اجعَلُو الحب في وَضَحِ النَّهار
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اجعَلُو الحب في وَضَحِ النَّهار
يقولون: حبُّوا قبلَ أنْ تتزوَّجوا،
وتعرَّفوا على الفتيات قبل أنْ تتورَّطوا معهم في زواجٍ أبدي، ويُخطِّط هؤلاء إلى التقرُّب من الفتاة، ولمسها وخدش
حيائها، وانتهاك حرماتها، وهم يُضمِرون في داخلهم ما يُضمِره الأسد في سريرته لفريسته، وقد أصبحَتْ هذه النَّغَمة
وكأنها حقيقةٌ واقِعةٌ تُردِّدها الأعمال الدِّراميَّة، ولمسات الحياة الفنيَّة على شاشاتٍ خادِعة، لا ينضَوِي خلفَ قِناعها
سوى مكرٍ ودهاءٍ، وما ترتَّب عليها سوى ضَياعِ أجيالٍ بكاملها، طابَ لها أنْ تَسلُك تلك السُّبُل، وتمادَتْ فيها حتى
وصَلتْ إلى الزَّواج السرِّي أو العرفي، وربما الزنا دون أنْ يحمل أيَّ مُسمًّى آخَر زائف.
وبين هاتيك وتلكم احتارَ جمعٌ غفير من الشباب بجنسَيْه، لم يستَطِع أنْ يقف ساكنًا مثلَما لم يستطع أن يُقلِّد ما يرى،
فَرَاحَ يَعبَث من قريبٍ أو بعيدٍ بأحلام فتاةٍ هي الأخرى تبحَثُ عنه بحثَه عنها؛ كي يَقُومَا معًا بأداء دورٍ شاهَداه على
إحدى الشاشات، أو قصَّة سمعها أحدُ الطرفين فوَدَّ أنْ يكون بطلاً لمثلها، وللأَسَفِ صارَ الجميع يُشجِّع تلك الأفعال،
بحيث صارَ مَن يتزوَّج قبل أن يحبَّ من جمهور الشواذِّ عن المجتمع؛ لكي تنقَلِب وقائع الحياة ومُسلَّماتها، ولكي نعبَث
بالعُقُول والأفئِدة حتى وصَلَتِ المدارِك إلى الدَّرك الأسفل من الانحِطاط والدَّناءة.
مَن الذي حرَم الناس من الحبِّ الحَلال؟ ومَن الذي سمح للفَتاة بالاقتِرانَ بفتى دون عِلم أهلها؟ ومَن قال: حبُّوا قبلَ
الزواج؟
نعم يُمكِن الحب قبلَ الزواج، ولكن في إطاره الواقعي، ألاَ توجد فترة خطبة؟ ألاَ يُسمَح فيها بالحب؟
نعم
يُسمَح فيها بما يُقرِّب الأفئدة، لا ما يخدش الحياء، هي فترةٌ انتقاليَّة بين انتِقال الفتى والفتاة من مرحلة اللامعرفة
ببعضهما إلى التعارُف والامتِزاج والتحاب، وهي أيضًا اختبارٌ يَحمِل في طَيِّه فَهْمَ السُّلوك والطِّباع، وقدرة الطرفين على
تَحَمُّل بعضهما في الشِّدَّة كما في الرَّخاء.
تلك هي مهمَّة فترة الخطبة، تعارُف مُقنَّن، وتقارُب أفئدة مُقبِلة على اقتِرانٍ شرعي علني، لا زواج عرفي سريٍّ،
هي فخرٌ لوالد الفتاة ومَسَرَّة لقلبه، أمَّا الآخَر فإنَّه مَذَلَّة ومَسَبَّة، وقبلَ ذلك مَعصِيَة للخالق، وخروج عن طرائق الحياة
وبداهتها، فمَن منكم فَكَّرَ في فعْل ذلك أنَّه كما يَدِين يُدان؟ وكلٌّ يَعرِف تلك المسلَّمة، ولكن لا يتَّعِظ بها أحد، بل صِرنا
نتأفَّف منها ومن مَثِيلاتها لأنَّنا بعدنا عن طريق الله - عزَّ وجلَّ.
فمَن أعجبَتْه فتاةٌ ورأى أنَّه يَوَدُّ الارتِباط بها، فعليه أن يُجِيبَ على نفسه فيما إذا كان بمقدوره أنْ يتقدَّم لوَالِدِها حالاً، أم
أنَّه سيتذرَّع بأنَّه لم يستعدَّ بعد، فإنْ كان الأمر كذلك، فلماذا تَفرِض نفسك عليها وتورِّطها في اقترانٍ لو عرف أهلها
بشأنِه لقتَلُوها وعامَلُوها مُعامَلةً في مُنتَهَى القسوة، أهذا ما تُسمِّيه حبًّا؟! أذاك ما تَرضاه لها أن تُضرَب وتُهان وهي
حبيبتك؟! إنَّك مَن سبَّب لها ذلك، وأنت مَن فتَح الباب على مِصراعَيْه أمامَها لتُرافِق غيرك حينما تهجُرها أو تهجُرك،
أتُسَمِّي هذا حبًّا؟! هل تَجرُؤ على مُواجَهة أهلك به؟! وهل تَرضَى لأختك بمثله؟!
إنْ كان هذا هكذا فالموت أرحم!
إنَّا لا نَكرَه الحب، ولا نَرضَى بحياة دونه، ولكن اجعَلُوه في وَضَحِ النَّهار، الكلُّ يَراه ولا يمقته، بل يُثنِي عليه ويدعو لك
بدَوامِه، واحذَر من التَّقلِيد أو الغَيْرَة، بل اجعَل تاريخَك نظيفًا مشرفًا كي يكون عونك في المستقبل على الاقتِران بِمَن
تُرِيد وبِمَن أحببتَ، لا أنْ يقف عقبةً بحجَّة أنَّك إنسانٌ لَعُوبٌ ولاهٍ، لا تحتَرِم حرمات البيوت، ولا تُقدِّر من أين تُدخَل.
وتعرَّفوا على الفتيات قبل أنْ تتورَّطوا معهم في زواجٍ أبدي، ويُخطِّط هؤلاء إلى التقرُّب من الفتاة، ولمسها وخدش
حيائها، وانتهاك حرماتها، وهم يُضمِرون في داخلهم ما يُضمِره الأسد في سريرته لفريسته، وقد أصبحَتْ هذه النَّغَمة
وكأنها حقيقةٌ واقِعةٌ تُردِّدها الأعمال الدِّراميَّة، ولمسات الحياة الفنيَّة على شاشاتٍ خادِعة، لا ينضَوِي خلفَ قِناعها
سوى مكرٍ ودهاءٍ، وما ترتَّب عليها سوى ضَياعِ أجيالٍ بكاملها، طابَ لها أنْ تَسلُك تلك السُّبُل، وتمادَتْ فيها حتى
وصَلتْ إلى الزَّواج السرِّي أو العرفي، وربما الزنا دون أنْ يحمل أيَّ مُسمًّى آخَر زائف.
وبين هاتيك وتلكم احتارَ جمعٌ غفير من الشباب بجنسَيْه، لم يستَطِع أنْ يقف ساكنًا مثلَما لم يستطع أن يُقلِّد ما يرى،
فَرَاحَ يَعبَث من قريبٍ أو بعيدٍ بأحلام فتاةٍ هي الأخرى تبحَثُ عنه بحثَه عنها؛ كي يَقُومَا معًا بأداء دورٍ شاهَداه على
إحدى الشاشات، أو قصَّة سمعها أحدُ الطرفين فوَدَّ أنْ يكون بطلاً لمثلها، وللأَسَفِ صارَ الجميع يُشجِّع تلك الأفعال،
بحيث صارَ مَن يتزوَّج قبل أن يحبَّ من جمهور الشواذِّ عن المجتمع؛ لكي تنقَلِب وقائع الحياة ومُسلَّماتها، ولكي نعبَث
بالعُقُول والأفئِدة حتى وصَلَتِ المدارِك إلى الدَّرك الأسفل من الانحِطاط والدَّناءة.
