عروس النيل ,,,و الحب المستحيل
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عروس النيل ,,,و الحب المستحيل
عروس النيل
-1-"جانب من شاطئ نهر النيل في مدينة الفسفاط إبان الفتح الإسلامي لمصر"
الوقت: بعد منتصف الليل بقليل...القمربدر,أشعته تنعكس على صفحة النهر فتبدو مياهه كحبات اللؤلؤ...الماء يتحرك في ملل...نسمع صوت إنسان يتوعد ويهدد,فيخترق صوته جوف الليل... الصوت يقترب شيئا فشيئا,حتى ينتهي إلى شاطئ النهر... يدخل الشاعر آريوس فوق جواده حاملا سيفه,وهو يهدر غاضبا.
آريوسينزل عن جواده ثم يخاطب النيل معاتبا)أيهاالنيل العظيم...أنت الذي اخترتني عدوا برغمي, لكني مازلت على عهدي معك,وسأضل من أخلص خلصائك,ما تراجعت عن عاداتي... سيد الماء...هل هانت عليك أؤمانوسة ؟! ... هل هان عليك قلبان خفقا بالحب على شاطئك؟!أو نسيت رشفات تقاسمنا من ثغرك العذب؟!(يحتد)هل تجحدنا بعد أن باركت حبنا؟ !! ...والله لئن مضيت في عزمك لأقطعن أوصالك؛ ولأجففن جداولك،ولجادلتك والكهنة الذين رشحوها عروسا لك...نعم سأفعل ...لأنك خائن...خائن!! (يمتطي جواده وينطلق على شاطئ النهر يضرب الأشجار والحشائش بسيفه في عشوائية وغيظ)أيها النيل... سأشوه صورتك؛ وسأضربن رقاب زنابقك وزهورك ،وسأصوغ معاناتي معكشعرا تلعنك به العجائز في أمسياهن،وتورثه الأجيال(يصيح صيحة عظيمة ثم يحتد أكثر) سيهجرك غناء القمر،وسيحتجب عنك الشباب والصبايا؛خوفا من غدرك بهم!،ستذبل سنابلك لأنهها سترفض أن ترتوي من ماء الخيانة... سيهجرك الجميع(يدخل جنديان من جنود المسلمين الذين يحرسون المدينة على إثر صياحه وجلبته).
الأول: من هناك؟
آريوس: أنا شاعر النيل.
الثاني: تبا لك ولجنونك! أأنت شاعر النيل وهجاء المسلمين؟!
آريوس: ماذا تريدان أيها العربيان؟
الأول: صوتك أزعج المدينة وأقلق أهلها.
آريوس: لن تنام بعد ليلتها تلك.
الثاني: مجنون...مجنون!!
آريوس: أتركاني وشأني.
الأول: سنحملك إلى الوالي ليحكم في أمرك.
آريوس: مالي وواليكم.
الأول: ألم تهجنا بشعرك؟
آريوس: لا لم أهجكم.
الأول: أنت كاذب...لطالما سمعناك تتغنى بهجائنا في جوف الليل وكنا نغض عنك الطرف؛ لكنا لن نتركك في ليلتك هذه دون مثواك أمام الوالي.
آريوس: اتركاني(يمشي في طريقه إلى جواده).
الثاني: (يقبض عليه)هيا...امش أمامي إلى دار الوالي.
آريوس: (يقاومه) دع...دعني.
الأول: (يعاون صاحبه في اقتياده...يخرجان به إلى دار الوالي).
-2-"مجلس عمرو بن العاص والي المسلمين بمصر"
الوقت: في الصباح الباكر...يدخل أحد الحراس.
الحارس: السلام عليك يا أبا عبد الله.
عمرو: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحارس: لدينا شاب قبطي قبض عليه الحراس الليليون في وقت متأخر من ليلة البارحة على شاطئ النهر وهو يهجوكم.
عمرو: إلي به ومن قبضوا عليه.
الحارس: سمعاً وطاعة (يخرج وبعد لحظة يدخل آريوس والحارسان اللذان قبضا عليه).
عمرو: (للحارسين) لماذا قبضتما عليه؟
الأول: هذا الشاب من اقدر شباب القبط على نظم الشعر.
