنسي اللعين
الجزائر غداة الغزو الفرنسي
كانت الجزائر خلال العهد العثماني من أقوى الدول في حوض البحر الأبيض المتوسط ، كما كانت تحتل مكانة خاصة في دولة الخلافة هذه إذ كانت تتمتع باستقلال كامل مكنها من ربط علاقات سياسية وتجارية مع أغلب دول العالم، بل وهي أول دولة اعترفت بحكومة الثورة الفرنسية عام 1789م وبالثورة الأمريكية بعد استقلالها عن التاج البريطاني عام 1776م. كان الاسم الحقيقي للدولة الـجـزائـريـة هو "أيـالـة الجــزائر" وأحيانا اسم "جمهورية الجزائر" أو " مملكة الجزائر"، وبهذه الأسماء أبرمت عشرات المعاهدات مع دول العالم. كما بلغ أسطولها البحري قوة عظيمة بحيث استطاع خلال القرن الثامن عشر إحداث نظام للملاحة في المتوسط يضمن أمن الدولة الجزائرية خاصة والدولة العثمانية عامة وبصورة أعم بالنسبة للتجارة الدولية في هذا البحر، وهو ما جعل الدول الأوربية تعمل على إنهاء هذا النظام تحت غطاء إنهاء ما كان يسمى بـ " القرصنة " التي كانت تمارسها جموع المغامرين الأوربيين بموافقة دولهم ومؤازرتها لهم. في حين أن ذلك كان أسلوبا دفاعيا لمواجهة المد الاستعماري الذي انطلق منذ القرن الخامس عشر والذي دخلت الجزائر من أجله ضمـــن "الخلافة العثمانية " وتحت حمايتها و بمحض اختيارها .
لقد بادرت فرنسا فى "مؤتمر فيينا " 1814/1815م بطرح موضوع " أيالة الجزائر " فاتفق المؤتمرون على تحطيم هذه الدولة فى مؤتمر " إكس لا شابيل " عام 1819م وافقت 30 دولة أوربية على فكرة القضاء على " دولة الجزائر " حيث أسندت المهمة إلى فرنسا وأنكلترا ، وبدأ تحين الفرص حتى تمكنت بحرية البلدين من تدمير الأسطول الجزائري فى معركة " نافاران" Navarin سنة 1827م، حيث كان في نجدة الأسطول العثماني وبذلك انتهت السيطرة الجزائرية على البحر الأبيض المتوسط .
وإضافة لما سبق فقد اختلقت فرنسا مايلي:
- عدم التزام فرنسا بدفع ديونها للخزينة الجزائرية والتى قدمت لها فى شكل قروض مالية ومواد غذائية خاصة خلال المجاعة التى اجتاحت فرنسا بعد ثورة 1789م، وقد قدرت بـ20 مليون ف,,,,* ذهبي فى ذلك الوقت .
- اختلاق حادثة المروحة المشهورة. أخذت الحملة الفرنسية على الجزائر أربعة أبعاد: اقتصادية وسياسية واجتماعية ودينية وكان القرار النهائي بشن الحملة قد اتخذ يوم 30 جانفي 1830م، حيث قام الملك الفرنسي شارل العاشر بتعيين كل من الكونت دي بورمون قائدا عاما للحملة والأميرال دوبري (Duperré) قائدا للأسطول، وفي ماي 1830م حررت الحكومة الفرنسية وثيقـتين لتبرير حملتها، الوثيقة الأولى موجهة للدول الأوربية، والثانية للشعب الجزائري، تعلن فيها أن حملتها تستهدف تأديب العثمانيين وتحرير الجزائريين من سيطرتهم.
وفي 25 ماي 1830م انطلقت الحملة الفرنسية تجاه الشواطئ الجزائرية من ميناء طولون (Toulon)، وقد وضعت خطة الحملة وفق ما رسمه المهندس العسكري الخبير بوتان (Boutin) الذي جاء إلى الجزائر سنة 1808م للتجسس عليها بطلب من الإمبراطور نابليون بونابرت. كان تعداد الحملة حوالي 37.000 رجل موزعين على 3 فرق وعلى رأس كل واحدة منها جنرالا، تحملهم 675 سفينة عليها 112 مدفعا ووصلت الحملة إلى شاطئ سيدي فرج يوم 13 جوان 1830م وشرعت في عملية الأنزال مباشرة في اليوم الموالي.
