الفرنسيون يقاطعون والعرب يشترون

العروبة شعور وإحساس وتاريخ وروابط ولغة وحضارة وتاريخ مشترك، وليست شعار أو أغنية أو ترف فكرى نمارسه ، وإسرائيل عدو استباح الأرض والدم والإنسان احتل وقتل واغتصب ولم يترك بقعة دون مجزرة ، هذه الأمور الثلاثة سالفة الذكر مفهومة ومتفق عليها لدى العام والخاص ولا خلاف ولا اختلاف في عناصر تعريفها وفهمها، ولكن تقع الإشكالية في العلاقة فيما بين هذه المفاهيم والمصطلحات، والشيء المبهم والغير مفهوم حدوث المتناقضات،كيف ابتلعت الغاية الإسرائيلية العروبة واخترقتها بوسيلة التجارة والتطبيع.



الجزر الإسرائيلي يغزو الأسواق الأردنية، وقبل ذلك وجد موز إسرائيلي في السوق الكويتية، وأدوات ماكياج إسرائيلية جرثومية تسبب طفح جلدي في السوق السعودية وقد قيل أنها دخلت سرا ولم تعلم حكومة الكويت والسعودية عنها، في حين الأردن تعلم حكومته بذلك، ما المشكلة فالجزر يقوى النظر وله فوائد جمة، غدا ينتهي موسم الجزر وتنتهي تجارته، ولكن ماذا عن الاتفاق على الشروع في إقامة قناة البحرين التي أعلن عنها النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم، بأن اتفاق ثلاثي بين إسرائيل والأردن والبنك الدولي قد تم لتنفيذ مشروع يربط البحر الأحمر بالبحر الميت، وعلى الضفة الأخرى تقف مصر العروبة تندب حظها على هذا الاتفاق الذي لم تستشار فيه ولم يخبرها أحد وكأن البحر الأحمر لا يخصها ولا يدخل في دائرة أمنها القومي.



في إسرائيل أيضا عمال عرب من مصر ومن الأردن ومن السودان قدموا إلى إسرائيل هم وعائلاتهم يقيمون هناك، وغير وارد عندهم التفكير في العودة لبلدانهم، وفي باريس اقترب الرجلان من بعضهما بعضا، للحد الذي ذكرت فيه صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نزل أثناء زيارته الأخيرة إلى باريس في فندق واحد مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وفي القدس رفضوا التطرق إلى إمكانية أن يكون الزعيمان التقيا، ولكن من الواضح أنه في أثناء مكوثهما المشترك في فندق (كريون) كانت المسافة بينهما قريبة، وقبل ذلك تحدثت بعض المصادر أن أسد سوريا بعث برسالة لرئيس وزراء إسرائيل نتنياهو يعلن فيها رغبته بالسلام والعيش المشترك، والأردن ينفي السماح لدخول الإسرائيليين دون تأشيرات رغم أن موضوع النفي في حد ذاته محل اشتباه، لا يختلف عن الاشتباه في الرفض السعودي السماح للطيران الإسرائيلي باختراق والتحليق في أجوائه، أوليس السعودية صاحبة مبادرة السلام العربية التي باتت خيارا استراتيجيا عربيا لا حياد ولا عودة عنه ولا بديل.



حجم التبادل التجاري بين إسرائيل والدول العربية يرتفع بشكل كبير وملحوظ يقابله تراجع في حجم التجارة العربية البينية وبالتالي استعاض العرب بالتجارة مع إسرائيل عن التجارة فيما بينهم، فحجم التجارة بين كل من الأردن ومصر من جهة وإسرائيل من جهة ثانية سجل ارتفاعا قياسيا، بلغت نسبته ما يزيد عن 42.8%، مع العلم أن الأرقام لغة لا تكذب لكن بعض الضرورات منعت من ذكر كل الأرقام.

يحدث ذلك في الوقت الذي يتضامن فيه المزارعين الفرنسيين مع الشعب الفلسطيني رافضين السياسة العنصرية التي تمارسها إسرائيل، ونظمت حوالي سبعين جمعية مدافعة عن المزارعين الفرنسيين حملة في جنوب غرب فرنسا لمقاطعة الشركات الإسرائيلية المتخصصة في تصدير المنتجات الزراعية خاصة منتجات المستوطنات، فهل ضاعت العروبة عند أهلها لتحط رحالها في فرنسا.

بارك الله فيك على الموضوع القيم

مشكور كثيرررررررررررررررر يا نهى خمسة ومنيح انك مو رينو خمسة

شكرا لك اخي