الثاني: ولقد سمعناه قبل مرة وهو يهجوكم والمسلمين، وكنا نغض الطرف عنه، لكنه تجاوز حدوده في ليلته تلك، وكان يصيح على غير عادته.
عمرو:اسمعني ما كان يقول.
الثاني: عفواً يا سيدي فأنا لا أعرف لغتهم جيداً.
الأول:أنا أعرفها .
عمرو: إذاً فأسمعني أنت ما كان يهجونا به.
الأول:الحقيقة نحن لم نسمع منه كلاماً واضحاً هذه الليلة، لكنه كان منفعلاً وغاضباً فقلنا إنه لابد يهجوكم كعادته.
عمرو:ألم تستوضحا شيئاً مما قال؟
الأول:لا يا سيدي لأننا أقبلنا عليه وهو ثائر، ويهذي بكلام متداخل.
عمرو:إذاً فما لكم عليه سبيل (لآريوس) وأنت... لِمَ صياحك وهذيانك؟ ألا تعلم أنك آذيت الناس بصوتك؟
آريوس: لو استطعت أن أصرخ في أذن الدنيا لفعلت.
عمرو: كل هذا؟
آريوس: (متوتراً) وأكثر .. وأكثر!
عمرو:هل تمر بضائقة؟
آريوس: وماذا أنت صانع لي؟
عمرو: ربما ساعدتك.
آريوسيتنهد) لن تستطيع ... أتسمح لي بالانصراف ؟
عمرو: ليس قبل أن نعرف سبب صياحك وتوترك.
آريوس: نحن قبط.
عمرو:ماذا تقصد؟
آريوس: بعد إحدى عشرة ليلة سيزفون آرمانوسة إلى النيل .. لقد اختارها بعد أن رشحها له الكهنة (في مرارة من بين دموعه) وسترتدي ثياباً وحلياً اشتريتها بنفسي، استعداداً لزفافنا؛ أرأيت أبشع من هذا؟ (في عصبية) لكن ذلك لن يكون أبداً .. ليتوقف النيل عن الجريان ولتتوقف كل أنهار الأرض .. أما هؤلاء الكهنة فما أحسبني إلا قاتلهم، وقاتل أبيها أريطيون إن لم يرجع عن رأيه.
عمرو: ويحك .. هل تصرح هكذا بإباحة دم الناس دون خوف .. أنسيت أنك في حضرة حاكم البلاد؟
آريوس: ولماذا لم تستأ من إهدارهم دم آرمانوسة؛ وقتلي حياً؟
عمرو:هذه طقوسكم التي طالما نبهناكم لخطئها؛ فاتهمتمونا بالتضييق عليكم والتدخل في شئون دينكم (للحارسين) خذا هذا الشاب وتحفظا عليه .. أكرماه وقدما له الطعام؛ حتى نرفع أمره وهذا النهر إلى أمير المؤمنين في المدينة المنورة.
-3-"منزل أريطيون والد أرمانوسة .. تبدو أرمانوسة جالسة أمام مرآة كبيرة، والماشطة تدور من حولها تزينها وتهيئها للزفاف إلى النهر .. أرمانوسة تبكي في حرقة"
الماشطة:لا تبكي أيتها القديسة حتى لا تتلف الزينة.
أرمانوسة: قديسة!!
الماشطة: نعم .. فلم يخترك الكهنة عروساً للنيل إلا لأنك قديسة .. أنا أدرى منك برأي الكهنة.
أرمانوسة:لا أريد أن أكون قديسة .. أريد آريوس .. أريد آريوس (تبكي).
الماشطةتمنع دموعها من التحدر على خدها بمنديل في يدها) قلت لك لا تبكي .. لقد استغرقنا وقتاً طويلاً بسبب بكائك.
أرمانوسة:لن تجف دموعي إلا إذا تركوني لآريوس.
الماشطة: لا تشغلي بالك بآريوس، فالنيل لن يتخلى عنه، وسيهبه المزيد من الصنعة والعذوبة في الشعروسيسمع به القبط في كل مكان مكافأة من النهرالعظيم عن تنازله عنك.
أرمانوسة: آريوس تنازل عن حبي للنهر؟!!
الماشطة: من أجل خير الجميع؛ سيخلدكما التاريخ يا أرمانوسة.