معركة سيدي فرج و عملية إنزال الفرنسيين
بـدايـة المقاومة الجزائـريـة
قام ديوان الداي بقيادة حسين باشا بوضع خطة المواجهة على أساس أن يكون خط الدفاع الأول في قرية اسطاوالي لعرقلة عملية تقدم القوات الفرنسية نحو هذه القرية التي لم تستطع الوصول إليها إلا في 19 جوان، وفي اسطاوالي تمت أول مواجهة حقيقية بين الطرفين وكانت لعملية فرار ابراهيم آغا قائد الجيش الجزائري انعكاسات سلبية وخطيرة على معنويات الجيش مما دفع بالداي حسين إلى استدعاء المفتي محمد بن العنابي ليطلب منه جمع الشعب واقناع الناس بالجهاد دفاعا عن البلاد، ونصب باي التيطري قائدا على الجيش إلا أن كل ذلك كان بدون جدوى، فلقد تمكنت القوات الفرنسية من الوصول إلى مدينة الجزائر وإرغام الداي حسين على توقيع معاهدة الإستسلام في 5 جويلية والتي تنص على تسليم مدينة الجزائر وتعهد الطرف الفرنسي بالحفاظ على حرية الدين الإسلامي وعلى أملاك الأهالي وتجارتهم وصناعتهم واحترام نسائهم وحرماتهم.
مقاومة الجزائريين للغزو الفرنسي - الجزائر العاصمة
وأمام حالة شغور السلطة عقدت مجموعة من رؤساء القبائل والأعراش الجزائرية منها بني خليل والخشنة وفليسة مؤتمرا لها في "تامنفوست" يوم 23 جويلية 1830م، وقررت فيه عدم الاستسلام للفرنسيين ونتيجة لذلك ظهرت مجموعة من المقاومين الذين أبلوا البلاء الحسن مثل ابن زعمون من قبيلة فليسة والحاج سيدي سعدي من مدينة الجزائر ومحي الدين بن مبارك من القليعة.
ومع ذلك شرعت فرنسا في توجيه فرقها العسكرية للسيطرة على مناطق أخرى بل وفي توجيه حملات بحرية إلى عنابة ووهران وبجاية وغيرها وكانت شدة المقاومة سببا في انسحاب القوات الفرنسية عدة مرات من هذه المناطق. كما أن فرنسا تجاهلت تجاهلا تاما ما تم التوقيع عليه في معاهدة 5 جويلية 1830م. وهذا ما دفع حمدان بن عثمان خوجة إلى القول في "مرآته": "إني أتساءل لماذا تزعزع بلادي في جميع أسسها وتصاب في جميع مبادئها الحيوية. وإلى جانب ذلك أنظر إلى الأوضاع التي توجد عليها دول أخرى مجاورة لنا فلا أرى واحدة مجبرة على تحمل ظروف مشابهة للظروف المفروضة علينا... وعندما أدير البصر إلى الجزائر فإني أرى هؤلاء المساكين يخضعون للاستبداد معرضين للإبادة ولجميع آفات الحرب."
الجزائر غداة الغزو الفرنسي
كانت الجزائر خلال العهد العثماني من أقوى الدول في حوض البحر الأبيض المتوسط ، كما كانت تحتل مكانة خاصة في دولة الخلافة هذه إذ كانت تتمتع باستقلال كامل مكنها من ربط علاقات سياسية وتجارية مع أغلب دول العالم، بل وهي أول دولة اعترفت بحكومة الثورة الفرنسية عام 1789م وبالثورة الأمريكية بعد استقلالها عن التاج البريطاني عام 1776م. كان الاسم الحقيقي للدولة الـجـزائـريـة هو "أيـالـة الجــزائر" وأحيانا اسم "جمهورية الجزائر" أو " مملكة الجزائر"، وبهذه الأسماء أبرمت عشرات المعاهدات مع دول العالم. كما بلغ أسطولها البحري قوة عظيمة بحيث استطاع خلال القرن الثامن عشر إحداث نظام للملاحة في المتوسط يضمن أمن الدولة الجزائرية خاصة والدولة العثمانية عامة وبصورة أعم بالنسبة للتجارة الدولية في هذا البحر، وهو ما جعل الدول الأوربية تعمل على إنهاء هذا النظام تحت غطاء إنهاء ما كان يسمى بـ " القرصنة " التي كانت تمارسها جموع المغامرين الأوربيين بموافقة دولهم ومؤازرتها لهم. في حين أن ذلك كان أسلوبا دفاعيا لمواجهة المد الاستعماري الذي انطلق منذ القرن الخامس عشر والذي دخلت الجزائر من أجله ضمـــن "الخلافة العثمانية " وتحت حمايتها و بمحض اختيارها .