مَن الذي حرَم الناس من الحبِّ الحَلال؟ ومَن الذي سمح للفَتاة بالاقتِرانَ بفتى دون عِلم أهلها؟ ومَن قال: حبُّوا قبلَ
الزواج؟
نعم يُمكِن الحب قبلَ الزواج، ولكن في إطاره الواقعي، ألاَ توجد فترة خطبة؟ ألاَ يُسمَح فيها بالحب؟
نعم
يُسمَح فيها بما يُقرِّب الأفئدة، لا ما يخدش الحياء، هي فترةٌ انتقاليَّة بين انتِقال الفتى والفتاة من مرحلة اللامعرفة
ببعضهما إلى التعارُف والامتِزاج والتحاب، وهي أيضًا اختبارٌ يَحمِل في طَيِّه فَهْمَ السُّلوك والطِّباع، وقدرة الطرفين على
تَحَمُّل بعضهما في الشِّدَّة كما في الرَّخاء.
تلك هي مهمَّة فترة الخطبة، تعارُف مُقنَّن، وتقارُب أفئدة مُقبِلة على اقتِرانٍ شرعي علني، لا زواج عرفي سريٍّ،
هي فخرٌ لوالد الفتاة ومَسَرَّة لقلبه، أمَّا الآخَر فإنَّه مَذَلَّة ومَسَبَّة، وقبلَ ذلك مَعصِيَة للخالق، وخروج عن طرائق الحياة
وبداهتها، فمَن منكم فَكَّرَ في فعْل ذلك أنَّه كما يَدِين يُدان؟ وكلٌّ يَعرِف تلك المسلَّمة، ولكن لا يتَّعِظ بها أحد، بل صِرنا
نتأفَّف منها ومن مَثِيلاتها لأنَّنا بعدنا عن طريق الله - عزَّ وجلَّ.
فمَن أعجبَتْه فتاةٌ ورأى أنَّه يَوَدُّ الارتِباط بها، فعليه أن يُجِيبَ على نفسه فيما إذا كان بمقدوره أنْ يتقدَّم لوَالِدِها حالاً، أم
أنَّه سيتذرَّع بأنَّه لم يستعدَّ بعد، فإنْ كان الأمر كذلك، فلماذا تَفرِض نفسك عليها وتورِّطها في اقترانٍ لو عرف أهلها
بشأنِه لقتَلُوها وعامَلُوها مُعامَلةً في مُنتَهَى القسوة، أهذا ما تُسمِّيه حبًّا؟! أذاك ما تَرضاه لها أن تُضرَب وتُهان وهي
حبيبتك؟! إنَّك مَن سبَّب لها ذلك، وأنت مَن فتَح الباب على مِصراعَيْه أمامَها لتُرافِق غيرك حينما تهجُرها أو تهجُرك،
أتُسَمِّي هذا حبًّا؟! هل تَجرُؤ على مُواجَهة أهلك به؟! وهل تَرضَى لأختك بمثله؟!
إنْ كان هذا هكذا فالموت أرحم!
إنَّا لا نَكرَه الحب، ولا نَرضَى بحياة دونه، ولكن اجعَلُوه في وَضَحِ النَّهار، الكلُّ يَراه ولا يمقته، بل يُثنِي عليه ويدعو لك
بدَوامِه، واحذَر من التَّقلِيد أو الغَيْرَة، بل اجعَل تاريخَك نظيفًا مشرفًا كي يكون عونك في المستقبل على الاقتِران بِمَن
تُرِيد وبِمَن أحببتَ، لا أنْ يقف عقبةً بحجَّة أنَّك إنسانٌ لَعُوبٌ ولاهٍ، لا تحتَرِم حرمات البيوت، ولا تُقدِّر من أين تُدخَل.
leader كريم- ك.ش
-
الهويات :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1041
نقاط التميز : 16766
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
رد: اجعَلُو الحب في وَضَحِ النَّهار
أولا اهنئك اخي الزعيم على الموضوع القيم كما عودتنا دائما
ثانيا جزاك الله خيرا ووضعها في ميزان حسناتك
و الله لا املك أي تعليق ففي مثل هذه اللحظات يقول المرء (بدون تعليق )لان كل شيءواضح و صحيح
بارك الله فيك
ثانيا جزاك الله خيرا ووضعها في ميزان حسناتك
و الله لا املك أي تعليق ففي مثل هذه اللحظات يقول المرء (بدون تعليق )لان كل شيءواضح و صحيح
بارك الله فيك
batnya- المراقبة العامة
-
رسالة sms : كرامتي كعلبة الدواء لا تترك في متناول الصغار
الهويات :
المهن :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 564
نقاط التميز : 16036
تاريخ التسجيل : 10/02/2011
رد: اجعَلُو الحب في وَضَحِ النَّهار
العفو
حتى لا اكون انتهازيا
لم تكن كل هده كلمات انا
و لكن المؤكد انها تعبر عن ما يجول ب خاطري
شكرا لك اختى الباتنية على مرورك العطر و ردك المميز
leader كريم- ك.ش
-
الهويات :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1041
نقاط التميز : 16766
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
leader كريم- ك.ش
-
الهويات :
الاعلام :
الجنس :
عدد الرسائل : 1041
نقاط التميز : 16766
تاريخ التسجيل : 31/03/2011
مواضيع مماثلة
» الحب .. يسمع ..الحب ..يخاطبنا ونخاطبه .. ويسعدنا ونسعده
» ليس من يتكلم عن الحب ... كمن يتألم من الحب...
» نعم .. الحب الحقيقي لا يموت .. الحب الحقيقي يبقى حتى النهاية
» ما هو الحب ؟
» عيد الحب
» ليس من يتكلم عن الحب ... كمن يتألم من الحب...
» نعم .. الحب الحقيقي لا يموت .. الحب الحقيقي يبقى حتى النهاية
» ما هو الحب ؟
» عيد الحب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس يناير 26, 2023 4:51 pm من طرف guerna noureddine
» حضارات ماقبل التاريخ
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:36 pm من طرف بن عامر لخضر
» واد سوف على مر الزمان ثاني اكبر معلم تاريخي فالجزائر
الخميس نوفمبر 16, 2017 5:34 pm من طرف بن عامر لخضر
» من أقطابنا لبرج الغدير : زاوية سيدي احسن بلدية غيلاسة دائرة برج الغدير
الثلاثاء نوفمبر 14, 2017 6:38 pm من طرف بن عامر لخضر
» انتشار الامازيغ
الأحد أكتوبر 22, 2017 6:40 am من طرف بن عامر لخضر
» من اقطابنا لبرج الغدير: رحلة في ذكرى 8ماي1945( بئر ميشوبأولاد سي احمد )
السبت أكتوبر 21, 2017 5:56 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 1:09 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : منارة علم بقرية الدشرة ( مسجد الحاج الشريف )
الأحد أكتوبر 08, 2017 12:57 pm من طرف بن عامر لخضر
» برج الغدير : معلم أثري يكاد يندثر ( الضريح الروماني ببرج الشميسة )
الإثنين أكتوبر 02, 2017 6:42 am من طرف بن عامر لخضر
» مجموعة أطروحات دكتوراه دولة في الإقتصاد.
الجمعة مارس 31, 2017 9:25 pm من طرف yacine ha
» بعض من مؤلفات الدكتور محمد الصغير غانم
الثلاثاء مارس 21, 2017 8:42 am من طرف cherifa cherifa
» ربح المال مجانا من الانترنت
السبت فبراير 25, 2017 9:15 am من طرف mounir moon
» موسوعة كتب الطبخ
الجمعة فبراير 24, 2017 4:43 pm من طرف mounir moon
» cours 3eme année vétérinaire
الجمعة فبراير 24, 2017 4:38 pm من طرف mounir moon
» اين انتم
الإثنين فبراير 13, 2017 2:47 pm من طرف guerna noureddine