أريطيون: (يفتح باب الغرفة ثم يمد عنقه وما زال واقفاً بالباب) ألم تنتهيا بعد؟ لقد اجتمع الكهنة وصويحبات أرمانوسة وخلق كثير أمام الدار .. هيا عجلا!
الماشطة: قل لابنتك تكف عن البكاء.
أريطيون: بنيتي العزيزة .. لست أول ولا آخر من ستزف إلى النهر؛ واختياره إياك عروساً ما أحسبه إلا تشريفاً لي ولأمك.
أرمانوسة: أمي لم توافق .. وإلا لما لزمت فراشها منذ علمت بترشيحي عروساً للنهر.
أريطيون: أمك موافقة، وما بها الآن أمر عادي فهذه طبيعة الأمهات .. حتى لو كان زفافك لآريوس فإنها كانت ستحزن لفراقك.
الماشطة: هاأنذا قد انتهيت .. هيا أيتها القديسة الجميلة.
أريطيون: (يدخل ويتأبط ذراعها) هيا يا جميلتي.
أرمانوسة: (مذهولة كأنها لا تصدق) أبي هل تسلمني للموت بيديك؟!!
أريطيون: لن تموتي يا أرمانوسة؛ فأنت شهيدة، وكل أهل مصر مدينون لك بالفضل هذا العام كما أدينوا لفتاة قبلك في العام الماضي، وسيدينون لفتيات بعدك في الأعوام المقبلة، انتن واهبات الحياة لشعب مصر.
أرمانوسة: هكذا!!
أريطيون: هيا لا تضيعي الوقت، لقد انتصف النهار وأوشك النهر على الغضب.
(يجرها وهي تمشي من خلفه مكرهة .. يخرجون)
-4-"أرمانوسة في طريقها إلى النهر في موكب مهيب .. الكهنة وأبوها يتقدمون الموكب .. صويحبات أرمانوسة يحطنها بطاقات من زهور اللوتس والزهور البرية الأخرى .. في مؤخرة الموكب يسير خلق كثير"
الفتياتيغنين) النهر أرادها عروسة.
يا ويح قلب آريوس.
بعد زفاف أرمانوسة. (الفتيات يرددن هذه الأغنية حتى يصل الموكب إلى شاطيء النهر)
(كبير الكهنة يتقدم الموكب إلى النهر، ثم يتلو عليه بعض التراتيل قبل إلقاء العروس إلى أحضانه .. قبيل انتهاء الكاهن من تراتيله يدخل آريوس شاهراً سيفه، ويبدو أنه قد هرب من دار الوالي).
آريوس: (وهو على مقربة منهم) تباً لكم وللنهر.. لا نجوت إن هلكت أرمانوسة.
أرمانوسة: (تتهلل بشراً كأنها لا تصدق) آريوس.. أدركني يا آريوس.
كبير الكهنة: دعنا نمضي فيما أتينا من أجله يا بني، ولا تشغب حتى لا تحل لعنة النهر على البلاد.
آريوس: إن نجوتم من لعنة النهر فلن تسلموا من لعنتي ولعنة السماء.
كبير الكهنة: الوقت يمضي في غير صالحنا! .
آريوس: روحي دون أرمانوسة.
أريطيون: ألا تضحي من أجل أن يحيا الشعب؟.
آريوس: ليهلك الشعب ولتهلك كل الحياة ولا تُمس أرمانوسة بسوء.
كيبر الكهنة: (يشير للموكب بالتحرك إلى شاطئ النهر غير عابئ بآريوس).
آريوس: (يرفع يده بالسيف عالياً) إن فعلتم، فسأعمل سيفي في رقابكم جميعاً (يهم جماعة من الحضور بمناوشته وقتاله؛ فيدخل بعض من جنود الوالي الذين يبحثون عن آريوس الهارب)
أحدهم: هذا هو .. أمسكوا به.
آريوس: (يشعر بعدم قدرته على مقاومة الجنود الذين أتوا للقبض عليه وأفراد الشعب، فيوجه سيفه إلى بطنه مهدداً) إياكم أن تقتربوا مني .. لو فعلتم لأغمدت السيف في بطني .
جندي: يحاول أن يستدرجه) آريوس لا تتعجل .. لقد جاء والينا رد من أمير المؤمنين بالمدينة بشأنك .. لا تتعجل فتندم.
آريوس: محذرا)ً تكلم دون أن تقترب مني أيها العربي.