لقد بادرت فرنسا فى "مؤتمر فيينا " 1814/1815م بطرح موضوع " أيالة الجزائر " فاتفق المؤتمرون على تحطيم هذه الدولة فى مؤتمر " إكس لا شابيل " عام 1819م وافقت 30 دولة أوربية على فكرة القضاء على " دولة الجزائر " حيث أسندت المهمة إلى فرنسا وأنكلترا ، وبدأ تحين الفرص حتى تمكنت بحرية البلدين من تدمير الأسطول الجزائري فى معركة " نافاران" Navarin سنة 1827م، حيث كان في نجدة الأسطول العثماني وبذلك انتهت السيطرة الجزائرية على البحر الأبيض المتوسط .
وإضافة لما سبق فقد اختلقت فرنسا مايلي:
- عدم التزام فرنسا بدفع ديونها للخزينة الجزائرية والتى قدمت لها فى شكل قروض مالية ومواد غذائية خاصة خلال المجاعة التى اجتاحت فرنسا بعد ثورة 1789م، وقد قدرت بـ20 مليون ف,,,,* ذهبي فى ذلك الوقت .
- اختلاق حادثة المروحة المشهورة. أخذت الحملة الفرنسية على الجزائر أربعة أبعاد: اقتصادية وسياسية واجتماعية ودينية وكان القرار النهائي بشن الحملة قد اتخذ يوم 30 جانفي 1830م، حيث قام الملك الفرنسي شارل العاشر بتعيين كل من الكونت دي بورمون قائدا عاما للحملة والأميرال دوبري (Duperré) قائدا للأسطول، وفي ماي 1830م حررت الحكومة الفرنسية وثيقـتين لتبرير حملتها، الوثيقة الأولى موجهة للدول الأوربية، والثانية للشعب الجزائري، تعلن فيها أن حملتها تستهدف تأديب العثمانيين وتحرير الجزائريين من سيطرتهم.
وفي 25 ماي 1830م انطلقت الحملة الفرنسية تجاه الشواطئ الجزائرية من ميناء طولون (Toulon)، وقد وضعت خطة الحملة وفق ما رسمه المهندس العسكري الخبير بوتان (Boutin) الذي جاء إلى الجزائر سنة 1808م للتجسس عليها بطلب من الإمبراطور نابليون بونابرت. كان تعداد الحملة حوالي 37.000 رجل موزعين على 3 فرق وعلى رأس كل واحدة منها جنرالا، تحملهم 675 سفينة عليها 112 مدفعا ووصلت الحملة إلى شاطئ سيدي فرج يوم 13 جوان 1830م وشرعت في عملية الأنزال مباشرة في اليوم الموالي.
معركة سيدي فرج و عملية إنزال الفرنسيين
بـدايـة المقاومة الجزائـريـة
قام ديوان الداي بقيادة حسين باشا بوضع خطة المواجهة على أساس أن يكون خط الدفاع الأول في قرية اسطاوالي لعرقلة عملية تقدم القوات الفرنسية نحو هذه القرية التي لم تستطع الوصول إليها إلا في 19 جوان، وفي اسطاوالي تمت أول مواجهة حقيقية بين الطرفين وكانت لعملية فرار ابراهيم آغا قائد الجيش الجزائري انعكاسات سلبية وخطيرة على معنويات الجيش مما دفع بالداي حسين إلى استدعاء المفتي محمد بن العنابي ليطلب منه جمع الشعب واقناع الناس بالجهاد دفاعا عن البلاد، ونصب باي التيطري قائدا على الجيش إلا أن كل ذلك كان بدون جدوى، فلقد تمكنت القوات الفرنسية من الوصول إلى مدينة الجزائر وإرغام الداي حسين على توقيع معاهدة الإستسلام في 5 جويلية والتي تنص على تسليم مدينة الجزائر وتعهد الطرف الفرنسي بالحفاظ على حرية الدين الإسلامي وعلى أملاك الأهالي وتجارتهم وصناعتهم واحترام نسائهم وحرماتهم.
مقاومة الجزائريين للغزو الفرنسي - الجزائر العاصمة
وأمام حالة شغور السلطة عقدت مجموعة من رؤساء القبائل والأعراش الجزائرية منها بني خليل والخشنة وفليسة مؤتمرا لها في "تامنفوست" يوم 23 جويلية 1830م، وقررت فيه عدم الاستسلام للفرنسيين ونتيجة لذلك ظهرت مجموعة من المقاومين الذين أبلوا البلاء الحسن مثل ابن زعمون من قبيلة فليسة والحاج سيدي سعدي من مدينة الجزائر ومحي الدين بن مبارك من القليعة.
ومع ذلك شرعت فرنسا في توجيه فرقها العسكرية للسيطرة على مناطق أخرى بل وفي توجيه حملات بحرية إلى عنابة ووهران وبجاية وغيرها وكانت شدة المقاومة سببا في انسحاب القوات الفرنسية عدة مرات من هذه المناطق. كما أن فرنسا تجاهلت تجاهلا تاما ما تم التوقيع عليه في معاهدة 5 جويلية 1830م. وهذا ما دفع حمدان بن عثمان خوجة إلى القول في "مرآته": "إني أتساءل لماذا تزعزع بلادي في جميع أسسها وتصاب في جميع مبادئها الحيوية. وإلى جانب ذلك أنظر إلى الأوضاع التي توجد عليها دول أخرى مجاورة لنا فلا أرى واحدة مجبرة على تحمل ظروف مشابهة للظروف المفروضة علينا... وعندما أدير البصر إلى الجزائر فإني أرى هؤلاء المساكين يخضعون للاستبداد معرضين للإبادة ولجميع آفات الحرب."
WI8TOV- عضو جديد
-
رسالة sms : WITWIT
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 16
نقاط التميز : 16391
تاريخ التسجيل : 10/12/2009
رد: ملحمة الجزائر التاريخية
بـــــــــــــــــارك الله فيك
مؤمنة بالله- مشرفة
-
رسالة sms : في أمان الله
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1462
نقاط التميز : 17063
تاريخ التسجيل : 24/11/2010
رد: ملحمة الجزائر التاريخية
مشكوووووووووووووووووور على الموضوع
انها لمعلومات قيمة وانها لقطرة في تاريخ وطننا الغالي
بوركت يمينك
انها لمعلومات قيمة وانها لقطرة في تاريخ وطننا الغالي
بوركت يمينك
حياتي ملك لله- عضو نشيط
- رسالة sms : يارب ان عظمت ذنوبي كثرة ****فقد علمت ان عفوك اعظم
حتى تكون أسعد الناس
إجعل الفرح شكرا ,, والحزن صبرا
والصمت تفكرا ,, والنطق ذكرا ,,
والحياة طاعة ,,
وكن مثل الطائر ,,
.....يأتيه رزقه كل صباح مساء
ولا يهتم بغد ,, ولا يؤذي أحدا ,,
ليكن قلبك كاللؤلؤ ,, لايحمل احقادا ,,
كن في الدنيا ,, كأنك غريب ,, أو عابر سبيل ,,
صلي صلاة مودع ,, وارقد كأنك شهيد ,,
لا تتكلم بكلام تعتذر منه غدا ,,
ولاتنسى أن .حسبنا الله ونعم الوكيل.
تطفئ الحريق ,, وينجو بها الغريق ,,
ويعرف بها الطريق
الهويات :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 87
نقاط التميز : 15061
تاريخ التسجيل : 08/04/2011
ممكن تفيدينا اكثر
WI8TOV كتب:سأقدم اليوم ملحمة الجزائر التاريخية ضد المستعمر الغاشم الفرنسي اللعين
الجزائر غداة الغزو الفرنسي
كانت الجزائر خلال العهد العثماني من أقوى الدول في حوض البحر الأبيض المتوسط ، كما كانت تحتل مكانة خاصة في دولة الخلافة هذه إذ كانت تتمتع باستقلال كامل مكنها من ربط علاقات سياسية وتجارية مع أغلب دول العالم، بل وهي أول دولة اعترفت بحكومة الثورة الفرنسية عام 1789م وبالثورة الأمريكية بعد استقلالها عن التاج البريطاني عام 1776م. كان الاسم الحقيقي للدولة الـجـزائـريـة هو "أيـالـة الجــزائر" وأحيانا اسم "جمهورية الجزائر" أو " مملكة الجزائر"، وبهذه الأسماء أبرمت عشرات المعاهدات مع دول العالم. كما بلغ أسطولها البحري قوة عظيمة بحيث استطاع خلال القرن الثامن عشر إحداث نظام للملاحة في المتوسط يضمن أمن الدولة الجزائرية خاصة والدولة العثمانية عامة وبصورة أعم بالنسبة للتجارة الدولية في هذا البحر، وهو ما جعل الدول الأوربية تعمل على إنهاء هذا النظام تحت غطاء إنهاء ما كان يسمى بـ " القرصنة " التي كانت تمارسها جموع المغامرين الأوربيين بموافقة دولهم ومؤازرتها لهم. في حين أن ذلك كان أسلوبا دفاعيا لمواجهة المد الاستعماري الذي انطلق منذ القرن الخامس عشر والذي دخلت الجزائر من أجله ضمـــن "الخلافة العثمانية " وتحت حمايتها و بمحض اختيارها .
لقد بادرت فرنسا فى "مؤتمر فيينا " 1814/1815م بطرح موضوع " أيالة الجزائر " فاتفق المؤتمرون على تحطيم هذه الدولة فى مؤتمر " إكس لا شابيل " عام 1819م وافقت 30 دولة أوربية على فكرة القضاء على " دولة الجزائر " حيث أسندت المهمة إلى فرنسا وأنكلترا ، وبدأ تحين الفرص حتى تمكنت بحرية البلدين من تدمير الأسطول الجزائري فى معركة " نافاران" Navarin سنة 1827م، حيث كان في نجدة الأسطول العثماني وبذلك انتهت السيطرة الجزائرية على البحر الأبيض المتوسط .
وإضافة لما سبق فقد اختلقت فرنسا مايلي:
- عدم التزام فرنسا بدفع ديونها للخزينة الجزائرية والتى قدمت لها فى شكل قروض مالية ومواد غذائية خاصة خلال المجاعة التى اجتاحت فرنسا بعد ثورة 1789م، وقد قدرت بـ20 مليون ف,,,,* ذهبي فى ذلك الوقت .
- اختلاق حادثة المروحة المشهورة. أخذت الحملة الفرنسية على الجزائر أربعة أبعاد: اقتصادية وسياسية واجتماعية ودينية وكان القرار النهائي بشن الحملة قد اتخذ يوم 30 جانفي 1830م، حيث قام الملك الفرنسي شارل العاشر بتعيين كل من الكونت دي بورمون قائدا عاما للحملة والأميرال دوبري (Duperré) قائدا للأسطول، وفي ماي 1830م حررت الحكومة الفرنسية وثيقـتين لتبرير حملتها، الوثيقة الأولى موجهة للدول الأوربية، والثانية للشعب الجزائري، تعلن فيها أن حملتها تستهدف تأديب العثمانيين وتحرير الجزائريين من سيطرتهم.
وفي 25 ماي 1830م انطلقت الحملة الفرنسية تجاه الشواطئ الجزائرية من ميناء طولون (Toulon)، وقد وضعت خطة الحملة وفق ما رسمه المهندس العسكري الخبير بوتان (Boutin) الذي جاء إلى الجزائر سنة 1808م للتجسس عليها بطلب من الإمبراطور نابليون بونابرت. كان تعداد الحملة حوالي 37.000 رجل موزعين على 3 فرق وعلى رأس كل واحدة منها جنرالا، تحملهم 675 سفينة عليها 112 مدفعا ووصلت الحملة إلى شاطئ سيدي فرج يوم 13 جوان 1830م وشرعت في عملية الأنزال مباشرة في اليوم الموالي.
معركة سيدي فرج و عملية إنزال الفرنسيين
بـدايـة المقاومة الجزائـريـة
قام ديوان الداي بقيادة حسين باشا بوضع خطة المواجهة على أساس أن يكون خط الدفاع الأول في قرية اسطاوالي لعرقلة عملية تقدم القوات الفرنسية نحو هذه القرية التي لم تستطع الوصول إليها إلا في 19 جوان، وفي اسطاوالي تمت أول مواجهة حقيقية بين الطرفين وكانت لعملية فرار ابراهيم آغا قائد الجيش الجزائري انعكاسات سلبية وخطيرة على معنويات الجيش مما دفع بالداي حسين إلى استدعاء المفتي محمد بن العنابي ليطلب منه جمع الشعب واقناع الناس بالجهاد دفاعا عن البلاد، ونصب باي التيطري قائدا على الجيش إلا أن كل ذلك كان بدون جدوى، فلقد تمكنت القوات الفرنسية من الوصول إلى مدينة الجزائر وإرغام الداي حسين على توقيع معاهدة الإستسلام في 5 جويلية والتي تنص على تسليم مدينة الجزائر وتعهد الطرف الفرنسي بالحفاظ على حرية الدين الإسلامي وعلى أملاك الأهالي وتجارتهم وصناعتهم واحترام نسائهم وحرماتهم.
مقاومة الجزائريين للغزو الفرنسي - الجزائر العاصمة
وأمام حالة شغور السلطة عقدت مجموعة من رؤساء القبائل والأعراش الجزائرية منها بني خليل والخشنة وفليسة مؤتمرا لها في "تامنفوست" يوم 23 جويلية 1830م، وقررت فيه عدم الاستسلام للفرنسيين ونتيجة لذلك ظهرت مجموعة من المقاومين الذين أبلوا البلاء الحسن مثل ابن زعمون من قبيلة فليسة والحاج سيدي سعدي من مدينة الجزائر ومحي الدين بن مبارك من القليعة.
ومع ذلك شرعت فرنسا في توجيه فرقها العسكرية للسيطرة على مناطق أخرى بل وفي توجيه حملات بحرية إلى عنابة ووهران وبجاية وغيرها وكانت شدة المقاومة سببا في انسحاب القوات الفرنسية عدة مرات من هذه المناطق. كما أن فرنسا تجاهلت تجاهلا تاما ما تم التوقيع عليه في معاهدة 5 جويلية 1830م. وهذا ما دفع حمدان بن عثمان خوجة إلى القول في "مرآته": "إني أتساءل لماذا تزعزع بلادي في جميع أسسها وتصاب في جميع مبادئها الحيوية. وإلى جانب ذلك أنظر إلى الأوضاع التي توجد عليها دول أخرى مجاورة لنا فلا أرى واحدة مجبرة على تحمل ظروف مشابهة للظروف المفروضة علينا... وعندما أدير البصر إلى الجزائر فإني أرى هؤلاء المساكين يخضعون للاستبداد معرضين للإبادة ولجميع آفات الحرب."
زائر- زائر
رد: ملحمة الجزائر التاريخية
شكرا لك أخي على الموضوع و جزاك الله كل خير
الحسين م- عضو جديد
- رسالة sms :
الجنس :
عدد الرسائل : 11
نقاط التميز : 14478
تاريخ التسجيل : 07/09/2011
مواضيع مماثلة
» المقابلة التاريخية بين الجزائر واسرائيل هام جدا جدا
» ملحمة القاهرة بين مصر والجزائر تنطلق على الساعة 14.30 بتوقيت الجزائر
» ملحمة الاوديسة للشاعر هوميروس
» مجموعة ضخمة من الكتب التاريخية
» المسيلة من اقدم المعالم التاريخية فالجزائر
» ملحمة القاهرة بين مصر والجزائر تنطلق على الساعة 14.30 بتوقيت الجزائر
» ملحمة الاوديسة للشاعر هوميروس
» مجموعة ضخمة من الكتب التاريخية
» المسيلة من اقدم المعالم التاريخية فالجزائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine