معاناة الزواج المبكر

الإهداء لمن يهوى القصص ويحب الأدب،،

...الأب سمير

الأم نرجس

ولديهم اربعة اطفال

الكبرى سهر تبلغ الثالثة عشر من عمرها

جميلة ومن عائلة ثرية

وهي تسكن مع والديها واخيها رعد

الذي يصغرها بعام واحد

واختيها الأصغر منها سناء و هيفاء

تحب اللعب كثيرا معهن وخصوصاً بالدمى

وكان الوالدان يحبوهم إلى درجة الجنون
والخوف عليهم كثيراً من مصاعب ومتقلبات الحياة...

وفي يوم أخذهم الأب في نزهة للحدائق عامة والالعاب الترفيهية

وقضوا يوما في سعادة ومرح وانطلاق

وبطريق العودة لمنزلهم اقترح الأب أن يزوروا بيت عائلته

ووجد الإقتراح قبولاً من الجميع
لكن ...
تفاجأ الجميع -عند وصولهم لبيت الجد -بأصدقاء للجَد مدعوين على العشاء
وانتشر الكل كلٌ حسب رغبته
البنات والإبن ذهبوا الى حديقة البيت الكبيرة للعب والمرح

اما الأم فجالست الجدة
والاب كان مع والده وضيوفه

ومر الوقت سريعا بين لعب من الأطفال وتجاذب حديث من الكبار
وانتبه الأب الي دخول الليل فنادى أفراد اسرته وقال:
يا أبنائي حان وقت الذهاب فلنستعد لذلك
وتبادل الجميع التحايا بكل ود وحب ثم انصرفوا في سعادة

وفي صباح اليوم التالي

رن نقال الاب سمير وكان الاتصال من أختهِ الكبرى كانت تريد ان تسأل عنه وعن الجميع

واتفقت مع أخيها أن يذهب إليها والعائلة بأكملها على العشاء

وفرحت البنات لأنهن سوف يلعبن مع إبن’ عمتهن فريال

وما هي إلا ساعات حتى صار موعد العشاء وكان الجميع على أهبة الاستعداد للإنطلاق الى بيت العمة

وبالفعل ركبوا السيارة وانطلق أبوهم بهم الى بيت أخته

واستقبلهم زوج العمة بترحاب وود

فريال لديها بنت واحدة وولدان هاشم وناطق

الأكبر هاشم ويبلغ من العمر 22 سنة

وناطق مازال صغير

تناولوا وجبة العشاء وهم يعيشون أجمل الأجواء الأسرية بتلك الليلة

واتفقوا على أن يكونوا ضيوف لسمير باليوم التالي

ووافقت فريال وزوجها.

فكم هو جميل ان يكون التوادد والتراحم بين الاخوة والعائلة بأكملها

بالفعل كان اليوم الثاني جميل بأجمل إشراقة منذ الصباح وعائلة سمير تترقب قدوم اسرة العمة

فقد كان يومأً مميزاً ولن ينساه الجميع ابداً

حيث بعد تناول العشاء وبعد الحوارات الجميلة

وأمور أخرى مرت بحياتهم يتذكرونها ويضحكون وعلى مواقف طريفة

مرت بحياة كل واحد منهم

الكبار يتسامرون والاطفال كانوا يلعبون ويمرحون

وفي وسط تلك الضوضاء من الجميع وفي طيات ضحكاتهم الرنانة

فاتحت فريال أخيها سمير بموضوع خاص وشخصي
وهي ترتجي منه الخير

فقد ابدت رغبتها ان تكون سهر من نصيب ابنها زوجة ورفيقة درب
فما كان من الأب إلا أن رد بتلاقئية مجاملاً لأخته الاب :
إنها لك وهل أجد أعز من اختي لأعطيها ابنتي .. ظاناً ان الحديث من قبيل المزح لا أكثر

فما كان من فريال إلا ان احتضنت أخاها اعراباً عن سعادتها بموافقته السريعة دون تردد وانهالت عليه بكلمات الشكر والدعوات ان تكون زيجة موفقة وقال :
وهذا من طمعي بكرمك المعهود وسوف اضعها بعيوني والله

وهنا انتبه سمير إلي أن أخته اخذت الكلام بمحمل الجد وشعر بغصه لم يستطع اخفاءها

كانت نرجس ترقب كل هذا وهي واجمة وقد رسمت على شفتاها ابتسامة جامدة
فهي تعلم جيدا أنها لن تستطيع مراجعة زوجها في كلامه
وبعدها جرى الامر سريعا
وشاءت الأقدار أن تتزوج سهر من هاشم ابن عمتها فريال
ومرت السنة الأولى من الزواج تحفها السعادة والهناء
فإزداد ترابط الأسرة بزواج سهر وهاشم وكانت الجلسات العائلية لا تنقطع طوال تلك السنة
لكن دوام الحال من المحال

نكد وبكاء وحزن شديد اصاب العائلتين ، مشاكل بحق مفتعلة وحقيقة

وهرب اليقين بأمر الله والرضا بقضاؤه
وهربت امور كثيرة امام لحظات شيطانية
فتناسى الكل العائلة وترابطها والود الذي جمعهم سنوات وسنوات

كانت بسبب ان سهر لم تستطيع الانجاب لمدة سنة كاملة من زواجها

عادات وتقاليد قديمة مزقت صفو وراحة العائلة وأسرها
اتفقوا على الحب والترابط من أول يوم

ونسوا وتناسوا أنهم أخوة وأهل

مشاكل الاب سمير مع اخته فريال

ام سهر في بكاء دائم لحال ابنتها التي عادت بعد سنة من زواجها

بسبب أمر لم يأذن به رب العرش

بكاء ونكد بعد أفراح وسعادة


ام سمير-الجدة-تتفق مع ابنتها الوحيدة فريال وتجعل الذنب بحق عائلة سمير

وسبحان الله انحازت لإبنتها وتناست ان سمير هو أيضا إبنها
امور كثيرة تغيرت أمام ناظري سمير كانت نتيجتها أن ابتعد بإبنته المجروحة ورضي بحكم الله العادل

فأخذ برأس ابنته سهر

وقال:
يا بنيتي الحبيبة انا من أخطأت في حقك وتسببت لكِ في كل هذا
اسف ياحبيبتي وبنتي الكبرى

أجابته سهر وهي تبكي بكاء الطفل الفاقد للحنان والامان :

بابا آه آه يا بابا ابقوني معكم أنا إبنتكم ولاتتخلوا عني أرجوكم

الأم انهارت من اجل ابنتها الحبيبة وماحدث لها

شهور وهي ترقد ببيت اهلها في حالة نفسية سيئة

وبعد 6 أشهر علموا أن هاشم تزوج بأخرى حتى يحظى بالولد

عندها
اقتادت النار بقلب الأب سمير

وذهب يهدد ويتوعد بأنه إذا لم يطلق سهر فسوف يقتص منه غير مبالي بصلة رحم

فما كان من هاشم إلا أن أذعن لرغبة خاله ففي كل الأحوال لم تعد له حاجة لسهر العقيم التي لا تُنجب
...وبعد ايام تمت إجراءات الطلاق
عندها فقط ارتاحت سهر وأمها والأب أيضا من ذاك الهم الحارق للقلب

ولكنه خسر اختهُ للنهاية بهذا القدر المقدر من الله الكريم

مرت سنتين وسهر مع أهلها تتعافى مما كانت فيه من ألم نفسي

واذا بها تُطلب للزواج من رجلٍ

آخر وعائلة أخرى

ولكنها رفضت بقوة وتذكرت ما عانته في زواجها الأول
وصرخت بقوة سوف احرق نفسي إن أجبرتموني على الزواج مرة أخرى

اتركوني وشأني ألم يكفيكم ماحدث لي

ألم تكفيكم معاناتي ،كفى كفى إنني أنا الضحية وأنا تلك السلعة بنظركم

تبيعوني ويشتروني

بالله عليكم اتركوني فالموت أحب من أن أتزوج مرة أخرى

الاب سمير: لا لا لا والله لن أزوجك ولن أدعكِ تقولي هذا الكلام مرة اخرى

إنكِ للعيون نظر وللقلب دقة يا إبنتي الحبيبة

ورفض أولئك الناس ولم يعد يفتح الموضوع معها مرة أخرى

وكان يرفض خطابها دون أن يعلمها بأمرهم

وتناست سهر ما كنت فيه وعادت امورها في بيت أبيها الى ذلك الحنان التي تغرقها فيه أمها
وذلك الإحتواء الذي يلفها فيه والدها


وفي يوم كانت مع أمها في السوق
واذا بها ترمق بعينها شاب يلاحقهم إلى باب البيت

وبعد يومين سأل عنهم وعلم عن العائلة كل شيء

وتقدم لخطبتها وهو على يقين أنها سترضى

لأنه كان يدعو الله ليلاً ونهاراً أن يكون معهُ ليتم له ذاك الأمر

وتم الأمر له بسلاسة لمشيئة رب العزة سبحانه
وحمدت سهر ربها أن عوضها بزوج صاحب دين وعقل ملأ حياتها سعادة ورضا وهناء
وربك الكريم جابر كسر الخواطر أراد بفيض كرمه ن تكتمل سعادتها
فما هي إلا شهور وإذا بثمرة ذلك الحب تتحرك في أحشائها
وشهور وجاء صراخ سمير الصغير ليملأ جنبات حياتها سعادة وهناء
أسمته سمير عرفاناً واعترافاً بحبها الجارف لذلك الوالد الذي ما حرمها من حبه وحنانه وتفهمه

وكان هاشم بذاك الوقت وتلك السنين التي مضت لم يأذن أمر الله ان يرزقه الذرية
واتضح انه رجل عقيم

فالله سبحانه هو من يهب الذكور والاناث ويجعل من يشاء عقيماً

...

أرجو أن أكون قد اعجبكم السر الذي لا يخلو من واقعية الحدث

واقبلوا حبي واحترامي لكم جميعا
==============================

مرحبا أخي رياض،،
مع الأسف ،، تلك السعادة التي كانت تغمر العائلتين انتهت نهاية درامية ،،
وهنا لا نلقي باللوم على قرار الزواج المبكر ،،
بل على تسرع الأهل في اتخاذ القرارات ،، ناهيك عن الزواج من الأقرباء الذي أرفض فكرته نهائيا ،،
لأنه يتسبب بأزمة اذا قدر الله وحدث خلاف..
بالنسبة لزوج سهر وعائلته أظنهم لا يتوفرون على ذرة صبر ،،
ولو كانت كل النساء لا تنجبن بعد سنة .. لطلقن جميعهن لسبب يبقى بيد الله الأحد.
والحمد لله أن النهاية سعيدة ..عوضها الله بالزوج الصالح والذرية الحسنة!!
والفضل أكيد لأسرتها التي وقفت معها ،، لتخرج من أزمتها.
شكرا جزيلا لك على هذه التحفة الرائعه
تحيتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قراءة ممتعة هنا معك
اخي اعجبتني هذه القصة وتخيلاتك الجميلة لأحداثها
بالفعل انت اردت ان تصل بفكرة الينا وهي
ان اولياء الامور ببعض الاحيان يقعون بأخطاء فادحة مع ابنائهم ولايفيد
الندم لاحقا ولكن ايضاً نوهت على ان
صلة الرحم مع الاسف الشديد بدأت بالانحدار
ومجاورة احد الاطراف من الموضوع
وان كان على صواب
كل الود الك اخي ولسردك
الجميل والله
احترامي يا اخي

مشكوووووووووووووورين على المرور