الجندي: وما زال يمشي تجاهه في حذر) صدقني يا آريوس لقد جاءنا رسول أمير المؤمنين اليوم بأخبار تهمك، ولكنك تعجلت فهربت.
آريوس: لو انتظرت رد أميركم لأهلك هؤلاء أرمانوسة ..قلت لك لا تتقدم نحوي .. إني أحذرك ..أحذرك.
الجندي: (يحس صدق عزمه على قتل نفسه فيتراجع إلى الوراء).
رجل: (للجنود) دعونا ننقض عليه وليقتل نفسه إن أراد .. لم يبق لدينا وقت والنهر سوف يغضب(أحد الجنود ينطلق إلى الوالي).
الجندي: انتظروا حتى يأتي الوالي فيفصل في أمركم.
كبير الكهنة: لا حاجة لنا بواليكم فهذا أمر يخص ديننا.
الجندي:لكننا مسؤولون عن سلامة أرواح الناس وحقن دمائهم .
رجل آخر: ولستم مسؤولين عن تلف زروعنا وموت ماشيتنا؟!
الجندي: نحن مسؤولون عن هذا أيضأ.
كبيرالكهنة: إذاً فدعونا وشأننا، فنحن أعلم بما يضرنا وما ينفعنا (يشير لمن معه أن قدموا العروس للنهر) .
آريوس: (يهجم عليهم فيدخل عمرو بن العاص ومعه بعض الحرس قبل أن يشتبك آريوس وأفراد الموكب).
عمرو: (في حزم) كفوا أيديكم عن القتال (الجميع يتراجعون) .
كبير الكهنة: أدام الرب عز الوالي .. إن لنيلنا هذا عادة قد نهيتنا عنها سنة قدومك إلينا وقد رأيت بنفسك غضبه علينا سنتئذ ، وإنا لمضطرون لتقديم إحدى فتياتنا إليه كل عام في نفس الموعد، فهلا ساعدتنا في إنفاذ أمر النيل علينا بإبعاد هذا الشاغب ؟
عمرو: هذا الشاغب محتجز عندي منذ عدة أيام، وقد رفعت أمره والنهر إلى أمير المؤمنين، وإني لأحمد الله تعالى أن جاءني الرد في هذا الوقت القصير؛ حقناً لدمائكم وحفاظاً على أرواح فتياتكم(يشير لأحد الجنود فيتسلم منه رسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. عمرو يفض الرسالة ثم يقرؤها على الملأ) "من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أما بعد: فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الله يجريك؛ فأسأل الله الواحد القهار أن يجريك"(عمرو يتوجه إلى شاطيء النيل ويلقي الرسالة إليه بدلاً من أرمانوسة .. النيل يجري ويتدفق ).
آريوس: (لا يصدق نفسه من شدة الفرح) شكراً لك أيها الوالي .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ( بعض الحضور ينطقون الشهادة آريوس يتأبط ذراع أرمانوسة ويطوف بها شوارع المدينة والفتيات يلقين عليهما الزهور ويغنين بينما وقف بعض القوم أمام الشاطىء غير مصدقين ما حدث!) .
عمرو: (يرفع يديه للسماء) يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
-1-"جانب من شاطئ نهر النيل في مدينة الفسفاط إبان الفتح الإسلامي لمصر"
الوقت: بعد منتصف الليل بقليل...القمربدر,أشعته تنعكس على صفحة النهر فتبدو مياهه كحبات اللؤلؤ...الماء يتحرك في ملل...نسمع صوت إنسان يتوعد ويهدد,فيخترق صوته جوف الليل... الصوت يقترب شيئا فشيئا,حتى ينتهي إلى شاطئ النهر... يدخل الشاعر آريوس فوق جواده حاملا سيفه,وهو يهدر غاضبا.
آريوسينزل عن جواده ثم يخاطب النيل معاتبا)أيهاالنيل العظيم...أنت الذي اخترتني عدوا برغمي, لكني مازلت على عهدي معك,وسأضل من أخلص خلصائك,ما تراجعت عن عاداتي... سيد الماء...هل هانت عليك أؤمانوسة ؟! ... هل هان عليك قلبان خفقا بالحب على شاطئك؟!أو نسيت رشفات تقاسمنا من ثغرك العذب؟!(يحتد)هل تجحدنا بعد أن باركت حبنا؟ !! ...والله لئن مضيت في عزمك لأقطعن أوصالك؛ ولأجففن جداولك،ولجادلتك والكهنة الذين رشحوها عروسا لك...نعم سأفعل ...لأنك خائن...خائن!! (يمتطي جواده وينطلق على شاطئ النهر يضرب الأشجار والحشائش بسيفه في عشوائية وغيظ)أيها النيل... سأشوه صورتك؛ وسأضربن رقاب زنابقك وزهورك ،وسأصوغ معاناتي معكشعرا تلعنك به العجائز في أمسياهن،وتورثه الأجيال(يصيح صيحة عظيمة ثم يحتد أكثر) سيهجرك غناء القمر،وسيحتجب عنك الشباب والصبايا؛خوفا من غدرك بهم!،ستذبل سنابلك لأنهها سترفض أن ترتوي من ماء الخيانة... سيهجرك الجميع(يدخل جنديان من جنود المسلمين الذين يحرسون المدينة على إثر صياحه وجلبته).
الأول: من هناك؟
آريوس: أنا شاعر النيل.
الثاني: تبا لك ولجنونك! أأنت شاعر النيل وهجاء المسلمين؟!
آريوس: ماذا تريدان أيها العربيان؟
الأول: صوتك أزعج المدينة وأقلق أهلها.
آريوس: لن تنام بعد ليلتها تلك.
الثاني: مجنون...مجنون!!
آريوس: أتركاني وشأني.
الأول: سنحملك إلى الوالي ليحكم في أمرك.
آريوس: مالي وواليكم.
الأول: ألم تهجنا بشعرك؟
آريوس: لا لم أهجكم.
الأول: أنت كاذب...لطالما سمعناك تتغنى بهجائنا في جوف الليل وكنا نغض عنك الطرف؛ لكنا لن نتركك في ليلتك هذه دون مثواك أمام الوالي.
آريوس: اتركاني(يمشي في طريقه إلى جواده).
الثاني: (يقبض عليه)هيا...امش أمامي إلى دار الوالي.
آريوس: (يقاومه) دع...دعني.
الأول: (يعاون صاحبه في اقتياده...يخرجان به إلى دار الوالي).
-2-"مجلس عمرو بن العاص والي المسلمين بمصر"
الوقت: في الصباح الباكر...يدخل أحد الحراس.
الحارس: السلام عليك يا أبا عبد الله.
عمرو: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحارس: لدينا شاب قبطي قبض عليه الحراس الليليون في وقت متأخر من ليلة البارحة على شاطئ النهر وهو يهجوكم.
عمرو: إلي به ومن قبضوا عليه.
الحارس: سمعاً وطاعة (يخرج وبعد لحظة يدخل آريوس والحارسان اللذان قبضا عليه).
عمرو: (للحارسين) لماذا قبضتما عليه؟
الأول: هذا الشاب من اقدر شباب القبط على نظم الشعر.
الثاني: ولقد سمعناه قبل مرة وهو يهجوكم والمسلمين، وكنا نغض الطرف عنه، لكنه تجاوز حدوده في ليلته تلك، وكان يصيح على غير عادته.
عمرو:اسمعني ما كان يقول.
الثاني: عفواً يا سيدي فأنا لا أعرف لغتهم جيداً.
الأول:أنا أعرفها .
عمرو: إذاً فأسمعني أنت ما كان يهجونا به.
الأول:الحقيقة نحن لم نسمع منه كلاماً واضحاً هذه الليلة، لكنه كان منفعلاً وغاضباً فقلنا إنه لابد يهجوكم كعادته.
عمرو:ألم تستوضحا شيئاً مما قال؟
الأول:لا يا سيدي لأننا أقبلنا عليه وهو ثائر، ويهذي بكلام متداخل.
عمرو:إذاً فما لكم عليه سبيل (لآريوس) وأنت... لِمَ صياحك وهذيانك؟ ألا تعلم أنك آذيت الناس بصوتك؟
آريوس: لو استطعت أن أصرخ في أذن الدنيا لفعلت.
عمرو: كل هذا؟
آريوس: (متوتراً) وأكثر .. وأكثر!
عمرو:هل تمر بضائقة؟
آريوس: وماذا أنت صانع لي؟
عمرو: ربما ساعدتك.
آريوسيتنهد) لن تستطيع ... أتسمح لي بالانصراف ؟
عمرو: ليس قبل أن نعرف سبب صياحك وتوترك.
آريوس: نحن قبط.
عمرو:ماذا تقصد؟
آريوس: بعد إحدى عشرة ليلة سيزفون آرمانوسة إلى النيل .. لقد اختارها بعد أن رشحها له الكهنة (في مرارة من بين دموعه) وسترتدي ثياباً وحلياً اشتريتها بنفسي، استعداداً لزفافنا؛ أرأيت أبشع من هذا؟ (في عصبية) لكن ذلك لن يكون أبداً .. ليتوقف النيل عن الجريان ولتتوقف كل أنهار الأرض .. أما هؤلاء الكهنة فما أحسبني إلا قاتلهم، وقاتل أبيها أريطيون إن لم يرجع عن رأيه.
عمرو: ويحك .. هل تصرح هكذا بإباحة دم الناس دون خوف .. أنسيت أنك في حضرة حاكم البلاد؟
آريوس: ولماذا لم تستأ من إهدارهم دم آرمانوسة؛ وقتلي حياً؟
عمرو:هذه طقوسكم التي طالما نبهناكم لخطئها؛ فاتهمتمونا بالتضييق عليكم والتدخل في شئون دينكم (للحارسين) خذا هذا الشاب وتحفظا عليه .. أكرماه وقدما له الطعام؛ حتى نرفع أمره وهذا النهر إلى أمير المؤمنين في المدينة المنورة.
-3-"منزل أريطيون والد أرمانوسة .. تبدو أرمانوسة جالسة أمام مرآة كبيرة، والماشطة تدور من حولها تزينها وتهيئها للزفاف إلى النهر .. أرمانوسة تبكي في حرقة"
الماشطة:لا تبكي أيتها القديسة حتى لا تتلف الزينة.
أرمانوسة: قديسة!!
الماشطة: نعم .. فلم يخترك الكهنة عروساً للنيل إلا لأنك قديسة .. أنا أدرى منك برأي الكهنة.
أرمانوسة:لا أريد أن أكون قديسة .. أريد آريوس .. أريد آريوس (تبكي).
الماشطةتمنع دموعها من التحدر على خدها بمنديل في يدها) قلت لك لا تبكي .. لقد استغرقنا وقتاً طويلاً بسبب بكائك.
أرمانوسة:لن تجف دموعي إلا إذا تركوني لآريوس.
الماشطة: لا تشغلي بالك بآريوس، فالنيل لن يتخلى عنه، وسيهبه المزيد من الصنعة والعذوبة في الشعروسيسمع به القبط في كل مكان مكافأة من النهرالعظيم عن تنازله عنك.
أرمانوسة: آريوس تنازل عن حبي للنهر؟!!
الماشطة: من أجل خير الجميع؛ سيخلدكما التاريخ يا أرمانوسة.
أريطيون: (يفتح باب الغرفة ثم يمد عنقه وما زال واقفاً بالباب) ألم تنتهيا بعد؟ لقد اجتمع الكهنة وصويحبات أرمانوسة وخلق كثير أمام الدار .. هيا عجلا!
الماشطة: قل لابنتك تكف عن البكاء.
أريطيون: بنيتي العزيزة .. لست أول ولا آخر من ستزف إلى النهر؛ واختياره إياك عروساً ما أحسبه إلا تشريفاً لي ولأمك.
أرمانوسة: أمي لم توافق .. وإلا لما لزمت فراشها منذ علمت بترشيحي عروساً للنهر.
أريطيون: أمك موافقة، وما بها الآن أمر عادي فهذه طبيعة الأمهات .. حتى لو كان زفافك لآريوس فإنها كانت ستحزن لفراقك.
الماشطة: هاأنذا قد انتهيت .. هيا أيتها القديسة الجميلة.
أريطيون: (يدخل ويتأبط ذراعها) هيا يا جميلتي.
أرمانوسة: (مذهولة كأنها لا تصدق) أبي هل تسلمني للموت بيديك؟!!
أريطيون: لن تموتي يا أرمانوسة؛ فأنت شهيدة، وكل أهل مصر مدينون لك بالفضل هذا العام كما أدينوا لفتاة قبلك في العام الماضي، وسيدينون لفتيات بعدك في الأعوام المقبلة، انتن واهبات الحياة لشعب مصر.
أرمانوسة: هكذا!!
أريطيون: هيا لا تضيعي الوقت، لقد انتصف النهار وأوشك النهر على الغضب.
(يجرها وهي تمشي من خلفه مكرهة .. يخرجون)
-4-"أرمانوسة في طريقها إلى النهر في موكب مهيب .. الكهنة وأبوها يتقدمون الموكب .. صويحبات أرمانوسة يحطنها بطاقات من زهور اللوتس والزهور البرية الأخرى .. في مؤخرة الموكب يسير خلق كثير"
الفتياتيغنين) النهر أرادها عروسة.
يا ويح قلب آريوس.
بعد زفاف أرمانوسة. (الفتيات يرددن هذه الأغنية حتى يصل الموكب إلى شاطيء النهر)
(كبير الكهنة يتقدم الموكب إلى النهر، ثم يتلو عليه بعض التراتيل قبل إلقاء العروس إلى أحضانه .. قبيل انتهاء الكاهن من تراتيله يدخل آريوس شاهراً سيفه، ويبدو أنه قد هرب من دار الوالي).
آريوس: (وهو على مقربة منهم) تباً لكم وللنهر.. لا نجوت إن هلكت أرمانوسة.
أرمانوسة: (تتهلل بشراً كأنها لا تصدق) آريوس.. أدركني يا آريوس.
كبير الكهنة: دعنا نمضي فيما أتينا من أجله يا بني، ولا تشغب حتى لا تحل لعنة النهر على البلاد.
آريوس: إن نجوتم من لعنة النهر فلن تسلموا من لعنتي ولعنة السماء.
كبير الكهنة: الوقت يمضي في غير صالحنا! .
آريوس: روحي دون أرمانوسة.
أريطيون: ألا تضحي من أجل أن يحيا الشعب؟.
آريوس: ليهلك الشعب ولتهلك كل الحياة ولا تُمس أرمانوسة بسوء.
كيبر الكهنة: (يشير للموكب بالتحرك إلى شاطئ النهر غير عابئ بآريوس).
آريوس: (يرفع يده بالسيف عالياً) إن فعلتم، فسأعمل سيفي في رقابكم جميعاً (يهم جماعة من الحضور بمناوشته وقتاله؛ فيدخل بعض من جنود الوالي الذين يبحثون عن آريوس الهارب)
أحدهم: هذا هو .. أمسكوا به.
آريوس: (يشعر بعدم قدرته على مقاومة الجنود الذين أتوا للقبض عليه وأفراد الشعب، فيوجه سيفه إلى بطنه مهدداً) إياكم أن تقتربوا مني .. لو فعلتم لأغمدت السيف في بطني .
جندي: يحاول أن يستدرجه) آريوس لا تتعجل .. لقد جاء والينا رد من أمير المؤمنين بالمدينة بشأنك .. لا تتعجل فتندم.
آريوس: محذرا)ً تكلم دون أن تقترب مني أيها العربي.
الجندي: وما زال يمشي تجاهه في حذر) صدقني يا آريوس لقد جاءنا رسول أمير المؤمنين اليوم بأخبار تهمك، ولكنك تعجلت فهربت.
آريوس: لو انتظرت رد أميركم لأهلك هؤلاء أرمانوسة ..قلت لك لا تتقدم نحوي .. إني أحذرك ..أحذرك.
الجندي: (يحس صدق عزمه على قتل نفسه فيتراجع إلى الوراء).
رجل: (للجنود) دعونا ننقض عليه وليقتل نفسه إن أراد .. لم يبق لدينا وقت والنهر سوف يغضب(أحد الجنود ينطلق إلى الوالي).
الجندي: انتظروا حتى يأتي الوالي فيفصل في أمركم.
كبير الكهنة: لا حاجة لنا بواليكم فهذا أمر يخص ديننا.
الجندي:لكننا مسؤولون عن سلامة أرواح الناس وحقن دمائهم .
رجل آخر: ولستم مسؤولين عن تلف زروعنا وموت ماشيتنا؟!
الجندي: نحن مسؤولون عن هذا أيضأ.
كبيرالكهنة: إذاً فدعونا وشأننا، فنحن أعلم بما يضرنا وما ينفعنا (يشير لمن معه أن قدموا العروس للنهر) .
آريوس: (يهجم عليهم فيدخل عمرو بن العاص ومعه بعض الحرس قبل أن يشتبك آريوس وأفراد الموكب).
عمرو: (في حزم) كفوا أيديكم عن القتال (الجميع يتراجعون) .
كبير الكهنة: أدام الرب عز الوالي .. إن لنيلنا هذا عادة قد نهيتنا عنها سنة قدومك إلينا وقد رأيت بنفسك غضبه علينا سنتئذ ، وإنا لمضطرون لتقديم إحدى فتياتنا إليه كل عام في نفس الموعد، فهلا ساعدتنا في إنفاذ أمر النيل علينا بإبعاد هذا الشاغب ؟
عمرو: هذا الشاغب محتجز عندي منذ عدة أيام، وقد رفعت أمره والنهر إلى أمير المؤمنين، وإني لأحمد الله تعالى أن جاءني الرد في هذا الوقت القصير؛ حقناً لدمائكم وحفاظاً على أرواح فتياتكم(يشير لأحد الجنود فيتسلم منه رسالة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. عمرو يفض الرسالة ثم يقرؤها على الملأ) "من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى نيل مصر، أما بعد: فإن كنت تجري من قبلك فلا تجر، وإن كان الله يجريك؛ فأسأل الله الواحد القهار أن يجريك"(عمرو يتوجه إلى شاطيء النيل ويلقي الرسالة إليه بدلاً من أرمانوسة .. النيل يجري ويتدفق ).
آريوس: (لا يصدق نفسه من شدة الفرح) شكراً لك أيها الوالي .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ( بعض الحضور ينطقون الشهادة آريوس يتأبط ذراع أرمانوسة ويطوف بها شوارع المدينة والفتيات يلقين عليهما الزهور ويغنين بينما وقف بعض القوم أمام الشاطىء غير مصدقين ما حدث!) .
عمرو: (يرفع يديه للسماء) يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
الفراشة- مشرفة
-
رسالة sms : احبكم في الله
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1229
نقاط التميز : 18896
تاريخ التسجيل : 12/08/2008
رد: عروس النيل ,,,و الحب المستحيل
رغم طول القصة قليلا (فقد تعبت عيناي) هههههههههههه
الا أنها قصة رائعة
مشكورة
لكن نصيحة الى أخواني الأعزاء زمن الحب العفيف ذهب أدراج الرياح
الى من رحم ربك
الا أنها قصة رائعة
مشكورة
لكن نصيحة الى أخواني الأعزاء زمن الحب العفيف ذهب أدراج الرياح
الى من رحم ربك
هشام الشاوي- ك.ش
-
رسالة sms : لاتنسونا من دعاءكم
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 2882
نقاط التميز : 20082
تاريخ التسجيل : 18/02/2009
رد: عروس النيل ,,,و الحب المستحيل
wwwwwwwwaaaaaaaaaawwwwwwwww
haylaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
haylaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii
زائر- زائر
رد: عروس النيل ,,,و الحب المستحيل
مشكووووووووووووووووووورة فراشة
قصة روعة
وانت اروع
تقبلي مروري
قصة روعة
وانت اروع
تقبلي مروري
nero05- مشرف
-
رسالة sms :
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 820
نقاط التميز : 18077
تاريخ التسجيل : 08/07/2009
الفراشة- مشرفة
-
رسالة sms : احبكم في الله
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1229
نقاط التميز : 18896
تاريخ التسجيل : 12/08/2008
مواضيع مماثلة
» من المستحيل إخفاء الحب ؟؟؟ مارأيكم ؟
» تأمل المستحيل
» عشقي المستحيل
» الحب .. يسمع ..الحب ..يخاطبنا ونخاطبه .. ويسعدنا ونسعده
» نعم .. الحب الحقيقي لا يموت .. الحب الحقيقي يبقى حتى النهاية
» تأمل المستحيل
» عشقي المستحيل
» الحب .. يسمع ..الحب ..يخاطبنا ونخاطبه .. ويسعدنا ونسعده
» نعم .. الحب الحقيقي لا يموت .. الحب الحقيقي يبقى حتى النهاية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine